اسرائيل وايران: إشتداد السِجال نحو النهاية القاتمة

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: منذ ما يزيد على عامين تبذل فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا وروسيا والصين جهودا للتوصل الى حل مع ايران لتجمّد برامجها النووية الحساسة التي يشتبه الغرب بانها تغطّي نشاطات عسكرية رغم نفي طهران المتكرر لذلك.

لكن اسرائيل تؤكد دوماً على ان ايران تشكل التهديد الاخطر عليها بسبب تسارع وتيرة البرنامج النووي الايراني وتصريحات المسؤولين الايرانيين المتكررة لا سيما منهم الرئيس نجاد حول نهاية اسرائيل.

الجديد والمثير في زيارة وزير الخارجية الفرنسي الاخيرة لإسرائيل وإطلاقه عبارات نارية هي الاولى من نوعها على ايران، من خلال تصريحه بالنيابة عن تل ابيب، في ان اسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه استمرار تطوير ايران للتكنولوجيا النووية وانها ستضرب ايران قبل الحصول على القنبلة النووية!!، ما يعني ان عملية يجري الإعداد لها خلف الكواليس بالتعاون بين الغرب واسرائيل، فقد صرح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي زار اسرائيل لدعم جهود السلام بين الدولة العبرية والفلسطينيين ان اسرائيل ستتحرك قبل ان تمتلك ايران قنبلة نووية.

وقال كوشنير في مقابلة نشرتها صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان "اسرائيل قالت دائما انها لن تنتظر حتى تصبح القنبلة (الايرانية) جاهزة. اعتقد ان الايرانيين يعرفون ذلك والجميع يعرفون ذلك". الا انه رأى في الوقت نفسه ان "الخيار العسكري ليس حلا".

وتابع الوزير الفرنسي ان انتاج ايران لقنبلة ذرية لن يردع اسرائيل عن التحرك. وقال "لا اعتقد ان هذا سيمنح ايران اي حصانة لأنكم انتم الاسرائيليين ستضربونهم قبل ذلك".

وكرر كوشنير ان "امتلاك ايران قنبلة نووية امر مرفوض تماما" داعيا من جديد الى مقاربة مع ايران تشمل "عقوبات يرافقها حوار". بحسب فرانس برس.

وردا على سؤال عن تجنب الوصول الى هذا الوضع قال "يجب التحدث والتحدث والتحدث وعرض الحوار وعقوبات وعقوبات وعقوبات". وتابع ان "البعض في اسرائيل والجيش" يفكرون في اللجوء الى القوة ضد ايران الا انه اكد ان "هذا ليس حلا برأيي".

وتبذل فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا وروسيا والصين جهودا للتوصل الى حل مع ايران لتجمد نشاطاتها النووية الحساسة التي يشتبه الغرب بانها تغطي نشاطات عسكرية رغم نفي طهران المتكرر لذلك.

وتعتبر اسرائيل ان ايران تشكل التهديد الاخطر عليها بسبب تسارع وتيرة البرنامج النووي الايراني وتصريحات المسؤولين الايرانيين المتكررة لا سيما منهم الرئيس محمود احمدي نجاد حول نهاية الدولة العبرية.

ونشرت المقابلة التي اجريت باللغة الانكليزية قبيل لقاء كوشنير مع رئيس الوزراء الاسرائيلي المستقيل ايهود اولمرت ووزير الدفاع ايهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني المكلفة تشكيل حكومة جديدة.

والتقى الوزير الفرنسي القادة الفلسطينيين في الضفة الغربية وعلى راسهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

امريكا لن تسمح بهجوم اسرائيلي على ايران

من جهة اخرى قال تقرير للتلفزيون الاسرائيلي نقلا عن مصادر دبلوماسية لم يذكر اسماءها ان الولايات المتحدة لن تسمح لاسرائيل بمهاجمة برنامج ايران النووي ما دامت القوات الامريكية في العراق.

وامتنع مسؤول اسرائيلي يرافق رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في زيارة الي موسكو عن التعقيب على التقرير. ويزور اولمرت موسكو لحث روسيا على عدم بيع صواريخ وتكنولوجيا متقدمة خاصة بالتسلح لايران وسوريا.

وقال التقرير الذي بثته القناة العاشرة بالتلفزيون الاسرائيلي ان اي هجوم على ايران من شأنه ان يجعل القوات الامريكية المتمركزة في العراق عرضة لرد انتقامي. وقد تبقى تلك القوات في العراق مدة تقل عن عامين وقد تبقى الى اجل غير مسمى حسب المرشح الذي سينتخب رئيسا للولايات المتحدة في نوفمبر تشرين الثاني. بحسب رويترز.

واذا انتخب المرشح الديمقراطي باراك اوباما فهو يريد سحب القوات المقاتلة في غضون 16 شهرا من تولي المنصب في يناير كانون الثاني 2009. أما الجمهوري جون مكين وهو مؤيد قوي لحرب العراق فانه يرفض تقديم جدول زمني ويقول ان القوات الامريكية قد تبقى في العراق الى أجل غير مسمى.

وقالت القناة العاشرة ان اسرائيل بدأت تدرك ان الجهود الدولية وعقوبات الامم المتحدة ستفشل في وقف البرنامج النووي الايراني ومن ثم فقد فهمت ان ايران ستصبح مسلحة نوويا يوم ما.

اسرائيل تضغط على روسيا كي لا تبيع أسلحة الى ايران وسوريا

وعبّر رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت عن القلق بشان خطط روسيا لبيع اسلحة وتكنولوجيا متقدمة الي كل من سوريا وايران.

وقال مسؤول اسرائيلي للصحفيين المرافقين لاولمرت اثناء زياته لموسكو التي استمرت ليومين ان رئيس الوزراء طلب من وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان يفعل "كل ما في استطاعته" لمنع تمرير الاسلحة من دمشق الى مقاتلي حزب الله في لبنان. لكن الاثنين حققا تقدما محدودا فيما يتعلق باحتواء البرنامج النووي الايراني الذي تعتبره اسرائيل تهديدا لوجودها.

وقال المسؤول ان اولمرت طلب من لافروف تعزيز مشاركة روسيا في الجهود الغربية الرامية لمنع ايران من اكتساب القدرة على انتاج اسلحة نووية. واضاف ان اولمرت ولافروف اتفقا على مواصلة الحوار والتعاون في هذه المسألة. بحسب رويترز.

وتراجعت مصادر دفاعية اسرائيلية عن تصريحات سابقة بخصوص اتفاق وشيك بين موسكو وايران وقالت ان الجانبين ما زالا يناقشان احتمال أن تشتري طهران النظام الصاروخي الروسي المتطور اس-300 المضاد للطائرات.

ويمكن أن يساعد هذا النظام ايران على تفادي أي ضربة جوية اسرائيلية أو أمريكية الي منشآتها النووية. ويعتقد محللون أن شراء الايرانيين للنظام الروسي يمكن أن يسرع العد التنازلي لهجوم اسرائيلي لمنع ايران من صنع أسلحة نووية.

ونفت روسيا أنها تعتزم بيع ايران نظام اس-300 الذي يمكن لافضل نسخة منه أن تتعقب 100 هدف وان تطلق النار على طائرات على بعد 120 كيلومترا. ويعرف هذا النظام في الغرب باسم اس.ايه- 20.

وقبل ساعات من وصول اولمرت ذكرت وكالة انترفاكس الروسية للانباء أن الهيئة الروسية لتصدير الاسلحة (روسوبورون اكسبورت) قالت انها لا تتوفر لديها معلومات عن خطط روسية لتوريد النظام الصاروخي لايران أو سوريا.

وسئل حسن قشقاوي المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية عما اذا كانت بلاده اشترت الصواريخ الروسية فأجاب برد غامض "قوة ايران الدفاعية تعتمد على قدراتنا المحلية وسننظر في أي عمل يساعد في توسيع وتقوية جيشنا وقوتنا الدفاعية."وأضاف قائلا "بيننا وبين الروس تعاون جيد في مجال الدفاع. وأحد الامثلة سيكون النظم المضادة للصواريخ. كان بيننا تعاون جيد وسنستمر في التعاون معهم."

اسرائيل تعتقد ان اتفاق الصواريخ الايراني الروسي تأجل

وقالت مصادر دفاعية اسرائيلية إن ايران لم تتسلم نظام اس-300 الروسي المتقدم المضاد للطائرات ومع ذلك فان البلدين لايزالان يناقشان هذه الصفقة واعادت بذلك النظر في بيانات سابقة بان الصفقة وشيكة.

ويمكن للنظام اس-300 ان يساعد طهران على تفادي اية ضربة جوية اسرائيلية او امريكية ضد منشآتها النووية. ويعتقد محللون ان شراء الايرانيين للنظام سيعجل بالعد التنازلي للقيام بعمل عسكري يحرمهم من الحصول على قنبلة ذرية. بحسب رويترز.

وقالت مصادر دفاعية اسرائيلية في يوليو تموز الماضي ان ايران تستعد لتسلم اس-300 بحلول نهاية العام وربما في وقت قريب في سبتمبرايلول وهي تقديرات لم تؤيدها الولايات المتحدة التي قادت حملة دبلوماسية لكبح خطط ايران الذرية.

وقالت وزارة الدفاع الايرانية التي تمتلك بالفعل صواريخ تور- ام1 الروسية المضادة للطائرات في ديسمبر كانون الاول انها طلبت شراء نظام اس-300. ويوم الاول من سبتمبر ايلول قالت وزارة الخارجية الايرانية انه لا يوجد مثل هذا الطلب.

وقال مصدر دفاعي اسرائيلي "نحن نعلم انه بالنسبة للوقت الحالي لم يتم شحن اي شيء. هناك نوع من التوقف. ويناقش الروس والايرانيون ذلك لكننا ايضا نتحدث مع روسيا حول بواعث قلقنا."

وقال مصدر اسرائيلي اخر على صلة بتقارير المخابرات انه يبدو ان ايران مترددة في شراء احدث نسخة من اس-300 او نسخة اقل تطورا.

وقال المصدر "موعد التسليم سيعتمد الى درجة كبيرة على النسخة التي سيتم الاستقرار على شرائها. اذا اشتروا النوع الاحدث سيستغرق الامر سنوات. اما النوع الاخر فهو متوفر حاليا."

حلف الاطلسي يشك في القدرة على منع امتلاك ايران قنبلة نووية

من جهة ثانية قال الأمين العام لحلف شمال الاطلسي ياب دي هوب شيفر انه غير متأكد من قدرة العالم على منع ايران من صنع قنبلة نووية.

وقال شيفر في مؤتمر في جنوب شرق فرنسا ان الحلف ليس له دور مباشر يقوم به في هذا الصدد ولكنه قال انه قلق من أن الامم المتحدة أخفقت في كبح جماح الطموح النووي لايران.

وقال شيفر في مؤتمر عن السياسة العالمية نظمه المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية "منع ايران من مواصلة السعي للحصول على القنبلة يمثل تحديا كبيرا."وأضاف "لست متأكدا من قدرة العالم على منع ايران من تحقيق طموحها."بحسب رويترز.

وطلب مجلس الامن من ايران مرة أخرى الشهر الماضي "الاذعان تماما ودون تأخير" لمطالب وقف أنشطة التخصيب ولكنه لم يفرض أي عقوبات جديدة كما كانت تريد الولايات المتحدة وحلفاؤها من الدول الغربية.

وقال شيفر "مصدر قلقي هو أن مجلس الامن حاليا غير قادر على التوصل الى المزيد من النتائج بشأن المزيد من العقوبات."

ونتيجة للانشطة النووية الايرانية قال شيفر انه لن يتوقع أن تتخلى اسرائيل أبدا عن "ترسانتها النووية المفترضة". ويعتقد أن اسرائيل هي الوحيدة التي تمتلك أسلحة نووية في الشرق الاوسط ولكنها لم تعلن ذلك رسميا أبدا.

ومضى يقول "كما نعلم جميعا لا تعترف اسرائيل أبدا بما تملكه.. ولكني لا أرى مبررات تذكر حتى تتخلى الدولة اليهودية عن قدراتها."وأضاف شيفر أنه قلق كذلك بشأن سعي ايران لتطوير قدراتها الصاروخية.

وأردف قائلا "ما لا يقل خطورة (عن البرنامج النووي) هو التكنولوجيا الصاروخية التي تطورها أيضا (ايران) بخطى سريعة... أصبح هذا عامل يؤثر في أمن الولايات المتحدة وأوروبا بالطبع."

اسرائيل تتهم ايران بأسوأ دعاية معادية للسامية

وفي نفس سياق المواجهة قال رئيس اسرائيل ان كلمة الرئيس الايراني أمام الامم المتحدة والتي هاجم يها "القتلة الصهاينة" تعيد الي الاذهان واحدة من اسوأ حملات الدعاية السيئة السمعة والمعادية للسامية في التاريخ.

وفي كلمة استلها بمحاضرة مطولة عن الله والعدالة والاخلاقيات أبلغ الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الجمعية العامة للامم المتحدة المؤلفة من 192 دولة ان الصهاينة "المخادعين" يحتالون على الامريكيين والاوروبيين ويسيطرون على النظامين المالي والنقدي في العالم. بحسب رويترز.

وقال الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز بعد كلمة أحمدي نجاد "هذه هي المرة الاولى في تاريخ الامم المتحدة التي يظهر فيها رئيس دولة صراحة وعلانية ويوجه اتهامات قبيحة وشريرة الي (بروتوكولات حكماء صهيون)."

وكان يشير الى دعاية معادية للسامية نشرت اوائل القرن العشرين تصف مخططا يهوديا وماسونيا للسيطرة على العالم. وتعرضت الوثيقة للتشكيك وتعتبر على نطاق واسع خدعة.

وقال بيريز "هذا لم يحدث قط في هذا المبنى او في الامم المتحدة" مضيفا انه يعيد الى الاذهان "أكثر الاتهامات الشريرة في جو من الكراهية" ومعاداة السامية.

وجدد موقف اسرائيل بأن ايران اصبحت "مركزا للارهاب" بدعمها جماعتي حماس في قطاع غزة وحزب الله في لبنان.

امريكا تزود اسرائيل برادار دفاعي

وقال مسؤولون شاركوا في نشر رادار امريكي متطور في اسرائيل ان اسرائيل حصلت على الرادار الذي يعكف طاقم امريكي على تشغيله في اطار الاستعدادات لاحباط اي هجوم قد تشنه ايران بصواريخ ذاتية الدفع.

ويعكس الرادار الواسع المدى عمق علاقات الدفاع بين اسرائيل والولايات المتحدة. لكن بزيادة الاعتماد الفني على حليفتها فان اسرائيل ربما تعزز من سلطة واشنطن على الاعتراض على عمل اسرائيلي احادي يهدف الى منع ايران من الوصول الى اسلحة نووية.

واوضح مسؤولون ان الرادار نصب هذا الشهر في قاعدة نيفاتيم العسكرية بجنوب اسرائيل التي تستضيف بانتظام تدريبات امريكية اسرائيلية للدفاع الجوي. وجاء فريق أمريكي بصحبة الرادار وذكر راديو اسرائيل ان الفريق مؤلف من نحو 120 من افراد الجيش الامريكي. بحسب رويترز.

وقال مسؤول طلب عدم ذكر اسمه او جنسيته "هذا تطوير كبير للاستعدادات الثنائية للتهديدات التي تواجه اسرائيل." وسئل عن توضيح التهديدات فاشار الى ايران وسوريا.

ووصف مسؤولون امريكيون نظام الرادار الذي طورته شركة رايثون بأنه قادر على رصد جسم في حجم كرة البيسبول من على بعد نحو 4700 كيلومتر. وسيمكن هذا النظام الصاروخ أرو من اعتراض الصاروخ شهاب 3 الايراني ذاتي الدفع في منتصف الطريق تقريبا خلال رحلته المفترضة الى اسرائيل والتي تستمر 11 دقيقة.

وحصل وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك على موافقة وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) على تزويد اسرائيل بالرادار القوي خلال محادثات في يوليو تموز. وقال الامريكيون انهم سيفتحون مجالا أكبر أمام وصول اسرائيل للاقمار الصناعية الخاصة بنظامهم للدعم الدفاعي والذي يرصد الصاروخ لحظة اطلاقه.

وبالتوازي مع ذلك تطور الحليفتان معا درع صواريخ أرو الذي يطلق صواريخ اعتراضية لاسقاط الصواريخ الاتية على ارتفاع كبير.

وقال مسؤول على دراية بالصفقة انها تعويض عن عزوف الادارة الامريكية عن دعم استعدادات اسرائيل لهجوم محتمل على ايران مشيرا الى ان التركيز الامريكي ينصب على الاجراءات المضادة.

واوضح المسؤول "اراد باراك حزمة كاملة.. دفاعية وهجومية. لكن ما حصل عليه من (وزير الدفاع الامريكي روبرت) جيتس هو حزمة دفاعية فحسب."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 7/تشرين الأول/2008 - 7/شوال/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م