
شبكة النبأ: الطبقة الوسطى في
الولايات المتحدة الأمريكية ليست طبقة واحدة متجانسة، لكنها تنقسم
إلى أربع طبقات مختلفة في اتجاهاتها وأحوالها المالية ومستواها
التعليمي وتوقعاتها المستقبلية. وحسب دراسة أجريت مؤخرًا من قبل
برنامج تابع لمركز بيو للاتجاهات الديموغرافية والاجتماعية لدراسة
سلوك واتجاهات الطبقة الوسطى الأمريكية، اتضح أن 53% من الأمريكيين
يرون أنفسهم من الطبقة الوسطى. وقد خلصت الدراسة إلى انقسام الطبقة
الوسطى الأمريكية إلى أربع مجموعات كبيرة غير متجانسة فى المستوى
التعليمي والأحوال المالية والاقتصادية وتوجهاتها المستقبلية. بحسب
موقع تقرير واشنطن.
الطبقة الوسطى العليا: طبقة طموحة
المجموعة الأولي هي الطبقة الوسطى العليا، والتي تمثل 35% من
إجمالي الطبقة الوسطى و19% من إجمالي الأمريكيين. ويتميز مستوى
معيشتها بالارتفاع وتطمح إلى تحسين مستواها المعيشي في المستقبل،
حيث يرون أن مستواهم المعيشي خلال الخمس سنوات الماضية قد تحسن
كثيرًا عن الماضي.
وهذه المجموعة هي الأفضل تعليمًا، فنسبة خريجي الجامعات بها
مرتفع، وتصل تلك النسبة إلى 41% من إجمالي المجموعة، والى 29%
بالنسبة للخريجين بصفة عامة. وهي الأعلى في مستوى الدخل، حيث 32%
من هذه المجموعة لا يقل متوسط دخلهم السنوي عن 100 ألف دولار
سنويًّا، وأكثر من ثلثي هذه المجموعة يزيد متوسط دخلهم السنوي عن
75 ألف دولار سنويًّا، ولا يقل متوسط الدخل السنوي لهذه المجموعة
عن 50 ألف دولار. كما أنها ذات مستوى صحي متميز، وهى المجموعة
الأكبر ضمن المجموعات الأربعة.
وتتركز معظم استثمارات هذه المجموعة في استثمارالأسهم والسندات
والبورصات، حيث أن 75% من أفرادها يمتلكون أسهمًا وسنداتٍ، وأكثر
من 33% يحصلون على إيرادات من الفائدة على الادخار والسندات. وتقوم
هذه المجموعة باتخاذ العديد من الخطوات التي تضمن لهم مستقبلاً
ماليًا جيدًا. فليس غريبًا أن يرى 58% من أفراد هذه المجموعة أكثر
ارتياحًا واستقرارًا ماديًّا مقابل 39% فقط لباقي الطبقة الوسطى.
وتشمل هذه المجموعة الأطباء والمحامين وغيرهم من المهنيين الذين
أشاروا إلى رضاهم التام عن المستوى المهني لهم بنسبة 36%، في حين
أن نسبة 96% من الطبقة الوسطى أشاروا إلى مجرد الرضا فقط عن
مستواهم المهني.
هذه المجموعة أكثر رضًا عن حياتها، وأكثر تحكمًا في قراراتها،
حيث يرى 71% منهم أن النجاح يعود إلى تحكمهم الشخصي وقراراتهم
الفردية، ويعتقدون أن الغنى يقود إلى الغنى وأن الفقر يقود إلى
الفقر.
ومن الناحية السياسية فتميل الأغلبية إلى التحرر والليبرالية،
ويرى 62% منهم ضرورة التدخل الحكومي للعناية بالرعاية الصحية في
مقابل 72% لباقي مجموعات الطبقة الوسطى. ويؤكد 85% منهم أنهم
يصوتون في الانتخابات مقابل 73% لباقي الطبقة الوسطى. كما لم يوافق
80% منهم على عودة المرأة إلى التقاليد والعادات الاجتماعية مقابل
73% لباقي الطبقة الوسطى.
الطبقة الوسطى المتوسطة: غياب الرضا
تمثل المجموعة الثانية، الطبقة الوسطى المتوسطة " الحريصة"، 23%
من إجمالي الطبقة الوسطى و12% من إجمالي الأمريكيين. وتتميز هذه
المجموعة بأنها تشمل جميع خصائص الطبقة الوسطى عامة حيث يتناسب
وضعها مع موقعها في منتصف الطبقة الوسطى. فهم ليسوا من الأغنياء
وليسوا من الفقراء بل هم بينَ بينَ وحسب الدراسة فإن 16% من هذه
المجموعة راضية للغاية عن حياتها وأمورها. إلا أن غالبية هذه
المجموعة ترى أن الحياة أصبحت أصعب في العشر سنوات الماضية عن
الوضع في الماضي، وأنه من الصعب تحسن الوضع في المستقبل بالنسبة
لأطفالهم. وتعانى هذه المجموعة من ضعف في مستواها الاقتصادي في
مقابل احتياجاتها المتزايدة، وخاصة عدم قدرتها على سداد أقساط
القروض العقارية.
وتصل نسبة خريجي الجامعات من هذه المجموعة إلى 30%، وتصل نسبة
النساء إلى 51% مقابل 49% للرجال. وتحتل هذه المجموعة مرتبة وسطية
بين الأغنياء والفقراء فأكثر من 70% متوسط دخلهم السنوي 50 ألف
دولار، والثلث يحصلون على 75ألف دولار سنويًّا، ولا يقل متوسط
الدخل السنوي لهذه المجوعة عن 30 ألف دولار.
وتتجه هذه المجموعة إلى العمل الثابت الدائم بنسبة 76% من
المجموعة ككل، وأكثر من الثلثين متزوجون مقابل النصف فقط للطبقة
الوسطى ككل. كما تتجه إلى تملك منازلهم بنسبة 81%. وتبين الدراسة
أن 61% منهم قاموا بتسديد نصف قيمة أقساط القروض العقارية مقابل
44% فقط لباقي الطبقة الوسطى. وعلى ذلك فإنها مجموعة أكثر قلقًا
حول مستقبلهم المعيشي.
على الرغم من أن هذه المجوعة الأكثر زواجًا وعملاً وتملكًا
للمنازل، إلا أنهم لا يشعرون بالرضا الكامل والسعادة تجاه مستواهم
المعيشي، حيث عبر 84% منهم عن مجرد الرضا عن مستواهم المعيشي وليس
الرضا الكامل مثل المجموعتين التاليتين الأقل في المستوى المعيشي.
بل هم أكثر استياءً من كيفية تسيير الأمور داخل البلاد بنسبة
76% مقابل 61% لإجمالي الطبقة الوسطى. ويتوقع 28% منهم أن أطفالهم
سيعانون في المستقبل من حياة أكثر صعوبة.
تعانى هذه المجموعة من مشكلات اقتصادية. حيث أظهرت الدراسة أن
23% منهم فقط قاموا بسداد ما عليهم من أقساط القروض العقارية. وأن
25% منهم لا يستطيعون الحصول على الرعاية الطبية اللازمة أو تحمل
نفقاتها بمفردهم، وأن 41% منهم يرون أنهم في حاجة إلى عمل إضافي
لزيادة دخولهم وسداد فواتيرهم.
الطبقة الوسطى الراضية
تمثل هذه الطبقة 25% من الطبقة الوسطى و12% من إجمالي
الأمريكيين. وتتميز هذه المجموعة بتفاؤل الشباب إلى جانب قناعة
كبار السن. مما جعل هذه المجموعة أكثر المجموعات ارتياحًا وتفاؤلاً
من المجموعات الثلاثة الأخرى. فهذه الطبقة تثبت أنك لا تحتاج للمال
لتفرح حتى وإن كانت هذه الطبقة تحتل المرتبة الثالثة من حيث مستوى
الدخل. حيث يرى 47% أنهم يعيشون بشكل مريح مقارنة بنسبة 39% للطبقة
الوسطى ككل. وتشمل هذه المجموعة 34% من كبار السن و65% من الفئات
الأخرى منها 31% أعمارهم تقل عن ثلاثين سنة كما تزيد فيها نسبه
النساء لتصل إلى 55%.
على الرغم من أنهم لا يكسبون كثيرًا إلا أنهم أكثر قناعة ورضًا
فحوالي 52% منهم يتراوح متوسط الدخل ما بين 20 ألف دولار إلى 40
ألف دولار سنويًّا وأكثر من 84% منهم يتراوح دخلهم ما بين 20 ألف
دولار إلى 50 ألف دولار سنويًّا. وأن أكثر من 41% يتلقون الضمان
الاجتماعي وأشكال أخرى من استحقاقات التقاعد وهي نسبة كبيرة تفوق
ضعف نسبة الطبقة الوسطى ككل نتيجة ارتفاع نسبة كبار السن بها.
تعتمد هذه المجموعة على التقدم الشخصي والحسابات الخاصة، وهي
أكثر المجموعات إحساسًا بالارتياح مثل الفئة الأولى. ويرون أنهم
يؤدون أفضل من آبائهم حيث يرى 45% منهم أنهم فاقوا آباءهم عندما
كانوا في السن ذاته. ويرى 88% منهم أنهم يعيشون بشكل مريح ويمكنهم
تغطية نفقاتهم.
الطبقة الوسطى المناضلة
تشمل هذه المجموعة 17% من الطبقة الوسطى و9% من إجمالي
الأمريكيين. وهى أصغر المجموعات الأربعة وتتميز بأن عدد النساء
يفوق عدد الرجال بشكل كبير، حيث تستحوذ النساء على هذه المجموعة
بنسبة 63%. كما أنها تضم عددًا كبيرًا من الأقليات غير المتجانسة
حيث يشكل البيض الأغلبية في هذه المجموعة بنسبة 56% والسود 20%
والأسبان 19%. كما تضم أكبر نسبة من المهاجرين الجدد بنسبة 14%.
ويتميز أفرادها بالتشابه، وأنها ذات دخل متوسط أقل من الطبقتين
السابقتين، وهى أكثر تعرضًا للمشكلات الاقتصادية ومشكلة دفع
الفواتير. ويتميز أفرادها بالتحاقهم بالعمل غير الثابت أو الأقل
دوامًا. وهذه المجموعة هي أقل المجموعات امتلاكًا للمنازل فأكثر من
60% من المنازل مؤجرة، وهي نسبة تفوق ضعف نسبة الطبقة الوسطى ككل.
وهي أقل المجوعات زواجًا بنسبة 23% فقط.
تتميز هذه المجموعة أيضاً بأنها أقل تعليمًا من المجموعات
الأربعة حيث تشمل 8% فقط من خريجي الجامعات و31% لم يحصلوا على
الشهادة الثانوية، و42% لم يلتحقوا بالكليات بعد إتمامهم دراستهم
الثانوية.
وتتميز بأنها أكثر كفاحًا في الطبقة المتوسطة، حيث إن الأغلبية
بنسبة 58% متوسط دخلهم السنوي أقل من 20 ألف دولار، وحوالي 30%
منهم دخلهم السنوي أقل من 10 ألف دولار سنويًّا، وأكبر دخل لهذه
المجموعة هو50 ألف دولار سنويًّا.
تعانى هذه المجموعة من مشكلات اقتصادية كبيرة، فأكثر من 32% من
أفرادها لديهم مشكلات في دفع أقساط الرهن العقاري، كما يرى 52 %
منهم أنهم يعانون مشكلات في الحصول على الرعاية الصحية. وترى هذه
المجموعة أنها ستواجه مزيدًا من الصعاب في المستقبل بنسبة 72%،
وأنهم سيجدون صعوبة في دفع فواتيرهم وصعوبة في توفير المال
للمستقبل.
وتجدر الإشارة إلى أن معظم أفراد هذه المجموعة من الديمقراطيين
بنسبة 42% مقابل 14% للجمهوريين، إلا أن 53% منهم يقولون: إنهم
ليسوا مسجلين للتصويت. |