اللاجئون العراقيون يملؤن الدنيا التي شَحَّت بوجهها عنهم

إعداد: ميثم العتابي

شبكة النبأ: لابد من البحث في أسباب تزايد أعدادهم في المهجر ووصولها الى أرقام قياسية مخيفة، وصلت إلى المستويات العالمية بل تجاوزت جميع ارقام الهجرة العالمية. المهاجرون العراقيون اليوم باتوا على قارعة الطرق الأوربية ومفترق الطرق العربية، تتقبلهم بلدان بشروط وترفضهم أخرى بذريعة.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على أوضاع المهاجرين العراقيين، وأرقامهم في دول المهجر، والبلدان التي تستضيفهم وحالهم هناك، مع أمل رجوعهم الى وطن العراق:

الأزمة الخطيرة التي تحيق باللاجئين العراقيين

الولايات المتحدة تسير في الطريق لتحقيق هدفها في عام 2008 باستقبال 12 الف لاجيء عراقي بحلول نهاية الشهر القادم.. وهذا خبر جيد في أسوأ ازمة لاجئين في الشرق الأوسط في 60 عاما.

والخبر السيء هو أن 12 الف شخص لا يمثلون سوى نسبة ضئيلة من النزوح الكبير للعراقيين من ديارهم بسبب العنف والتطهير العرقي الذي سببه الغزو الامريكي للبلاد في عام 2003.

وتختلف التقديرات لعددهم. والعدد المستخدم على نطاق واسع وهو خمسة ملايين لاجيء يمثل خمس العراقيين. واذا قورن هذا العدد بتعداد سكان الولايات المتحدة فانه يعني ان نحو 60 مليون امريكي اجبروا على النزوح من ديارهم. بحسب رويترز.

فلماذا لا تلقى أزمة بهذا الحجم صدى في أحاديث الرأي العام في الولايات المتحدة ولا يرد لها ذكر في العناوين الكبيرة. من اسباب ذلك ان مسألة اللاجئين العراقيين مسألة غير مرئية من الناحية الفعلية. فلا توجد مخيمات لاجئين على غرار مخيمات دارفور أو مخيمات رواندا تجتذب لقطات تلفزيونية صادمة. والاهم ان اللاجئين ليسوا في البرنامج السياسي لحكومتي واشنطن وبغداد. والحديث الدائر هو ان العراق يعود الى الحياة العادية.

وفي ذروة اعمال العنف في عام 2006 قالت المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين ان 50 الف شخص يفرون شهريا من ديارهم سواء الى مكان امن عبر الحدود أو داخل العراق. وبينما تراجعت اعمال العنف بشدة منذ ذلك الحين مازالت الانقسامات السياسية والطائفية باقية ولم تحدث عودة للاجئين بأعداد كبيرة. ولم يحصل سوى عدد ضئيل منهم على تصريح بالاقامة في الولايات المتحدة بمعدل 134 شهريا في عام 2007 .

وفتح الباب نسبيا هذا العام وبحلول نهاية يوليو تموز قبلت الولايات المتحدة 8815 لاجئا عراقيا وفقا لاحصائيات الخارجية الامريكية. والمسؤولون واثقون من ان يصل هذا العدد الى الرقم المستهدف وهو 12 الفا في السنة المالية 2008 التي بدأت في اكتوبر تشرين الاول الماضي وتنتهي في سبتمبر ايلول القادم. أما العدد الذي سيتم قبوله في العام القادم فهو غير معروف.

والولايات المتحدة ليست البلد الوحيد الذي له ايقاع بطيء للتعامل مع ما هو كارثة انسانية وعقبة ضخمة لاعادة اعمار العراق حيث تعيش غالبية الطبقة المتوسطة الآن في المنفى. وورد في تقرير متشائم للمجموعة الدولية لادارة الازمات وهي مركز ابحاث مقره بروكسل ان العراق الغني بالنفط أصبح الان مفلسا في الموارد البشرية.

الى أي مدى العراق غني .. وفقا لتقرير مكتب محاسبة الحكومة التابع للكونجرس الامريكي الصادر هذا الشهر فان العراق سيحقق على الارجح فائضا في الميزانية قيمته نحو 80 مليار دولار بحلول نهاية العام بفضل الزيادة الكبيرة في اسعار النفط. ويقارن هذا الفائض بمبلغ يقل عن اربعة مليارات دولار أنفقها العراق على مشروعات اعادة الاعمار الرئيسية منذ عام 2005.

والى أي مدى العراق فقير في الموارد البشرية .. أشار تقرير مكتب محاسبة الحكومة الى ان السبب الرئيسي لعدم قدرة العراق على استخدام ثرواته النفطية في اعادة الاعمار هو "النقص النسبي لخبراء الميزانية المدربين ونقص العاملين الاخرين الذين لديهم المهارات الفنية اللازمة. ويعيش كثير من الاشخاص الذين لديهم هذه الخبرات الفنية اللازمة في المنفى.

ويقول بول ايدل وهو خبير في شؤون الشرق الاوسط مقره لندن انتهى لتوه من اعداد فيلم وثائقي عن اللاجئين العراقيين في سوريا وهي البلد الذي استقبل أكبر عدد من اللاجئين ليس هناك احتمال لعودتهم قريبا.

وتشجع الحكومة العراقية التي تصفها المجموعة الدولية لادارة الازمات بأنها "تفتقر للكفاءة وتتسم باللامبالاة" العراقيين الذين يقيمون في المنفى على العودة. وهذا الاسبوع عاد بطريق الجو أكثر من 200 عراقي من مصر الى بغداد على متن طائرة رئيس الوزراء نوري المالكي.

وأشاد عبد الصمد رحمان سلطان وزير الهجرة والمهجرين بهذه الخطوة ووصفها بأنها بداية عودة العراق الى الحياة العادية وقال: سنحاول ان نعيدهم الى ديارهم.

لاحظ كلمة "سنحاول". انها تسلط الضوء على مشكلة خطيرة. كثيرون منهم دمرت منازلهم أو لحقت بها أضرار. ومنازل اخرين احتلها "اشخاص نزحوا محليا" وهو التعبير الرسمي للاجئين داخل بلادهم. وهناك منازل اخرى في مناطق يسيطر عليها اشخاص من طائفة مغايرة.

وقال تقرير المجموعة الدولية لادارة الازمات: مع التشجيع على العودة لم تفعل الحكومة العراقية شيئا يذكر للاستعداد لنزاعات محتملة عندما يسعى لاجئون الى استعادة ممتلكاتهم.

واذا كان هذا هو الحال فلماذا يتعين على الولايات المتحدة بذل جهود اضافية لحل المشاكل التي تتقاعس الحكومة العراقية عن حلها..

وبدافع المصلحة الشخصية يجب الاشارة الى ان عدم استقرار العراق ليس في مصلحة الولايات المتحدة ولن يكون هناك اعادة اعمار سليم في وجود النقص الحالي في المهارات.

العراقيون ثاني أكبر طالبي لجوء في الشرق الأوسط وإفريقيا 

من جهتها كشفت المتحدثة الرسمية باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن العراقيين يشكلون ثاني أكبر مجموعة لطالبي اللجوء في تلك المنطقة.

وقالت المتحدثة عبير عطيفة من مكتب المفوضية في محافظة (6 أكتوبر) المصرية، غرب القاهرة، أن العراقيين يشكلون ثاني أكبر مجموعة من طالبي اللجوء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بعد السودانيين.

وأضافت أن: عدد اللاجئين العراقيين من طالبي اللجوء، والمسجلين لدى المفوضية في مكتب القاهرة، بلغ (10847) شخصا، وهم يشكلون نسبة (25%) من إجمالي طالبي اللجوء في المنطقة بعد السودانيين، ويأتي بعدهم الصوماليين في المرتبة الثالثة.

وذكرت عطيفة أن أرقام العراقيين من طالبي اللجوء لدى المفوضية، لا تعني بالضرورة أنهم يطلبون التوطين في دول أخرى غير بلدهم العراق، أو البلد المضيّف مصر، موضحة أن لدى غالبيتهم مشاكل في الإقامة بشكل قانوني في مصر. بحسب أصوات العراق.

وأشارت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين إلى أن المفوضية تساعد اللاجئين على البقاء في مصر، بصورة شرعية، لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد، منوهة إلى أنه من حق أي شخص التقدم بطلب إلى مفوضية اللاجئين، بعد تقديم معلومات عن المشاكل التي تحول دون عودته إلى بلده الأصلي.

وبشأن مساعدة المفوضية لبعض اللاجئين في الحصول على (حق لجوء) في دول أخرى، لفتت عطيفة إلى أن نسبة الحصول على مثل هذا اللجوء قليلة جدا، موضحة أن العام (2007) شهد قبول طلبات (350) شخصا فقط كلاجئين في أمريكا وكندا.

وتُعرف المفوضية اللاجئ بأنه شخص فر من بلده بسبب خوف له ما يبرره، من التعرض للاضطهاد بسبب عرقه أو دينه أو جنسيته، أو رأيه السياسي، أو إنتمائه إلى فئة اجتماعية معينة، ولا يستطيع أو لا يرغب بالعودة إلى وطنه.

وأوضحت عطيفة أن هناك حالات إنسانية خاصة، يتم التعامل معها بشكل خاص، كالمرض أو التقدم في السن، مشيرة  إلى أنه تم خلال العام الماضي أيضا إرسال سيدتين عراقيتين مسنتين إلى هولندا بسبب وجود بناتهن هناك، فضلا عن كبر سنهن.

يذكر أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، التي تتخذ من مدينة (جنيف) السويسرية مقرا لها، تأسست بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبدأت أعمالها في العام (1951)، حيث قدمت المساعدة إلى ما يزيد على مليون لاجئ أوروبي في أعقاب إنتهاء الحرب العالمية الثانية.

وتشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن العنف في العراق، والمستمر منذ غزوه بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في العام (2003)، أدى إلى أكبر موجة نزوح في الشرق الأوسط ، منذ إنشاء إسرائيل في العام (1948) وبدء تهجيرها للفلسطينيين.

وتقدر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة أعداد العراقيين، الذين نزحوا في أعقاب الحرب الأمريكية على بلادهم، بحوالي (4.4) مليون لاجئ. ويتضمن هذا العدد (2.2) مليون نازح داخل العراق، بينما يتوزع حوالي (2,2) مليون لاجئ على دول الجوار، وبشكل أساسي في كل من سوريا والأردن ومصر.

ويوجد حتى الآن، بحسب إحصائيات المفوضية، حوالي (1,4) مليون عراقي في سوريا، وأكثر من نصف مليون في الأردن، وأعداد أخرى في كل من مصر ولبنان وتركيا والخليج العربي.

العائلات العراقية المهجّرة تعود الى منازلها في بغداد

واعلن مسؤول عسكري عراقي عودة 11 الف عائلة مهجرة الى منازلها في بغداد اي حوالى 12% من اصل 92 الف عائلة تهجرت من اماكن سكنها جراء العنف الطائفي خلال الاعوام الماضية.

وقال المتحدث العسكري باسم خطة "فرض القانون" اللواء قاسم عطا خلال مؤتمر صحافي ان عدد العائلات المهجرة في بغداد يبلغ حوالى 92 الف عائلة عاد منها حتى الان حوالى 11 الف حتى اب/اغسطس. واعتبر ان عودة العائلات مسؤولية جميع الوزارات ورجال الدين فالكل يجب ان يساعد. بحسب فرانس برس.

واكد ان قوات الامن العراقية ستكون في حال طوارىء في الثاني من ايلول/سبتمبر لكي تباشر اخلاء منازل العائلات المهجرة من شاغليها.

واشار الى تشكيل لجان عليا لمتابعة العودة لتلقي طلبات العودة من العائلات منذ 25 من اب/اغسطس الجاري.

وتقوم اللجان بتنظيم عودة العائلات من خلال وثائق رسمية تتولى بعدها قوات الامن ايصال العائلة وتامين حمايتها وفقا لعطا.

وكان النائب مثال الالوسي زعيم حزب "الامة العراقية" اعلن منتصف تموز/يوليو ان: رئيس الوزراء نوري المالكي وعد بتخصيص مبلغ مليون دينار (800 دولار) لكل عائلة مشيرا الى ان الاجهزة الامنية ستتكفل بعودة الراغبين الى منازلهم وحمايتهم.

وشهدت بغداد في الاشهر الاخيرة تحسنا امنيا ملحوظا بعد العمليات الامنية في المحافظات المجاورة خصوصا بعد تشكيل قوات تابعة لمجالس الصحوات التي تقاتل تنظيم القاعدة.

يشار الى ان مئات الاف العراقيين نزحوا من اماكن سكنهم خصوصا بعد اندلاع اعمال العنف الطائفية بين السنة والشيعة في 22 شباط/فبراير 2006 اثر تفجير مرقد الامامين العسكريين في سامراء.

وتؤكد ارقام المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة وجود اكثر من مليوني نازح داخل العراق.

عودة العوائل العراقية من مصر الى أرض الوطن

وفي تطور ايجابي غادر نحو 240 عراقيا القاهرة عائدين الى بلادهم على رحلة تكفلت بها الحكومة العراقية لكن بعض وكالات اللاجئين والمحللين قالوا إن عودتهم سابقة لاوانها وان لها دوافع سياسة.

واحتشدت عائلات خارج احدى صالات الركاب بمطار القاهرة قبل ساعات من الاقلاع المقرر للرحلة وسلمهم مسؤول بالقنصلية العراقية اعلاما عراقية بلاستيكية.

وهذه هي ثاني رحلة جوية تنظمها الحكومة العراقية خلال الايام الماضية. وكان عدد مماثل من اللاجئين عادوا جوا الى العراق يوم 11 أغسطس اب. بحسب رويترز.

وتقول الحكومة العراقية ان الوضع الامني تحسن وشجع الذين فروا من البلاد بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 على العودة.

وقال جوست هلترمان الخبير في شؤون العراق بالمجموعة الدولية للازمات وهي منظمة بحثية انها عملية سياسية. الحكومة تريد تصوير الوضع على انه امن بشكل قابل للاستدامة.

واضاف ما من شك في ان الوضع تحسن من عدة نواح. لكن ما مدى استمراره.. عناصر العنف السياسي توقفت لكن عمليات الخطف لا تزال مستمرة بمعدلات عالية.

وقال عدد من اللاجئين الذين تحدثت معهم رويترز انهم يعودون الى بلادهم بسبب الصعوبات المالية التي يواجهونها في مصر وليس لتحسن الوضع الامني في العراق.

وقال عماد ابراهيم الذي كانت ترافقه زوجته واطفاله الثلاثة: كل شيء في مصر غالي جدا. نحن عائدون بسبب صعوبة الحياة هنا. واضاف: اضطررت لاقتراض اجرة السيارة الاجرة كي اصل الى هنا (المطار).

وتستضيف مصر حوالي 100 الف من اللاجئين العراقيين وطالبي اللجوء من بين ما لايقل عن مليونين فروا من العراق بعد الغزو. ويعيش غالبية اللاجئين في سوريا والاردن المجاورتين.

وقالت عبير عطيفة المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة إن اعادتهم الى وطنهم ليست طوعية اذا كان العائدون يغادرون مصر بسبب الحاجة.

واضافت لسنا في وضع يسمح لنا بتشجيعهم على العودة . نأمل ان تكون العودة قائمة على تحسن الوضع الامني وليس بسبب الحاجة والعوز.

وقال ائتلاف من المنظمات العراقية والدولية غير الحكومية هذا الشهر ان قرار الحكومة اعادة اللاجئين من مصر كانت عملية متسرعة وسابقة لاوانها ومن المحتمل ان يكون له عواقب كارثية.

اوضاع مأساوية للاجئين الفلسطينيين المغادرين من العراق

ينتقل بعض اللاجئين الذين يعيشون في ظروف يائسة في صحراء العراق الى ايسلندا والسويد بموجب اتفاق لإعادة التوطين كشفت عنه منظمة الامم المتحدة لرعاية اللاجئين.

وقال رون ردموند المتحدث باسم مفوضة الامم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين ان اكثر من 24 فلسطينيا تقطعت بهم السبل عند الحدود العراقية السورية طوال العامين الماضيين سيسافرون الى ايسلندا خلال الاسابيع القادمة. بحسب رويترز.

وصرح ردموند بأن 155 لاجئا فلسطينيا اخرين فروا من العراق ليجدوا نفسهم محاصرين على حدود سوريا بعد ان رفضت السماح لهم بالدخول سيسمح لهم بالسفر الى السويد.

وقال في افادة صحفية في جنيف: المجموعتان تضمان عددا من النساء والاطفال الذين يحتاجون الى رعاية طبية تتطلب عناية فورية.

وهناك 2300 لاجيء فلسطيني يعيشون في مخيمين على الحدود السورية العراقية لا يستطيعون العودة الى العراق او الدخول الى دول مجاورة. وخلال الاربعة عشر شهرا الماضية توفي 12 فردا من بين هذه المجموعة التي تفتقر لرعاية صحية سليمة.

وكان العراق يستضيف 30 الف لاجيء فلسطيني قبل الغزو الامريكي عام 2003 . وأصبح اللاجئون الفلسطينيون هدفا للهجمات بعد بدء الحرب وارجع ذلك جزئيا الى دعم حكومة بغداد تحت حكم النظام المخلوع للقضية الفلسطينية.

وقبلت سوريا التي تستضيف عددا كبيرا من العراقيين المنفيين 250 لاجئا فلسطينيا من العراق عام 2006 لكنها بعدها اغلقت الحدود في وجه اللاجئين. وأعيد توطين عدد قليل من الفلسطينيين الذين تقطعت بهم السبل في الصحراء في اوروبا والبرازيل وتشيلي كما عرض السودان استضافة البعض.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 30/أيلول/2008 - 29/رمضان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م