
شبكة النبأ: مخاوف عدة تؤرق
الباحث الاقتصادي الامريكي حاله حال أي دولة ذات نمو اقتصادي أصابه
التلكؤ، ذلك ان التراكمات الاقتصادية والسياسية منها بدت تظهر
ملامحها على الحياة اليومية للفرد الامريكي. ومن اهم هذه المشاكل
هي مشكلة الوقود والارتفاع الحاصل في اسعار النفط عالميا، مما أثر
بشكل مباشر على المستهلك وقد ينذر هذا الوضع إذا ما بقيت السياسية
الاقتصادية الامريكية على حالها، بمؤشر خطر يكون المتضرر الوحيد
فيه هو المواطن الامريكي.
(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على الوضع
الاقتصادي في الولايات المتحدة الامريكية والعجز الحاصل جراء
التغيرات التي تضرب السوق النفطية:
مؤشر ينذر عن ارتفاع عدد الفقراء
الامريكيين الى الملايين
اوضح تقرير امريكي رسمي ان نحو 37 مليون امريكي يعانون من
الفقر، وان نحو 46 مليون فرد يفتقرون الى خدمات التأمين الصحي.
واوضح التقرير السنوي لمؤسسة الاحصاء الامريكية عن مستويات
الدخل والفقر وخدمات التأمين الصحي في الولايات المتحدة ارتفاع عدد
الفقراء من 36.5 مليون فرد عام 2006 الى 37.3 مليون في 2007. بحسب
بي بي سي.
واعتمد التقرير على مقياس للفقر، وهو ان يقل دخل اسرة امريكية
من 4 أفراد عن نحو 21 ألف دولار امريكي في السنة بغض النظر عن محل
اقامتهم في الولايات المتحدة، حيث تتباين تكلفة المعيشة من ولاية
لاخرى.
اما بالنسبة للفرد الواحد، فقد اعتمد التقرير ان من يقل دخله عن
نحو 10 آلاف دولار سنويا يعتبر فقيرا.
واوضح التقرير ان نحو 18% من الاطفال في الولايات المتحدة
يعانون من الفقر، فيما تنخفض النسبة بين البالغين الى 11%، وتنخفض
اكثر بين من تخطوا سن 64% الى 10%.
وحذر التقرير من ان مزيدا ممن تخطوا سن الـ 65 سيعانون من الفقر
اذا لم يتلقوا خدمات الرعاية الاجتماعية.
واوضح التقرير ان الجنوب الامريكي هو الافقر بين كافة مناطق
الولايات المتحدة، حيث نحو 30% من السكان من الفقر، اما افقر
الولايات فهي ولاية مسيسبي.
اما بالنسبة لعدد من يفتقرون الى خدمات التأمين الصحي، سواء
الخدمات الحكومية او الخاصة، فقد بلغت نسبتهم من السكان 15.3% في
عام 2007، وهو ما يعني 45.7 مليون فرد في عام 2007. ويمثل هذا
انخفاضا طفيفا في عدد من يفتقرون للتأمين الصحي، اذ كان 47 مليون
فرد في عام 2006.
وقال بول فرونستين كبير الباحثين بمعهد ابحاث التوظيف في
الولايات المتحدة ان التحسن الطفيف في عدد من لا يتمتعون بخدمات
التأمين الصحي لا يمكن اعتباره تغييرا حقيقيا لانه لا يوجد اتجاه
ثابت لتحسين خدمات التأمين الصحي في الولايات المتحدة.
واوضح استطلاع للرأي اجرته احدى المؤسسات غير الهادفة للربح ان
82% من الامريكيين يرون ضرورة تغيير نظام التأمين الصحي باكمله.
ويأتي هذا التقرير في الوقت الذي يحتدم الجدل فيه حول مشكلات
التأمين الصحي في الولايات المتحدة.
شتاء مفعم بالبرد والجوع بانتظار الشعب
الأمريكي
قالت تقارير أمريكية إن الفقراء في الولايات المتحدة قد يواجهون
هذا العام واحداًَ من أقسى أشهر الشتاء التي عاشوها طوال حياتهم،
وذلك بسبب ارتفاع كلفة التدفئة وثمن الوقود في وقت يمر فيه
الاقتصاد المحلي بظروف صعبها أملتها مستويات التضخم المرتفعة وتعثر
النمو.
وتشير المعلومات إلى أن المؤسسات الأمريكية الموكلة بدفع
الفقراء خلال الشتاء، وفي مقدمتها برنامج دعم الطاقة لذوي الدخل
المنخفض(LIHEAP)، لن يكون بمقدورها مواجهة ارتفاع كلفة التدفئة،
التي من المتوقع أن تقفز 20 في المائة، وقد بدأ معظم السكان بخفض
الإنفاق بسبب أسعار الوقود، حيث قال 70 في المائة إنهم يقتصدون في
مخصصات الطعام.
ويقدم البرنامج في الأساس مساعدات مالية للولايات، تهدف إلى دعم
فواتير الشتاء للعائلات المحدودة الدخل، وللعجزة والمقعدين، غير أن
بعض التقديرات تتوقع أن يعجز عن تلبية كافة طلبات المساعدة التي
ستقدم له. بحسب (CNN).
وقال جيري ماكيم، أحد المدققين بحسابات البرنامج لشبكة CNN: قد
يكون فصل الشتاء المقبل هو الأسوأ بالنسبة لأصحاب الدخل المنخفض،
وذلك باعتبار أن أسعار الوقود، ورغم انخفاضها مؤخراً، ما تزال فوق
المستويات التي كانت عليها العام المنصرم.
من جهته، يقول ريتشارد موفي، الذي يتابع تطبيق برنامج دعم
العائلات الفقيرة في ولاية فيرمونت: "جميع المستويات السعرية
لغالون الوقود فوق حاجز 2.5 دولاراً تعتبر كارثة بالنسبة لميزانية
العائلة،" وذلك في وقت تتوقع فيه إدارة معلومات الطاقة الأمريكية
أن يسجل الغالون خلال الشتاء المقبل ما لا يقل عن 4.34 دولارات.
وإلى جانب أسعار الوقود، فقد دفع التعثر الاقتصادي والأزمة
المالية السائدة في الولايات المتحدة أعداداً إضافية من العائلات
لتقديم طلبات مساعدة خلال الشتاء، ففي ولاية فيرمونت مثلاً، قفزت
أعداد الذين طلبوا الحصول على دعم لوقود التدفئة بنسبة 20 في
المائة، ما اضطر المسؤولين إلى تقليص المبالغ التي ستدفع لكل منزل.
وتشير أرقام الحسابات، إلى أن برنامج دعم الوقود قدّم خلال شتاء
العام الماضي ما يقارب 1362 دولاراً لكل عائلة، ما غطى 54 في
المائة من كلفة التدفئة، غير أن ازدياد طلبات الإعانة وارتفاع
أسعار النفط لن يتيح للبرنامج تقديم أكثر من نصف هذا المبلغ.
أما بيانات وكالة دعم الطاقة القومية (NEADA) فتشير إلى أن 15
مليون منزل عرضة حالياً لقطع الطاقة عنها بسبب عدم تسديد الفواتير،
ويلفت مارك ولفي، المدير التنفيذي للوكالة، إلى أن طلبات الدعم
باتت تقدم من قبل عائلات تكسب 50 ألف دولار سنوياً، بعد أن كانت
تقتصر العام المنصرم على عائلات لا تكسب أكثر من 31 ألف دولار.
نسبة عالية من الشعب الأمريكي غير قادرين
على دفع فواتيرهم
ذكرت دراسة اميركية ان حوالى 79 مليون اميركي يواجهون صعوبات في
دفع فواتيرهم الصحية او يستدينون من اجل دفعها وهو رقم ارتفع كثيرا
منذ سنتين.
وقالت الدراسة الصادرة عن مؤسسة تشجيع الصحة الخاصة "كومنولث
فاند" الخاصة ان نسبة الاميركيين الذين في سن العمل والقادرين
بصعوبة على دفع فواتيرهم الصحية انتقلت من 34% الى 41% بين 2005
و2007 ما يمثل 72 مليون شخص. بحسب فرانس برس.
ويضاف الى ذلك سبعة ملايين متقاعد تتجاوز اعمارهم 65 عاما يصعب
عليهم تسديد هذه الفواتير ما يزيد عدد الاشخاص الذين يعانون من
صعوبات الى 79 مليونا.
وتشير الدراسة الى ان غالبية العمال الذين مداخيلهم اقل من
اربعين الف دولار خلال السنة لا يتمكنون من تسديد فواتيرهم الصحية.
ويؤكد حوالى 39% من الاشخاص الذين يعانون من صعوبات في الدفع
انهم دفعوا كل مدخراتهم لدفع المصاريف الصحية بينما 30% استدانوا
لدفعها و29% يواجهون صعوبات في تأمين امور اساسية مثل الطعام
والايجار والتدفئة.
وبلغ دين ربع الذين استدانوا من اجل مصاريفهم الصحية اربعة الاف
دولار و12% منهم تصل ديونهم الى ثمانية الاف دولار.
وعلقت رئيسة مركز الدراسات كارن ديفيس على هذا الموضوع بالقول
ان: التباطوء الاقتصادي الحالي يجعل احدى الاولويات الملحة بالنسبة
الى الادارة الجديدة تأمين تغطية صحية شاملة.
وقد ارتفع عدد الاميركيين الذين لا يملكون تغطية صحية. فقد كان
اكثر من ربع الاميركيين (28%) الذين تتراوح اعمارهم بين 19 و64
عاما اي خمسون مليون شخص من دون تأمين صحي في 2007 مقابل 21% في
2001.
ويضاف الى هؤلاء حوالى 25 مليون شخص يملكون تأمينا صحيا جزئيا
وهي نسبة انتقلت من 9% في 2003 الى 14% في 2007.
المِهَن الخطرة في امريكا بين الصيد
والتحطيب والطيران
أصبحت مهن الصيد والطيران والتحطيب أكثر أخطر المهن في الولايات
المتحدة الأمريكية خلال العام 2007.
فقد كشفت إحصائيات أعدها مكتب إحصائيات العمل والعمال الأمريكي
ووزارة العمل الأمريكية، نشرت أن معدل الوفيات في هذه المهن
الثلاثة كان الأعلى خلال العام 2007.
ورغم انخفاض عدد الوفيات في ميدان العمل الأمريكي خلال العام
المذكور، إلا أن عدد الجرائم ارتفع بصورة جوهرية.
ففي العام الماضي قتل نحو 5488 شخصاً جراء إصابات عمل، أو ما
يعادل 3.7 حالة من بين كل 100 ألف عامل، كما أفاد التقرير. بحسب
(CNN).
ويعتبر هذا الرقم الأدنى منذ بدأ المكتب بجمع الإحصائيات في
العام 1992، ويشكل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة عما كان عليه في
العام 2006، عندما بلغ عدد الوفيات حوالي 5840 حالة وفاة.
إلا أن التقرير يشير إلى ارتفاع حالات الانتحار بين العمال خلال
العام 2007، إذ بلغت 610 حالات، بحيث زادت بنسبة 13 في المائة عما
كانت عليه في العام السابق، عندما بلغت 540 حالة، لكنه يقل كثيراً
عن العام 1994، عندما سجل 1080 حالة انتحار.
وبحسب التقرير، فإن المهن الأكثر خطورة هي المياه المفتوحة:
وتحديداً الصيد، حيث حافظت هذه المهنة على كونها المهنة الأكثر
خطورة للعام الثالث على التوالي، وبلغت معدل الوفيات في هذه المهنة
111.8 حالة من بين كل 100 ألف صيّاد.
يُشار إلى أن مهنة الصيد تمارس طوال العام تقريباً، وفي كل
الظروف المناخية، وغالباً ما تستخدم فيها قوارب صغيرة، كما يحمل
الصيادون معهم مواد كثيرة وثقيلة نسبياً.
غير أن أخطر ما يواجه الصيادين الأمريكيين هو الجليد في
الولايات الشمالية، وفقاً للمتحدث باسم لنقابة الصيادين التجاريين
في كيب كود هوك.
صانعة الأرامل: المهنة التي تأتي في المرتبة الثانية من حيث
الخطورة، هي مهنة التحطيب، التي أصبح يطلق عليها مهنة "صانعة
الأرامل" لكثرة ما تخلفه من قتلى، وبالتالي أن تتحول الزوجة إلى
أرملة.
وتصل نسبة الوفيات في هذه المهنة إلى 86.4 حالة من بين كل 100
ألف عامل، وهذه النسبة تزيد عما كانت عليه خلال العام 2006، عندما
بلغت 82.3 حالة لكل 100 ألف.
غير أن الأمر المؤكد في هذه المهنة هو أن نسبة الوفيات تقل عاماً
بعد عام بسبب الاستخدام المتزايد للآلات، إذ بدلاً من استخدام
المناشير الآلية واليدوية، بات الحطابون يجلسون في آلات وراء مقود
ويقومون بعملهم في ظروف أقل خطورة.
لكن هذه الآلات لا تزيل الخطورة عن المهنة، فالحطابون لا يجلسون
طوال وقتهم خلف المقود، الأمر الذي يعرض من في الخارج إلى الخطر،
وخاصة عندما تتساقط الأشجار.
الطيران التجاري: كان العام 2007 عاماً سيئاً بالنسبة للطيارين
التجاريين في الولايات المتحدة، بمقتل ما معدله 66.7 حالة من بين
كل 100 ألف عامل في هذا المجال، رغم أنه يقل عن المعدل المسجل في
العام السابق.
ويعتبر الطيران في العمليات الصغيرة، مثل العمليات التي تتم في
آلاسكا، حيث يتم نقل الصيادين إلى مناطق البراري، الأكثر خطورة على
الطيارين، وخصوصاً أن الطائرات الصغيرة نادراً ما تتم صيانتها
بصورة ملائمة.
مرض الإكتئاب الأكثر تفشيا في أمريكا
اصدرت مؤسسة طبية امريكية تقريرا يبين ان 5.4 بالمئة من
الامريكين، أي واحد من اصل كل عشرين، يعانون من الاكتئاب.
ويظهر ان الاكثر تعرضا للاكتئاب من بينهم النساء والسود ومن
تتراوح اعمارهم بين 40 و59 عاما. بحسب بي بي سي.
كما ترتفع نسبة المكتئبين بين ذوي الدخل المنخفض الى واحد من كل
سبعة اشخاص. وقال المشرفون على الدراسة ان 80 بالمئة من الذين
يعانون من الاكتئاب يشتكون من ان اعراضهم تمس بحياتهم المهنية
والاسرية والاجتماعية.
ويضيف البحث ان الاكتئاب يكلف الولايات المتحدة مليارات
الدولارات بالتأثير على انتاجية المصابين به.
ورغم كون الاكتئاب يمكن علاجه، فان نسبة من طلب مساعدة طبية
لعلاجه في الولايات المتحدة لا يتعدى 29 بالمئة.
وقد ابدت دراسات ان اثر الاكتئاب على حياة المريض أخطر من أمراض
الضغط والسكري والربو والخناق والتهاب المفاصل، خاصة اذا ارتبط
بالاكتئاب مرض مزمن اخر.
ويحذر الخبراء من ان الاطباء كثيرا ما يتجاهلون مرض الاكتئاب
نتيجة انشغالهم باعراض الامراض العضوية التي يولونها اهتماما اكبر. |