نافذة على مشارف حياتنا الجنسيّة

شبكة النبأ: من المزايا التي أعطاها الله سبحانه وتعالى للإنسان، هي استخدام عقله في أصغر وأقل الامور، كما هو الحال في أعظمها. والتفكير في كل شيء انطلاقا من أهمية العقل التي فضله الله سبحانه وتعالى به على سائر المخلوقات الأخرى.

والغريزة الجنسية واحدة من الأمور التي تلعب دورا مهما في عملية المعادلة العقلية، فالانصياع والانجرار خلفها دون التفكير بالعواقب ستحيل الحياة إلى نفق لانهاية له، ونصبح إذ ذاك مجردين من عقولنا، ولا يكون ثمة فارق بيننا وبين الحيوان.

كما لا ضير علينا في السؤال المستمر والاستشارة الطبية، حتى لا نقع في أخطاء من شأنها ان تؤثر على صحتنا أو صحة شريك حياتنا، لنكون إذ ذاك قد أمنا الحياة المستقبلية لأجيالنا القادمة.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تقدم للقارئ الكريم بعض النصائح الطبية، مع عرض حالات مرضية وأخرى نموذجية عن حياة الإنسان الجنسية:

الإفرازات الهرمونية والجاذبية الجنسية لدى البشر

 كشفت دراسة جديدة ان الافراز العالي لهرمون التيستوستيرون الذكوري لدى المرأة يجعلها أكثر انجذابا للممثلين الخشنين مثل دانيال جريج، في حين ان ارتفاع معدل هذا الهرمون لدى الرجل يجعله أكثر انجذابا للنموذج المتفجر الأنوثة مثل ناتالي بورتمان.

وجاءت هذه النتائج في دراسة أعدها مركز دراسة الوجوه التابع لجامعة أبردين. وتقول الدراسة إن التغييرات في معدلات هذا الهرمون تؤثر على مدى انجذاب الجنسين لمختلف أشكال الوجوه. بحسب رويترز.

وفي هذا الاطار يعتبر ممثل جيمس بوند دانيال جريج وزميله راسل كرو من النماذج الذكورية عالية الخشونة.

وفي الوقت ذاته تعتبر الممثلة ناتالي بورتمان وزميلتها أنجلين ليلي من النماذج المتفجرة الأنوثة.

وفي هذه الدراسة تم عرض صور وجوه لرجال ونساء على مجموعة من المتطوعين والمتطوعات وكان على كل منهم أن يختار الوجه الأكثر جاذبية بالنسبة له. وتم إجراء هذا الاختبار على 4 مراحل، مرحلة كل أسبوع. وفي كل اختبار كان يتم قياس مستوى التيستوستيرون لمن يخضع للاختبار.

ويقول الدكتور بن جونز أستاذ الطب النفسي: إن الناس يميلون إلى اختيار وجوه مختلفة وفقا لمستوى التيستوستيرون في دمائهم.

وأضاف قائلا: فبالنسبة للرجال عندما يكون مستوى التيستوستيرون مرتفعا يكونون أكثر انجذابا للنساء الأكثر أنوثة، وبالنسبة للنساء عندما يكون معدل هذا الهرمون مرتفعا لديهن يكن أكثر انجذابا للرجل الخشن.

ومضى يقول: وحيث ان الأرجح أن ينتج الرجل الخشن والمرأة الأكثر أنوثة أطفالا أصحاء فضلا عن تصاعد الميل الجنسي مع ارتفاع هذا الهرمون فان هذه الدراسة تكشف ان الرجال والنساء الذين يرتفع لدهم هذا الهرمون ويزيد اهتمامهم بالجنس يظهرون انجذابا أقوى تجاه الجنس الآخر الذي يتمتع بصحة جيدة ويكون من نوعية ممتازة.

ومن جانبها، قالت الدكتورة ليزا ويلينج: إننا نعتقد ان الانجذاب ثابت نسبيا معظم الوقت غير أن دراستنا تكشف أنه يتأثر بمعدلات التيستوستيرون في الدم.

المشاكل الجنسية تصيب النساء أكثر من الرجال

الاضطرابات الجنسية عند النساء، عموما، نابعة من سوء الحظ، فعلى عكس الرجال، ليس هناك عقاقير يمكن استخدامها، وما تزال طرق معالجة الحياة الجنسية عند النساء، بدائية، إذا ما قورنت بتلك الحبة الزرقاء السحرية التي يتعاطاها الرجال.

جوانا، التي تستخدم هذا الاسم المستعار، هي فتاة في الـ26 من عمرها، وتعاني برودا حقيقيا، ولا تشعر بلذة الجنس، من أكثر من 8 سنوات، ما سبب لها التعاسة ولصديقها.

وعندما طلبت جوانا من طبيبتها المساعدة، نصحتها بالذهاب لأخصائي نفسي، الذي قال لها بدوره إن مضادات الاكتئاب التي تتعاطاها هي السبب، وهي مسؤولة عن إنقاص الشهوة الجنسية إلى الثلث أو النصف أحيانا. بحسب (CNN).

وفجأة يتدخل القدر لينقذ حياة جوانا الجنسية، إذ توقفت الشركة المصنعة لدواء الاكتئاب عن انتاجه، فاضطر طبيبها إلى إعطائها دواء جديدا، جعل من حياتها الجنسية رائعة ومذهلة، وفوق الطبيعية، بحسب وصفها.

ولكن ورغم ذلك التحسن، إلا أن جوانا أصبحت تستمع بالجنس دون الوصول إلى الذروة الجنسية، فوصف لها طبيبها أقراصا معدة للرجال أصلا "سياليس،" وللغرابة أنها شعرت بتحسن بعد أن تناولتها.

وبحسب الأطباء، فإن هناك خمس طرق يمكن للمرأة أن تتغلب من خلالها على العجز أو البرود الجنسي، أو الاضطرابات الأخرى، ولكن بمساعدة الطبيب: تناول أدوية الرجال مثل فياغرا وليفترا وسياليس.

كما تقول دراسات إن بعض النساء يمكنهن الاستفادة من هذه الأدوية، وتكمن الصعوبة في إيجاد طبب على استعداد لوصف هذه الأدوية للمرأة، إذ أن معظم الهيئات الصحية وافقت على صرفها فقط للرجال.

أيضا هرمون توتستستيرون (الذكورة). ويقول الخبراء إن تعاطي المرأة لهرمون توتستستيرون يمكن أن يساعد في رفع الشهوة الجنسية والشعور باللذة، وهو هرمون يفرز في أجسام الرجال والنساء معا، لكن هناك أقراص تم تصنيعها من هذا الهرمون، وما تزال تصرف للرجال فقط.

وحمض أرغينين. حيث يقول الأطباء إن الحمض الأميني أرغينين يزيد من تدفق الدم، ويعمل نفس عمل ددواء فياغرا، وبعض النساء يمكنهن الاستفادة منه.

والأعشاب المضادة للتوتر. فعندما تكون المرأة متوترة، فبالتأكيد لن يكون لديها مزاجا للجنس، وثبت طبيا، أن التوتر يؤثر على الشهوة الجنسية عند المرأة أكثر منه في الرجل، وينصح الأطباء بالاكثار من بعض الأعشاب مثل: جنسنغ الباناكس، عشبة الأشواغندا، الأستراغالوس، وعشبة ليكوريس.

وأخيرا الأدوية التجريبية. حيث هناك القليل من الأدوية التي يتم تجريبها الآن للعمل على النساء، ويمكن للنساء أن يستخدمن تلك الأدوية بموافقة عيادات خاصة، ويساعدن في الحصول على نتائج أدق قبل طرحها في الأسواق.

الرياضة المستمرة توفر نوم هادئ وحياة جنسية سليمة

لا شك أن التمارين، بمختلف أنواعها، مهمة جداً للإنسان، سواء فيما يتعلق بحالته الصحية أو النفسية أو الذهنية، ولكن هل تعلم أن التمارين الرياضية قد تحسن "حياتك الجنسية" وتجعلك تنام بصورة أفضل وتساعدك على التوقف عن التدخين؟

يقول فابيو كومانا، اختصاصي التمارين الرياضية في المجلس الأمريكي للتمارين الرياضية: من الواضح أن التمارين الرياضية تساعد على تقليل الوزن وخفض مستوى الكوليسترول وضغط الدم، كما أنها تقلل من مخاطر أمور أخرى مثل هشاشة العظام والسكري.

ويضيف كومانا إن هذه الأمور تعد من أهم الفوائد التي يمكن أن يحصل عليها المرء، ولكن ثمة العديد من الفوائد التي لا يعلم عنها الناس. بحسب (CNN).

وأهم الفوائد الناجمة عن التمارين الرياضية هي النوم الهانئ، حيث إن نمط الحياة النشط يعني بالضرورة الحاجة إلى مزيد من النوم المريح، وتشير تقارير للجمعية الوطنية للنوم إلى أن التمارين الرياضية في المساء يمكن أن تساعد على النوم العميق بشكل أسرع وبالتالي الغوص في عالم الأحلام، ولكن هذه التقارير تحذر من أن التمارين المفرطة المؤدية إلى النوم قد يكون لها آثار عكسية.

ففي دراسة صدرت في العام 2003، وجد أن ممارسة التمارين الرشاقة الصباحية تساعد على الحصول على قيلولة مريحة.

وخلص الباحثون في مركز فريد هاتشينسون لأمراض السرطان إلى أن المرأة التي تمارس التمارين الصباحية لمدة نصف ساعة يومياً لا تعاني من أرق النوم مقارنة بالنساء الأقل نشاطاً، وأن النساء اللواتي يمارسن الرياضة المسائية لساعات لم يتحسن الوضع لديهن كثيراً أو أن أنماط النوم لديهن لم تتغير.

ولم تثبت أي دراسة أي الأوقات أفضل لممارسة التمارين الرياضية، ولكن كوماتنا يقول إن الدراسات تحدثت عن فوائد التمارين وقدرتها على جعل الإنسان ينام بصورة أعمق وأسرع وأكثر راحة، وأن كل الدراسات تشير إلى ذلك.

أيضا التوقف عن التدخين، إذ أشارت برامج التوقف عن التدخين إلى أن تدفق "الأدرينالين" والاسترخاء الناجم عن التمارين الرياضية يمكن أن يعطي المفعول نفسه الذي يشعر به المرء من التدخين، وأنها تساعد على التقليل من "الحاجة" إلى السيجارة لمن يحاولون التوقف عن التدخين.

وأظهرت نشرت في دورية "أرشيف الطب الداخلي" وشملت 281 سيدة مدخنة، حول أثر التمارين الرياضية على محاولة التوقف التدخين، أن اللواتي يمارسن التمارين أقدر على التوقف عن التدخين بمرتين مقارنة باللواتي لا يمارسن الرياضة.

وحفز الدماغ، فالتمارين الرياضية تساهم في حفز الذاكرة على المدى البعيد، كما أن لها مزايا مهمة على المدى القصير مثل حفز الإبداع والوقت في حالات رد الفعل.

وأشارت دراسة نشرت في مجلة "نيتشر" Nature إلى أن الكهل (الذي يزيد عمره على الثلاثين عاماً) والذي يمشي نحو 45 دقيقة يومياً لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع يصبح قادراً على تحسين مهاراته الذهنية التي تتراجع مع التقدم بالسن.

وأظهرت دراسة أجرتها جامعة ميدلسكس في لندن أن التمارين الرياضية لمدة 25 دقيقة يومياً تحفز الدماغ والإبداع.

وتقديم حياة جنسية أفضل. فإذا لم يكن كل ما سبق من منافع وفوائد كافياً للإنسان لكي يمارس التمارين الرياضية، فهناك مسألة مهمة جداً لدى الكثيرين.

وقد ثبت أن ممارسة التمارين الرياضية مرتبطة بصورة واضحة بتمتع الإنسان بحياة جنسية أفضل، ذلك أن المستوى الصحي المتدني عموماً يؤدي إلى تدهور الوظائف الجنسية، وبالتالي فإن التمارين الرياضية وتمارين الرشاقة تساعد، على الأقل، على المحافظة على الحياة الجنسية إن لم تساعد على تنشيطها وجعلها أفضل.

وأثبتت دراسة أجرتها كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد على عينة من 31 ألف رجل، أن مخاطر الإصابة بانخفاض في النشاط الجنسي لدى من يمارسون التمارين الرياضية أقل من مثيلاتها عن غير الرياضيين بنحو 30 في المائة.

وهذه الفائدة لا تقتصر على الرجل فقط، بل وتشمل المرأة أيضاً، إذ كشفت دراسة أجرتها جامعة كولومبيا البريطانية أن ممارسة الرياضة لمدة 20 دقيقة تعطي مفعولاً مماثلاً، وبالتالي حياة جنسية أفضل.

وإجمالاً، فإن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تعطي شعوراً أفضل لمن يمارسونها، على كافة الأصعدة.

العجز الجنسي ظاهرة تتفشى بين الرجال في الأردن

كشفت دراسة طبية حديثة أن أكثر من 62 في المائة من الأردنيين يعانون من مشاكل "العجز الجنسي"، وأن ما يزيد على نصفهم مصابون بأمراض مزمنة "قاتلة"، بسبب ارتفاع معدلات السمنة بين أبناء المملكة الأردنية.

وجاء في الدراسة، التي أجراها "المركز الوطني للسكري والغدد الصماء"، أن نسبة السمنة وزيادة الوزن بين الأردنيين بلغت 82 في المائة، وهي من أعلى النسب المسجلة عالمياً، مشيرة إلى أنها تسبب العديد من الأمراض "القاتلة"، في مقدمتها السكري، والتوتر الشرياني، والدهون الثلاثية. بحسب (CNN).

وخلال عرضه للدراسة في ندوة حول "السمنة البطنية وخطر الإصابة بأمراض القلب والسكري"، بالعاصمة الأردنية عمان، قال مدير المركز، كامل العجلوني، إن نصف الأردنيات فوق عمر 25 عاماً، مصابات على الأقل بأحد الأمراض المزمنة القاتلة.

ونقلت صحيفة "الرأي" الأردنية، في عددها الأربعاء، عن العجلوني قوله إن نفقات علاج هذه الأمراض المزمنة، يتطلب توفير نحو 650 مليون دينار أردني، أي ما يعادل حوالي 922 مليون دولار، في الوقت الجاري على الأقل.

كما أكد العجلوني أن نحو 60 في المائة من الرجال، فوق سن 40 عاماً، مصابون على الأقل بثلاثة أمراض مزمنة، وأضاف أن الدراسة أظهرت أن هذه الأمراض غالبيتها اكتشفت لدى الفئات الفقيرة.

وأشار إلى أن الدراسة أوضحت أن 75 في المائة من مرضى السكري، يموتون جراء الجلطات القلبية، وأن مرض السكري يكون المسبب الحقيقي وراء ذلك.

وقال: بينت إحصائيات الدراسة أن حوالي 30.5 في المائة، من أفراد الشعب الأردني مصابون بالسكري، كما أن 600 ألف شخص تقريباً، لديهم زيادة في التوتر الشرياني، وما يقرب من 750 ألف مصابون بالدهون الثلاثية، و1.6 مليون لديهم سمنة وزيادة في الوزن، وأن نحو 50 في المائة لديهم "كولسترول" في الدم.

وبحسب الصحيفة الأردنية، فقد حذر مدير المركز الوطني للسكري والغدد الصماء، من مخاطر "البدانة والزيادة المفرطة" في الوزن، مشيراً إلى أنها تزيد من احتمالية الإصابة بالجلطات القلبية والدماغية والرئوية.

وفيما أكد أن الوقاية هي أفضل طرق مكافحة هذه الأمراض، فقد نصح بممارسة الأنشطة الرياضية، واعتماد نمط غذائي متوازن، والابتعاد عن الوجبات السريعة الغنية بالدهون.

ظاهرة الضعف الجنسي وعلاقته بالسمنة ومرض السكري

رغم مرور الأيام وتطور الأبحاث والدراسات وانفتاح المجتمعات، يبقى العجز الجنسي من المشاكل الصحية التي تعتبر من المحرمات في المجتمعات العربية.

الا ان كثرة الحالات التي تشهدها العيادات الذكورية في العالم تدفع حالياً بالأطباء لاجراء المزيد من الأبحاث لتوفير الإجابات للعديد من الأسئلة الغامضة.

وحسب منظمة الصحة العالمية، فالضعف الجنسي عند الرجال عٌرف بأنه عجز مستمر عن تحقيق او مواصلة انتصاب العضو الذكري بصورة كافية لتحقيق جماعاً جنسياً مشبعا.ً

ويلاحظ تشديد المنظمة منذ عام 1992 على تسمية المرض بالضعف الجنسي، وليس العجز الجنسي، كون إيجاد الحلول اللازمة ليست بالمستحيلة، خاصة وأن الأطباء يجمعون على ان بعض مسبباته نفسية وحالاته شائعة جداً، اذ ان 52% من الرجال يعاونون منه في مرحلة ما بعد سن الخمسين. بحسب (CNN).

ومن اسباب الضعف الجنسي، يقول الدكتور عماد غنطوس، الاختصاصي في جراحة الأعضاء التناسلية، أشار إلى ان 80% من حالات الضعف الجنسي تسببها عوارض جسدية، بينما الـ 20% الباقية فهي ناتجة عن دوافع نفسية.

ويضيف الكتور غنطوس في حديثه الخاص بـ CNN بالعربية، قائلا: الا انه في كثير من الحالات تتزامن العوارض الجسدية والنفسية، لتكون معا مسؤولة عن هذا الخلل الوظيفي.

وحول ابرز الأسباب العضوية، يقول الدكتور غنطوس: الأسباب هي تصلب الشرايين، ارتفاع ضغط الدم، امراض الأوعية الدموية، ومرض السكري الذي يؤدي الى تلف في الأوعية الدموية المغذية للعضو الذكري، ولذلك يعاني إثنان من بين ثلاثة رجال مصابين بالسكري بالضعف الجنسي.

ويتابع موضحا ان الأسباب النفسية يندرج تحتها القلق حول الاداء الجنسي، وهو حالة شائعة جداً في العالم العربي، التوتر، الاكتئاب ومشاكل العلاقات الزوجية، التي قد تنتج عن عوامل اقتصادية، مادية او حتى اجتماعية. اذ ان نمط الحياة وأسلوب المعيشة يؤثران حتماً على الاداء الجنسي. كما ان هناك مسببات اخرى كتناول الكحول والتدخين وعدم ممارسة الرياضة.

وعن علاج الضعف الجنسي ما ان كان جراحي كيميائي ام نفسي؟ يؤكد الدكتور غنطوس أن: واقع الضعف الجنسي تغير كثيراً مع السنين على مختلف الأصعدة،فالعلاجات اصبحت بسيطة والحلول كثيرة مما يخفف من وطأة المشكلة على الرجل الذي يبقى مصراً في معظم الأحيان على زيارة الطبيب وحده بهدف ابقاء الأمر سرا.

ويضيف قائلا: إن الخيارات العلاجية للضعف الجنسي متعددة.. فقد تقتصر تارة على اجراء تعديل بسيط في نمط الحياة، كالاقلاع عن التدخين او على علاجات نفسية، وطوراً على تناول الأدوية والهرمونات او حتى اللجوء الى جراحة زراعة جهاز تعويضي.

الا ان مؤخراً تتم معالجة معظم الحالات بالأدوية، نظراً الى التطور الكبير الذي طرأ عليها، مما خفف من عوارضها الجانبية، كالصداع وغيرها.

تنامي ظاهرة إدمان الجنس وطرق العلاج

مثلما بات معروفا، أعلن الممثل الهوليوودي ديفيد دوشوفني المشهور بسلسلة X Files التلفزيونية، والتي حولت لفيلم سينمائي، عن دخوله الطوعي إحدى العيادات لإعادة التأهيل من الإدمان: ولكن ليس على المخدرات أو الكحول وإنّما على الجنس.

ويُشار إلى أن دوشوفني كان قد رُشح لجائزة "آيمي" بفضل أدائه دور مهووس جنسي في مسلسل Californication الذي تعرضه شوتايم. بحسب (CNN).

دخول النجم المصحة يسلّط الضوء على "مرض" يعاني منه عشرات الملايين عبر العالم ومن ضمنهم ملايين الأمريكيين ويدعى إدمان الجنس.

وفي الوقت الذي من المؤكّد أنّ الجنس يمثّل أمرا صحيا في علاقات الناس، ينزع بعضهم إلى إدمان الإباحية وسلوكيات أخرى ترى فيها أوساط في كثير من المجتمعات أنها غير صحية مثل الدعارة أو الخيانة الزوجية وغيرها.

وعلميا وكذلك اجتماعيا، فإنّ الإدمان الجنسي هو تمضية أوقات الفراغ في سلوك لا يمكنك التحكّم فيه حتى لو كان ذلك على حساب علاقاتك أو حتى لو كان له تداعيات سلبية بكيفية أو بأخرى.

هذا يمكنه أن يعني استخدام "الوسائل البورنوغرافية" أو ممارسة الجنس خارج أطر الزواج والعلاقات المتعارف عليها أو ممارسته مع المومسات أو الاستمناء بكيفية مبالغ فيها.

وإذا كنت تعتقد أنّه مجرد تنفيس عن رغبة أساسية فعليك أن تعيد حساباتك حيث أنّ الكثير من المدمنين أكّدوا أنّ ذلك هو وسيلة للتنفيس عن "آلام" مروا بها أو فقط لتمضية الوقت أو إبعاد الشعور بالوحدة، وفق مستشارة نفسية في تكساس تدعى كيلي ماكدانييل هي مؤلفة كتاب النساء في مواجهة الحب والجنس وإدمان العلاقات.

وأضافت أنّ غالبية الأشخاص الذين تحدثت إليهم كانوا يشيرون إلى نقطة لا يظهرون فيها أي رغبة في الجنس.

وعن تعريف المدمن الجنسي، ووفقا لمستشفى "مايو كلينك" فإنّ ما بين 3 إلى 6 في المائة من البالغين في الولايات المتحدة يعانون من مرض إدمان الجنس.

وأطلق العالم النفساني باتريك كارنس موقعا على الانترنت اسمه sexhelp.com يعرض فيه فحصا إلكترونيا فوريا على الراغبين لتحديد ما إذا كانوا يعانون من مشكل على هذا الصعيد.

وتتيح شبكة الإنترنت أساليب كثيرة وسهلة لمشاهدة المواد الإباحية وممارسة الجنس الافتراضي وهو ما صبّ الزيت على النار، وزاد من أعداد المدمين في السنوات الأخيرة، وفق خبراء.

وقال المدير السابق لمعهد ماسترز أند جونسون، مارك شوارتز نحن بصدد رؤية هذا بنسب وبائية ولاسيما ما يتعلق بالجنس الافتراضي. وأضاف: لم يكد يمرّ أسبوع حتى تلقيت مكالمتين هاتفيين بشأن الإدمان الجنسي.

وقالت ماكدانييل إنّ مزيدا من النساء بتن بدورهن على لائحة المصابين، مضيفة أنّه من العادة أن تقيم المدمنة علاقات خارج الأطر المعروفة أو ترمي نفسها في أحضان الدعارة.

ويعترف الخبراء أنّ الأشخاص الذين يشاهدون المواد الإباحية بكثرة أو الذين يقيمون علاقات جنسية خارج مؤسسة الزواج أو الارتباط، ليسوا بالضرورة مهووسين جنسيا، حيث أنّ بلوغ تلك المرحلة يعني وجود آثار سلبية في حياة أحد أقارب أي شخص مهووس أو تمضية الوقت في هذا المجال إلى أن يصبح من الصعب الفكاك منه.

وعن سؤال من أين يأتي هذا المرض. فوفق مدير مؤسسة استشارات من قلب إلى قلب دوغ وايس فإنّ نحو 80 بالمائة من حالات الإدمان الجنسي، سبق لأصحابها أن تعرضوا لاعتداء جنسي أو صدمة نفسية.

ويقول شوارتز إنّ عددا كبيرا من الذين يعانون من الإدمان الجنسي سبق أن تعرضوا للاغتصاب أو الاعتداء "حيث أنّ من يتعرض للاعتداء عند الصغر يصبح أقلّ ثقة في الناس ويمكن لإدمان الجنس أن يصبح أحد مظاهر ذلك.

ولم تسفر الدراسات ذات الطابع العصبي عن شيء في هذا الصدد، وفق مايو كلينك. ويساعد جزيآن كيميائيان يتمّ إنتاجهما طبيعيا هما "دوبامين" و"سيروتونين" في زيادة الرغبة في الجنس، لكنّ ليس في حكم الواضح ما إذا كان لهما دور في الإدمان عليه.

وقالت ماكدانييل إنّ هذين الجزيأين يوجدان بكميات منخفضة في دماغ الأطفال الذين عانوا من اعتداءات وهو ربما يفسّر لماذا يقوم عدد منهم بإنتاجهما بواسطة أجسادهم أو الغذاء الذين يتناولونه لزيادة معدلاتهما.

ويقوم الكثير من المراهقين بتنمية جنسانيتهم بواسطة المواد الإباحية مثل الانترنت أو الوسائل الأخرى وبعدها يكتشفون أنّ ممارسة الجنس مع طرف آخر لا يفي بحاجتهم، حسب وايس.

وأضاف أنّ الإباحية توفّر لهؤلاء "ضربة كيميائية قوية" شبيهة بما يحدث لكلب بافلوف الشهير، بحيث يصبح المدمن مرتبطا أكثر بالأشياء منها بالأشخاص.

اما عن آلية عمل العلاج. حيث قالت ماكدانييل إنّ العلاج الجيد سيحدد سبب الإدمان النفسي أو الفيزيائي زيادة على كيمياء الدماغ.

والمرحلة الأولى من العلاج تكون إما فردية أو جماعية وتتضمن الخطة 12 خطوة ربما تتضمن تلقي عقاقير مهدئة ونفسانية.

ووفق أخصائي العلاج سام إليبراندو فإنّ الخطة تقتضي وجود "كفيل" يكون على ذمة "المريض" في جميع الأوقات.

وأضاف أنّ العلاج معقد وطويل الأمد وصعب ويساعد عليه الاستعانة بشخص تلقى علاجا من الإدمان سابقا بحيث يتولى إقناع المريض بأنّ الأمر يتعلق بمرض يصيب الدماغ.

والخطوط العريضة للعلاج تتمثل في تعليم المريض وحمله على ممارسة الجنس مع شخص آخر، وفق الخبراء، حيث أنّ شخصا ما عولج من الشره في الأكل يتولى لاحقا بنفسه اتباع الحمية المناسبة له.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 24/أيلول/2008 - 23/رمضان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م