القبائل الباكستانية بين إنتهاكات حقوق الإنسان وأيواء القاعدة

شبكة النبأ: في ظل غياب المفاهيم السامية للإنسانية الحقّة، ينحدر الإنسان إلى مصاف الحيوان، فيكون الاعتداء على بني جنسه، او حتى أقرب الناس عليه، أمر عادي لديه، ولا يشكل فارقا جوهريا في حياته.

ومن الأنظمة التي تغمط بين فكيها الحقوق هي النظام القبلي، المتشدد والرجعي، خاصة ذلك النظام الذي يمتد بين افغانسان وباكستان، فهو يرتوي ما بين القبلية الوعرة، والنظام السلفي الوهابي المتشدد، ليكون الإنسان الآخر لديهم وخارج هذا القوس المخيف، عبارة عن عدو وهمي متحرك يشكل لديهم تهديدا أجوف لاستقرار خيالي. فهم لايؤمنون إلا بما يؤمنون هم وهذه الطامة الكبرى.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على الوضع الباكستاني، وإيواء القبائل لديها تنظيم القاعدة الذي يتغذى على الدماء والقتل المستمر في العالم أجمع:

انتهاك لحقوق الإنسان علنا في قبيلة باكستانية

اقتصّت إحدى مناطق القبائل الباكستانية من ثلاث مراهقات لمحاولتهن اختيار شركاء حياتهن بعيداً عن التقاليد، بالدفن أحياء!!، فيما يعرف بجرائم الشرف التي تشتهر بها تلك القبائل.

ومع انتشار الأنباء، دافع ممثلو إقليم "بلوشستان" في البرلمان، عن الجريمة بدعوى أن الممارسة تدخل في صميم "العادات القبلية"!!، كما نشرت صحيفة الغارديان البريطانية.

وبدأت فصول الجريمة بقرار الضحايا الثلاثة، من بلدة "بابا كوت" في إقليم بلوشستان، بالزواج أمام محكمة مدنية ضد رغبة أفراد القبيلة. بحسب (CNN).

واقتيدت الضحايا، وتتراوح أعمارهن بين 16 و18 عاماً، إلى منطقة نائية، ثم أطلق عليهن الرصاص قبيل جرهن ودفنهن في حفرة، وهن مازلن على قيد الحياة، وتغطيتهن بالرمال والحجارة، وفق ما نقلت العديد من المنظمات الحقوقية.

وتقول التقارير إن اثنتين من قريبات الفتيات حاولتا التدخل لإنقاذ حياتهن، فتم إسكاتهن بطلقات ودفن، أحياء كذلك، إلى جانب الضحايا في يوليو/تموز الماضي.

وأدانت منظمات حقوق الإنسان عدم تحرك السلطات لفتح تقرير حول الحادث، رغم مرور أكثر من شهر على الجريمة.

وطالبت منظمة الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان في معرض إدانتها الشديدة للحادث، الحكومة الباكستانية بإجراء تحقيق شامل.

ونقلت "الغارديان" عن نصر زهري، نائب عن بلوشستان في البرلمان الباكستاني قوله: هذه الأعمال تتم وفقاً لعادات القبائل، في تصريح قوبل بتأييد البعض من زملائه النواب، الذين بادروا بمهاجمة زميلتهم التي أثارت القضية. وأضاف زهري قائلاً: هذه عادات وتقاليد تعود إلى قرون، وسأستمر في الدفاع عنها.

ورغم شيوع الجرائم البشعة التي ترتكب في تلك المناطق ضد المرأة بدعوى "الشرف"، إلا أن ذات تلك المجتمعات تنظر إلى دفن الضحايا، وهن أحياء، كوحشية بالغة بكل المعايير.

وعقبت الناشطة سمر منه الله من إسلام أباد بقولها: هذا ما يحدث عموماً في مثل هذه الحالات.. أن تحرم الضحايا من دفن لائق لضمان تلقين الأخريات الدرس، وفق الصحيفة.

وبموجب الأعراف القبلية، وليست الدينية، تنظم عمليات اختيار الأزواج بواسطة كبار رجل القبيلة، ويعد الخروج عن هذا التقليد ، جريمة شرف تستوجب القصاص.

وتعود الجريمة بالذاكرة إلى حادثة الباكستانية، مختار ماي، البالغة الي تم اغتصابها في يونيو/حزيران من عام2002  بأمر من مجموعة من المسنيين في قريتها، لمعاقبة شقيقها لإقامته علاقة مع امرأة من عائلة أخرى.

قطب السلطة الجديدة ينتقل من الأكثرية الى المعارضة

اعلن حزب رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف الدعامة الثانية في الائتلاف الذي دفع مؤخرا الرئيس برويز مشرف الى الاستقالة انضمامه الى المعارضة ما يزيد من ضعف البلاد التي تواجه تصعيدا رهيبا لاعمال العنف التي تقوم بها الجماعات الاسلامية المتشددة.وهذا الانسحاب الذي هدد به شريف منذ بدايات الحكومة الهشة المنبثقة عن انتخابات شباط/فبراير التشريعية لن يكون من شانه احداث تغيير جذري مباشر للمشهد السياسي.

فحزب الشعب الباكستاني الذي اغتيلت زعيمته بنازير بوتو في 27 كانون الاول/ديسمبر 2007 ما زال يتمتع باكثرية في الجمعية الوطنية بفضل دعم احزاب صغيرة اخرى في الائتلاف ما يخوله مواصلة الحكم. بحسب فرانس برس.

لكن على المدى الطويل يحذر المحللون السياسيون والصحافيون الباكستانيون من ان المهمة ستكون شاقة على الحزب الذي سيصبح تحت رحمة احزاب صغيرة تتعارض مصالحها.واتى هذا الاعلان لشريف في مؤتمر صحافي في اسوا توقيت بعد ان اقسمت طالبان باكستان على تكثيف موجة الاعتداءات غير المسبوقة التي اسفرت بالفعل عن مقتل حوالى 1200 شخص في كافة انحاء البلاد في عام ونيف. وايضا في الوقت الذي تضاعف فيه واشنطن الداعم المالي الاساسي لاسلام اباد الضغوط على القوة النووية الوحيدة في العالم الاسلامي وحليفتها الرئيسية في "الحرب على الارهاب".

وتطالب الولايات المتحدة الحكومة الجديدة التي كانت في طور التفاوض على اتفاق سلام مع طالبان بمحاربة القاعدة وطالبان الافغان بمزيد من الفعالية وتؤكد ان الجماعتين استجمعتا قواهما في منطقة القبائل الباكستانية المتاخمة لافغانستان في شمال غرب البلاد.ولم يقصر شريف في مؤتمره الصحافي في توجيه الانتقادات الى آصف علي زرداري زوج بوتو الذي يراس فعليا حزب الشعب الباكستاني والذي ترشح الى الانتخابات الرئاسية المقررة في 6 ايلول/سبتمبر والتي ستجري بتصويت في البرلمان والمجالس المحلية.وقال شريف "اتخذنا هذا القرار بعد ان فقدنا الامل اذ لم يتم الايفاء باي من الالتزامات التي قطعها لنا" آصف علي زرداري زعيم حزب الشعب الشريك في الائتلاف.

وتاكيد على هذا الخلاف اعلن شريف ان حزبه رشح رئيس المحكمة العليا المتقاعد القاضي سعيد الزمان صديقي لخوض الانتخابات.وياتي انسحاب شريف بعد اشهر من الخلافات المتواصلة بين عمادي الائتلاف الرئيسيين المنبثقين عن معارضة برويز مشرف الذي اطاح بسلطة شريف في انقلاب عسكري ابيض عام 1999.ورغم ان مشرف استقال قبل اسبوع بعد ان هددت الحكومة ببدء الية قضائية لتنحيته فان رحيله لم يضع حدا للخصومة بين زرداري وشريف.

وتكمن العقدة الرئيسية بين الرجلين في الوعد الذي قطعه حزباهما بعد انتصار شباط/فبراير باعادة تعيين قضاة المحكمة العليا الذين اقالهم مشرف في تشرين الثاني/نوفمبر المنصرم لتهديدهم باعلان عدم شرعية اعادة انتخابه. وطالب شريف بذلك على الفور فيما اجل زرداري القرار تكرارا لانه بحسب الرابطة الاسلامية في باكستان-نواز والاعلام يخشى ان تلغي المحكمة العليا المعاد تشكيلها عفوا عاما اقره مشرف واتاح لبوتو وزوجها تجنب ملاحقات خطيرة بتهمة الفساد.

ويزيد اعلان شريف من هشاشة حكومة اطلقت قبل ثلاثة اسابيع بضغط اميركي حملة عسكرية واسعة على طالبان ومقاتلي القاعدة في مناطق القبائل.في رد فعل على ذلك نفذت "حركة طالبان باكستان" المقربة من تنظيم اسامة بن لادن ثلاثة اعتداءات دموية الاسبوع المنصرم ادت الى مقتل حوالى 100 شخص وهددت بتكثيف موجة الهجمات الانتحارية التي تفتك بالبلاد منذ عام ونصف.

ضياع الفرصة على باكستان لإعتقال الظواهري

قال مسؤول بارز في وزارة الداخلية ان قوات الامن الباكستانية ضيعت فرصة للقبض على الرجل الثاني في قيادة تنظيم القاعدة ايمن الظواهري.

ويختفي الظواهري وزعيم القاعدة اسامة بن لادن منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول على الولايات المتحدة ويعتقد انهما في الاراضي القبلية للبشتون التي تمتد على الحدود الشمالية الغربية لباكستان مع افغانستان. بحسب رويترز.

ولم يحدد رحمن مالك متى ضيعت قوات الامن الفرصة لاعتقال الظواهري كما لم يقدم اي تفاصيل اخرى حول الواقعة. ولم يقل ايضا اين يحتمل ان يكون ابن لادن مختفيا.

وقال مالك في مؤتمر صحفي ان الظواهري كان يتحرك بين المناطق القبلية الباكستانية واقليمي كونار وباكتيا في شرق افغانستان.

وقال: من المؤكد اننا حددنا اثره في احد الاماكن لكننا ضيعنا الفرصة. لذا فهو يتحرك في مهمند واحيانا بالطبع في كونار وباكتيا.

وقال: انها ليست مجرد اتصالات اريد ان اقول ان (تحريك طالبان) هي امتداد للقاعدة. مشيرا الى جماعة باكستانية تشكل مظلة لطالبان وتنحي عليها السلطات باللائمة في سلسلة من هجمات القنابل خلال العام الماضي ادت الى قتل مئات الاشخاص.

وتقول الولايات المتحدة ان متشددي القاعدة وطالبان يتخذون قواعدهم في ملاذات داخل المناطق القبلية الباكستانية حيث ينسقون الهجمات في افغانستان وباكستان ويتامرون لارتكاب اعمال عنف في الغرب.

واثارت استقالة الحليف القوي للولايات المتحدة برويز مشرف من رئاسة باكستان في الشهر الماضي تساؤلات حول التزام الحكومة بالحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد التشدد ولا تحظى بشعبية.

لكن الاميرال مايك مولين رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة قال في الاسبوع الماضي ان الاجراءات الباكستانية الاخيرة ضد المتشددين شجعته لكنه اضاف ان على باكستان والولايات المتحدة ان تفعلا المزيد من اجل تعزيز الامن.

باكستان تصدر أمرا بتعليق العمليات العسكرية في شهر رمضان

اعلنت باكستان تعليق العمليات العسكرية ضد المتشددين الاسلاميين خلال شهر رمضان ولكن مسؤولا بارزا قال إن قوات الامن سترد اذا ما هوجمت.

وتصاعدت أعمال العنف في باكستان في الاسابيع الاخيرة في الوقت الذي يقاتل فيه الجيش المتشددين في ثلاث مناطق مختلفة بشمال غرب البلاد في حين رد المتشددون بشن هجمات بقنابل على قوات الامن.

وتزامن تدهور الاوضاع الامنية مع تراجع الاقتصاد والاضطراب السياسي وبعد استقالة الرئيس الباكستاني الذي لا يحظى بشعبية برويز مشرف الاسبوع الماضي بأيام وقع شقاق في الائتلاف الحاكم. بحسب رويترز.

وقوض القلق بشأن الامن والسياسة ثقة المستثمرين مما أدى الى انخفاض حاد في سوق الاوراق المالية اذ تراجع مؤشر البورصة الرئيسي نحو 36 بالمئة العام الحالي.

وقال رحمن مالك ابرز مسؤول حكومي بوزارة الداخلية ان قوات الامن ستعلق العمليات اعتبارا من ليلة الاحد وطوال شهر رمضان الذي ينتهي في بداية اكتوبر تشرين الاول ولكنها سترد اذا ما هوجمت.

وقال مالك للصحفيين في مدينة لاهور بشرق البلاد: اذا ما اتخذ المتشددون اي اجراء فسترد قوات الامن بكامل قوتها.

وتخشى الولايات المتحدة وحلفاء اخرون ان تكون الحكومة التي يقودها حزب رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو اقل التزاما بالحرب التي لا تحظى بشعبية ضد التشدد بعد استقالة حليفهم المقرب مشرف.

وتقول واشنطن ان متشددي تنظيم القاعدة وحركة طالبان يتمركزون في ملاذات في المناطق القبلية للبشتون العرقيين في شمال غرب باكستان على الحدودالافغانية ومنها يشنون هجمات على أفغانستان وباكستان ويخططون لاعمال عنف في الغرب.

وقال الاميرال مايك مولين رئيس قيادة الاركان المشتركة للقوات الامريكية بعد محادثات مع قائد الجيش الباكستاني انه سعيد بالجهود الباكستانية.

ووقعت بعض من أشرس المعارك في وادي سوات على بعد 150 كيلومترا شمال غربي العاصمة اسلام أباد حيث قال الجيش إن 40 متشددا قتلوا في الاشتباكات الاخيرة.

واستخدم الجيش مقاتلات وطائرات هليكوبتر لمهاجمة مواقع للمتشددين في منطقة ماتا حين استمر الهجوم طول الليل وقال متحدث عسكري إن نحو 40 قتلوا خلال الاربع والعشرين ساعة المنصرمة.

وكان الوادي الجبلي احد المقاصد السياحية الباكستانية الرئيسية حتى العام الماضي عندما تسللت طالبان الباكستانية من ملاذاتها في المناطق التي تشهد غيابا للقانون على الحدود الافغانية لتأييد رجل دين اصولي يدعو لحكم متشدد.

ويقاتل الجيش أيضا متشددين في منطقة باجور على الحدود الافغانية عبر جبال تقع الى الغرب من وادي سوات وفي اقليم وزيرستان الجنوبية.

وفي حادث منفصل قال مقيم باقليم وزيرستان الجنوبية ان خمسة اشخاص قتلوا في ضربة جوية على منزل بالاقليم الذي يقع على الحدود مع افغانستان وقال انه شهد انتشال الجثث من الانقاض.

ولم يتصح في الحال من الذي اطلق الصاروخ غير ان طائرات بدون طيار تقوم الولايات المتحدة بتشغيلها هاجمت مناطق داخل الحدود الباكستانية عدة مرات خلال العام الجاري وقتلت عشرات المتشددين.

ولكن ما يصل الى مئة الف يقيمون في مخيمات اقيم بعضها في مدارس او في مناطق مفتوحة بدون اجراءات صحة عامة او القليل منها مما يثير مخاوف من تفشي امراض ومخاوف من ان تواجه الحكومة في وقت قريب ازمة انسانية الى جانب مشاكلها الاخرى العديدة.

التوغل الأمريكي داخل باكستان قد يكون مؤشرا لهجمات اخرى

قال مسؤولون أمريكيون إن رجال كوماندوس أمريكيين دخلوا باكستان لمهاجمة هدف للقاعدة بالقرب من الحدود الافغانية في اجراء قد يشير إلى جهود أمريكية مكثفة لاحباط اعمال العنف التي يقوم بها متشددون عبر الحدود.

ولم تعترف ادارة الرئيس الأمريكي جورج بوش رسميا بأي دور في الهجوم الذي وقع مؤخرا على قرية انجور ادا في وزيرستان الجنوبية الذي قتل فيه 20 شخصا بينهم نساء واطفال حسبما ذكر مسؤولون باكستانيون. بحسب رويترز.

وقال مسؤولون في وزارة الدفاع (البنتاجون) طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم إن الهجوم الذي شنته قوات خاصة استهدف اشخاصا يشتبه في انهم ينتمون للقاعدة ويشير إلى تكثيف محتمل للجهود الأمريكية لعرقلة المخابيء الآمنة للمتشددين في باكستان.

وفي حادث منفصل قال مسؤولون أمنيون باكستانيون وشهود عيان إن اربعة متشددين إسلاميين قتلوا واصيب خمسة في هجوم صاروخي يشتبه بأن طائرة أمريكية بدون طيار شنته في منطقة وزيرستان الشمالية القريبة.

وادى هجوم الكوماندوس إلى ردود فعل غاضبة من الحكومة الباكستانية التي تعارض اي عملية تقوم بها القوات الأمريكية على اراضيها. وقال وزير الخارجية شاه محمود قريشي انه انتهاك مخز لكل قواعد الاشتباك المتفق عليها.

لكن مسؤولين ومحللين قالوا إن الهجوم يبدو انه جزءا من جهود أمريكية متزايدة لعرقلة الملاذات الآمنة للقاعدة وطالبان في باكستان والتي تنحو عليها باللائمة في تغذية تمرد يزداد تطورا ضد القوات الأمريكية والتابعة لحلف شمال الاطلسي والقوات الافغانية في شرق افغانستان.

واصبحت افغانستان في العام الحالي منطقة القتال الاكثر دموية للقوات الأمريكية بدلا من العراق.

ويعتقد أن المتشددين الذين يعملون على طول الحدود الافغانية الباكستانية يشملون زعيم القاعدة اسامة بن لادن الذي لا يزال طليقا بعد سبع سنوات من هجمات 11 سبتمبر ايلول.

وبينما يستعد الرئيس جورج بوش لترك منصبه خلال اربعة شهور فان كلا من خليفتيه المحتملين الجمهوري جون مكين والديمقراطي باراك اوباما اكد على ضرورة أن تركز باكستان على الأمن.

ويقول مسؤولون أمريكيون إن باكستان لم تفعل ما يكفي لقتال المتشددين بالرغم من الزيادة الاخيرة في عمليات الجيش الباكستاني التي ادت الى اعمال انتقامية عنيفة.

وكانت الولايات المتحدة تميل في الاعوام الاخيرة إلى أن تقصر عملياتها عبر الحدود على القصف المدفعي والغارات الجوية ضد المتشددين خاصة الذين يهربون إلى داخل باكستان بعد تنفيذ عمليات عبر الحدود.

ودفع قلق الولايات المتحدة من الخطر المتزايد لهجمات المتشددين من قواعد داخل باكستان كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين ومن بينهم رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميرال مايك مولين للاجتماع سرا مع قائد الجيش الباكستاني على متن حاملة طائرات أمريكية في المحيط الهندي.

وقال مولين في وقت لاحق للصحفيين في البنتاجون: الملاذات الآمنة في المناطق الحدودية قواعد انطلاق لهذا النوع من الهجمات وينبغي اغلاقها.

لكن بعض المحللين قالوا إن عمليات الجيش الأمريكي في باكستان يمكن أن تقوض مصداقية الحكومة الباكستانية في المناطق القبلية وان تساعد المتشددين دون قصد على زعزعة استقرار الدولة المسلحة نوويا.

وقال ستيفن بيدل من مجلس العلاقات الخارجية: المخاطرة بزعزعة استقرار باكستان لمحاولة تفادي الفشل عبر الحدود داخل افغانستان ستكون خطأ فادحا.

وتشعر الولايات المتحدة وحلفاؤها الآخرين بقلق متزايد بشأن استقرار باكستان حيث تواجه حكومتها المدنية الجديدة تحديات سياسية واقتصادية.

وقوات العمليات الخاصة التي تقود جهود البنتاجون لمكافحة الإرهاب موجودة ضمن 19 الف جندي أمريكي منتشرين في افغانستان تحت القيادة الأمريكية.

كما يوجد 14 الف جندي أمريكي آخر في افغانستان كجزء من قوة قوامها 53 الف جندي من قوة المعاونة الأمنية الدولية التي يقودها حلف شمال الاطلسي.

قطع إمدادات الوقود عن القوات الغربية فعل باكستاني!!

أعلن تشودري أحمد مختار وزير الدفاع الباكستاني أن باكستان أغلقت طريقا رئيسيا لتزويد القوات الغربية المتمركزة في أفغانستان بالوقود كرد فعل على غارة شنتها القوات الأمريكية على شمال غرب باكستان.

وصرح مسؤوولن باكستانيون بأن كوماندوس أمريكيين هاجموا أشخاصا يشتبه بانهم متشددون داخل الأراضي الباكستانية فقتلوا 20 شخصا من بينهم نساء وأطفال وأثاروا رد فعل غاضبا من الحكومة الباكستانية. بحسب رويترز.

وقال تشودري لقناة (دون) التلفزيونية: ابلغناهم اننا سنقوم بعمل وقمنا بعمل بالفعل اليوم. اوقفنا امداد النفط وهذا سيوضح مدى جديتنا.

ومنعت الامدادات من المرور عبر نقطة العبور الرئيسية على الحدود الباكستانية الافغانية قرب بيشاور عاصمة الاقليم الحدودي الشمالي الغربي على الحدود مع افغانستان.

وقال مسؤول كبير في الشمال الغربي ان الوقود اوقف بشكل مؤقت بسبب مخاوف بشأن الامن على الجانب الباكستاني. وهاجم متشددون شاحنات في ممر خيبر على الطريق نحو تورخام.

وكان معبر حدودي ثان في بلدة تشامان الجنوبية الغربية يعمل بشكل عادي يوم السبت. وتتجه الامدادات عبر هذا المعبر الى القوات الاجنبية في الجنوب ولاسيما حول مدينة قندهار.

والهجوم الذي شنته قبل الفجر قوات حملتها طائرات هليكوبتر على قرية انجور ادا في منطقة وزيرستان الجنوبية على الحدود الافغانية هو اول توغل معروف داخل باكستان من قبل القوات الامريكية منذ غزو افغانستان في عام 2001 .

وباكستان حليف وثيق للولايات المتحدة في الحرب التي لا تحظى بشعبية ضد الارهاب ولديها عشرات الالاف من الجنود الذين يقاتلون المتشددين. ولكنها تمنع توغل القوات الاجنبية في اراضيها.

وتقول الولايات المتحدة ان متشددين ينتمون للقاعدة وطالبان يتمركزون في اماكن امنة في مناطق قبائل البشتون في شمال غرب باكستان على الحدود الافغانية ينطلقون لشن هجمات في افغانستان وباكستان ويخططون لاعمال عنف في الغرب.

ولم تعترف ادارة الرئيس الأمريكي جورج بوش رسميا بأي تورط امريكي في الغارة. ولكن مسؤولين بوزارة الدفاع الامريكية تحدثوا شريطة عدم نشر اسمائهم ذكروا ان الهجوم استهدف نشطين مشتبها بهم واستهدف تدمير ملاذات امنة لمتشددين يهددون القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي والقوات الافغانية عبر الحدود.

وصرح السفير الباكستاني في الولايات المتحدة بأن الغارة فشلت في اعتقال اي شخص مهم وساعدت المتشددين من خلال اغضاب الرأي العام الباكستاني.

وعلى الرغم من ان الهجوم كان اول هجوم بري معروف فقد شنت العديد من الهجمات الصاروخية على متشددين في باكستان يعتقد ان معظمها شنته طائرات أمريكية بدون طيار. ووقع هجومان من هذا القبيل.

وقتل تسعة متشددين تقريبا بصواريخ اطلقتها طائرات يشتبه بانها طائرات امريكية بدون طيار في شمال غرب باكستان يومي الخميس والجمعة.

وقال الجنرال طارق ماجد رئيس هيئة الاركان الباكستانية المشتركة ان الهجمات التي تقع عبر الحدود ستثير غضب البشتون الذين يعيشون على جانبي الحدود وستكون غير مثمرة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 23/أيلول/2008 - 22/رمضان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م