
شبكة النبأ: فرضت السلطات الأمنية
في السعودية وخاصة في الأحساء والقطيف، على مدى السنوات الخمس
الماضية، تضييقا متزايدا على الحريات الدينية للمواطنين الشيعة
انتهى إلى اعتقال المئات منهم واغلاق العشرات من المساجد
والحسينيات. وبالإضافة الى وصفهم بالكفر والابتداع يعاني المواطنون
الشيعة الضغوط والمضايقات في أداﺀ شعائرهم الدينية، حيث يمنع عليهم
بناﺀ المساجد والحسينيات إلا بصعوبة بالغة كما أنهم محرومون من
الحق في إنشاﺀ معاهد وكليات للتعليم حسب المذهب الشيعي فضلا عن
انهم مبعدون عن مؤسسات الحكم في السعودية بشكل نهائي ومحرومون من
دخول الكليات العسكرية والامنية والكليات ذات الاختصاصات الهامة.
الامر الذي يؤشر مدى النفاق في شعارات الإصلاح التي تحملها
القيادات السعودية وإدعاءها العمل على تقارب وجهات النظر والتعاون
مع كافة المذاهب والاديان الاخرى..
بعد ضغوط متواصلة: إطلاق سراح داعية
الحقوق الشيخ العامر
وبعد ضغوط شعبية كبيرة أطلقت السلطات السعودية سراح داعية
الحقوق والحريات الدينية الشيخ توفيق العامر بعد 11 يوما قضاها خلف
القضبان اثر دعواته لمزيد من الحريات الدينية للمواطنين الشيعة في
الأحساء.
وجاء اطلاق العامر بعد سلسلة من الضغوط الشعبية واتصالات رفيعة
المستوى قامت بها فاعليات شيعية مع الحكومة إلى جانب حملة تضامن مع
العامر اطلقها مثقفون وعلماء دين وحقوقيون.وطالب هؤلاء في خطابهم
الموجه للعاهل السعودي الملك عبد الله باطلاق سراح العامر. بحسب
شبكة راصد الاخبارية.
وفي خطوة نادرة نظم أكثر من مائتي مواطن تجمعا احتجاجيا سلميا
أمام بوابة شرطة الأحساء حيث يعتقل العامر منددين باستمرار اعتقال
الشيخ الذي يعد أحد ابرز دعاة الحقوق والحريات الدينية في
السعودية.غير أن قوات مكافحة الشغب فرقت المحتشدين بالقوة. ولم ترد
أنباء عن اندلاع أي اشتباكات بين الجانبين.
جانب من التجمع الاحتجاجي المندد باعتقال الشيخ توفيق
العامروسبق خبر الافراج عن الشيخ العامر دعوات واسعة النطاق خلال
الساعات الماضية عبر الوسائط الالكترونية لتنظيم احتجاج سلمي أوسع
عصر الجمعة القادمة فيما لو لم يطلق سراحه.
ويعود اعتقال الشيخ العامر فجر السابع من الجاري للحد من دعواته
لمنح مزيد من الحريات الدينية للمواطنين الشيعة في الأحساء.
وشهدت الأيام الاحد عشر التي قضاها معتقلا تقاطر العشرات من
الزوار يوميا لزيارته في السجن كان بينهم نحو 18 شخصية علمائية
بارزة من الأحساء أعلنت تضامنها الصريح مع الشيخ المعتقل.
وكانت السلطات تصر حتى اللحظة الأخيرة على اجبار العامر على
توقيع تعهد يمتنع بموجبه عن رفع الأذان وفق الصيغة الشيعية في
مسجده بمدينة الهفوف كشرط لاطلاق سراحه.
وهو الأمر الذي ظل مصرا على رفض الاستجابة له تماما مهما كلف
الأمر مرددا الآية الكريمة ﴿ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ
مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ﴾.
وذلك ما عزز بروز حملة تضامن مع العامر أخذت بالتوسع يوما بعد
آخر وشارك فيها مواطنون ورموز دينية أحسائية بارزة ساهمت في دفع
السلطات لاطلاق سراحه تجنبا لأي تداعيات غير متوقعة وفقا لمتابعين.
وتعد هذه المرة الثانية التي تعتقل فيها السلطات الشيخ العامر
في أقل من ثلاثة أشهر بعد احتجازه أسبوعا واحدا في يونيو الماضي.
يشار إلى أن السلطات الأمنية في الأحساء فرضت على مدى السنوات
الخمس الماضية تضييقا متزايدا على الحريات الدينية للمواطنين
الشيعة انتهى إلى اعتقال المئات واغلاق العشرات من المساجد
والحسينيات. ويشرف على هذه الحملة الطائفية المستمرة محافظ الأحساء
بدر بن جلوي.
وشملت قائمة أبرز زوار الشيخ العامر في سجنه مساعد قاضي المحكمة
الجعفرية بالأحساء الشيخ حسن باقر بوخمسين، الشيخ حسين العايش،
الشيخ عبد الله الياسين، الشيخ موسى بوخمسين، الشيخ عادل بوخمسين،
الشيخ محمد علي البن حمضة، الشيخ حبيب الحمد والشيخ حسن البقشي.
كما عرف من أبرز الزائرين كذلك رجل الدين السيد حسن اليوسف،
الشيخ عقيل الشبعان، الشيخ حسن البناي، الشيخ علي الباقر، الشيخ
مصطفى الموسى، الشيخ علي الموسى، الشيخ مسلم القضيب، الشيخ حسن عبد
الهادي بوخمسين والشيخ محمد الشهاب..
كما تلقى الشيخ العامر اتصالا هاتفيا تضامنيا من قاضي المحكمة
الجعفرية بالأحساء المعين حديثا الشيخ محمد حسن الجزيري.
ويتعرض المواطنون الشيعة في الأحساء لهجمة طائفية مستمرة منذ
اكثر من خمس سنوات يشرف عليها محافظ الأحساء بدر بن جلوي وطالت
اعتقال المئات واغلاق العشرات من المساجد والحسينيات.
سيهات: السلطات تمنع عرض الفيلم المحلي «اولاد
السعف»
منعت السلطات الأمنية في مدينة سيهات بمحافظة القطيف عروض
الفيلم السينمائي المحلي "أولاد السعف" بحجة عدم الحصول على ترخيص
رسمي يسمح بذلك.
واشارت أنباء إلى أن ادارة البحث الجنائي بسيهات استدعت
القائمين على تنظيم العرض المزمع في حسينية الناصر وحذرتهم من
المضي في برنامجهم. وتعللت السلطات بعدم حصول الفيلم على ترخيص
رسمي يخول اقامة العروض.
وكان منظمو العرض قد اختاروا ليلة النصف من رمضان ذكرى ميلاد
الإمام الحسن موعدا لانطلاق باكورة عروض الفيلم المصنف ضمن قائمة
الافلام الاجتماعية القصيرة. غير ان تدخل السلطات اجهض برنامج
العرض الأمر الذي سبب امتعاض المنظمين ومرتادي الحسينية.
والفيلم الذي انتهت مجموعة آفان الفنية من تصويره مؤخرا شارك
فيه نخبة واعدة من الفنانين السعوديين المحليين في مدينة سيهات وهو
من كتابة واخراج الفنان محمد الصايغ.
ويقول متابعون أن تعلل السلطات بعدم وجود ترخيص رسمي ليس إلا
ذريعة للتغطية على المضايقات الأمنية للأنشطة الأهلية في المناطق
الشيعية.
ويحاجج هؤلاء بأن أمثال هذه العروض الأهلية تتكرر باستمرار في
مختلف مناطق المملكة دون اي اشتراطات تذكر.
المتشدد الجبرين يدعو لجلد الصحفيين «المتطاولين
على العلماء»
ودعى رجل الدين السعودي المتشدد الشيخ عبدالله الجبرين إلى سجن
أو جلد الكتاب والصحفيين السعوديين "المتطاولين على العلماء" بعد
ايام على دعوة كبير القضاة إلى قتل ملاّك القنوات الفضائية العربية
"الماجنة".
وقال الجبرين عضو هيئة الإفتاء السعودية سابقا خلال برنامج على
قناة المجد أن انتقاد العلماء يجب أن يكون من مشايخهم وزملائهم من
أهل العلم أما الصحفيين فيجب "الأخذ على ايديهم".
وهاجم الكتاب والصحفيين في فتواه الجديده التي نشرتها مواقع
سلفية على الأنترنت بالقول "إن الواجب الأخذ على أيديهم ومعاقبتهم
بما ينزجرون به ولو بسجن طويل كما يسجن غيرهم من الذين يتعدون ما
حدد لهم. كما دعى معاقبة من وصفهم بالمتطاولين على العلماء بالفصل
من أعمالهم وبالجلد أو التوبيخ والتأنيب.
وعلل الجبرين فتواه بشأن كتاب الصحافة بالقول "رجاء أن يرتدعوا
ويرتدع امثالهم وأن يعترفوا بفضل حملة العلم والمشايخ الذين لهم
مكانتهم في هذه الدولة أو في غيرها".
وتأتي فتوى الجبرين بعد أيام على فتوى رئيس مجلس القضاء الأعلى
في السعودية الشيخ صالح اللحيدان والتي افتى فيها بقتل ملاك
القنوات الفضائية العربية "الماجنة".
وسانده في ذلك عضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح الفوزان الذي
أفتى بقتل السحرة الذين يظهرون على تلك القنوات. ويواجه رجال الدين
السعوديين سلسلة انتقادات يوجهها لهم كتاب الصحف السعودية على
خلفية فتاواهم الدينية.
شيعة السعودية.. مواطنون من الدرجة
الثانية
وكتبت الصحفية مروى الصايغ مقالا عن حقوق الشيعة المهضومة علنا
في السعودية ووصفهم بمواطنين من الدرجة الثانية، وجاء في المقال:
الشيعة في السعودية لايتبعون مرجعية دينية واحدة، فمنهم من يقلد
آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية،
ومنهم من يقلد آية الله علي السيستاني في العراق، ومنهم من يقلد
آية الله صادق الشيرازي في قم أو آية الله محمد تقي المدرسي في،
كربلاﺀ أو آية الله محمد حسن فضل الله في لبنان. ويعد أغلب
الناشطين الشيعة إسلاميين، ويتبعون المرجعية الدينية، وقد برز
اخيراً عدد من الناشطين العلمانيين.
وتابعت الصايغ بالقول، من أبرز جماعاتهم، حركة الإصلاح
الإسلامية الشيعية، ويمكن القول إن مسارهم مع سلطة الحكم قد تغير
منذ التسعينات، بتوجيه من الحركة، والذي يتمثل في التصالح مع
النظام ومهادنته، والتركيز على تعزيز مواطنية الشيعة في الدولة،
والنضال بالطرق السلمية والسياسية من أجل الحصول على حقوقهم، مثل
مواطنيهم الآخرين، والمساهمة في تعزيز التحول الديمقراطي والإصلاح
في البلد، لأهمية الوجود الشيعي في المملكة حيث يقدرون بنحو 15% من
العدد الإجمالي للسكان المحليين البالغ نحو 17 مليونا.
فالمسألة الشيعية ارتبطت على الدوام بوجود الشيعة في المنطقة
الشرقية لعوامل تاريخية وسياسية واقتصادية وثقافية. يتمثل أهمية
العامل الشيعي في الحياة المعاصرة للسعودية في كون المنطقة الشرقية
تحتوي على أكبر مخزون نفطي في العالم % "25 من أجمالي الاحتياط
العالمي" إلى جانب وجود كميات هائلة من الغاز. ورغم وصفهم بالكفر
والابتداع. ويعاني المواطنون الشيعة الضغوط والمضايقات في أداﺀ
شعائرهم الدينية، حيث يمنع عليهم بناﺀ المساجد والحسينيات إلا
بصعوبة بالغة كما أنهم محرومون من الحق في إنشاﺀ معاهد وكليات
دينية للتعليم حسب المذهب الشيعي. والجدير بالذكر أن الشيعة
يمتلكون جمعيات خيرية تتلقى الدعم من وزارة العمل والشؤون
الاجتماعية السعودية، إلا انهم محرومون من جميع المناصب في الدولة
كما لا يحق للشيعي الانتساب إلى أي فرع من فروع الأمن او حتى
الانتساب إلى أي كلية عسكرية. كما يمنعون من دخول كليات العلوم
السياسية والشريعة والإعلام ولا يحق لهم دخول المعهد الدبلوماسي..
ولا يوجد في مجلس الشورى، المعينون أعضاؤه من قبل الملك، سوى عضوين
شيعيين، ولا يوجد أي سفير او قنصل شيعي واحد في جميع سفارات
المملكة حول العالم، وتمنع عليهم مناصب مدراﺀ جامعات او حتى عميد
كلية.
وتابعت الصايغ، ليس لهاتين المحكمتين سوى النظر في قضايا الزواج
والطلاق والارث حسب المذهب الجعفري، ولا يحق للشيعي الشهادة ضد
السني والعكس صحيح والشيعي تحق له الشهادة فقط ضد أخيه الشيعي أمام
القضاﺀ السني، ويمنع الشيعة من تملك أو رئاسة صحف أو مجلات ويمنع
نشر أي شيﺀ يتعلق بعقائدهم أو تراثهم. كما يمنع دخول جميع الكتب
الشيعية إلى البلاد من دون اسثناﺀ ويعاقب بالحبس والغرامة المالية
كل من ادخل أو حاول إدخال كتاب شيعي إلى البلاد وتصادر الكتب وتحرق.
هذا على وجه العموم حال الشيعة في السعودية منذ انشئت في 1932.
وخلصت الصايغ الى القول، الوجود الشيعي كثيف في المملكة الا
انهم تعرضوا للتهميش والاقصاﺀ من الحكم الوهابي، ويشتكون من
معاملتهم بوصفهم مواطنين من الدرجة الثانية، ويعانون من التمييز
الطائفي والمذهبي الذي يمارس ضدهم، وعدم مساواتهم ببقية المواطنين
الآخرين، وعدم تمثيلهم في المناصب العليا للبلاد. كما يعانون من
الشحن المذهبي الذي يمارس ضدهم من المؤسسات الدينية الرسمية،
والكتب التي تطبع وتوزع داخل البلاد، والتي تعتبرهم كفاراً،
بالإضافة إلى مناهج التعليم الديني في المدارس والجامعات التي
يتكرر فيها أما في ما يتعلق بمناهج التعليم فيجبرون على تعلم
المذهب الوهابي من المرحلة الابتدائية حتى التخرج من الجامعة. في
القضاﺀ لا يوجد سوى محكمتين للشيعة
هيومان رايتس تدعو السعودية لوقف جميع
أشكال التمييز العنصري
من جهة اخرى دعت منظمة "هيومان رايتس ووتش"، التي تُعنى بحقوق
الإنسان، الحكومة السعودية إلى وقف جميع أشكال التمييز ضد الأقليات
الدينية الإسماعيلية في المملكة، وطالبت بوضع أسس وطنية لمحو هذه
الممارسات العنصرية، وإيفاء هذه الأقليات حقوقها الوطنية.
ويرتكز تقرير المنظمة، الذي يتكون من 90 صفحة، ويحمل عنوان "إسماعيليو
نجران: مواطنون سعوديون من الدرجة الثانية"، على أكثر من 150
مقابلة شخصية، ومراجعات لأبرز الوثائق الرسمية المتعلقة بهذا
الموضوع، خصوصا في مجالات التعليم، والصحة، والحرية الدينية،
والنظام القضائي.
يقول جو ستورك، نائب مدير مكتب هيومان رايتس ووتش في الشرق
الأوسط: "الحكومة السعودية تعمل على نشر مبادئ التسامح الديني في
مختلف أرجاء العالم، إلا أنها تعاقب الإسماعيليين داخل المملكة
بسبب معتقداتهم الدينية."بحسب سي ان ان.
ورغم مرور أكثر من 70 عاما على الوجود الإسماعيلي في السعودية،
لا زالت الحكومة تعمد إلى توجيه خطاب مناهض لكل ما يمت بصلة
للإسماعيليين.
ففي أبريل/نيسان 2007، وصف المجلس الأعلى للعلماء المسلمين في
السعودية الإسماعيليين بأنهم "كفار فاسقون."
وفي أغسطس/آب 2006، قال الشيخ صالح اللحيدان، أمام مجموعة من
المصلين، إن الإسماعيليين يظهرون الإيمان لمن حولهم، إلا أنهم
يبطنون الكفر داخلهم. ومن جانبها، لم تدحض السلطات السعودية هذه
التصريحات ولم تنكرها.
وكانت الاضطرابات بين الإسماعيليين والسلطات السعودية قد بدأت
في منتصف تسعينيات القرن العشرين، لتبلغ أشدها في أبريل/نيسان
2000، عندما قبضت الشرطة السعودية على شيخ دين إسماعيلي بتهمة
ممارسة "الشعوذة والسحر."
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن المناهج الدينية في
السعودية تذكر أن اتّباع المذهب الإسماعيلي هو نوع من أنواع "الشرك
بالله"، بينما يحاول عدد من أساتذة المدارس في نجران إرغام بعض
الطلبة الإسماعيليين على اعتناق المذهب الوهابي، السائد في البلاد.
وكان الملك عبد الله قد افتتح مؤتمرا للتسامح الديني في
إسبانيا، وذلك للتأسيس لحوار بين الإسلام والمسيحية واليهودية،
وحول هذا الأمر يعلق ستورك قائلا: "على السلطات السعودية أولا وضع
أسس للتسامح في المملكة، قبل نشر هذه المبادئ حول العالم."
يذكر أن هناك حوالي مليون سعودي يتبعون المذهب الإسماعيلي في
السعودية، يعيش معظمهم في نجران على الحدود مع اليمن، حيث تم
الاتفاق مع السلطات اليمنية في 1934 على ضم هذه المنطقة إلى
السعودية. |