الشيعة ودكان المستقلة

محمد الوادي

لم أجد وصف اكثر دقة واكثر ملائمة لقناة المستقلة اكثر من كونها " دكان " وتعريف الدكان انه المحل الصغير جدا والمعزول والذي عادة ما يمارس بيع البضاعة الكاسدة او القديمة او في اقل وصف البضاعة التي لاتخضع للمعاير الصحية عكس ما يحدث  في المحلات والاسواق الكبيرة.

 والمستقلة مثلما هي دائما ومثلما هو واجبها المألوف تبحث عن مايفرق ويشتت هذه الامة المسكينة , التي هي اصلآ تحمل من سمات التفرقة وسمات التشتت مايكفيها لقرون قادمة. لكن يبدو أن ذلك وحده لايشفي غليل صاحب الدكان ولاحتى رواده " ضيوفه " الذين ينقسمون الى أصناف شتى , بين حاقد يقطر الموت والخراب من جوانبه واخر طائفي مقيت سلاحه التكفير واخر مفلس من الوضع السياسي العراقي الجديد واخر فرح بخروجه على الشاشة ولايعرف لماذا والى اين ذاهب !! واخير من اتباع المقبور عدي وكان من المقربين له وأدى خدمات جليلة للعراق والامة العربية والاسلامية من خلال خدمة وتلبية كل نوازع الشر والرذيلة والمراهقه التي كانت تتملك ذلك المقبور.!! ولان امتنا هي نفسها ( الامة التي  ضحكت من جهلها الأمم ). فلقد أصبح هذا " الشهم "  من رموزها الشعرية المضحكة والسياسية الهزيلة ووصلت الذروة وفي نفس الدكان أن يكون  " داعية اسلامية " !! لكن بدون لباس شيوخ الدين.

وسؤالي الذي أوجه الى محمد الهاشمي ( ولااريد منه جواب ولاانتظر ) ما الذي تسعى له من برامجك الطائفية هذه !؟؟  مثلا وعلى سبيل المساجلة. ان يغير أبناء الشيعة والعرب منهم على وجوه الخصوص قناعاتهم  بان " علي بن ابي طالب عليه السلام " لايستحق الامامة ناهيك عن الخلافة !؟ جواب قصدك هذا جدا بسيط ومختصر. ( لو قلبت الدنيا عاليها سافلها فان هذا الاعتقاد والايمان لايتبدل بل ان التمسك به والتمسك بحب أمير المؤمنين يكبر ويعظم )..

أتشرف اني تربيت في بيت وبيئه شيعية في بلدي العراق وانا اصلا ابن الجنوب وتربيت في بغداد وكنت احضر وانا صغير مع والدي في مدينة الكاظمية المقدسة وفي منطقة " الشوصة " على وجه الخصوص للاستماع الى محاضرات الشيخ الدكتور المرحوم احمد الوائلي وهو الملقب بجدارة " عميد المنبر الحسيني "  لكني لم أسمع يوما في بيتنا او المنطقة التي اسكنها او من عميد المنبر الحسيني , شتيمة واحدة الى خليفة او الى الصحابة , كما تدعي انت وضيوفك المساكين. اما القران المزعوم الذي تطلقون عليه " قرآن فاطمة " او " قرآن السرداب " كما تفوه بذلك احد ضيوفك الطائفيين في الحلقة رقم "11"  , فمثل ذلك لايوجد الا في خيالكم الطائفي الخصب.  ففي بيتي وعلى سبيل المثال توجد ثلاث نسخ من القرأن الكريم احدها من الكاظمية المقدسة والثانية من النجف الاشرف وهي عندي منذ عقد الثمانينات اما الثالثة فقد حصلت عليها  من صديقة اعلامية ومذيعة تونسية عند لقائنا في احدى البلدان الاوربية وهذه النسخة بالذات طبعة السعودية تلك التي قام بطبعها عاهل السعودية السابق فهد بن عبد العزيز. ولا ارى اي فرق بين الثلاث نسخ الا في الوان الغلاف بين الازرق والاحمر والاخضر !! فمن اين لك هذا يامدير دكان المستقلة !؟ اي بضاعة كاسدة وخطيرة هذه التي تقومون ببيعها الى المشاهد العربي , ولماذا كل هذا الاصرار والعزم على تغير بوصلة أهتمام المواطن العربي المسكين والمغلوب على أمره من مصائبه اليومية الى  التشكيك بأمور تاريخية كبيرة وحساسة  واختيارات أنسانية شرعها الله جل جلاله والقوانين الأنسانية.

لماذا لاتاخذ مثلا  مصائب القدس والاقصى و مشاكل الضفة و حصار غزة ولو جزء يسير من جهد المستقلة ومديرها والا  ليس من المعقول ان تكون هذه القناة لاهم لها سوى المذهب الشيعي ومحاولة النيل منه ومن الشيعة وخاصة العرب منهم. في وقت وصل نفق بني  صهيون الى تحت المسجد الاقصى !! واكتمال نقص المعقول يزيد علامات استفهام عندما يكون الجزء الثاني من الدكان والذي يطلق عليه " قناة الديمقراطية " لاهم لها سوى الشتم والتهجم على التغير السياسي الجوهري " والمنصف " في عراق اليوم. اتحدى من هذه الاسطر ان يقوم مدير ومالك المستقلة بعمل ولو حلقة واحدة عن الاوضاع السياسية في تونس , ومتى مثلا تنتهي " ولاية " الرئيس التونسي ؟ وكيف ؟ ولماذا ؟ واتحدى من يدير دكان المستقلة ان يعمل حلقة واحدة عن مسالة منع الحجاب ليس في فرنسا بل في تونس الخضراء !! كما اتحدى ان ينتقد مدير دكان المستقلة اي نظام عربي رسمي , ويجعل لذلك الموضوع حلقة واحدة وليس عشرات الحلقات كما يفعل مع حلقاته التي تفيض حقد وكره للشيعة !؟ بل أتحدى مدير دكان المستقلة ان ينتقد أرهاب القاعدة في نيوريوك وبغداد والقاهرة والمغرب والجزائر والرياض.!!

بقي ان يعرف مدير دكان المستقلة ورواد الدكان و من يدعمه ومن يحرضه. ان الشيعة باقون في مكانهم وهم يتشرفون بانتمائهم.الى امة نبيها الامين محمد "ص" وشرفهم الكبير ان يكون أئمتهم من هذا النسل الكريم. وان عقارب الساعة لم ولن تعود الى الوراء لا في العراق ولا في اي بقعة اخرى من العالم. بل ان افكار بالية ومستهلكة هي مثل بضاعة كاسدة تبحث عن دكان لتصريفها. ورحم الله أمرء عرف قدر نفسه.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 18/أيلول/2008 - 17/رمضان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م