
شبكة النبأ: مابين أمريكا وإيران
يقع العراق في حصار قد يشل حركته بصورة عامة، هذا ما أكدته الصحف
الغربية، فبينما تحدثت صحيفة عن موضوع تزايد نفوذ أيران في العراق
تحدثت اخرى عما تخسره أمريكا في هذا البلد في ضوء المطالبة بتحديد
جدول انسحاب واضح..
تزايد نفوذ ايران وتراجع أمريكا
في الوقت الذي يطالب فيه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على
الانسحاب الأمريكي، تكتسب إيران نفوذا وتخسر أميركا بعضا منه، حسب
ما أشارت إليه صحيفة أميركية.
صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" نقلت بعض الحوادث التي اعتبرتها
مؤشرات على تراجع النفوذ الأميركي، منها إصرار المالكي على فرض
قيود مشددة على دور عسكري طويل الأمد للأميركيين بما فيه الانسحاب
من جميع المدن العراقية قبل يونيو/حزيران.
وقالت الصحيفة إن تضاؤل النفوذ الأميركي سمح لإيران عبر
علاقاتها السياسية والتجارية باحتلالها مكانة أفضل تتيح لها
التأثير على سياسات الحكومة العراقية.
وهذا التراجع الأميركي يعني حسب تعبير لوس أنجلوس تايمز أن أي
مرشح أميركي للرئاسة يُنتخب سواء كان جون ماكين أو باراك أوباما،
لن يتمكن من التأثير على حكومة بغداد أكثر مما فعلته إدارة بوش.
ومن بين المؤشرات التي ذكرتها الصحيفة أن المسؤولين الأميركيين
يقرون الآن بأن نفوذهم قد تلاشى، وسط تفوق عدد أفراد الجيش العراقي
على القوات الأميركية عام 2007 وتبليغ المالكي مباشرة بالتقارير
العسكرية عبر مراكز عسكرية قيادية جديدة.
وعزت الصحيفة هذا التحول في سلوك المالكي إلى ما حققه من نصر
على جيش المهدي جنوبي العراق، وقالت إن ذلك التحول جاء بعد أشهر من
إنقاذ وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس له سياسيا عقب لقائها مع قادة
الكتلة الكردية والمجلس الأعلى الإسلامي العراقي والحزب الإسلامي
العراقي السني، إذ دعت جميعها إلى التصويت إلى خلع المالكي من
السلطة، وهو ما رفضته رايس.
وحول النفوذ الإيراني في العراق قال القيادي في حزب الدعوة ورجل
المالكي علي الأديب، إن طهران لعبت دورا هاما في إقناع القائد
الصدري بإنهاء القتال مع القوات الأميركية في البصرة بعد زيارة وفد
عراقي لإيران التقى مسؤولين إيرانيين والصدر.
وأشار الأديب إلى أن "التدخل الإيراني نجح الآن، فقد باتت
تصريحات مقتدى الصدر أكثر اعتدالا مما كانت عليه في السابق".
الوضع الأمريكي في العراق
تشير البيانات الى أن مستوى العنف في العراق أخذ بالتراجع وتعود
الأسباب لذلك أن زيادة عدد القوات الأمريكية في العراق وجاهزية
القوات العراقية.
باتريك كاكبيرن كتب مقالا في صحيفة "ذي إنبندنت أون صنداي"
تباينا في تقييم قائد القوات الأميركية بالعراق الجنرال ديفد
بتراوس للوضع الأمني في هذا البلد، وتقييم المرشح الجمهوري جون
ماكين لذلك.
وقال كاكبيرن إن بتراوس بدا أقل تفاؤلا بشكل كبير من ماكين فيما
يتعلق بالوضع الأميركي بالعراق, إذ أكد أن الوضع لا يزال "هشا" وأن
المكاسب الأمنية الأخيرة "قابلة للتعرض للانتكاس" في وقت يرى فيه
الجمهوريون أن "النصر في العراق في متناول اليد" منتقدين عدم
استخدام منافسهم الديمقراطي كلمة "نصر" في وصف نتائج تلك الحرب.
السيطرة على بغداد
أعتبر كاتب المقال أن أحد المقاييس المهمة لتقييم الوضع الأمني
في العراق هو عجز 4.7 ملايين لاجئ عراقي ممن هربوا من ديارهم خوفا
على حياتهم, من العودة إليها.
واتهم كاكبيرن الحكومتين العراقية والأميركية بشن حملة دعائية
ناجحة لإقناع العالم بأن "الأمور أفضل" وأن الحياة بدأت تعود إلى
مجراها الطبيعي.
ورغم اعترافه بأن الحياة في العاصمة أفضل مما كانت عليه قبل 18
شهرا عندما كان القتل الطائفي على أشده, فإن كاكبيرن أرجع السبب في
ذلك إلى انتصار الشيعة في معركة بغداد, حيث يسيطرون الآن على ثلاثة
أرباع المدينة.
وأعزى كاتب المقال أن سبب هذا التغير الديمغرافي يراد له أن
يكون أبديا, إذ تتم تصفية أي سني يتجرأ على محاولة العودة إلى بيته.
رؤية الأمريكيين للأحداث
وعن أسباب تغيير نظرة الأمريكيين للعراق رجع كاتب المقال
الأسباب إلى التغير الذي شهده موقف وسائل الإعلام الأجنبية وأغلبها
أميركية, من تغطية هذه الحرب التي أضحت الآن أطول من الحرب الكونية
الأولى, وملها العالم, ولذلك لم يعد المواطن الأميركي يسمع الكثير
عن العنف بالعراق.
ويعتقد كاكبيرن فإن تقلص عدد القتلى بين الجنود الأميركيين ولّد
نوعا من الأمل لدى المواطن الأميركي, رغم أن السبب فيه يعود إلى
كون السنة الذين واجهوا الاحتلال الأميركي منذ البداية قد انهزموا
بعد أن تظاهر عليهم الأميركيون والحكومة العراقية التي يسيطر
الشيعة عليها والمليشيات الشيعية وتنظيم القاعدة, فأدركوا أن
أعداءهم أكثر مما يمكنهم مواجهته.
وشدد الكاتب على أن زيادة القوات الأميركية لم تكن لتحقق النجاح
الذي حققته لولا طهران التي لعبت دورا محوريا في تعيين نوري
المالكي رئيسا للوزراء، وقررت أن تدعم حكومته بشكل كامل تجسد في
ضغطها على المليشيات الشيعية لوقف نشاطاتها العسكرية.
.............................................................................................
- المركز الوثائقي والمعلوماتي في مؤسسة
النبأ للثقافة والإعلام مركز يقدم الخدمات الوثائقية والمعلوماتية
للاشتراك والاتصال
www.annabaa.org///arch_docu@yahoo.com |