البطالة في العراق وقود الإرهاب

عباس النوري

يمكننا أن ننتقد الحكومة وجميع مفاصل الدولة والأحزاب والقيادات، ولكن يمكننا أيضاً المساهمة في بث الأفكار النيرة من أجل حل المشاكل المتكررة والمتزايدة في المجتمع العراقي. وأن لموضوع البطالة أهمية كبيرة لو أن هذا الأمر عولج بشكل صحيح يمكننا المضي خطوات حثيثة لتطور البلد واستقراره.

وقبل البدء في تفاصيل الموضوع أتمنى من الكتاب والباحثين تطور الفكرة والبحث والمشاركة في النقاش من أجل دفع عجلة دعم الشعب العراقي من خلال تنوير القيادات لتحمل مسؤولياتهم في القضاء على البطالة.

وهذه المقالة بداية لعدد من المقالات في الموضوع، لأن البحث عن البطالة وكيفية إيجاد العلاج المناسب وبالخصوص لما يلائم العراق ووضعه الحالي بحاجة لعدد من المقالات والبحوث. لكون أن ما أراه صحيحاً قد لا يتفق معه المختص، وقد لا يرغب به حزبٌ معين بسبب وضع الفكرة ضمن إطار أيدلوجي مغاير لما يفكر به. حيث من الممكن أن يعتبره الإسلامي علماني التوجه، ويعتبره العلماني اشتراكي المسار. مع أن الجميع يلتقون في هدف واحد هو القضاء على البطالة، لذلك ليطمئن القارئ العزيز أن توجهي مستقل آخذ ما أراه مناسباً دون تطرف أو التفكير في جذور الطارح للموضوع…أو الدولة التي ينتمي لها. لأنه برأي البسيط أن العالم قرية صغيرة والجميع يأخذ من الآخرين المعارف ويتبادلون الآراء والأفكار دون وضعها في فلتر الأيدلوجية…بل المنفعة البشرية، وإن كانت الدول الصناعية الكبرى تضع مصالحها فوق كل شئ، وعندما تجتاح البطالة لكي تطيلها…وعندما المجاعة تغزو العالم…وعندما أسعار المنتجات الغذائية كما هو حال العالم اليوم تزداد بانطلاق عمودي دون توقف…وحينما يصبح سعر برميل النفط أكثر من 120دولار والبحث مستمر عن أنواع الطاقة البديلة…فتبدأ العض على الأنامل.

البطالة ظاهرة اقتصادية عرف بعد أن احتاجت المصانع لأيدي عاملة، وقبل الثورة الصناعة لم يكن للبطالة والعمالة من معنى في ضل المجتمعات الريفية حيث الأكثرية مشغولون بشكل وآخر في زراعة الأرض أو رعاية الحيوانات.

 والعمالة لا تنطبق فقط على العامل والموظف، حيث من غير الممكن تسمية الطالب بعاطل عن العمل ولا يمكن حساب المعاقين والمتقاعدين ولا حتى الذين يدخلون ضمن برنامج حكومي لعمل مؤقت.

أنواع البطالة

يمكن أن نشير إلى ثلاث أنواع رئيسة للبطالة و هي :

* البطالة الدورية ( البنيوية ) والناتجة عن دورية النظام الرأسمالي المنتقلة دوما بين الانتعاش والتوسع الاقتصادي و بين الانكماش والأزمة الاقتصادية التي ينتج عنها وقف التوظيف والتنفيس عن الأزمة بتسريح العمال.

* البطالة الاحتكاكية وهي ناتجة عن تنقل العمال ما بين الوظائف و القطاعات و المناطق أو نقص المعلومات فيما يخص فرص العمل المتوفرة.

* البطالة المرتبطة بهيكلة الاقتصاد وهي ناتجة عن تغير في هيكل الطلب على المنتجات أو التقدم التكنولوجي، أو انتقال الصناعات إلى بلدان اخرى بحثا عن شروط استغلال أفضل ومن أجل ربح أعلى.

* البطالة المقنعة.

وهي تتمثل بحالة من يؤدي عملا ثانويا لا يوفر له كفايته من سبل العيش، أو إن بضعة أفراد يعملون سوية في عمل يمكن أن يؤديه فرد واحد أو أثنان منهم. وفي كلا الحالتين لا يؤدي الشخص عملا يتناسب مع ما لديه من قدرات وطاقة للعمل. ((المصدر وكيبيديا))

 أسباب البطالة

يمكن تلخيص اسباب البطالة فيما يلي:

* تدخل الدولة في السير العادي لعمل السوق الحرة وخاصة فيما يخص تدخلها لضمان حد أدنى للأجور، إذ أن تخفيض الأجور والضرائب هما الكفيلان بتشجيع الاستثمار وبالتالي خلق الثروات و فرص العمل.

* أشكال التعويض عن البطالة و قوانين العمل.

* عزوف الرأسماليين عن الاستثمار إذا لم يؤدي الإنتاج إلى ربح كافي يلبي طموحاتهم.

* التزايد السكاني.

* التزايد المستمر في استعمال الآلات وأرتفاع الانتاجية مما يستدعي خفض مدة العمل و تسريح العمال.

* بعد الأزمة الاقتصادية الكبرى التي ضربت النظام الرأسمالي في مطلع الثلاثينات (أزمة 1929) و ارتفاع عدد العاطلين عن العمل بشكل مهول (12 مليون عاطل في الولايات المتحدة – 6 ملايين في ألمانيا) أرجع بعض علماء الإقتصاد أسباب البطالة إلى أخطاء بعض الرأسماليين الذين لا ينفقون بشكل كافي على الاستثمار. ((نفس المصدر السابق))

وهناك آراء كثيرة حول أسباب البطالة أعرض بعض منها على وجه الإيجاز:

من أسباب البطالة:

يكتب الدكتور. عبدالله الزامل:  المدرسة لدينا - في رأيي - أحد أهم أسباب البطالة، إذ أنها لا تُهيِّىء للحياة وإنما تُهيِّىء - إن هيَّأت - كل مرحلة فيها للمرحلة التي تليها، وهكذا فالصف الدراسي يهيأ للصف الذي يليه.

 ولكي نستبين الأمر، لابد من معرفة أعداد المتسربين من التعليم العام بشكل دقيق، وفي أي درب من دروب الحياة قذفت بهم أقدارهم.

فمن ترك منهم الدراسة في المرحلة المتوسطة أو الثانوية هو بلاشك في سن الاكتساب والاستعداد لصنع حياته بخروجه للمجتمع عاملاً مؤهلاً ميكانيكياً، أو كهربائياً، أو نجاراً، أو سباكاً، وخلافه ولكن هل هيأته مدرسته لشيء من ذلك؟ أعتقد أن الاجابة لا تسر، ولابد من دراسة شاملة، تشخص الداء وتصف الدواء، ثم تفعل في قرارات لا تجامل أحداً، ولا تنظر إلا مصلحة الوطن، والوطن فقط.

المصدر: http://www.alriyadh.com/2006/07/15/article171631.html

وسوف أكتفي بنقل روابط عن مفكرين بخصوص أسباب البطالة للراغب المراجعة:

http://www.amrkhaled.net/articles/articles1000.html

ولكي أسهل على القارئ والباحث عن أسباب البطالة أن يبحث في محركات البحث فقط في كوكول وجدت أكثر من 40000مقال ورأي عندما وضعت جملة رأي المفكرين في أسباب البطالة…فهناك من يربط البطالة بالإرهاب ويجعله البطالة سبباً أكيداً لاستقطاب الشباب العاطل عن العمل لتوريطهم في عمليات إجرامية…وأن أكثر العصابات بمختلف توجهاتهم الإجرامية يتوجهون للشباب العاطل لتغرير بهم.

لكن الدولة تتحمل المسؤولية الكبرى في تفاقم نسب البطالة، وللبيت والأسرة دور مهم في التربية الحسنة والتوجيه الصحيح…ويمكن ربط أهمية الأسرة والمدرسة بهذا الخصوص.

الدولة غير المنتجة تنتج شعب مستهلك…وعندما تسوء الأوضاع الاقتصادية يتحول أكثرية الشعب لأناس عاطلين عن العمل، فلهذا يأتي دور السلطات التنفيذية والتشريعية في التخطيط السليم ووضع إستراتيجيات تحد من ظاهرة البطالة وتستعد لوقت تزداد نسب العاطلين عن العمل من خلال توفير فرص عمل حقيقية. 

 في المقالة التالية سوف أتطرق للوضع العراقي ونسبة البطالة وأنواع الأعمال المتاحة والممكن إيجادها وأهمية الدعم الحكومي لزيادة الإنتاج وتقليص كميات الاستيراد ودور المثقف في التوجيه بالخصوص للعاطلين عن العمل…ولأصحاب القرار.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 16/أيلول/2008 - 15/رمضان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م