تناقضات السعي لتشكيل مجالس الإسناد وحصر السلاح بيد الدولة

 

 

شبكة النبأ: مرة اخرى تطل قضية تشكيل مجالس الإسناد من قِبل العشائر لأغراض الحماية المناطقية برأسها وسط تناقضات سعي الحكومة لحصر السلاح بيدها ومن جهة اخرى إعلانها دعم تشكيل تلك المجالس، فقد أثارت قضية تشكيل مجالس الإسناد في المثنى جنوبي العراق خلافات واضحة بين الأوساط المحلية داخل المحافظة، فبينما أعرب المحافظ عن تأييده لها ولجهود الحكومة في تشكيلها، فان جهات معارضة في مقدمتها مجلس المحافظة وعشائر أخرى عبرت عن تحفظها على المشروع وآلية تنفيذه.

وقال المحافظ احمد مرزوك الصلال، على خلفية استقباله مستشار رئيس الوزراء لشؤون العشائر، أنا  أؤيد وادعم مشروع رئيس الوزراء في تشكيل مجالس إسناد في المحافظات بشكل عام ،وبمحافظتنا بشكل خاص، لدعم وإسناد الحكومات المحلية في المحافظات، لما للعشائر من دور بارز على مر التاريخ والعصور".

يذكر ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي كان قد عبر في حزيران الماضي في كلمة له إثناء زيارته إلى مدينة العمارة نية الحكومة العراقية تشكيل مجالس إسناد عشائرية في قضاء ونواحي مدينة العمارة وعزمه على تعميم هذه التجربة ونشرها في جميع أنحاء العراق.

ومجالس الإسناد هي كيانات عشائرية تتكون من أبناء العشائر تتولى مهام الحفاظ على الامن في المناطق التي تشغلها بالتنسيق مع القوات الأمنية بهدف دعم جهود الأمن والاستقرار.

وبحسب مصادر مطلعة، فانه تم تشكيل 14 مجلس اسناد يبلغ عدد اعضاءها 270 عضوا من شيوخ العشائر في محافظة المثنى، وتم تشكيل  مجالس الإسناد العشائرية هذه  من قبل لجنة المصالحة الوطنية التابعة لرئاسة الوزراء، سبقتها اجتماعات مع شيوخ عشائر المثنى. بحسب تقرير لـ اصوات العراق.

وأضاف المحافظ " إننا في الوقت الحاضر وفي كل الأوقات لا يمكن أن نستغني عن هذا النسيج الاجتماعي المتماسك وما لعبه من دور فاعل في سد الفراغ بعد سقوط النظام."

 وأوضح الصلال " لقد تم تكليف الشيخ مناحي الصندوح مستشار رئيس الوزراء لشؤون العشائر بتشكيل هذه المجالس من قبل رئيس الوزراء، والذي بدوره خول شيوخ العشائر بإعداد قوائم  بأسماء مرشحين مناطقهم."

 وأشار إلى انه" على الرغم من إن الإخوان المكلفين بتشكيل هذه المجالس في المحافظة قد قطعوا شوطا كبيرا في هذا المشوار، لكننا لمسنا اعتراضا من بعض شيوخ العشائر على هذه الآلية."

 ولفت " انا بدوري كمحافظ يتوجب عليه لعب دور من شانه إن يجمع  كافة شيوخ ووجهاء وسادات المحافظة تحت هذا المسمى دون التفريط بواحد منهم."

وطالب المحافظ  رئيس الوزراء لاحتواء كل الأطراف، إيذانا بالتئام مجلس الإسناد في المحافظة وبتشكيل مجلس مركزي يضم شيوخ العشائر العموم في المحافظة".

من جانبه، أوضح الدكتور عبود وحيد العيساوي موفد رئيس الوزراء عقب، لقائه محافظ المثنى وعدد من أعضاء مجلس المحافظة، وشيوخ عموم عشائر المحافظة  "جئنا بتوجيه من رئيس الوزراء حول معالجة الاختلاف في الآلية وليس في التشكيل ،ونحن لجنة فتية نجحت  بتشكيل مثل هذه المجالس في المناطق الغربية وفي بغداد "

واضاف إن "بعض الحكومات المحلية تجهل مثل هذا الشيء، كون ان المجالس تشكلت بشكل سريع ، تحتاج إلى تصحيح."

وبين العيساوي ان "من بين ثوابت المجلس ان لا يكون بديل عن الحكومات المحلية بل هو داعم وساند لهم ، وان لايسيس  ويحسب إلى جهة معينة."

وأكد "سوف يتم تشكيل لجنة رباعية لتمثيل المحافظ ،ومجلس المحافظة ،وشؤون العشائر، ومكتب رئيس الوزراء،لدراسة الاعتراضات".

 فيما قال جاسم شراد نائب رئيس مجلس محافظة المثنى في تصريح لـ أصوات العراق إن "تشكيل مجالس الإسناد في المحافظة جاء على وجه السرعة ودون علم مجلس المحافظة بذلك، في حين يجب أن يكون دور لمجلس المحافظة في تشكيلة وبحث آليته."

 وأضاف " لقد تحفظنا منذ البداية على تشكيل مثل هذه المجالس بهذه الطريقة" منوها إلى "الحاجة إلى مزيد من الوقت  لدراسة هذا المشروع والوقوف على الأخطاء ومن ثم تصحيحها ".

وكان مجلس المحافظة عقد مؤخرا اجتماعا لمناقشة قضية مجالس الإسناد العشائرية في المحافظة وبرئاسة عبد الحسين الظالمي  و بحضور اغلب أعضاءه.

وتطرق رئيس المجلس إلى موضوع تشكيل مجالس الإسناد  العشائرية في المحافظة  مشددا  على "أهمية بناء المؤسسات بالشكل و الأسلوب الصحيح خصوصا ما نصت عليه العملية الدستورية الديمقراطية بالعراق الجديد." ووصف عدد من أعضاء المجلس  تشكيل مجالس الإسناد العشائرية بهذه الطريقة "بذرة  فتنة و تفرقة بين أبناء السماوة. بحسب ما نشر على الموقع الرسمي لمجلس المحافظة. 

واصدر مجلس المحافظة  بعد اجتماعه في 11 من الشهر الجاري قرارا تضمن رفضه التعامل مع المجالس الإسناد لأسباب وصفها في نص بيانه الذي نشر على موقع المجلس الالكتروني بأنها تتعلق بعدم علم الحكومة المحلية بتشكيلها، والية تشكيلها ومهامها وإنها شملت العشائر فقط وكان من المفروض ان تضم أطياف مختلفة من المدينة، فضلا عن انه ليس هناك توافق بينها من قبل عشائر مختلفة من المحافظة ، بحسب ما قاله المجلس.

من جهته، أشاد الشيخ ناجح كامل آل غثيث شيخ عشائر الظوالم، احد أعضاء مجالس الإسناد، بمبادرة رئيس الوزراء بتشكيل مجالس الإسناد وتفعيل دور العشائر من خلال تشكيل مجالس الإسناد لدعم وإسناد الحكومة المحلية" وقال" لقد ناشدنا رئيس الوزراء لدى لقائنا به بإضافة عدد من مجالس الإسناد إلى المحافظة لاحتواء أخواننا الذين لم يتفهموا المشروع في البداية."

وكان وفد عشائري مكون من 28 عشيرة في المحافظة التقى رئيس الوزراء نوري المالكي مؤخرا وناقش معه تشكيل مجالس الإسناد في المحافظة.

ونوه شيخ عشيرة الظوالم إلى انه "ليس لدينا خلاف مع احد، والمجلس مفتوح لكل من آمن بالمشروع ،مشيرا إلى دور المحافظ وحرصه على استيعاب جميع أبناء المحافظة بمجالس الإسناد دون استثناء".

وكان شيوخ عشائر محافظة المثنى عقدوا منتصف الشهر الماضي اجتماعا موسعا في مضيف شيخ عشيرة الظوالم من اجل الاتفاق على الصيغة النهائية لمجلس الإسناد واهم التوصيات التي سوف ترفع باسم شيوخ العشائر إلى محافظة المثنى. 

وأكدوا في الاجتماع  إنهم يسعون لتشكيل مجلس إسناد في محافظة المثنى من اجل إرساء دعائم المصالحة الوطنية وتنفيذا لقرار رئاسة الوزراء القاضي بتشكيل مجلس إسناد في كل المحافظات.

من جانبها، أبدت الجهات العشائرية المعارضة تحفظها على تشكيل المجالس وعقدت بدورها اجتماعا في مبنى مجلس محافظة المثنى أمس الخميس لمناقشة مجالس الإسناد العشائرية في المحافظة.وشدد الحضور على  رفضهم  آلية تشكيل تلك المجالس خصوصا عدم إشراك السلطات المحلية و باقي التكوينات العشائرية في المثنى . وتقع مدينة السماوة مركز محافظة المثنى (280) كم الى الجنوب من العاصمة بغداد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 16/أيلول/2008 - 15/رمضان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م