المراكز الحدودية بين لعنة الأمريكان وتجاهل المسؤولين لأوضاعها المتردّية

 

شبكة النبأ: الجنود الامريكيون قريبون ومنتشرون عند كافة النقاط الحدودية العراقية مع ايران .. وهم يريدون ان يبلغوا الايرانيين برسالة مفادها انهم في العراق وانهم قريبوم منهم!! وهم يمثلون ابلغ صورة من صورة سلب السيادة العراقية والغاء دور الدولة العراقية في مراكز الحدود، يضاف الى ذلك سوء الخدمات والمعاملة في المراكز الحدودية وخاصة معبر مهران. حيث تشهد نقطة الحدود العراقية مع ايران في منطقة مهران، اجراءات تعسفية غاية في الاساءة الى المواطنين العراقيين الزوار القادمين من ايران.

فقد نقل مواطنون استيائهم من تصرفات الجنود الامريكيين الذين يحتجزون الشباب من العراقيين عند مغادرتهم الاراضي العراقية وعند عودتهم اليها، حيث يقوم ضباط وجنود امريكيون باخذ بصمات هؤلاء الشباب والتقاط الصور لهم، وفتح ملفات امنية لهم بغرض المتابعة الامنية ورصد حياتهم عند العودة الى مدنهم وقراهم.

ورصد مندوب شبكة نهرين نت، هذه الظاهرة حيث وجد الجنود الامريكيين يقومون باستلام جوازات سفر العراقيين من مواليد 1965 ومافوق، ومن ثم استدعائهم الى غرفة "كابينة" خاصة معدة لهذا الغرض فيقوموا باخذ بصمات الاصابع والتقاط الصور لهم.

كما لاحظ مندوب الشبكة قيام القوات الامريكية ببناء برج عال عند المدخل الخارجي المعد لاستقبال المسافرين، حيث ثبتت عليه كاميرا موجهة الى الجانب الايراني من الحدود، وترصد مسافة مفتوحة الى مابعد مركز الحدود الايراني في مهران بعمق عدة كيلومترات وبغاية الوضوح، حسب قول جندي عراقي يعمل في نقطة الحدود هذه.

والتقى مندوب الشبكة عددا من المواطنين القادمين من زيارة ايران، وابدى هؤلاء استياء من طريقة انهاء معاملات الدخول وختم الجوازات، وقالت زهراء علي: " عمي والله اللي انشوفه في مهران مايشوفه احد في العالم من الذل والفوضى الا الفلسطينيون في غزة الذين ينتقلون عبر نقاط التفتيش الاسرائيلية، الامريكيون هنا يحجزون الشباب، والعراقيون الموظفون مايدخلوننا الى القسم الاخر من الانتظار لختم الجوازات الا بعد ثلاث ساعات من الانتظار في هذا الحر والعطش، دون ان يميزوا بين مريض وبين شخص عامل عملية جراحية ـ وامراة عجوز، الكل واقف ينتظر في طابور والحر والغبار والعطش كله موجود في هالثلاث ساعات واكثر، وماكو موظف عراقي بيه خير ويحس بينه ويدخلنه الى القسم الداخلي اللي فيه كراسي للجلوس".

وقال المحامي ابراهيم حسين العلي: " الف رحمة على موظفي الحدود الايرانيين، على الاقل ما اخرونه وخلونه في قاعة طويلة تتسع لثلاثة الاف شخص فيها تكييف وظل ولاتوجد اية شمس محرقة، ولكن في القسم العراقي نقف في طابور طويل فقط مسقف من فوق والحرارة والعواصف والهواء الحار السموم يضرب الناس واكثرهم نساء واطفال واكثرهم كان في علاج لايران ومجري عملية جراحية ".

واضاف: " والامريكيون هنا يحجزوننا حتى نمر من جهاز لفحص الاسلحة والمتفجرات ويفحصون ابداننا وياخذون الشباب لالتقاط الصور واخذ بصمات اليد ".

واحتد قائلا: " والله شعرت من وجود الضباط والجنود والامريكيين عند مدخل الطابور الذي ينقلنا الى القسم الثاني من الجوازات، ان العراق فعلا هو وطن محتل والموظف العراقي، بل الضابط العراقي هنا في الحدود لاحول له ولاقوة، وعلمت بشكل يقين ان الحاكم للعراق هو الامريكي وليس الوزراء العراقيون، كنت اسمع ان القوات الامريكية تسلم الملفات الامنية فافرح لهذا الخبر، ولكن الذي رايته في  مهران ادركت ان كل مانسمعه في الاخبار حول انحسار النفوذ الامريكي كذب في كذب ".

وقال الشاب علاء مطشر ناهي: " ذهبت لايران لاجراء عملية في العين كما ترى وهي الان دون ضماد والجروح ظاهرة فيها انتظارا لشفائها باذن الله، ولكن الان هنا انتظر في الجانب العراقي وفي هذا الحر والرمال والعطش منذ ثلاث ساعات وعيني تسيل دمعا واخشى فشل العملية، وليس هنا مغاسل ولاحمامات !! والاف النساء والرجال والاطفال موجودين ومحشورين هنا كما تراه بام عينك، وفوق كل ذلك انتظر الان جوازي لان الامريكيين اخذوه مني وانتظر ان يصيحوا باسمي حتى  ياخذوا صورا وبصمات لي !! وكانني ارهابي او من تنظيم القاعدة "!

وسال مندوب شبكة نهرين نت عن السبب في رايه لهذه المعاملة التي تختلف عن معاملة الجانب الايراني فقال: " اللي اعتقده هو ان الامريكيين يريدون من وراء هذه المعاملة، منع العراقيين من السفر الى ايران وزيارة المراقد المقدسة، ويريدون ان يسيئوا للشيعة ويمارسوا عليهم ارهاب القوة والتخويف، بينما الامريكيون في الحدود مع سوريا والاردن لايقومون بهذا التضييق الذي يمارسونه ضد زوار الامام الرضا، وانني رايت توفر الراحة وخاصة القاعات الكبيرة الباردة في الجانب الايراني ورايت مئات الحمامات والمرافق الصحية، بينما الجانب العراقي لايضم ولا تواليت واحد، نعم هذه ثلاثة حمامات مبنية بشكل مزر وكانها مبنية الى جوار كوخ لقضاء الحاجة، هذه الحمامات الثلاثة كما تراها خالية لاماء فيها، ومملوءة بالتراب وقناني الماء البلاستيك الفارغة وصارت مخزنا للاوساخ "!

وقالت الحاجة ام ناصر الساعدي من ميسان: " عمي انا اقول واسال، ليش مايجي المالكي والوزير اللي مسؤول عن الكمرك، ويشوف بنفسها هالمصيبة وهالفاجعة عطش وحر وماكو مرافق والنسوان والاطفال يموتون من التعب والحر والعطش، واني سويت عملية جراحية نسائية، و- انا امك - الان انا عندي نزيف وماكو احد يرحم بحالي وابني راح يشوف الضابط يمكن يدخلني الى الداخل واخلص من هذا العذاب"!

هذه صورة قريبة من واحدة من الفواجع والقهر التي يمر بها العراقيون في مراكز الحدود،في ظل صمت كبار المسؤولين في المنطقة الخضراء وتجاهلهم لهذا الواقع المرير والمؤسف، وفي وقت يمارس الامريكيون سلطة الاحتلال بكل تفاصيلها، فيقومون باخذ بصمات الالاف من الشباب والتقاط الصور لهم، وكانهم جنوا جناية بسبب زيارتهم لايران وتوجههم لزيارة مرقد الامام علي بن موسى الرضا وبقية المراقد المقدسة هناك.

ضابط كبير في مركز مهران الحدودي قال " الالاف يدخلون ويخرجون من هذا المركز الحدودي الحساس الذي يشرف عليه الامريكيون بشكل كامل وكانهم هم الوزراء والمسؤولون ونحن مجرد موظفين لانملك أي قرار امام قراراتهم، وهذا المركز الحدودي، مازال بهذه الصورة البائسة التي تسبب لآلاف العراقيين الزوار مشاكل ومصاعب في هذا الجو من الحر الشديد والعواصف الترابية، والمصيبة ان عدد موظفي الجوازات لايتناسب مع حجم هذا الاستقبال والتوديع اليومي للقادمين والخارجين، ولدينا اربعة شبابيك لانهاء المعاملات في مكان ضيق، والحواسيب دائما " تهنك " تجمد ولاتعمل ولابد ان يبقى الموظف – اسامة – ليصلح الحاسوب كل عشر دقائق، لان السيستم ضعيف والشركة التي نظمته لاخبرة قوية لها، وكل هذه العوامل تجعل من مركز مهران الحدودي، مركزا يلعنه العراقيون ويكرهونه لانهم وجدوا العذاب ووجدوا تسلط الامريكيين ولعنتهم فيه "!

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 15/أيلول/2008 - 14/رمضان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م