سموم المرّيخ تُبعد الزوار وسُهيل يتقاسمه العرب والغرب

 

شبكة النبأ: التقدم العلمي الذي يشهده العالم، مكننا من معرفة العالم الخارجي من حولنا واستطاع العلم وحده الإجابة عن بعض خفايا وأسرار هذا الكون الفسيح، لكن هذه الإجابات على الرغم من صغر حجمها، لكنها تعد إنجازا كبيرا وهائلا قياسا بما توصل إليه العلم خلال السنوات القليلة الماضية.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على آخر المستجدات في علوم الفلك، وإلى أين توصل العلماء في اكتشاف العالم من حولنا:

الثقب الأسود وفك لغزه من قبل العلماء

ألقى علماء فلك الضوء على كيفية تشكل النجوم حول الثقب الأسود الكبير على عكس ما كان يعتقد في السابق. وكان العلماء يستبعدون حدوث ذلك في الماضي في مثل هذه الظروف لأنه يتناقض مع المنطق العلمي.

فالسحب الجزيئية التي تتكون منها النجوم تتفتت في حالة تعرضها للجاذبية حسبما ذكر فريق من الباحثين في دورية ساينس العلمية. بحسب رويترز.

إلا أن الباحثين قاوا إن النجوم ينما أن تتكون من اسطوانات ناتجة عن تفتت سحب غازية عملاقة عند اقترابها من الثقب الأسود. وقد توصلوا إلى هذا الاكتشاف بعد اجراء تجارب على أجهزة الكومبيوتر

من خلال خلق أشكال تشبه السحل العملاقة التي تبتلع عند اقترابها من الثقب الأسود مثل الماء عندما ينساب من البالوعة.

ويتفق ما توصل اليه العلماء مع الرصد الميداني من خلال محطة ميلكي واي الفضائية التي توصلت إلى وجود ثقب أسود ضخم محاط بنجوم عملاقة تدور في مدارات بيضاوية.

وقد تمت عملية المشابهة باستخدام جهاز كومبيوتر عملاق، واستغرقت التجربة عاما كاملا، أعقبها تشكيل سحابتين عملاقتين من الغازات أكبر 100 ألف مرة من حجم الشمس، وهما تختفيان داخل الثقب الاسود.

ناسا تكتشف السوائل على سطح القمر تايتان

اعلنت وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) ان احدى البحيرات على سطح تايتان احد اكبر الاقمار في كوكب زحل لا تزال سائلة في سابقة على احد اجسام النظام الشمسي باستثناء الارض.

وأوضح علماء الناسا ان هذه البحيرة التي تمت مراقبتها عبر مسبار "كاسيني" وهو مهمة اميركية اوروبية مشتركة لاستكشاف كوكب زحل تختزن محروقات سائلة وقد حددوا رسميا وجود مادة الايثان المتوافرة على كوكب الارض بشكل غاز.

وأوضح مختبر جيت بروبالشن لابوراتوري (جاي بي ال) وهو قسم في الناسا مقره في باسادينا (كاليفورنيا غرب الولايات المتحدة) مكلف تحليل المعلومات التي يرسلها كاسيني ان هذا الامر يجعل من تايتان الجسم الوحيد في نظامنا الشمسي باستثناء الارض حيث تم رصد السوائل على سطحه. بحسب فرانس برس.

وقبل ان يحلق المسبار فوق تايتان قالت الناسا ان العلماء كانوا يعتقدون ان تايتان مغطى بمحيطات من الميثان والايثان ومحروقات اخرى خفيفة.

وأوضح العلماء ان كاسيني رصد عدة أشياء قاتمة تشبه البحيرات. لم نكن نعرف حتى الان ما اذا كانت هذه الاشياء سائلة او انها قاتمة وصلبة على ما اكدت وكالة الفضاء الاميركية. وقد تبين انها سائلة بفضل تحليل بالاشعة تحت الحمراء.

وقال بوب براون من جامعة تاكسن (اريزونا جنوب غرب) الذي يشرف على فريق تشغيل معدات المراقبة ورسم الخرائط في كاسيني انها المعلومة الاولى التي تثبت فعلا ان تايتان يشتمل على بحيرة على سطحه مليئة بالسوائل.

وسميت البحيرة "اونتاريو لاكوس" بسبب مساحتها التي توازي مساحة بحيرة اونتاريو بين كندا والولايات المتحدة وتتجاوز 20 الف كلم مربع بقليل. ويتواجد غاز الايثان بشكله السائل نتيجة لدرجات الحرارة المتدنية جدا على سطح تايتان وتصل الى -184 درجة مئوية.

وأضافت الناسا ان تايتان يحوي أدلة كثيرة على حصول عمليات تبخر وعلى المطر والمجاري المحفورة بفعل تدفق سوائل تصب في هذه الحالة في بحيرة المحروقات. وأوضحت انه فيما تحوي الأرض دورة سوائل تعتمد على المياه يعتمد تايتان في دورته على الميثان. وتنشر هذه الخلاصات بالتفصيل في مجلة "نيتشر" العلمية.

وعام 1997 انطلقت بعثة كاسيني-هايغنز الفضائية لاستكشاف زحل وهي الاولى من نوعها. وتجري المهمة بتعاون بين الناسا التي نفذت المركبة المدارية كاسيني ووكالة الفضاء الاوروبية التي قدمت مسبار هايغنز الذي حط على تايتان.

وكانت المهمة يفترض ان تنتهي في تموز/يوليو 2008 لكن تم تمديدها حتى 2010. ودخلت المركبة الفضائية الى مدار زحل في الاول من تموز/يوليو 2004 بعد رحلة دامت سبعة اعوام عبر 3,5 مليارات كلم.

سموم المريخ تبعد الزوار وتستبعد قيام حياة عليه

اكتشف المسبار "فينيكس" الذي بعثته وكالة أبحاث الفضاء والطيران الأمريكية "ناسا" في مهمة إلى المريخ لتقييم إمكانية وجود حياة على الكوكب الأحمر، مادة كيميائية سامة في تربة عند نقطة هبوطه في منطقة القطب الشمالي.

والمادة الكيميائية المكتشفة هي ملح حامض البركلوريك، وهو مادة كيميائية سامة تستخدم على نطاق واسع في وقود الصواريخ. بحسب (CNN).

ونقل فريق الخبراء في جامعة أريزونا الذي يشرف على مهمة المسبار حيرتهم إزاء النتائج، ويقومون بمزيد من التدقيق حول ما إذا كان الحمض السام قد نقل للمريخ كملوث من الأرض عبر مهمات سابقة.

وقال بيتر سميث كبير المحققين المشرف على المشروع في بيان مكتوب: في حين لم نكمل بعد عملنا على هذه العينات من التربة، إلا أنه لدينا نتائج مهمة جداً.

وقال سميث إن قراءة تحليلية مبكرة تمت عبر معدات فحص على متن فينيكس: أشارت إلى تربة مشابهة لتربة الأرض.. غير أن المزيد من التحليل كشف عن وجود خصائص لكيميائية تربة المريخ لا تشبه مثيلتها على الأرض.

يُذكر أنه اكتشف وجود "تأكسد" في موقعين على تربة المريخ خلال مهمتي "فايكينغ 1" و"فايكينغ 2" في سبعينيات القرن الماضي، الأمر الذي دفع العلماء لاستبعاد وجود حياة على الكوكب الأحمر.

يُشار إلى أن المسبار "أوديسي" كان قد سبق واكتشف عام 2001 مخزوناً كبيراً من الجليد تحت سطح المنطقة القطبية من المريخ.

ومنذ هبوط "فينيكس" في مايو/أيار الماضي على المريخ، قامت المعدات الآلية على متنه، منها ذراع آلية بالحفر ورفع عينات من التربة الجليدية ووضعها في فرن تحليلي خاص لفحص مكوناتها لتحديد مدى إمكانية الحياة على سطح الكوكب الأحمر.

غير أن الاكتشاف الجديد يثير مزيد من الشكوك حول امكانية وجود حياة على الكوكب، لكنه لا يستبعد فرضية قيام حياة عليه في الماضي القريب، كما لا يستبعد بالضرورة امكانية وجود حياة حالياً، ربما في أعماق طبقته الصخرية المائية.

يُذكر أن مهمة  المسبار "فينيكس" الذي بلغت كلفته 420 مليون دولار، تم تمديدها مؤخراً لخمسة أسابيع أخرى تنتهي في أواخر سبتمبر/أيلول المقبل بفضل وضع المسبار الجيد.

نجم سهيل بين الملاحة الأمريكية وسكان الجزيرة العربية

كل عام، ينتظر سكان شبه الجزيرة العربية زائراً يبعد عنهم أكثر من 300 سنة ضوئية، ليبشرهم باقتراب حرارة الصيف من نهايتها وانتهاء الحر القائظ وبداية الاعتدال، إذ لم يكونوا في القدم يستخدمون التقويم الشمسي لتحديد فصول السنة.

أما الزائر فهو "نجم سهيل"، الذي تسهل مشاهدته في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، أما في النصف الشمالي حيث الجزيرة العربية تقع ضمن نطاقه فلا يظهر في سمائها باتجاه الجنوب إلا في أواخر أغسطس/ آب، وتحديداً في الرابع والعشرين منه، ويعني ظهوره بداية التغير الفصلي وانتهاء ريح السموم. بحسب (CNN).

وكان عرب البادية في الجزيرة العربية قد أدركوا منذ القدم أن الشهور القمرية لا تتوافق مع فصول السنة (صيف وخريف وشتاء وربيع)، فابتدعوا طريقة يعرفون بها الفصول والمواسم، وجعلوا بداية هذه السنة ابتداءً من طلوع نجم سهيل.

وجاءت المواسم وفقاً للحساب الشمسي بداية من طلوع "سهيل" لتكون 14 موسماً خلال ما يعرف باسم (السنة السهيلية) وهي سهيل، والوسم، والمربعانية، والشبط، والعقارب، والحميم، والذرعان، والكنة، والثريا، والتويبع، والجوزاء الأولى، والجوزاء الثانية، والمرزم، والكليبين.

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية "كونا" عن الباحث الفلكي عادل السعدون قوله إن نجم سهيل يبدأ بالشروق في الرابع والعشرين من أغسطس/ آب فجراً، ويشاهد في النصف الجنوبي من الجزيرة العربية.

وأوضح الباحث الكويتي أن موسم سهيل يمتد لفترة 53 يوماً حتى دخول (الوسم) في 16 أكتوبر/ تشرين الأول، حيث يلطف الجو قليلاً، ويبرد الماء، ويزيد الظل طولاً، ويطول الليل، ويقصر النهار، وتقل عدد ساعات النهار المعرضة لحرارة الشمس.

وأضاف أن الشمس بهذا الوقت تميل نحو الجنوب، ويزداد اقترابها من خط الأفق يوماً بعد يوم، حيث يكون ارتفاعها عن الأفق 71 درجة عند طلوع سهيل، مقارنة بـ84 درجة في منتصف يونيو/ حزيران، مما يجعل أشعتها أقل حرارة، ويكون متوسط درجات الحرارة العظمى 45 درجة والصغرى 28 درجة مؤية.

وقال السعدون إنه نظراً لأن معظم سكان الجزيرة العربية كانوا يسكنون الصحراء، سواء البدو أو القرويون والمزارعون، فقد ابتدعوا نظاماً لتقسيم السنة إلى عدة مواسم وفصول تبدأ مع طلوع سهيل ثم يأتي الوسم وبعده دخول الشتاء مع المربعانية، وهكذا إلى نهاية العام.

ويعرف السعدون نجم سهيل فلكياً بأنه من النجوم الجنوبية، وطالعه المستقيم 6 ساعات و24 دقيقة، وميله 52 درجة و41 دقيقة جنوب خط الاستواء السماوي.

وقال إن مقدار لمعان نجم سهيل يبلغ 0.7 ويزيد سطوعه عن الشمس بنحو 15 ألف مرة، وقطره يكبر عن قطر الشمس بحوالي 65 مرة، ويعد ثاني أكثر النجوم لمعناً في السماء بعد نجم "الشعري"، كما يعد واحداً من أقوى النجوم ومن النجوم العملاقة العظيمة اللامعة بمجرة درب التبانة.

وأضاف أن "سهيل" يبعد عن الأرض 310 سنوات ضوئية، وهو أحد نجوم المجموعة الشمسية التي تسمى "كارينا" أو "السفينة" بالسابق.

وأفاد أن "سهيل" من النجوم المهمة التي تستخدم في الملاحة قديماً، حيث يعتبره بعض الملاحين كنجم القطب الجنوبي، وما زالت مركبات الفضاء الأمريكية التي تتجه إلى الفضاء الخارجي داخل المجموعة الشمسية تستخدمه بغرض الملاحة واستدلال الطريق وتجهز عليه كاميرا لمراقبته.

زمالة كارل ساجان لما بعد الدكتوراه والفضاء الخارجي

تبحث إدارة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا) عن علماء فلك جدد على شاكلة كارل ساجان وعن الحياة خارج كوكب الأرض.

وأعلنت ناسا التي تشتهر برحلاتها المأهولة الى القمر عن اطلاق زمالات كارل ساجان لما بعد الدكتوراه في مجالي الكواكب الواقعة خارج المجموعة الشمسية والاستكشاف.

وسميت الزمالة على اسم عالم الفلك الراحل الذي بسط علم الفلك عبر كتبه وبرامجه التلفزيونية. بحسب رويترز.

وسيبحث الحاصلون على الزمالة عن الحياة على كواكب تقع خارج مجموعتنا الشمسية والتي اكتشف ما يزيد على 300 منها منذ عام 1994.

وبالإضافة الى ذلك ترغب ناسا في اجتذاب علماء شباب يشاركون كارل ساجان إعجابه بالكون وسيكرسون انفسهم للاجابة عن السؤال الذي يقول: هل نحن بمفردنا؟ عبر تكنولوجيا منظار مقرب مطورة أو وسائل أخرى.

وستمنح زمالة ساجان المخصص لها 60 ألف دولار سنويا الى أربعة أو خمسة أشخاص في كل سنة وهي ثالث زمالة تحمل اسم احد العلماء. وتوجد زمالة باسم البرت اينشتاين وأخرى باسم ادوين هابل.

يشار الى أنه عندما توفي ساجان عام 1996 عن عمر يناهز 62 عاما لم يكن اكتشف سوى 11 كوكبا خارج المجموعة الشمسية فقط.

تليسكوب عملاق لرصد الثقوب السوداء في مجرة درب التبانة 

استخدم علماء فلك تليسكوبا عملاقا باتساع يتجاوز 2800 ميل للحصول علي رؤية أكثر وضوحا لثقب اسود ضخم في مجرة درب التبانة التي تضم كوكب الأرض.

وضم الفريق جنسيات مختلفة تحت قيادة علماء الفلك في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا وقام أعضاؤه بربط لواقط الراديو في ولايات هاواي واريزونا وكاليفورنيا لتكوين تليسكوب ضخم قادر على رصد التفاصيل بشكل اكبر ألف ضعف عن تليسكوب هابل الذي يعد الاقوى لرصد الفضاء حتى الان.

وذكر أعضاء الفريق في بيان أنهم قاموا باستهداف مصدر في الفضاء يطلق عليه اسم (ساغيتاريوس ايه) لتحديد موقع ذلك الثقب الأسود الذي تتجاوز كتلته كتلة الشمس بنحو 4 ملايين مرة. بحسب كونا.

وقالوا ان الثقوب السوداء تقوم نظرا لجاذبيتها الشديدة بجذب أجسام إليها ومنع اي انعكاس للضوء عن تلك الأجسام مشيرين في الوقت ذاته الى ان تلك الثقوب مازالت حتى الان امورا افتراضية لم يتم إثبات وجودها على وجه اليقين.

وأشاروا الى انهم استخدموا موجات راديو بطول 3ر1 ميلليمتر بمقدورها النفاذ داخل الثقب ومن ثم فقد تمكنوا من رصد تفاصيل صغيرة لأفق ذلك الثقب والمنطقة الداخلية التي لا يمكن للضوء ان ينعكس عنها.

وقال رئيس الفريق شيبرد دوليمان ان: تلك التقنية منحت الفريق رؤية غير مسبوقة للمنطقة القريبة من الثقب الأسود الموجود في مركز مجرة درب التبانة.

واقر بعدم وضوح الصور الملتقطة الى حد كبير مشيرا الى انها تشبه النظر من الأرض الى كرة بيسبول على سطح القمر، غير انه اكد ان النتائج الجديدة تعد دليلا يدعم نظرية وجود الثقوب السوداء.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 13/أيلول/2008 - 12/رمضان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م