التيار الصدري من السلاح الى الثقافة عن طريق.. المُمهِّدون

 

 شبكة النبأ: أخيرا وبعد السجال والقتال العنيف الذي شهدته الساحة العراقية بين ذراع التيار الصدري العسكري، جيش المهدي، وبين القوات الامريكية والحكومة العراقية الساعية لحصر السلاح بيد الدولة، ظهر للأفق مشروع سيعتبر تحولا كبيرا في استراتيجية الصدريين اذا ما كتب له النجاح، حيث أُعلن عن مشروع الممهدون، الداعي للتحول كلياً من العمل العسكري  الى العمل الثقافي والتثقيف العقائدي، فقد قال الناطق باسم التيار الصدري صلاح العبيدي، إن مشروع الممهدون الذي يعتزم التيار إطلاقه هو انطلاق لمشروع ثقافي يحول نشاط جيش المهدي إلى العمل الثقافي والتثقيف العقائدي بشكل عام.

وأوضح العبيدي أن "مشروع الممهدون هو انطلاق لمشروع ثقافي ممكن ان تكون فيه فقرات كثيرة وعلى ضمن مراحل متعددة وسيكرس جهود جيش المهدي إلى العمل الثقافي والتثقيف العقائدي بشكل عام، وتم اعداده بعد تقسيم الجيش الى قسمين هما الممهدون والمقاومون".

وبين أن "هذا المشروع يركز على عدة نقاط من اهمها أن يتعهد من ينضم له بعدم حمل السلاح وعدم التدخل بالأمور السياسية بقصد ان لا يتحول ابناء جيش المهدي الى اداة وآلة يتصرف بها سياسيو المرحلة لغرض خدمة المصالح الشخصية والحزبية على حساب مصلحة المجتمع بشكل عام".

وأضاف أن "المواقف السياسية التي فيها نفع للمجتمع ستنطبق على الحالة التثقيفية التي يعمل عليها هذا المشروع". بحسب تقرير لـ اصوات العراق.

ولفت العبيدي إلى أن "الافكار الاساسية التي ينطلق منها هذا المشروع تتمثل في أن ابناء الامام المهدي كانت لهم وقفة بوجه الاحتلال الذي سيقل تواجده لذلك لابد ان يكون لجيش المهدي دور جديد"، منوها بأن المشروع سيسعى إلى "إعادة من انقطعت بهم الظروف الى التعليم، وهناك حملة لمحو الامية بقصد رفع المستويين العقائدي والتعليمي".

وأشار إلى أن "هذا المشروع التثقيفي ليس هو الأول فقد كانت هناك محاولات تثقيفية كثيرة عام 2006 وعام 2007 لكن الظروف العامة لم تسمح بتكملة هذه المشاريع وبدراسة العقبات خرجنا بكيفية صياغة مشروعنا والاسباب الاساسية انه لدينا قراءة ان مستقبل بقاء القوات الامريكية في العراق سيكون محددا في قواعدها وستخرج من المدن".

وتابع "طالما هناك احتلال في البلد وقوات اجنبية يجب ان يكون في مقابلها من يتبنى المقاومة، فإبقاء قوات بسيطة تتبنى المقاومة شيء ضروري لأننا لا نضمن التزام قوات الاحتلال بالقرارات التي يمكن ان تصل من الامم المتحدة او بنود الاتفاقية الأمنية".

وكان "إعلان مبادئ" قد وقعه الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء نوري المالكي في كانون الأول ديسمبر الماضي وقد خطط للتوقيع عليه في 31 من تموز يوليو المقبل ليدخل حيز التنفيذ في الأول من كانون الثاني يناير من العام القادم.

وتحكم الاتفاقية تواجد القوات الأمريكية في العراق بعد عام 2008، اذ يعتمد تواجد ها حاليا على تفويض من الأمم المتحدة يجدد عند نهاية كل سنة بطلب من الحكومة العراقية، ولن تكون الاتفاقية نافذة المفعول ما لم يصادق عليها البرلمان العراقي الذي يضم 275 عضوا.

وعن شكل المقاومة وكيف يمكن ان يكون ذكر العبيدي أن "هذا الموضوع ابقاه السيد مقتدى الصدر قيد الكتمان ونحن ننتظر ما ستفرزه الاتفاقية من نتائج من اجل ان نرتب شكل الاثر لهذا القسم من جيش الامام المهدي وعن حالة المقاومة وكيف ستكون الاتفاقية غير واضحة البنود ومشوشة".

وأضاف أنه "من الضروري أن تكون هناك حالة تهدئة من قبلنا من اجل ان تلتزم القوات الامريكية بتعهداتها وفق الاتفاقية او وفق ايه مذكرة تفاهم مع الحكومة".

أمريكا ترى أن جيش المهدي يلقي السلاح لكن دور ايران غير واضح

وقالت مسؤولة بالمخابرات الأمريكية ان ميليشيا جيش المهدي التي كانت مرهوبة الجانب في وقت ما بالعراق تنصاع على ما يبدو للأوامر لها بالقاء السلاح غير أنه لم يتضح بعد ما اذا كان مقاتلون شيعة يستعدون لهجوم آخر بدعم ايراني.

واتهمت الميليشيا في وقت ما بتأجيج صراع طائفي، على خلفية رد فعل لما قامت به القاعدة بمعونة العرب السنّة من عمليات ارهاب لاحصر لها. وخاضت معارك دموية مع القوات الأمريكية وقوات الحكومة العراقية قبل أن تعلن وقفا لاطلاق النار العام الماضي وقبل قيام الحكومة العراقية بعملية أمنية ضدها في وقت سابق من العام الحالي.

وقالت محللة كبيرة لدى المخابرات طلبت عدم الكشف عن اسمها يوم الجمعة "كان الهدف من وجود جيش المهدي حماية الشيعة وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم. "

وأضافت المحللة في مقابلة مع رويترز بعد يوم من إعلان زعيم جيش المهدي رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر تمديد وقف إطلاق النار من جانب الميليشيا لأجل غير مُسمى "لا حاجة (الى جيش المهدي) لحماية الشيعة اذا كانت الحكومة تحميهم."وتابعت "يحدونا الأمل في أنها (الميليشيا) تتحول الى منظمة غير مُسلحة."

وكان تمديد وقف إطلاق النار أحدث خطوة من جانب الصدر لتقييد الميليشيا التي كانت تسيطر على أغلب العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 .

وجاء تمديد وقف إطلاق النار الذي أُعلن أول مرة في اغسطس اب من العام الماضي عقب أمر لأتباعه بتبني الكفاح السلمي في مواجهة الهيمنة الغربية ومساعدة الشيعة بالعراق.

غير أنه لا تزال هناك شكوك بشأن مدى السيطرة الحقيقية التي يملكها رجل الدين الشيعي على الميليشيا. ويعتقد أن الصدر مختبيء في مدينة قم الايرانية حيث يتابع دراساته الإسلامية.

وانخفض العنف بشكل حاد في مناطق كانت معاقل لجيش المهدي في وقت ما بعد الهجوم الذي أمر به رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ضد المتشددين في ربيع هذا العام كما تراجع العنف في أنحاء العراق خلال العام المنصرم.

غير أن مسؤولين أمريكيين حذروا أيضا من أن بعض رجال الميليشيا قد فروا الى ايران لاسيما أعضاء "المجموعات الخاصة" وهم مقاتلون مارقون من جيش المهدي تزعم الولايات المتحدة أنهم يتلقون التمويل والتدريب والتسيلح من ايران ويمكنهم العودة بسهولة.

وقالت المُحللة بالمخابرات الامريكية ان عدد الهجمات المنسوبة الى المجموعات الخاصة انحسر ولم تسجل أي هجمات في يوليو تموز أو أغسطس اب من العام الحالي. وتنفي ايران بشدة القيام بدور في أعمال العنف بالعراق.

غير أن المحللة لم تصل الى حد قول ان ايران قد تخلت عن دعمها المزعوم للميليشيا العراقية.وقالت "نراقب النوايا الايرانية."

ويتناقض التقييم الحذر بشدة مع الوضع قبل نحو عام عندما أكد مسؤولون أمريكيون مسؤولية ايران عن حصول المجموعات الخاصة على أسلحة متطورة وعن التكتيكات الفتاكة التي كانت تستخدمها تلك المجموعات.

غير أن التهديد الذي يمثله جيش المهدي بات ينظر اليه حاليا على أنه ليس خطيرا. وقالت المحللة الامريكية "التهديد الاكبر أمامنا الان سيتمثل في الاعضاء الذين لا يطيعون الاوامر.. أو الصدريين.. أو الشيعة الذين يمكنهم الحصول على أسلحة ... والمجرمين."

وتأمل الولايات المتحدة في ظل تحسن الامن وتعزيز إمدادات المياه والكهرباء والحصول على الوظائف ان يصعب على المتشددين العائدين العثور على الدعم.

وفي الوقت الذي تتحدث فيه الولايات المتحدة عن تحسن الى الافضل بين المتشددين الشيعة تسعى أيضا للقضاء على المتشددين السنة المتغلغلين في مناطق ريفية بالعراق.

وتمشط قوات عراقية وأمريكية محافظة ديالى بشمال شرق البلاد منذ الاسابيع الاخيرة بحثا عن أعضاء بتنظيم القاعدة حيث احتجزت مئات الاشخاص الذين يشتبه في كونهم متشددين وأزالت قنابل ومتفجرات من الطرق والمنازل.

عناصر جيش المهدي يفضلون القتال رغم الإعلان عن استمرار التجميد

واعلن مئات من عناصر جيش المهدي الجناح العسكري للتيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر انهم يفضلون القتال ضد القوات الاميركية رغم اوامر الصدر بتجميد الجيش الى "اجل غير مسمى".

وقال عدنان حبيب (22 عاما) احد المشاركين في صلاة الجمعة عند مكتب الصدر في مدينة الصدر "رغم انني افضل القتال لكنني ساطيع اوامر مقتدى الصدر".

واصدر الصدر امرا لانصاره الذي يقدرون بحوالى ستين الفا من جيش المهدي لتمديد تجميد الجيش الى "اجل غير مسمى".وتزامن امر الصدر مع المباحثات التي تخوضها بغداد و واشنطن حول مستقبل القوات الاميركية في العراق.

وافاد بيان للصدر صادر عن مكتبه في النجف (60 كلم جنوب بغداد) ان "تجميد جيش الامام المهدي ساري المفعول الى اجل غير مسمى ومن يخل بذلك لا يحسب نفسه منتميا الى هذا العنوان العقائدي".

وتقضي خطة الصدر بالاحتفاظ بمجموعة صغيرة من المقاتلين تتولى مواصلة مقاومة قوات التحالف فيما يحول جيش المهدي بالكامل الى منظمة ثقافية.

لكن الفتيان الصدريين لا يرون اي اهمية لدورهم ما عدا لعبهم دور المقاتلين ضد قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة في العراق.

واكد محمد موسى (18 عاما) "افضل المقاومة باستخدام السلاح فهو الشيء الوحيد الذي استطيع القيام به".

وقال الصدر في بيان كتب بخط اليد وقرأه مساعده حازم الأعرجي في مكاتب الصدر بمدينة النجف المقدسة لدى الشيعة في جنوب البلاد ان تجميد أنشطة جيش المهدي لا يزال ساريا حتى إشعار آخر وان من ينتهك هذا الأمر لن يعد تابعا لجيش المهدي. بحسب رويترز.

وكان رجل الدين المناهض للولايات المتحدة قد أصدر أوامر تحد من أنشطة مقاتلي جيش المهدي وتعيد تحديدها بعد تغلب القوات الحكومية والقوات الأمريكية عليهم في بغداد ومدينة البصرة بجنوب البلاد هذا العام.

وقال الصدر في وقت سابق من الشهر الحالي انه سيحل جيش المهدي اذا بدأت القوات الأمريكية في الانسحاب من العراق وفق جدول زمني مُحدد وهو ما سعى اليه رئيس الوزراء نوري المالكي في مفاوضات مع واشنطن.

وفي يونيو حزيران أصدر الصدر أمرا ينص على أن مجموعة مختارة فقط من جيش المهدي ستكون مخولة بمحاربة القوات الأمريكية في العراق.وأمر أغلب أتباعه بالعمل بدلا من ذلك على مواجهة الهيمنة الثقافية والاجتماعية والدينية الغربية.

وجاءت تلك الأوامر بعد قيام الصدر قبل نحو عام بتجميد أنشطة الميليشيا لستة أشهر في أعقاب معارك مُسلحة بين فصائل شيعية متناحرة قتل خلالها عشرات الاشخاص في مدينة كربلاء. ومدد الصدر وقف اطلاق النار لستة أشهر أخرى في فبراير شباط من العام الحالي.

وينظر على نطاق واسع الى وقف اطلاق النار هذا على أنه ساهم في انخفاض حاد في العنف في أنحاء العراق.

غير أن هناك شكوكا بشأن مدى السيطرة الحقيقية التي يملكها رجل الدين الذي يعيش في عزلة على الميليشيا. ويعتقد أن الصدر مختبيء في مدينة قم الايرانية حيث يتابع دراساته الاسلامية.

وحولت الولايات المتحدة تركيزها الى الأعضاء المارقين في جيش المهدي والذين تصفهم بأنهم "مجموعات خاصة" وتلقي عليها باللوم في هجمات ضد جنود أمريكيين وعراقيين تستخدم فيها قنابل خارقة للدروع.

ودعا الصدر أتباعه الى الاحتجاج سليما ضد الوجود الأمريكي في العراق.وقال في البيان انه سيتم تخصيص الجمعة الأولى من شهر رمضان من كل عام لرفض وإدانة الاحتلال بالسبل السلمية.

وتابع أنهم سيخرجون عقب صلاة الجمعة ويعبرون عن رفضهم وإدانتهم للاحتلال الأمريكي.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 13/أيلول/2008 - 12/رمضان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م