إنتحاريون أطفال.. آخر ماتبقّى من أوراق القاعدة في العراق

اعداد/صباح جاسم

 

شبكة النبأ: بعدما فرغت أجندة تنظيم القاعدة الموغل في الجرم والارهاب بحق العراق والعراقيين والإنسانية جمعاء، أبى هذا التنظيم إلا ان يخلّف وراءه اكبر حجم من الخراب وأكثر عدد ممكن من الضحايا من مختلف شرائح الشعب العراقي، فبعد تقهقره وخسارته لمعظم قواعده في البلد، وفرار أغلبية قادته الى الخارج لم تجد عصابات القاعدة إلا ان تحاول كسب بعض الوقت والإدعاء الإعلامي لقوّتها! من خلال تجنيد الاطفال من الصبيان والبنات لتنفيذ عمليات إنتحارية لاطائل منها سوى قتل المدنيين..

فقد أعلنت مصادر اميركية وعراقية ان فتى لم يبلغ بعد الـ 15 من العمر فجر نفسه بحزام ناسف وسط تجمع لقوات الصحوة التي تحارب القاعدة في الطارمية (40 كلم شمال بغداد) ما اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص على الاقل.

واوضح الجيش الاميركي في بيان ان "انتحاريا عراقيا يبلغ عمره بين 12 الى 15 عاما يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه داخل منزل احد شيوخ العشائر في بلدة الطارمية". واكد ان "التقديرات الاولية تبين ان الانتحاري كان يرتدي سترة ناسفة تزن اكثر من كيلوغرامين ونصف من المتفجرات".

بدوره قال العقيد توفيق الجنابي مدير شرطة الطارمية ان "الانتحاري استهدف مادبة افطار اقامها الشيخ سعيد جاسم المشهداني" قائد مجلس صحوة الطارمية مؤكدا ان "حصيلة القتلى بلغت ثلاثة فضلا عن اصابة سبعة اخرين بجروح بينهم عماد (38 عاما) نجل المشهداني". بحسب فرانس برس.

من جهة اخرى اعلنت مصادر امنية واخرى طبية عراقية مقتل ثمانية اشخاص واصابة 21 اخرين بجروح في اعمال عنف متفرقة الثلاثاء بينها هجوم انتحاري بسيارة مفخخة ادى الى مقتل اربعة اشخاص في الموصل كبرى مدن محافظة نينوى. كذلك قتل اربعة اشخاص في هجومين استهدفا الشرطة في وسط بغداد وغربها.

من جهته اعلن الجيش الاميركي وفاة احد جنوده اليوم الثلاثاء في بغداد بشكل طبيعي لاسباب لا علاقة لها بعمليات عسكرية.

وافاد مصدر في الجيش ان "جنديا اميركي توفي في الثاني من ايلول/سبتمر في بغداد دون اي يكون لذلك علاقة بعمليات قتالية". ولم يذكر المصدر اسباب الوفاة.

وبذلك يرتفع الى 4151 عدد العسكريين والعاملين مع الجيش الاميركي الذين قضوا في العراق منذ الاجتياح ربيع العام 2003 وفقا لاحصاء اعدته وكالة فرانس برس استنادا لارقام موقع الكتروني مستقل.

رانيا مراهقة عراقية رغبت ان تكون طبيبة فصارت انتحارية رغما عنها

حلمت رانيا ابراهيم البالغة من العمر 15 عاما ان تكون طبيبة. لكنها ارغمت على ارتداء حزام ناسف يزن عشرين كليوغراما وحاولت تفجير نفسها في حشد من الشرطة وسط سوق بعقوبة شمال بغداد.

غير ان الخطة التي دبرها زوجها وبعض نشطاء القاعدة لم تنجح لان رجال الشرطة اعتقلوا رانيا فور الاشتباه بها في بعقوبة التي كانت معقلا للمتمردين.

وتدعي رانيا انها بريئة وان زوجها وامرأة خدعاها لارتداء الحزام الناسف وانها لم تكن تنوي استخدامه عندما اخذوها الى السوق حيث كان عناصر القاعدة سيفجرونه بواسطة جهاز للتحكم عن بعد.

وتعني العملية "الاستشهادية" في قاموس الاسلاميين "الجهاديين" بطاقة مجانية لدخول الجنة. وتقول الفتاة "كنت احلم بان اصبح طبيبة عندما اكبر لانني احب الطبيبات لكنني اصبت بداء المفاصل الامر الذي منعني من الاستمرار في الدراسة".

وتضيف لفرانس برس "زوجي ابلغني ان الشهادة شيء صحيح". وتتابع صاحبة الوجه البريء "اخبرني زوجي ان الجنة بستان جميل فيه ورود ونهران احدهما مياه والاخر عسل وفيه حور العين".

وابتسمت رانيا التي ترتدي العباءة التقليدية واحمرت وجناتها عندما تذكرت كلمات زوجها القيادي في القاعدة والمتهم بقتل نحو اربعين شخصا معظمهم ذبحا بحسب المحقق. تزوجت رانيا عندما كانت في الرابعة عشرة بسبب اصرار والدتها التي كانت تعاني من مشاكل مادية.

اما الوالدة فتحدثت عن زوج ابنتها متهمة اياه بتخديرها والتسبب باعتقالها. وتضيف رانيا "اردت ان اذهب الى منزل امي واترك الحزام معها او اطلب منها ان تخبر الشرطة".

يشار الى ان اعتقال انتحاري يرتدي حزاما ناسفا من الامور النادرة. والواقع ان رانيا هي اصغر انتحارية في العراق تعتقل مع حزامها الناسف. ويشكل اعتقالها انجازا لقوات الامن العراقية التي عرضتها امام وسائل الاعلام آملة في كسب الحرب الدعائية ضد المتمردين الذين لا يزالون ناشطين في هذا الجزء من البلاد.

وبعقوبة كبرى مدن محافظة ديالى المضطربة التي تعتبر عراقا مصغرا نظرا للقوميات والطوائف المتعددة التي تعيش فيها.

وتقول الشرطة ان القاعدة تعرضت لضربات قوية في العراق الامر الذي يدفعها الى استخدام المراهقين بعدما جفت منابع استقطاب الانتحاريين.

وتشهد محافظة ديالى اكبر عدد من العمليات الانتحارية التي تنفذها نساء او فتيات بحيث ناهز عددها العشرين في الاشهر المنصرمة.

وتشدد رانيا التي تركت المدرسة عندما كانت في الحادية عشرة على انها كانت ضحية الغفلة والكذب في 25 اب/اغسطس الماضي. وتقول في هذا الصدد "اخذني زوجي الى منزل ابنة عمته وهي امرأة التقيتها للمرة الاولى في حياتي وطلبت مني ارتداء الحزام الناسف".

وتضيف "وضعت الحزام واستقللنا باصا متوجها الى السوق الرئيسية. وكانت اعطتني قبل الخروج عصير الخوخ فشعرت بالغثيان وبدأت ارى خيالات مزدوجة". وتتابع "عرفت انها كانت قنبلة لانني رايت اسلاكا لكنهم اكدوا انها لن تنفجر. وصلنا الى السوق وتركوني هناك وقالوا انهم سيقومون بشراء بعض الحاجيات قبل ان يعودوا الى المكان".

عندما عثرت الشرطة على رانيا كانت تحاول العبور وسط السوق بعد مقتل ثلاثة رجال شرطة في الوقت والمكان نفسه. تقول الشرطة ان رانيا كانت تتحرك بصورة مثيرة للريبة فطلبوا منها التوقف لكنها رفضت الاذعان لهم فتمكنوا بعد ذلك من امساك يديها ودفعها الى جدار.

واظهر شريط فيديو التقطته الشرطة في مكان الحادث ان حركات جسدها تشير الى انها تعرضت لعملية تخدير وانها غير طبيعية.

من جهته يقول اللواء عبد الكريم خلف الذي تسلم منصب قيادة شرطة ديالى بالوكالة حديثا "كانت الخطة تتضمن قيام بعض عناصر القاعدة الذين نسقوا مع زوجها بقتل عدد من رجال الشرطة وسط السوق فينتظرون تجمع الشرطة ثم يفجرون رانيا بواسطة جهاز التحكم عن بعد لقتل اكبر عدد من قوات الامن".

بدوره يؤكد المحقق الذي اخضع رانيا للاستجواب ان لديها "افكارا متطرفة". ويضيف "تمكنا من التنصت عليها بينما كانت تتحدث مع والدتها التي سألتها لماذا تتعاونين مع المرتدين؟". وتؤكد مصادر امنية ان والد رانيا وشقيقها سبق ان نفذا عمليتين انتحاريتين في قرية ابو صيدا قرب بعقوبة.

إحباط محاولة انتحارية في أربيل

تمكنت قوات الأمن في إقليم كردستان العراق من احباط محاولة انتحارية في أربيل. وجاء في بيان أصدرته أمس، أن «إرهابيين تابعين لما يسمى بدولة العراق الاسلامية، كانوا يخططون لزعزعة الوضع الأمني المستقر في اربيل، من خلال القيام بعملية انتحارية». وأضاف البيان أن «انتحارية تدعى (دعاء حميد ابراهيم) (17 عاماً)، من منطقة الدورة في بغداد، كانت بصدد تفجير نفسها بحزام ناسف يحتوي على ستة كيلوغرامات من المواد المتفجرة». بحسب وكالات.

الى ذلك، قال مدير الأمن في محافظة أربيل إن افراد قوة مكافحة الارهاب التابعة اعتقلوا الانتحارية اثر ورود معلومات استخباراتية اكيدة.

وأضاف أن العقل المدبر لهذه العملية، كان ارهابي آخر يدعى حيدر ويكنّى بـ أبي آية، وهو من منطقة العامرية في بغداد، لكنه قُتل خلال عمليات عسكرية سابقة. وتشهد اربيل هدوءا امنيا ملحوظا، ووقعت فيها انفجارات قليلة كان آخرها التفجير الانتحاري الذي استهدف مبنى وزارة الداخلية في حكومة الاقليم في ايار (مايو) 2007.

وكان التفجير الأضخم من نوعه الذي هز المدينة وقع في 1 شباط (فبراير)2004، واستهدف مقري الفرع الثاني للحزب الديمقراطي الكردستاني، والمركز الثالث لـ لاتحاد الوطني الكردستاني، خلال استقبال المسؤولين في الحزبين الكرديين الرئيسيين للمهنئين في مناسبة عيد الاضحى، وراح ضحيته اكثر من 100 شخص ونفذه انتحاريان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 10/أيلول/2008 - 9/رمضان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م