سارة بالين شخصية إصلاحية أم مناورة إنتخابية

اعداد/صباح جاسم

 

شبكة النبأ: فرض اختيار المرشح الديمقراطي باراك أوباما للسيناتور المخضرم في الشئون الدولية جوزيف بايدن لينافس معه على بطاقة حزبه في الانتخابات الرئاسية (الرابع من نوفمبر القادم)، تحديا كبيرا على المرشح الجمهوري "جون ماكين" لاختيار من سينافس معه على بطاقة حزبه في الانتخابات القادمة في مواجهة بطاقة ديمقراطية تحمل شاب ومخضرم سياسي. وقد اختار ماكين سيدة شابة (44 عاما) حاكمة ولاية ألاسكا "سارة بالين" غير المعروفة على المستوي السياسي الأمريكي أو على المستوي الدولي لتكون معه على بطاقة الحزب الجمهوري، والتي كانت مفاجأة غير متوقعة للكثيرين. وبذلك تكون بطاقة الحزبين الديمقراطي والجمهوري متوازنة حيث تضم كل منهما خبير بالشئون الدولية (ماكين وبايدن) متقدم في السن، وعنصر الشباب (أوباما وبالين).

وبتلك الصورة تُعد الانتخابات الأمريكية هذا العام من أهم الانتخابات في التاريخ الأمريكي وستكون ذات نقطة مفصلية في النظام السياسي الأمريكي، حيث أنه في حال فوز بطاقة الحزب الديمقراطي في الرابع من نوفمبر، سيصل أول رئيس أسود إلى البيت الأبيض في التاريخ السياسي الأمريكي. وفي حال فوز بطاقة الحزب الجمهوري، ستصل أول سيدة في التاريخ الأمريكي إلى البيت الأبيض كنائبة للرئيس، لاسيما بعد خروج هيلاري من السباق الانتخابي. فبالين ثاني سيدة تترشح لمنصب نائب الرئيس بعد ترشيح "جيرالدين فيرارو" التي رشحها الحزب الديمقراطي عام 1984 نائبة لمرشحه الرئاسي "والتر مونديل". بحسب موقع تقرير واشنطن.

واعتبر مرشحي بطاقة الحزب الديمقراطي "أوباما وبايدن" اختيار ماكين لسارة بالين لمنصب نائب الرئيس مؤشرا جيدا على ما أسموه "سقوط الجدران القديمة في عالمنا السياسي". ويضيفان أنه بالرغم من الخلافات الطبيعية مع ماكين حول أفضل طريقة لإدارة شؤون البلاد فإن الحاكمة بالين شخصية تثير الإعجاب وستضيف الكثير إلى الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري.

لماذا سارة بالين؟

رغم شبابها وخبرتها الحكومية المحدودة وعدم حضورها على المستوى القومي، إلا أن اختيارها سيضيف الكثير إلى حملة ماكين الانتخابية. ففي حال فوزها ستصبح بالين أول امرأة تشغل منصب نائب الرئيس الأميركي لتضيف عنصراً تاريخياً آخر لسباق رئاسي حافل بإنجازات غير مسبوقة، ويرى مناصرو ترشيحها أنها ستضيف خبرة تنفيذية للبطاقة الانتخابية الجمهورية التي يقودها سناتور أريزونا البالغ من العمر 72 عاماً الذي سيكون أكبر شخص يفوز في انتخابات الرئاسة الأميركية لأول مرة إذا فاز في انتخابات الرابع من نوفمبر المقبل.

اختيار ماكين لـ "سارة بالين" لتنافس معه على البطاقة الانتخابية للحزب الجمهوري قد يدعم ماكين لدى محافظي الحزب الجمهوري، حيث تحظى بالين بمكانة مهمة لدى المحافظين الأمريكيين لسجلها بشأن تخفيضات الضرائب والمعارضة للإجهاض، فقد رفضت إجهاض طفلها الخامس تريج Trig بالرغم من اكتشاف إصابته بالتثلث الصبغي قبل الولادة. وتُعد بالين من أشد معارضي زواج الشواذ جنسيا، كما أنها عضو في الجمعية الوطنية الأمريكية للبندقية التي تدافع عن القوانين التي تنظم الحصول على السلاح في أميركا.

ووجود بالين على بطاقة الحزب الجمهوري سيعيد القضايا الاجتماعية إلى الواجهة بعد هيمنة القضايا الاقتصادية وحربا العراق وأفغانستان على الحملة الانتخابية. واختيار ماكين هذه السيدة المحافظة قد يسمح له بأن يتصالح مع اليمين في حزبه الذي يعتبره ليبراليا بشأن المسائل الاجتماعية الكبرى التي يثار حولها الجدل والنقاش والتي تكون أحد أسباب الانقسام الأمريكي – الأمريكي.

هذا بالإضافة إلى تحمسها لفتح المحمية الطبيعية القطبية أمام عمليات التنقيب عن النفط، ومعارضتها للقوانين البيئية التي تضيق على شركات النفط في موضوع التنقيب عن النفط في ألاسكا، والتي تعتبر إحدى دعائم سياسة جون ماكين في مجال الطاقة. ففي هذا الشأن يقول ماكين عن سارة أنها "أدارت قطاعاً اقتصادياً ضخماً خلال توليها لحكم ألاسكا، التي تقدم لنا 20% من موارد الطاقة"، فسارة لديها خبرة كبيرة في قطاع الطاقة، الذي يعتبره ماكين جزءاً من الأمن القومي.

ويهدف اختيار ماكين لبالين إلى دغدغة مشاعر أنصار المرشحة الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون، واستقطابهم بعد إن خسرت السباق للوصول إلى سدة الرئاسة أو حتى الحصول على مقعد نائب الرئيس للمرشح الديمقراطي باراك أوباما. وعلى الرغم من عدم استجابة الكثير من نساء المعسكر الديمقراطي لمطالب هيلاري بالالتزام باختيارات الحزب والحفاظ على وحدته، إلا أنه من غير المرجح أن تصوت أعداد كبيرة من النساء في الحزب لصالح ''ماكين'' حتى لو اختار امرأة نائبة له، فقد أظهر استطلاع للرأي لشبكة سي إن إن بالتعاون مع مجموعة أبحاث الرأي العام Opinion Research Group أن 53% من النساء المستطلع أرائهن سيدلين بأصواتهن لأوباما، مقابل 50 في المائة في استطلاع سابق.

وهناك سبب آخر لعدم تصويت الغالبية العظمي من أنصار هيلاري للبطاقة الجمهورية لأن أنصار هيلاري مع حرية الخيار بالنسبة للإجهاض، في حين تعرف سارة بمعارضتها القوية له، وهو الذي يفرض على حملة ماكين صياغة بدائل جديدة لكي يصوت المؤيدون للسيدة الأولى السابقة لماكين وهو أمر صعب في الوقت الحالي.

بالين تثير الجدل

أظهر الاستطلاع الخاص بشبكة سي إن إن السابق الإشارة إليه حالة الانقسام الأمريكي حيال تسمية بالين لمنصب نائب الرئيس للمرشح الجمهوري فيظهر الاستطلاع أنها شخصية غير مألوفة بالنسبة لكل 4 أمريكيين من بين كل 10 أمريكيين، وأعرب 38% من المستطلعين عن دعهم لها، مقابل 21%. كما انقسم المشاركون في الاستطلاع حول تقيم هذا الاختيار، فقد أعرب 52% عن دعمهم للاختيار، مقابل 46% أشاروا إلى ضعف الاختيار. ويشار إلى أن قرابة ستة بين كل عشرة أمريكيين استبعدوا تأثير هذا الاختيار على تصويتهم.

وقد زاد هذا الجدل بعد إعلان سارة بالين مع بداية المؤتمر القومي للحزب الجمهوري حمل ابنتها بريستول Bristol غير المتزوجة البالغة من العمر 17 عاما، وأنها سوف تتزوج أب الجنين، بعد فترة من انتشار الشائعات حول حملها بالمدونات والمواقع الالكترونية، وهو ما زاد التوتر داخل الحزب الجمهوري حول موقفها المحافظ من القضايا الاجتماعية. وقد جاء هذا الإعلان لوضع حد للشائعات التي تقول أن الابن الذي أنجبته سارة في مايو الماضي هو ابن بريستول. وفي مواجهة العديد من الانتقادات التي وجهت إلى المرشح الجمهوري، أشار العديد من أعضاء حملته الانتخابية إلى أنه كان على علم بأمر حمل ابنة سارة.

وعلى عكس حملة ماكين الانتخابية التي تستغل أي شائعة أو معلومة قد تنال من فرص المرشح الديمقراطي وتروج لها وتجعلها محور هجومها على باراك أوباما، رفض الأخير إقحام المسائل العائلية لبالين في المعركة الانتخابية، فدعا الصحفيين للابتعاد عن تداول أنباء أبناء المتنافسين قائلاً:" أعتقد أنه ينبغي عدم التجاوز على العائلات وتحديداً الأطفال.هذا يجب ألا يكون ضمن سياستنا". ودافع عن بالين قائلاً: "هذا لا يرتبط بأي حال بأداء بالين كحاكمة وكنائب للرئيس". وحث الصحفيين على الكف عن الخوض في تلك التقارير، مذكراً إياهم أنه ولد لأم في سن الثامنة عشر.

وقد تعرضت حملة ماكين للكثير من الانتقاد لاكتشاف العديد من الأمور الخفية بحياة بالين التي بدأت تتصدر صفحات الجرائد ووسائل الإعلام الأمريكية، منها خضوعها للتحقيق بولايتها بتهمة سوء استغلال نفوذها، في طرد موظف حكومي بالولاية من وظيفته، بعدما رفض فصل زوج شقيقتها السابق، الذي كان يعمل في إدارة الشرطة، إلا أنها نفت قيامها بارتكاب هذا.

فضلا تردد معلومات بشأن إيقاف زوجها " تود" قبل عشرين عاما بعدما تبين أنه يقود السيارة تحت تأثير الكحول، ومعلومات تفيد أنها كانت عضوا في حزب استقلال ألاسكا.

يري الكثير من المحليين والسياسيين داخل الحزبين الديمقراطي والجمهوري أن اختيار ماكين سارة بالين لمنصب نائبته على بطاقة الحزب الجمهوري مجازفة كبيرة، والذي سيجعل على حملة ماكين من الآن فصاعدا تتوقف عن انتقاد عدم تمتع منافسهم الديمقراطي "باراك أوباما" بعدم الخبرة. وتثار العديد من الشكوك حول مدي استعداد "بالين" لقيادة البلاد في حال غياب الرئيس، أكبر مرشح رئاسي سناً في التاريخ الأمريكي، أو تولي المنصب الأعلى للقوات المسلحة. ويشكك الكثيرون في قدرتها على خوض مناظرة كلامية مع نائب رئيس المرشح الديمقراطي "بايدن" المتخصص في الشؤون الدولية والقضايا الأمنية، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ.

السيرة الذاتية لبالين

ولدت سارة بالين في ساندبوينت بولاية ايداهو في 11 فبراير 1964 وانتقلت إلى ألاسكا مع والديها وهي طفلة. وفي عام 1987 تخرجت من جامعة ايداهو ، فهي تحمل شهادة في علوم الاتصال الإعلامي، حيث درست الصحافة والعلوم السياسية. وقد عملت بعد تخرجها صحفية رياضية بقناة تلفزيونية محلية. وهي ملكة جمال سابقة، إذا اختيرت ملكة جمال لمدينة واسيلا، وعن سبب مشاركتها في تلك المسابقة تقول إنها شاركت للحصول على أموال لمواصلة دراستها الجامعية، ثم انتخبت عام 1984 ملكة جمال ولاية ألاسكا عموما.

ومتزوجة من تود بالين، من سكان ولاية ألاسكا، والذي يعمل في القطاع النفطي. وأم لخمسة أبناء تتراوح أعمارهم مابين 19 عاما وخمسة أشهر، هم تراك(19) عاماً، يخدم في الجيش الأمريكي ويتوقع إيفاده إلى العراق هذا الخريف، وذلك على غرار ماكين الذي يخدم أحد أبنائه في العراق أيضا. بريستول ويللوو Willow بيبر تريج المصاب بالتثلث الصبغي.

بدأت بالين عملها السياسي عام 1992 عندما أصبحت عضوة في المجلس البلدي لمدينة واسيلا، وفي 1996 أصبحت عمدة لمدينة واسيلا. وقد تولت إدارة رئاسة "لجنة الحفاظ على الغاز والنفط" بولاية ألاسكا، التي تدير ثروة الولاية من هاتين المادتين، الذي أتاح لها فرصة الاطلاع عن قرب على أحوال صناعة النفط بالولاية. وفي السابع من نوفمبر 2006 انتخبت لمنصب الحاكم الحادي عشر لولاية ألاسكا عن الحزب الجمهوري، وهي أصغر حاكمة لولاية أمريكية وأول حاكمة لولاية ألاسكا.

الإعلام يفتح النار على نائبة جون ماكين

واهتم برنامج Good Morning America الذى يذاع على شبكة ABC بتلك الأمور الشخصية المتعلقة بحياة سارة بالين، وعقدت الشبكة مائدة مستديرة لمناقشة إعلان بالين عن حمل ابنتها بريستول ذات السبعة عشر ربيعا، ومدى تأثير مثل هذا الإعلان على فرصها وفرص الحزب الجمهورى للفوز بمقعد الرئاسة فى انتخابات نوفمبر الرئاسية.

وفى تقرير – أعدته كايت سنو _ أكدت أن مثل هذا الإعلان يفتح الباب أمام ضرورة معرفة كيفية تعليم وتعريف المراهقين فى المجتمع الأمريكى بالأمور المتعلقة بالحياة الجنسية، وأن يتحدث الوالدين إلى أبنائهم المراهقين عن العلاقات الجنسية والامتناع عن الملذات والقيم العائلية التى يجب أن تسود داخل الأسرة الأمريكية، والبحث عن ما هو مقبول وما هو غير مقبول بين هذه القيم.

ولفت التقرير الانتباه إلى أن هذا الحوار المجتمعى والحوار بين الوالدين وأطفالهم يجب ألا يتأخر إلى نهاية سنوات المراهقة ، ولكن يجب أن يبدأ مبكرا ولا تنتظر الأسرة حتى يبلغ الطفل سبعة عشر عاما – فى إشارة إلى عمر بريستول بالين.

اتهامات كثيرة وعلامات استفهام أكثر

ومن جانبه اهتم جورج إستفانوبولس فى برنامجه ABC News بان موضوع سارة بالين قد فرض نفسه على المؤتمر العام للحزب الجمهورى، وأكد إستفانوبولس Stephanopoulos أن هناك الكثير من الأسئلة المتعلقة بالمرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس يجب أن تسأل ، أهمها متعلق بـ هل هناك أشياء أخرى لا يعرفها الجمهوريون والناخب الأمريكى عن سارة بالين؟ خصوصا بعد الإعلان عن حمل ابنتها بريستول، أيضا الأنباء التى تواترت عن أن بالين عضو فى حزب الاستقلال فى ولاية ألاسكا، بالإضافة إلى الإعلان عن اعتقال زوجها فى الثمانينات، أيضا التقارير التى أشارت إلى أنها قد استأجرت شركة لوبى فى أثناء شغلها منصب بلدة ويسلا فى ولاية ألاسكا من اجل الحصول على بعض المزايا والإصلاحات لهذه البلدة.

سوء استغلال المنصب

وعلى شبكة CBS اعد وايت أندرو تقريرا رصد فيه مجموعة الاتهامات التى تواجهها بالين فى الوقت الحالى، فإلى جانب الاتهامات الخاصة بالعلامات المميزة، تواجه تحقيقا على مستوى الولاية بشان سوء استغلال نفوذها كحاكمة لولاية ألاسكا واستخدام سلطتها فى فصل احد الموظفين الحكوميين، والذى كان يعمل فى لجنة السلامة العامة وترتكز الاتهامات حول أنها فصلت هذا الموظف – الذى يدعى والت مونيجان– حيث رفض أن يفصل احد الجنود العاملين تحت إمرته ، هذا الجندى كان زوج شقيقة بالين، وقد كان هناك بينه وبين أخت بالين معركة قضائية حول أحقية كل منهم بحضانة أطفالهم. ولكن بالين ردت بنفى أن يكون فصل مونيجان من منصبه راجع إلى أسباب شخصية وإنما إلى أسباب مهنية بحتة متعلقة بالميزانية.

كيف تعامل الإعلام مع بالين

وفى صحيفة الواشنطن تايمز أكدت جنيفير هاربر على أن شهر العسل بين سارة بالين ووسائل الإعلام لم يدم طويلا، فما هى إلا فترة قصيرة جدا حتى بدأت وسائل الإعلام فى التنقيب ليس فقط عن ملامح الحياة السياسية لبالين، وإنما أيضا عن تفاصيل حياتها الشخصية والعائلية.

ولفتت هاربر الانتباه إلى أن وسائل الإعلام قد تعاملت مع بالين فى البداية بفضول كبير وبإعجاب أكثر، على اعتبار أنها تلك الشخصية المحافظة والبطل القادم الذى سيضيف الكثير إلى حملة المرشح الجمهورى جون ماكين، والشخص القادر على الوقوف فى وجه حملة الديمقراطيين الانتخابية. ولكن كل ذلك ما لبس أن بدأ فى التلاشى بالأخبار المتواترة عن شئونها العائلية وحمل ابنتها المراهقة الطالبة فى المدرسة الثانوية - وطريقتها فى الحياة ، وفوق كل ذلك الاتهامات بالفساد واستغلال نفوذها، الأمر الذى يهدد بقائها أصلا فى منصب حاكم ولاية ألاسكا.

وأكد التقرير أن بالين ما دامت قد سمحت لنفسها بالظهور فى المشهد السياسى القومى فى الولايات المتحدة فان عليها أن تعلم أن حياتها بكل تفاصيلها يجب أن تكون معروفة للجميع ، فالحال فى المشهد السياسى القومى مختلف تماما، فهى لا تتقدم لشغل منصب صغير على المستوى المحلى، فبصورة ضمنية هى قد قبلت أن تكون عائلتها وحمل ابنتها المراهقة جزء من التغطية الإعلامية لها عندما وافقت على ترشحيها لمنصب نائب الرئيس مع جون ماكين.

ولفت التقرير الانتباه إلى أن ماكين باختياره لها يعتقد أنها ستكون سيدة الجمهوريين فى عام 2008 التى يمكن أن تجتذب أصوات المؤيدين للمرشحة الديمقراطية السابقة لانتخابات الرئاسة هيلارى كلينتون. وبالتالى هنا لابد أن يبدأ دور وسائل الإعلام فى توعية الناخبين، واختبار مدى مسئولية هذا الترشيح ومدى جاهزية بالين لشغل منصب نائب الرئيس، وان تكون القائد الأعلى للقوات المسلحة فى حالة غياب الرئيس. واستطردت هاربر مؤكدة انه من المشروع تماما أن تبرز إلى السطح أسئلة حول مدى خبرة بالين ، وان يكون سجلها السياسى واضح المعالم أمام الناخب الأمريكى

شخصية إصلاحية أم مجرد مناورة انتخابية

ولفت إيفلنج الانتباه إلى أن ماكين كان يميل إلى اختيار توم ريدج أو جو ليبرمان كمرشح لنائب الرئيس ولكن مستشاريه نصحوه بعدم اختيار أيا منهم لبعض الآراء السياسية التى يطرحها هؤلاء والتى يرفضها المحافظين فى المجتمع الأمريكى.

ومن ناحية أخرى أشار التقرير إلى انه بمجرد الإعلان عن اسم بالين لتكون نائبة جون ماكين بدت كشخص اصلاحى خارج على التقاليد القديمة ، رغم أن سيرتها الذاتية لم تكن تشير إلى ذلك على الإطلاق ، وأشار إيفلنج إلى أن انه بمجرد اختيارها لهذا المنصب تغيرت أرائها ومواقفها السياسية بصورة جذرية ، وبالتالى بدت بالين فى ثوب الشخصية الإصلاحية والتى تعتبر حملة ماكين فى أمس الحاجة إلى هذا النوع لإضفاء قدر من الحيوية على الانتخابية للمرشح الجمهوري.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد  7/أيلول/2008 - 6/رمضان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م