أكراد العراق بين الإستحقاق الدستوري وحلم دولة كردستان

 

شبكة النبأ: شهدت الازمة بين اقليم كردستان والحكومة المركزية حول خانقين إنفراجا وإن كان لا يحمل بين طياته بصمات قوة الحكومة المركزية وسعيها نحو السيطرة على جميع اجزاء العراق بإستخدام قوات الجيش العراقي دون اللجوء الى اية قوات محلية او ميلشيات وغيرها، فقد قال مسؤولون عراقيون ان الحكومة العراقية والاقلية الكردية حلّوا خلافا بشأن السيطرة على بلدة خانقين التي تضم خليطا عرقيا منهين بذلك أزمة هددت باثارة أعمال عنف.

وأنهى الساسة الاكراد والعرب أزمة من خلال الاتفاق على سحب الجيش العراقي وقوات البشمركة الكردية من بلدة خانقين التي تضم عربا و أكرادا في محافظة ديالى في شمال شرق البلاد.

وأراد الجيش العراقي الدخول الى خانقين الواقعة خارج منطقة كردستان المتمتعة بحكم شبه ذاتي في شمال البلاد، من أجل فرض سلطة الحكومة على المنطقة. ولكن قوات البشمركة التي تسير دوريات في البلدة رفضت الانسحاب. ولم يتضح ما اذا كانت قوات عراقية دخلت البلدة بالفعل أم أنها محتشدة عند حدودها. بحسب رويترز.

وقال ابراهيم الباجيلان رئيس مجلس محافظة ديالى انه تم الاتفاق على أن ينسحب الجيش العراقي وأن ينسحب البشمركة الى كردستان العراق. وستسيطر شرطة خانقين على المنطقة وستفرض القانون في البلدة.

وأُبرِم الاتفاق بعد مفاوضات بين الاحزاب الشيعية الحكومية والاحزاب الكردية. وقال باجيلان ان الجيش العراقي أو البشمركة لن يدخل خانقين الا اذا طلبت منه السلطات المحلية ذلك.

وشن الاف الاكراد احتجاجات مع اقتراب الجيش العراقي من خانقين الشهر الماضي في محاولة ليحل محل البشمركة. والاكراد حساسون ازاء أي خطوات يعتبرونها محاولات للتقويض نفوذهم.

وقال حيدر العبادي العضو البارز في حزب الدعوة الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء نوري المالكي ان الاتفاق لم يحدد ما اذا كانت الشرطة أو الجيش سيسيطر على البلدة ولكن من المرجح أن تتولى الشرطة المسؤولية وتستدعي الجيش اذا لزم الامر. وأضاف أنه كان هناك اتفاق بشأن سحب قوات البشمركة الى كردستان وأن تتولى قوات الامن العراقية المسؤولية عن الامن.

إشتعال الموقف وتزايد التوتر

وقال مسؤولون إن توترا جديدا طرأ على العلاقة المتأزمة بين الحكومة العراقية والاقلية الكردية في العراق بسبب تنافس الجانبين على بلدة فيها خليط عرقي.

وقال ابراهيم باجيلاني وهو كردي يترأس مجلسا اقليميا في محافظة ديالى العراقية المضطربة شمال شرقي بغداد إن الجيش العراقي لا يزال يرغب في دخول خانقين بينما البشمركة هناك. وأضاف أن الوضع متأزم.

وتابع أنه اذا حاول الجيش العراقي دخول المدينة دون أي ترتيب مسبق فلا يمكن أن يتحمل الاكراد عواقب هذه الخطوة. بحسب رويترز.

وتتصاعد التوترات في ديالى بعد انسحاب غالبية قوات البشمركة الكردية وقوامها ألفا شخص كانوا يقومون بدوريات في مناطق ذات خليط عرقي الى حدود المنطقة الكردية شمال العراق التي تتمتع بشبه حكم ذاتي استجابة لضغوط من الحكومة العراقية.

لكن قوات البشمركة رفضت الانسحاب من خانقين التي يعيش فيها عرب وأكراد وتقع خارج منطقة الحكم الذاتي قرب الحدود الايرانية العراقية.

وقال قيادي في البشمركة إن الهجوم أظهر أن الحكومة العراقية لا يمكنها ادارة الامن في المنطقة. ونظم الاف الاكراد احتجاجات مع اقتراب الجيش العراقي من خانقين ليحل محل البشمركة.

وقال محمد ملا حسن قائمقام بلدة خانقين وهو كردي إن الجيش العراقي حاصر خانقين. ووصف الامر بأنه مناف للمنطق لان خانقين بلدة مستقرة ولا يوجد أي خرق أمني هناك. ولا تزال القوات العراقية خارج البلدة ولم ينشب قتال لكن التوتر قائم.

ولا تزال ديالى التي تعيش فيها أعداد كبيرة من الاكراد والعرب والتركمان منقسمين بين سنة وشيعة ساحة معركة لمطاردة تنظيم القاعدة الساعي لاثارة التوتر بينما يزداد الاستقرار في باقي أنحاء العراق.

وقال أبو بيشاوا وهو جندي كردي: لم نفرق بين العرب والاكراد قط.. لماذا يعاملون البشمركة كما لو كانوا متمردين.. أخي خدم في بغداد. العرب والاكراد جميعهم أخوة.

ولكن حكومة المالكي ترى أن انسحاب البشمركة من ديالى أمر ضروري لاستراتيجيتها لتولية قواتها وليس الجماعات المسلحة الاخرى مسؤولية الامن.

وقال سامي العسكري وهو نائب عن الائتلاف الشيعي الحاكم المقرب من المالكي لصحيفة الشرق الاوسط إن وجود قوات البشمركة في ديالى مثل وجود الميليشيات الخارجة عن القانون بالضبط.

ومن المؤكد أن تثير مثل هذه التصريحات غضب الاكراد الذين يقولون إن السلطات العراقية أغفلت الدور الذي لعبوه في محاربة القاعدة في ديالى.

وقال عمر عثمان ابراهيم وهو وزير شؤون البشمركة في كردستان العراق إن أفرادا من البشمركة استشهدوا في المنطقة باسم الاستقرار والامن. وأضاف أن هناك يدا خفية تشجع على المزيد من التوترات.

وقال مصطفى تشاوريش وهو مسؤول بارز في البشمركة إن القوات العراقية رفعت الاعلام العراقية في أماكن أخرى بديالى وقالت للسكان انهم تحرروا من البشمركة.

ومع تصاعد التوتر بين رجال الامن الاكراد والحكوميين يخشى أهالي البلدة من حدوث مواجهة بين العرقين اللذين يرونهما أصدقاء.

ضغوط الإنسحاب الكردي وغضب البشمركة

وذكرت قوات البشمركة الكردية انها فقدت كثيرا من افرادها في محاولة لاحلال الامن في منطقة مضطربة ومختلطة عرقيا في العراق وما كان من الحكومة المركزية الا ان طلبت منها الانسحاب.

وانسحب لواء من قوات البشمركة الكردية يضم حوالي الفي فرد من بعض البلدات في محافظة ديالى التي كان يحرسها ثم انتقل الى منطقة من المحافظة تتاخم منطقة كردستان العراق التي تتمتع بحكم ذاتي الى حد كبير. بحسب رويترز.

وتعرضت البشمركة لضغوط من الحكومة المركزية التي تسعى الى احكام قبضتها على ديالى وانحاء اخرى من شمال العراق التي يعيش فيها العرب والاكراد جنبا الى جنب. ويتهم بعض العرب والتركمان الاكراد بمحاولة توسيع نفوذهم الى مناطق من العراق تتجاوز منطقتهم.

وبدا الارهاق والشحوب على عشرات الجنود الاكراد بعد ساعات قطعوا خلالها 40 كيلومترا سيرا الى قلعة قديمة في بلدة ميدان بعد ان غادروا بلدة قرة تبه لتحل محلهم وحدات من الجيش والشرطة العراقية.

ونام بعض الجنود على العدد القليل المتاح من الاسرة بينما كان اخرون ينظفون بنادقهم من طراز كلاشنيكوف ورشاشاتهم.

وقال العميد نديم نجم احمد قائد اللواء وهو يجلس في مكتبه في القلعة مرتديا زيا كرديا تقليديا: كنا نحارب الارهاب وكان هدفنا احلال الاستقرار. واضاف، قدمنا عددا من الشهداء لتحقيق هذا الهدف. والان نخشى من احتمال ان يصبح الاكراد اهدافا لهجمات انتقامية للارهابيين. خلال الفترة التي خدمنا فيها هناك لم نفرق في المعاملة بين الناس كعرب واكراد وتركمان.

واصبحت محافظة ديالى التي يسكنها العرب من السنة والشيعة الى جانب الاكراد والتركمان نقطة ملتهبة لاعمال العنف بينما اصبح باقي انحاء العراق اكثر استقرارا.

وشعر بعض جنود البشمركة بان مساهمتهم في التصدي لاعمال العنف لم تلق تقديرا. وقال شخوان حسين وهو ضابط صف في اللواء: كنا سعداء اثناء انتشارنا هناك رغم التهديدات الخطيرة لاننا كنا نشعر اننا نؤمن حياة الناس في هذه المناطق.

وهون المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ في مقابلة تلفزيونية من الخلافات بشأن انسحاب البشمركة وقال إنه لا يوجد خلاف مع الحكومة الكردية بشأن اماكن تواجدهم. وقال إنه اذا شعرت الحكومة بأنه لا حاجة لوجود الجيش او اعتقد الناس انه لا يوجد تهديد للمنطقة فيجب ان يترك القرار للحكومة الاتحادية.

محاولات تكريد الموصل عبر اتهامات تطال البشمركة  

واتهم برلماني من محافظة نينوى، قوات حرس حماية إقليم كردستان البيشمركة بمحاولة (تكريد) بعض مناطق مدينة الموصل من خلال تواجدها في هذه المناطق، فيما نفى نائب كردي الأمر، مشيرا إلى أن تواجد حرس الإقليم هناك يأتي بالتنسيق مع الحكومة المركزية.

يأتي هذا في الوقت الذي يشهد فيه قضاء خانقين التابع لمحافظة ديالى توترا بسبب انسحاب قوات حرس حماية الاقليم منه ودخول قوات من الجيش العراقي اليه.

وقال اسامة النجيفي إن: فرقة عسكرية تابعة لقوات البيشمركة تتكون من ثلاثة الوية دخلت قبل يومين مدينة الموصل واتخذت مواقع في المناطق الشرقية منها و بدأت بممارسة الغضوط على السكان والهدف من وراء ذلك محاولة تكريدهم. بحسب اصوات العراق.

واشار النجيفي، الذي ينتمي الى القائمة العراقية التي تشغل 20 مقعدا في مجلس النواب، إلى أن البيشمركة دخلوا الى الموصل دون موافقة الحكومة وبدأ الاهالي يشعرون بنوع من القلق جراء تواجد هذه المليشيات المسلحة على اراضيهم، لذا اتصلنا برئيس الوزراء واطلعناه على حقيقة مايجري ووعدنا باتخاذ اجراءات رادعة.

وبين أن تحركا فعليا بدأ على الأرض تمثل بطلب القوات الامريكية من قيادات البيشمركة للخروج من الموصل، مستدركا بالقول: لا نعلم اذا خرج البيشمركة من الموصل ام لا، الا اننا نعلم يقينا بان الحدود مفتوحة وهم يتحركون كيفما شاؤا.

وخلص النائب البرلماني الى القول بأنه: لا يوجد في مناطق الموصل اي دور للسلطة المركزية وعلى الحكومة ان تلتفت الى الامر.

من جانبه، نفى النائب الكردي سامي الاتروشي محاولة البيشمركة تكريد سكان الموصل وقال إن: القوات الكردية موجودة في الموصل بالتنسيق مع الحكومة المركزية ولا يوجد اي توجه لدى هذه القوات لتكريد بعض سكان المناطق.

وتسائل الاتروشي، النائب عن الاتحاد الاسلامي الكردستاني الذي يشغل 5 مقاعد في مجلس النواب، قائلا: هل من المعقول ان تفكر حكومة اقليم كردستان بارسال قوات حرس الاقليم الى مدن الموصل في وقت هي تعاني اصلا من مشاكل في خانقين بسب تواجد هذه القوات؟.

ولفت الى أن: التحالف الكردستاني بصدد حل مشاكله مع الحكومة المركزية بما يتعلق بخانقين ولايوجد مبررمنطقي لاثارة قضايا مماثلة.

وتنفذ القوات العراقية بمساندة لوجستية من القوات الأمريكية عملية أمنية واسعة منذ تموز يوليو الماضي أطلق عليها اسم بشائر الخير في عدد من مدن وأقضية ديالى بهدف القضاء على الجماعات المسلحة التي تنشط فيها، وشملت العملية في الفترة الأخيرة مناطق تابعة لقضاء خانقين انسحبت على أثرها حرس حماية اقليم كردستان من ناحيتي قره تبه وجلولاء التابعتين للقضاء وذلك باتفاق بين السلطات الكردية والحكومة المركزية ببغداد.

ويعد قضاء خانقين، من المناطق المتنازع عليها بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان، بأمل حل النزاع بشأنها من خلال تطبيق المادة 140من الدستور العراقي التي تتعلق بتطبيع الأوضاع في المناطق المتنازع عليها.

واعتبر الاتروشي أن: الغاية من اثارة هذه المواضيع تأتي في اطار الضغط على التحالف الكردستاني لتقديم تنازلات اضافية فيما يتعلق بالمادة 24 من قانون الانتخابات والمادة 140 من الدستور المتعلقة بتطبيع الاوضاع في كركوك، وهذا لا يخدم مصلحة العراقيين.

وأقر مجلس النواب العراقي في الـ22 من شهر تموز يوليو الماضي قانون انتخابات مجالس المحافظات، الأمر الذي اعترض عليه التحالف الكردستاني ثاني أكبر الكتل النيابية الذي يشغل 53 مقعدا في مجلس النواب، ما أدى إلى نقضه من قبل رئاسة الجمهورية في اليوم الثاني من إقراره.

وتابع الاتروشي أن تواجد البيشمركة في خانقين كان بعلم الحكومة وهي تعلم به جيدا لذلك كان من المفروض ان تجري حوارا هادئا بهذا الشأن دون اللجوء للتصعيد في اكثر من مناسبة.

ودعا السياسيين إلى تهدئة الوضع وعدم التصعيد من خلال تصريحات استفزازية تهدف للضغط على التحالف الكردستاني، مؤكدا أن الأخير باق على موقفه فيما يتعلق بقانون الانتخابات وهو حريص على ايجاد حل لهذه المشكلة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد  7/أيلول/2008 - 6/رمضان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م