الأعشاب الطبية في البصرة: رواج كبير رغم الطب الحديث

 

شبكة النبأ: ما زالت مدينة البصرة الواقعة في اقصى جنوبي العراق تحتفظ بوجود الكثير من محال بيع الاعشاب الطبية المختلفة الانواع والاشكال والتي تشهد اقبالا من قبل الكثيرين لاستخدامها في العديد من المجالات الطبية بعد ان رأى بعض المراجعين ان اسعارها ارخص، فضلا عن كونها مجربة وبعيدة عن مواد الادوية الكيماوية التي غالبا ما تفرز أعراض جانبية سيئة.

أبو محمد عمره 59 عاما احد هؤلاء الباعة، قال "ورثت العمل كعطار عن والدي الذي يعرف أسرارا كثيرة عنها وكان يقضي وقتاً كثيراً من اجل تلبية طلبات المرضى".

وأضاف "نحن نعالج الكثير من الأمراض كأمراض الكلى والسكر وحب الشباب وتساقط الشعر وتخفيف الوزن أيضاً وغيرها من الأمراض التي انتشرت بكثرة في الآونة الأخيرة".

واشار ابو محمد إلى ان "الطلب على الدواء العشبي في الفترة الأخيرة ازداد بسبب النتائج الجيدة التي يحصل عليها المرضى فضلا عن سوء الخدمات الصحية وارتفاع أسعار المراجعة للأطباء في القطاع الخاص فالمريض يحتاج احيانا الى تكرار الزيارات إلى الطبيب، كما إن حاجته تتطلب الكثير من الفحوصات المختبرية والأدوية وغيرها مما يرهق كاهل المريض".

وتابع "لكن الوصفات لدينا مجربة ونتائجها جيدة وهي مواد طبيعية لا تضر الجسم فضلا عن أسعارها الرخيصة التي لا تشكل شيئا أمام المراجعات المستمرة للطبيب وشراء الأدوية الباهظة الثمن وغيرها".

من جانبه قال احد مراجعي محال الاعشاب الطبية علي لازم 49 سنة انه" عانى من حصى في الكليتين ما تطلب مراجعة الأطباء لفترات طويلة وتناول مختلف أنواع الأدوية اضافة الى اخذ عددا من صور الاشعة والسونار ولكن دون جدوى".

وأضاف "أشار علي احد الأصدقاء باستعمال إحدى الوصفات الشعبية المجربة لعلاج حالات كهذه قائلاً إن هذه الوصفة التي تحتوي مجموعة من الأعشاب كانت نتيجتها جيدة وقد زالت عنه تلك الآلام وكذلك الحصى التي كانت في كليتيه، وانه جاء الآن ليكرر العلاج". بحسب وكالة أصوات العراق.

ولفت الى انه "شاهد الكثير من المرضى بعد ان يئسوا من مراجعة الأطباء توجهوا إلى العطارين الذين يعالجون بالوصفات الشعبية والأعشاب من اجل علاج أمراضهم".

وذكر المواطن أبو احمد 55 عاما ان "الإنسان بطبعه متشبث بالحياة ولديه رغبة في التجريب من اجل منح حياته شيئا مضافا أو فسحة جديدة".

وأضاف "لقد كانت الحياة قديما ببساطتها قريبة من الطبيعة ولم يكن هناك تداخل كبير في الإمراض التي ظهرت في هذه الفترات نتيجة التلوث والحروب وعدم عناية الإنسان بصحته نتيجة انشغاله الدائم بلقمة العيش".

الصيدلاني ستار جبار  يقول "من المعروف ان التداوي بالإعشاب من الطرق القديمة وهو بداية الطب وان المواد المستخدمة إذا كانت مواد طبيعية كالزبيب، والشعير، وبعض الفواكه المجففة لا ضير في ذلك لكن هناك بعض المواد الأخرى من الأعشاب تستخلص الأدوية منها بعد تخليصها من الشوائب والكثير من هذه الشوائب تسبب أمراضا أخرى لا يشعر بها المريض الذي تناولها في وقتها وربما تظهر لاحقا".

وحول عدم فعالية بعض الأدوية الطبية في القضاء على الأمراض بشكل نهائي أضاف جبار "بما أن العراق أصبح سوقا مفتوحا فان عددا كبيرا من العلاجات الطبية تدخل البلد من مناشئ مختلفة وحسب الشركات المصنعة وهناك أدوية ربما تكون مقلدة للدواء الأصلي ولا تحتوي على النسب الصحيحة لتركيبة الدواء"،  وبالتالي سيكون "تأثير الدواء ضعيفا أو معدوما، وهكذا فان الأدوية الرخيصة الثمن هي المقلدة أحيانا ولا تأخذ دورها الكافي للعلاج، فمثلا هناك علاج لخلايا الدماغ بسعر30 ألف دينار من منشأ أوربي، فيما يكون سعر نفس الدواء بـ3 الاف دينار من مناشئ أخرى آسيوية أوعربية وغيرها الكثير من الأدوية الأخرى كالبندول والبراسيتومول والمضادات الحيوية".

من جانبه يشير احد الأطباء المهتمين بموضوع الأدوية العشبية تهافت كثير من المرضى المصابين بمختلف الأمراض على استعمال الأدوية والأعشاب، وان أكثر مجالات الطب التي أقبل المرضى فيها على تناول علاجات الطب البديلة أو التكميلية, كانت أمراض المفاصل, وداء السكر والسرطان.

واوضح الدكتور كمال يعقوب "العديد من مرضى الروماتزم وعرق النسا, سمعوا من جيرانهم أو أصدقائهم عن تناول أحد الأعشاب الطبية وحدوث معجزة الشفاء فيحاولون تقليدهم وتناول الوصفة العلاجية نفسها فضلا عن مرضى أمراض المفاصل المزمنة"، ولكنهم مع مرور الوقت "يصابون بنوع من الكآبة أو الإحباط لعدم تحقيق ما يتمنوه من شفاء على الرغم من كثرة وعود المعالجين".

وأضاف " إن معظم الأدوية المسكنة والمهدئة للألم والتهابات المفاصل يصاحبها ظهور مضاعفات جانبية مع طول فترة المعالجة وخصوصا في المعدة, وعدم مقدرة المريض على تحمل تلك التأثيرات الدوائية"، مبينا ان "بعض أنواع العلاجات بالأعشاب تقع عملية المراجعة فيها حسب التراث الموروث في المجتمع وبموجب المناطق، فمرضى الأرياف أو البادية نجدهم أكثر ميلا لتلك العلاجات من سكان المدن، وبعض أساليب المعالجة بالأعشاب فيها جانب روحي، وذات طابع ديني، خاصة إذا كانت الوصفة من شيخ أو رجل دين, فنجد المريض يأخد العلاجات بكل ثقة وإيمان بأن الشفاء فيها".

وتابع "ان طبيعة الإنسان تحب التغيير وتجربة شيء جديد, ولاسيما إذا فقد المريض الثقة بالعلاجات التقليدية والكيماوية، لذا نجده يرغب في الأدوية ذات الطابع الطبيعي والجديدة بالنسبة له التي لم يتناولها من قبل".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء  3/أيلول/2008 - 2/رمضان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م