عُد

أديب عبدالقادر أبو المكارم

ألقِ العصا أوما استقرَ بك النوى؟

 

 

وارفعْ ـ حماك اللهُ ـ ذياكَ اللوا

 

وقُلِ السلامَ من السلامِ على الذي

 

 

رامَ السلامَ وتاقَ أحضانَ الهدى

 

وافتح فؤادَك جنةً ريانةً

 

 

وقُلِ ادخلوها آمنينَ من الردى

 

أوما ترى الدُّنيا جحيماً سُعّرت

 

 

والناسُ تنتظرُ الزعيمَ المرتجى؟

 

قُم يا رعاكَ اللهُ إنّا أمةٌ

 

 

غُلبت وضيعنا المكانةَ والعُلى

 

سادَ الأولى حتى غدت راياتُهم

 

 

راياتُ نصرِ اللهِ تخفقُ في المدى

 

لكننا الأسلافُ أتقنّا هنا

 

 

فنَّ التفاخرِ بالقديمِ وبالأولى

 

حتى غدونا أمةً راياتُها


 

 

منكوسةٌ، نمشي ونعثرُ في الخُطى

 

ولقد تمادينا وضيعنا التي

 

 

نُكست وصار الصفرُ من شيمِ الوفا!

 

كنَّا نُثيرُ النقعَ من كرّاتنا

 

 

ونُحيلُ صبحَ المعتدينَ إلى دجى

 

حتى إذا سادوا أحالوا ليلنا

 

 

صبحاً نهيمُ مسلّبينَ بلا حما

 

 

***

 

يا سيدي ما الانتظار؟ وهذهِ

 

 

أوضاعُنا يندى لها وجهُ السما!

 

أترى تُرجّي وقعةً وفجيعةً

 

 

بأمضَّ من تلك التي في كربلا؟

 

أوليس (هل من ناصرٍ) لأبي الهدى

 

 

ما زال يحي سمعَها رجعُ الصدى؟

 

أوليس في دمِكَ الشريفِ مدامعٌ

 

 

من عينِ زينبَ وهي تبحثُ عن خبا؟

 

أوما ترى دمعَ الأحبةِ ملؤها

 

 

صورٌ لوقعةِ كربلاءَ وما جرى؟

 

أوما أعادوا بالقبابِ وقصفِها

 

 

حرقَ الخيامِ وبابِ دار المرتضى؟

 

 

***

 

للهِ صبرُك أيُّها الباكي على

 

 

رزءِ الحسينِ بمحجرٍ يُهمي دِما

 

عُدْ أيُّها البطلُ الذي شُخصت لهُ

 

 

عينُ السما والأرضِ حقاً والفضا

 

(يا ابن السنينِ الخمسِ غِبتَ ولم تزل)

 

 

في قلبِ كلِّ العالمينَ المرتجى

 

يا شيبةَ اللهِ التي خُضبت بدمعِ الصبرِ عُد إنا على جمرِ اللظى

 

ذُبنا بنارِ الشوقِ يا عجباً أما

 

 

صهرتك نارُ الاصطبارِ على الأذى؟

 

عُدْ واطفئ النارَ اللتي شبّت بنا

 

 

وبقلبِك الحاني وألبسنا التقى

 

عُدْ واتخذنا العاشقينَ جنودَك الماضينَ في دحرِ الضَلالةِ والغوى

 

لا تحسبنّا قلّةً فجميعُ من

 

 

ماتوا بحبِّك يُحيهِم ذاك الندا:

 

عادَ المُغيَّبُ سيدُ العصرِ الذي

 

 

يحيي البلادَ ويملأ الدُّنيا صفا

 

ويُقيمُ دولتَهُ التي تُبنى على

 

 

أسسِ الهدايةِ والعدالةِ والهوى

 

الحجةُ بن المصطفى بن المرتضى

 

 

القائمُ المهديُ مصباحُ الورى

 

فنهبُّ أحياءً وأمواتاً إلى

 

 

لقياك تسبُقُنا السعادةُ والجوى

 

بلهيبِ آمالٍ ودفء مشاعرٍ

 

 

فارحمْ بلُطفِك ما تَسَعّرَ واكتوى

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء  3/أيلول/2008 - 2/رمضان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م