
شبكة النبأ: بعد اختياره لمنصب
نائب الرئيس، للمرشح الديمقراطي باراك اوباما، يصبح السناتور
الديمقراطي جوزف بايدن عن ولاية ديلاور موضع أهتمام المجتمع الدولي،
وفي نبذة تاريخية عن حياة بايدن:
ولد جوزيف بايدن في سكرانتون في بنسلفانيا عام 1942 لعائلة
كاثوليكية من اصل ايرلندي انتخب بايدن في مجلس الشيوخ للمرة الأولى
عام 1972 وعمره 29 عاما، وكان عمر أوباما حينئذ 11 عاما، وبعد شهر
واحد لقيت زوجته وابنته حتفهما في حادث سيارة، وقد أراد بايدن
التخلي عن مقعده في مجلس الشيوخ غير أن الحزب أقنعه بالتخلي عن
الفكرة وقد تزوج ثانية بعد 15 عاما.
خاض جانبا من الانتخابات الرئاسية الامريكية عام 1988، قبل ان
ينسحب بعد اتهامه باقتباس خطبه عن خطب نيل كينوك الذي كان زعيم حزب
العمال البريطاني في ذلك الحين.
رغم أنه كاثوليكي إلا أن له سجل تصويتي ليبرالي وفي عام 2002
أيد استخدام القوة في العراق غير أنه سرعان ما تراجع عن هذا الموقف
وبات منتقدا للحرب ومتهما بوش بسوء إدارتها.
نشأ في وسط عمالي وبخلفية كاثوليكية مما يمكنه ان يساعد اوباما
في الفوز باصوات الطبقة العاملة في ولايات غير محسومة مثل
بنسلفانيا واوهايو.
أغلب المشرعين إما يمتلكون أو يؤجرون بيوتا في واشنطن غير أن
بايدن مازال يعيش في ويلمنجتون بديلاور ويستقل القطار لمدة 80
دقيقة للذهاب إلى عمله.
يتولى رئاسة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بعدما فاز
الحزب الديمقراطي بالانتخابات النصفية الامريكية.
لطالما كان بايدن من المؤيدين لفكرة تقسيم العراق على اساس ديني
وعرقي من اجل احلال الامن في هذا البلد، وقد طرح فكرة اقامة
فدرالية في العراق كخيار وسطي بين الانسحاب الامريكي السريع او
بقائها الى اجل غير معروف لاحلال الامن.
ورغم انه مفوّه إلا انه يقع أحيانا في هفوات وزلات لسان ففي عام
2007 وصف أوباما بأنه "أول أمريكي من اصول افريقية يتمتع باللباقة
والذكاء وحسن المظهر"، وهو الآن بصدد قضاء وقت طويل مع هذا الشخص.
وهو ابن جوزيف بايدن وكاثرين إوجينيا. وكان أول أربع أشقاء
وتعلم الكثير من التراث الكاثوليكي الايرلندى. له اخين, جيمس براين
بايدن وفرانسيس بايدن, واخت, فاليري بايدن. انتقلت عائلة بايدن إلى
كلايمونت, ديلاور عندما كان بايدن في العاشرة من عمره, وترعرع في
ضواحي ريف نيو كاسل, ديلاور, حيث كطان يعمل والده رجل مبيعات
للسيارات. في عام 1961, تخرج بايدن من أكاديمية اريشمير في
كلايمونت, ديلاور وفي عام 1965 من جامعة ديلاور في نيوارك, حيث
ضاعف دراسته في التاريخ وعلم السياسة. وبعدها التحق بجامعة سيراكوس
للقانون وتخرج في عام 1968 ودخل في سلك ديلاور في عام 1969.
في عام 1966, عندما كان في مدرسة القانون, تزوج بايدن من نيليا
هانتر. ولهم ثلاثة اطفال, جوزيف بايدن, روبرت هانتر وناعومى. زوجته
وابنتها توفوا في حادثة سيارة بعد وقت قصير من انتخابه في مجلس
الشيوخ الأمريكي في عام 1972. ابناءه الصغار, بو وهانتر اصيبوا
بشدة من جراء الحادث, ولكنهم شفوا من اصابتهم تدريجيا. جلس بايدن
في مكتب بالقرب منهم. مصرا على عدم الاستقالة من اجل رعايتهم, بدأ
بايجن في ممارسة التغيير كل يوم لمدة ساعة ونصف في طريقه من بيته
في ضاحية ويلمنجتون إلى واشنطن.
في عام 1977, تزوج بايدن من جيل تراسي جايكوب. وانجبوا ابنة
واحدة وهي اشلى والاثنان عضوان في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية.
في فبراير من عام 1988, تم نقل بادين مرتان إلأى المستشفي من اجل
تمدد في الاوعية الدموية مما منعه من مجلس الشيوخ لمدة سبعة اشهر.
الابن الاكبر لبايدن, بو, كان شريك في شركة ويلمنجتون للقانون
وتم انتخابه ليشغل منصب المدعى العام لديلوار في عام 2006. هو الآن
القائد في حرس جيشِ ديلوار الوطني. ومن المتوقع ان يذهب إلى العراق
في أكتوبر 2008ابن بايدن الاصغر, هانتر, يعمل كمحامى في واشنطن,
ويخدم في مجلس إدارة امتراك, وسابقا عمل في قسم التجارة.
منذ 1991, عمل بايدن ايضا كأستاذِ مُلحَقِ أيضاً في كلّيةِ
قانون جامعةِ ويدينير حيث يدرس القانون الدستورى.
سيناتور الولايات المتحدة
في عام 1969, بدأ بايدن في التدرب على العمل بالقانون في
ويلمنجتون, ديلوار, وتم انتخابه بعدها ليكون قنصل نيوكاسل حيث خدم
من سنة 1970 إلى 1972.
انتخابات مجلس الشيوخ الأمريكية قدمت لبايدن فرصة مناسبة.
السيناتور الجمهوري الملتزم جى كاليب بوجز كان يعتبر متقاعدا, الذى
من المحتمل ان يكون ترك النائب بيت دو بونت ومحافظ ويلمنجتون في
معركة اخلاقية. ومن اجل تجنب هذا, دعا الرئيس الأمريكي ريتشارد
نيكسون إلى عقد اجتماع من اجل اقناع بوجز إلى الترشح مرة اخرى مع
الدعم الجمهورى الكامل. ترشح بوجز ولكن فاز بايدن في النهاية.
تسلم بايدن المكتب في 3 يناير عام 1973 في سن الثلاثين, لكى
يصبح خامس اصغر سيناتور في تاريخ الولايات المتحدة. في عمر
الثلاثين, كان بايدن في السن الاقل لكى يصبح سيناتور الولايات
المتحدة. ومنذ ذلك الوقت وهو يكسب الانتخابات بسهولة, هازما جيمس
باكستر في عام 1978 وجون بوريس في عام 1984 وجاين برادى في عام
1990, ورايموند كلاتورثى في عام [1996] وعام 2000, غالبا بستين في
المائة من الاصوات. والآن هو أكثر سيناتور استمر في مجلس الشيوخ
الأمريكي في تاريخ ديلوار. وسوف يعاد انتخابه مرة اخرى كسيناتور في
عام 2008.
في عام 1974 تم اختيار السيناتور بايدن ليكون من ضمن المئتا
وجوه المستقبل من قبل صحفية التايم.
الدورة 110 من الكونجرس
عمل بايدن في اللجان التالية في الدورة 110 من الكونجرس
الامريكي:
لجنة العلاقات الخارجية (الرئيس)، وكرئيس للجنة بأكملها فإن
بايدن هو عضو في كل اللجان الفرعية.
لجنة السلطة القضائية.
لجنة مجلس الشيوخ الأمريكية القضائية الفرعية لمقاومة الاحتكار,
سياسة منافسة وحقوق المستهلك.
لجنة مجلس الشيوخ الأمريكية القضائية للجريمة والمخدرات, (الرئيس).
لجنة مجلس الشيوخ الأمريكية القضائية لحقوق الانسان والقانون.
لجنة مجلس الشيوخ الأمريكية القضائية للهجرة, امان الحدود
والمواطنة.
لجنة مجلس الشيوخ الأمريكية القضائية للارهاب, التكنولوجيا
وسلامة اراضى الوطن.
مؤتمر مجلس شيوخ أمريكي التحضيري للسيطرةِ على المخدراتِ
الدوليةِ (مساعد الرئيس).
توجهاته السياسية
يعتبر بايدن من الليبراليين المعتدلين بشكل عام في توجاته
السياسية. فيما يتعلق بالطاقة، يعارض بايدن التنقيب عن النفط في
المحميات ألاسكا مفضلاً البحث عن مصادر طاقة جديدة. فيما يتعلق
بالهجرة فهو يؤيد منح تأشيرات للعمال الزائرين، ولكنه يدعم فكرة
السور على الحدود مع المكسيك. وقد كان بايدن من بين من صوتوا لصالح
غزو أفغانستان عام 2001 والعراق عام 2003. وهو من دعاة تقسيم
العراق إلى ثلاث فيدراليات (كردية وسنية وشيعية). فيما يتعلق بملف
دارفور فهو يؤيد فكرة إرسال قوات أمريكية إلى السودان. بخصوص
القضية الفلسطينية فبايدن معروف بتأييده الشديد لإسرائيل، كما أنه
من أنصار حل الدولتين. فيما يتعلق بإيران، يؤيد بايدن الخيار
الدبلوماسي مع استخدام أسلوب العقوبات. يجدر بالذكر أن بايدن صوت
ضد اعتبار الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.
نقاط ضعف جوزف بايدن
من جهتها عمدت الصحف الأميركية في أول رد فعل لها على اختيار
المرشح الديموقراطي الى البيت الابيض باراك اوباما السناتور جوزف
بيدن مرشحا لمنصب نائب الرئيس الى التركيز على نقاط ضعف الاخير
معتبرة في الوقت عينه ان هذا الخيار يهدف الى التعويض عن بعض نقاط
عجز المرشح الرئاسي.
وكتبت نيويورك تايمز ان "بايدن معروف بثرثرته والتفوه بكلام
يسبب له الاحراج" مشيرة الى ان سناتور ديلاور (شرق) قال في 2007
حين كان ينافس على الفوز ببطاقة ترشيح الحزب الديموقراطي الى
الانتخابات الرئاسية ان "اوباما ليس جاهزا بعد" للرئاسة.
واضافت الصحيفة النيويوركية ان "اختيار بايدن يشير الى عدد من
نقاط الضعف التي تسعى حملة اوباما الى تعويضها في وقت تظهر فيه
استطلاعات الرأي ان المنافسة مع السناتور الجمهوري جون ماكين تصبح
اكثر احتداما".
وكشفت نيويورك تايمز ان اختيار بايدن المخضرم في مجلس الشيوخ
والخبير في الشؤون الدولية يمنح اوباما الخبرة التي يفتقدها.
فبايدن يتسلح بخبرة 35 عاما في مجلس الشيوخ من خلال عضويته في هذا
المجلس لست ولايات متتالية كما انه يقدم ايضا لاوباما معرفة بكيفية
عمل الالة السياسية في واشنطن مشيرة الى ان بايدن "بسنواته ال65
يضفي القليل من الشعر الابيض على بطاقة ترشيح كان يمكن ان تبدو
اكثر شبابا من اللازم" علما ان اوباما عمره 47 عاما.
و كتبت صحيفة الواشنطن بوست في منتداها السياسي على الانترنت
انه "بالنسبة لحملة فخورة بانضباطها في مجال الاعلام فان اختيار
بايدن يثير عنصر تشكك قاس للفريق" الانتخابي لاوباما.
واضافت الصحيفة "ستكون هناك اوقات في شيكاغو (حيث المقر الرئيسي
لحملة اوباما الانتخابية) يتلقى فيها احدهم اتصالا هاتفيا يجيب
عليه: +ماذا تقول من قال هذا؟".
اما صحيفة لوس انجليس تايمز التي سبق لها وان اطلقت على بايدن
لقب "ماكينة الهفوات" فقد ذكرت بان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في
مجلس الشيوخ "خطيب مفوه لكنه يتعرض كثيرا للانتقاد على كثرة كلامه
الذي كثيرا ما يقع ضحية له".
بدورها سخرت "يو اس ايه توداي" ابرز صحيفة وطنية في الولايات
المتحدة من هذا الموضوع وكتبت "لقد امضى بايدن نهار الجمعة في
منزله وسط اسرته وبين اصدقائه. السناتور المفوه عادة فضل التواري
عن الانظار".
لكنها اشارت الى ان "القامة الوطنية" لسناتور ديلاور و"سحره"
سمحا له بالفوز بست ولايات متتالية في ولايته.
وذكرت الصحيفة بتصريحات سابقة لجو بايدن تدل على رغبته في
مخاطبة الاميركيين بصدق ومن هذه التصريحات قوله ان "السبب وراء
مشاكلنا خلال السنوات الثماني الى الاثنتي عشرة الفائتة هو ان
الطرفين يعتقدان ان برنامجهما يمكن اختصاره بشعار يلصق على واقي
صدمات السيارات. لكن الامور اكثر تعقيدا وخطورة. سوف اتعامل مع
الاميركيين باحترام واشرح لهم وجهة نظري ولن افكر بانهم غير قادرين
على فهمها".
بدوره اعتبر الموقع الالكتروني المتخصص بوليتيكو الذي يعتبر من
بين الاكثر زيارة في موضوع الانتخابات الرئاسية ان "فريق اوباما
سيسهر ليال بطولها يتساءل خلالها ما الذي يمكن ان يقوله (بايدن)
ايضا". وفي الكفة الايجابية من الميزان نقل الموقع الالكتروني عن
احدى موظفات بايدن قولها ان الاخير "يعرف ماكين اكثر من اي شخص
آخر. انه يرهب ماكين اكثر من اي شخص آخر. انه الاكثر قدرة على
ملاحقته على عدد من مواقفه".
واكدت الواشنطن بوست ان اختيار اوباما لهذا المخضرم في ملفي
السياسة الدولية والامن يشكل "الدليل على انه يفكر مع فريق حملته
بان السياسة الخارجية ستكون في صلب انتخابات الرابع من تشرين
الثاني/نوفمبر".
واضافت ان "بايدن يدخل على بطاقة الترشيح الديموقراطية جدية
سواء بالنسبة الى النزاع العراقي ام بالنسبة الى النزاع بين جورجيا
وروسيا".
ومن المتوقع ان يسهم اختيار بايدن في اعادة التوازن وترجيح كفة
مرشح الحزب الديمقراطي في مواجهة منافسه المرشح الجمهوري السيناتور
جون ماكين (71 عاما) الذي يشكك في خبرة اوباما (47 عاما) لاسيما في
مجال السياسة الخارجية حيث يسعى ماكين الى الوصول الى البيت الابيض
رغم "عدم شعبية الرئيس الجمهوري جورج بوش خلال فترتين رئاسيتين".
ومن المقرر ان يظهر اوباما وبايدن بعد ظهر اليوم في مدينة
سبرينغفيلد بولاية الينوي التي اعلن فيها اوباما ترشحه لرئاسة
الولايات المتحدة في اوائل عام 2007.
وسيساهم بايدن وهو محام من الروم الكاثوليك بخبرته الكبيرة في
قضايا الدفاع والسياسة الخارجية وهي نقطة ضعف اوباما كما يراها
المراقبون في منافسته على منصب الرئاسة ضد ماكين السياسي المخضرم.
.............................................................................................
مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام
مركز يقدم الخدمات الوثائقية والمعلوماتية للاشتراك والاتصال
www.annabaa.org///arch_docu@yahoo.com |