العالم بمواجهة آفة البَدانة

اعداد/صباح جاسم

شبكة النبأ: إن من الأخطار الأكثر تسارعا والتي تتهدّد صحّة الإنسان نوعاً ليس فيروسا او بكتيريا، ورغم ان هذا الخطر الصحي  ليس معدياً فإنه ينتشر على وجه السرعة من قاعدته المتأصّلة في العالم المتطور ليطال العالم النامي.

فعلى مدى السنوات الثلاثين الفائتة زادت معدلات البدانة زيادة كبرى في العالم قاطبة. كما ان المشاكل الصحيّة المؤكد منها والمقترنة بالبدانة يمكن أن تكون آفات فتاكة مثل داء السكري ومرض القلب أو سلالات معينة من السرطان. والسمنة التي كانت تمثل مشكلة تقتصر على العالم المتطور اصبحت الآن علّة صحية في البلدان ذات المداخيل المتدنية والمتوسطة كذلك.

وطبقا لاستبيان عام حول التغذية والصحة أجرته في فترة 1999-2000 مؤسسة المراكز الأميركية لضبط الأمراض والوقاية منها، فإن نسبة 64 في المئة من الراشدين في الولايات المتحدة هم اما يعانون من السمنة او البدانة، بزيادة نسبتها 36 في المئة منذ فترة 1976-1980 التي أجري فيها الإستبيان.  وهذه الآفة المتنامية باهظة التكلفة، اذ تفيد مراكز ضبط الأمراض انه في العام 2000 انفقت الولايات المتحدة ما مجموعه 117 بليون دولار على مكافحة واستدراك مشاكل وعلل متصلة بالبدانة.

وطبقا للتوقعات التي نشرتها منظمة الصحة العالمية في العام 2005 هناك الآن أكثر من 1.6 بليون إنسان راشد يعاني من السمنة و400 مليون من البدانة. وتتوقع منظمة الصحة العالمية انه بحلول 2015 فإن هذين العددين سيزدادان الى 2.3 بليون و700 مليون على التوالي. كما أن السمنة والبدانة ليست حكرا على الراشدين اذ تقدّر المنظمة ان هناك 5 ملايين طفل سمين في  العالم أجمع.

ويمكن تعريف البدانة بوجود طفرة في الانسجة الشحمية التي تتهدّد الصحة. ومؤشر الكتلة الجسمانية او ما يعرف بـ Body Mass Index وهي معادلة تجمع بين طول القامة ووزن الشخص هو مقياس مبسّط لتقدير البدانة. ومن المقاييس الأخرى للبدانة، مثل المحيط الدائري للخصر، يمكن أن تسخر كمقاييس بديلة وأن تضاف لمؤشر الكتلة الجسمانية. ويجادل البعض بأن المحيط الدائري للخصر هو أداة متفوقة لتقدير الأخطار لأن البطن يعتبر الجزء البدني حيث تشكل الأنسجة الشحمية المتراكمة فيه خطرا على صحة الفرد.

وتحصل البدانة بعد فترة زمنية مطولة يتم خلالها استهلاك عدد من السعرات الحرارية يفوق تلك التي تستنفد من خلال التمارين مثلا. ويبدو ان للبدانة صلة، بل تتأثر، بالجينات الوراثية وبيئة الإنسان. بحسب موقع يو اس انفو.

وغالبا ما تتوارث البدانة ضمن العائلات. وهذه الظاهرة هي مؤشر على ان البدانة تحتوي مكونا وراثيا. وقد حدّد الباحثون عددا من "مورثات البدانة" باعتقادهم انها متصلة بصورة من الصور بنزوع الفرد لأن يزداد وزنا. وحتى العام 2005 تم تبيان 11 تحولا جينيا متصلا بخطر البدانة.  ويمكن أن يساعد فهم الأسس الفيزيوليزجية والوراثية للبدانة العلماء على تطوير علاجات ناجعة وجديدة بالعقاقير.

البدانة المفرطة أصبحت خطرا يتهدد الصحة في العالم أجمع.وينحو بعض الباحثين باللوم لزيادة الوزن على التغييرت في أنماط المعيشة على مدى السنوات العشرين الماضية. وفي ضوء رخص أثمان الأطعمة والمأكولات المكثفة بالسعرات الحرارية فان مزيدا من الناس يستهلكون كميات طعام أكبر وينتهجون طراز عيش يتصف بالحركة القليلة.

كما أن أنواع خلل معينة من الهورمونات مثل الإفراط في إفرازات الغدّة الدرقية يمكن أن تسبب البدانة في حين أن بعض الدراسات توحي بأن الأرق او قلّة النوم قد يسهم في تفاقم البدانة.

ومن أجل مكافحة آفة البدانة، يوصي الأطباء عموما بتغيير نمط الحاة. فالتغذية الزاخرة بالخضار والحبوب ومنتجات الحيوان القليلة الشحوم او الدهون يمكن أن تسهم في تفادي السمنة او الوزن المفرط من خلال خفض عدد السعرات الحرارية المستهلكة، كما ان زيادة النشاط الجسماني او التمارين الرياضية يمكن ان ترفع من عدد السعرات الحرارية المستنفدة.

وتتعاون المراكز الأميركية لضبط الأمراض والوقاية منها مع منظمة الصحة العالمية في مشروع الاستراتيجية العالمية للحمية، والنشاط الجسماني والصحة.  ولدى هذا البرنامج أربعة أهداف اساسية هي: خفض العوامل الخطرة على الصحة مثل الأمراض المزمنة؛ زيادة الوعي بالبدانة وفهمها؛ تأسيس خطط عمل عالمية، وتشجيع الأبحاث. وقد بوشر بهذا البرنامج في أيار/مايو 2004 ومنذ ذلك العام أرست 38 حكومة سياسات بخصوص تنفيذ هذه البرنامج على صعيد محلي.

وفي الولايات المتحدة في العام 2007 موّل "برنامج التغذية والنشاط الجسماني منعا للبدانة وأمراض مزمنة أخرى"، التابع لمراكز ضبط الأمراض والوقاية منها نشاطات الوقاية من البدانة وضبطها في 28 ولاية أميركية. ويرمي ذلك البرنامج الى تخفيض معدلات البدانة من خلال تشجيع النشاط الجسماني واستهلاك كميات أكبر من الفاكهة والخضار، وزيادة الرضاعة وأمدها، وخفض استهلاك الأغذية المكثفة بالسعرات الحرارية والمشروبات المحلاة بالسكر، هذا الى جانب الإقلال من مشاهدة التلفزة.

اما المركز القومي للسكّري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى فقد افتتح مؤخرا وحدة أبحاث الأيض السريري وذلك كجزء من الخطة الاستراتيجية للمؤسسة القومية للصحة الخاصة بأبحاث البدانة.  وهذه الوحدة، كما جاء في موقعها الإلكتروني،  "صممت للترويج لنهج أبحاث متعاون، يجمع معا خبراء من حقول الأيض، وعلوم الغدد الصمّاء، والتغذية وبيولوجيا القلب والشرايين، واختصاص الجهاز الهضمي، واختصاص الكبد، والعلوم الوراثية والعلوم السلوكية."

ويقوم كونغ تشين، مدير وحدة أبحاث الأيض في المؤسسة القومية للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلي، بدراسة الفوارق في احراق الطاقة في افراد سميني ونحيلي الجسم مستخدما أجهزة قياس وسعرات حرارية غير مباشرة تقيس احراق الطاقة من خلال معاينة الحرارة.

ويقول تشين: "نحن، شخصيا،معنيون بفهم كيف يستجيب بعض الأفراد بصورة مختلفة للحمية والتمارين الرياضية وفقدان الوزن وزيادة الوزن. ونحن نعتقد ان بعض الأفراد قد يكونون أكثر تكيفا من غيرهم من خلال تغيير أيضهم للطاقة اي كم هو عدد السعرات الحرارية التي يحرقونها وما هي مصادر هذا الإحراق وتحت أية حوافز. وفي العادة فان هذه التغييرات تكون بسيطة لكنها قد تتصف بأهمية بالغة لأنها تؤثر على وزن أجسامنا على مدى الزمن."

وهناك عدة دوريات علمية، راجع زملاء علميون مقالاتها، تتناول موضوع البدانة كما ان جمعية علمية تدعى جميعة البدانة او Obesity Society تصدر مجلة بعنوان "البدانة" ويعمل احد أعضاء هذه الجمعية ستيفن سميث، الأستاذ في مركز بينيغتون للأبحاث الإحيائية الطبية، في مجال رعاية المرضى والأبحاث.

وفي دراسته تبين لسميث ان الناس من ذوي الخلايا العضلية التي تحرق الشحم هم انحف من أولئك ذوي الخلايا التي تفضل الغلوكوز.

وأضاف سميث: "نحن مهتمون جدا باكتشاف كيف يمكن للمرء ان يعيد برمجة خلاياه بحيث تفضل هذه وقودا مختلفا من خلال تعديل أصناف المأكولات التي يتناولونها."

كل البالغين في امريكا قد يعانون زيادة في الوزن

وأفادت دراسة مولتها الحكومة أن من الممكن أن يصبح لدى كل البالغين في امريكا زيادة في الوزن بعد 40 عاما من الان اذا استمرت الاتجاهات التي سادت في العقود الثلاثة الماضية.

وقد يبدو الرقم مثيرا للقلق أو مستحيلا لكن الباحثين يقولون انه حتى اذا لم يصل المعدل الحقيقي الى مستوى 100 في المئة فان أي اتجاه صعودي سيكون مثيرا للانزعاج لان ثلثي السكان يعانون بالفعل زيادة في الوزن.

وقالت الدكتورة لان ليانج من وكالة أبحاث الرعاية الصحية التابعة للحكومة الاتحادية وهي من الباحثين الذين اجروا الدراسة "جينيا وفسيولوجيا .. فان هذا مستحيل."

لكنها أضافت قائلة لرويترز ان البيانات تشير الى أنه اذا استمرت الاتجاهات التي سادت في السنوات الثلاثين الماضية فان "ذلك هو الاتجاه الذي نسير اليه."

واوضحت ليانج وزملاؤها ان بعض المجموعات من الامريكيين البالغين يعانون بالفعل معدلات مرتفعة للغاية من الزيادة في الوزن والبدانة. وعلى سبيل المثال فان 78 بالمئة من النساء الامريكيات من ذوي الاصول الافريقية يعانين حاليا زيادة في الوزن أو البدانة.

واستندت التوقعات الجديدة التي نشرت في دورية اوبيسيتي (البدانة) الي بيانات مسح حكومي جمعت في الفترة بين عقد السبعينات وحتى عام 2004.

ويقدر الباحثون أنه اذا استمرت الاتجاهات التي كانت في تلك السنوات فان 86 في المئة من البالغين الامريكيين سيعانون زيادة في الوزن بحلول عام 2030 مع معدل للبدانة يبلغ 51 في المئة. وقد يعاني كل البالغين في الولايات المتحدة زيادة معتدلة على الاقل في الوزن بحلول عام 2040 .

وتوقعت الدراسة أن تكون مشاكل الوزن أكثر حدة بين الامريكيين من ذوي الاصول الافريقية والمكسيكية. ووفقا للباحثين فان كل النساء السود قد يعانين زيادة في الوزن بحلول عام 2034 وهو ما قد يحدث ايضا لاكثر من 90 في المئة من الرجال من ذوي الاصول المكسيكية.

واعترفت ليانج بأن كل هذا يعتمد على "الافتراض الكبير" بأن الاتجاهات التي كانت سائدة في العقود القليلة الماضية ستستمر دون انحسار.وقالت "هذا دعوة الي اليقظة لتوضيح ما قد يحدث اذا لم يحدث أي تغيير."

ووفقا لليانج وزملائها فان محيط الخصر ليس الشيء الوحيد المعرض للخطر في المستقبل. وقدروا أن تكاليف الرعاية الصحية المرتبطة بشكل مباشر بزيادة الوزن ستتضاعف كل عشر سنوات لتصل الى 957 مليار دولار في عام 2030 وهو ما يشكل دولارا بين كل ستة دولارات تنفق على الرعاية الصحية في الولايات المتحدة.

ويقول الباحثون ان نتائج الدراسة تلقي الضوء على الحاجة الي جهود واسعة لتحسين نمط حياة الامريكيين وابقاء أوزانهم تحت السيطرة. واشارت ليانج الى أن الاكتفاء بابلاغ الناس ان يقللوا الطعام ويزيدوا من ممارسة التمارين الرياضية ليس كافيا.وأضافت أن هناك حاجة الى تغييرات اجتماعية أوسع نطاقا مثل جعل المجتمعات اكثر ميلا الي المشي حتى يمكن للناس ان يسيروا على اقدامهم بشكل منتظم او جعل صناعة الغذاء تقدم خيارات صحية تراعي السعرات الحراريه.

قلة النوم تزيد احتمالات البدانة لدى الاطفال

وأظهرت دراسات أن الاطفال والمراهقين الذين لا ينالون القدر الكافي من النوم كل ليلة أكثر عرضة للبدانة ويعتقد الباحثون الان أن الامر مرتبط بمرحلة معينة من النوم.

ويقول الباحثون ان عدم قضاء فترة كافية في نوم حركة العين السريعة وهو النوع الذي يرتبط عادة برؤية الاحلام يزيد احتمالات البدانة لدى الاطفال والمراهقين. بحسب رويترز.

وقال الدكتور شيانتشن ليو من المعهد والمصحة الغربيين للطب النفسي في بيتسبرج يوم الاثنين في دورية أرشيف الطب النفسي العام "نتائجنا أوضحت أن الارتباط بين النوم القصير والبدانة قد يرجع الى قلة نوم حركة العين السريعة."

والبدانة بالأساس ناتجة عن تناول سعرات حرارية أكثر مما يحتاجه الجسم. لكن ليو وزملاءه أرادوا أن يروا ان كان بوسعهم تحديد أي مرحلة من النوم يبدو أن لها أهمية خاصة.

ودرس الباحثون 335 طفلا ومراهقا تراوحت أعمارهم بين سبعة اعوام و17 عاما لثلاث ليال متعاقبة. وجرت مراقبة نومهم من خلال جهاز اختبارات النوم المتعددة الذي يقيس دورات ومراحل النوم بتسجيل موجات المخ والنشاط الكهربي للعضلات وحركة العين ومعدل التنفس وضغط الدم ومتغيرات أخرى.

وقاموا بقياس الوزن والطول لحساب مؤشر كتلة الجسم وهو مقياس للبدانة. ووجدوا أن 15 بالمئة ممن شملتهم الدراسة كانوا معرضين لاحتمالات زيادة في الوزن وأن 13 بالمئة كانت لديهم زيادة في الوزن.

وعندما قام الباحثون بمقارنة أنماط النوم بين هذه المجموعات وجدوا أن الاطفال أصحاب الوزن الزائد ينامون 22 دقيقة أقل في الليلة مقارنة بالاطفال أصحاب الوزن العادي. كما أنهم ينامون وقتا أقصر في مرحلة العين السريعة الحركة ونشاط أعينهم أقل خلال هذه المرحلة ويستغرقون وقتا أطول قبل أول فترة من هذه المرحلة.

وبعد تعديل عوامل أخرى وجد الباحثون أن نقص ساعة واحدة من اجمالي وقت النوم يضاعف احتمالات البدانة وأن نقص ساعة واحد من مرحلة حركة العين السريعة يرفع هذه الاحتمالات الى ثلاثة أمثالها.

وقال ليو وزملاؤه انه "رغم أن الاليات الدقيقة تجري دراستها حاليا الا أن الارتباط بين قصر فترة النوم وزيادة الوزن قد يرجع الى تفاعل التغيرات السلوكية والبيولوجية كنتيجة للحرمان من النوم."واضافوا أن قلة النوم تسبب تغيرات في مستويات الهرمونات التي قد تؤثر على الشعور بالجوع. كما أنها تتيح للفرد مزيدا من الوقت لكي يأكل وتجعله يشعر بالنعاس خلال اليوم وهو ما قد يجعله أقل ميلا لممارسة التمارين الرياضية.

وقال ليو ان هناك حاجة لمزيد من البحث لفهم التغيرات في التمثيل الغذائي الذي يحدث عندما ينام الاطفال والمراهقون وقتا قصيرا جدا.

وأشار الفريق الى أن معدل البدانة تضاعف أكثر من ثلاث مرات بين الاطفال الذين تراوحت اعمارهم من ستة أعوام الي 11 عاما على مدى السنوات الثلاثين الماضية وأن نحو 17 بالمئة من المراهقين الامريكيين لديهم الان زيادة في الوزن أو بدناء. وبالنظر الى ذلك يرى الباحثون أن الاطباء والمدارس والعائلات عليهم أن يتدخلوا للتأكد من أن الاطفال ينالون كفايتهم من النوم.

وجبات الاطفال في المطاعم تحتوي سعرات زائدة

وقال تقرير لمركز العلوم الخاصة باهتمامات الناس ان 90 في المئة من وجبات الاطفال في مطاعم الوجبات السريعة المشهورة بها سعرات حرارية عالية والكثير منها مليء بالدهون والاملاح.

وقال المركز الذي حرم من قبل عشاق السينما من أكل الفشار حين كشف عن حجم السعرات والدهون الموجودة فيه انه وجد صعوبة في العثور على شيء صحي يأكله الاطفال في العديد من سلاسل المطاعم المشهورة.

وقال في بيان "كل تركيبة محتملة تقريبا من وجبات الاطفال في كنتاكي فرايد تشيكن وتاكو بيل وسونيك وجاك ان ذا بوكس وتشيك فيليه بها سعرات عالية."بحسب رويترز.

وفحص المركز وجبات الطعام في 13 مطعما شهيرا تقدم وجبات خاصة للاطفال.وأضاف المركز "93 في المئة من 1474 خيارا محتملا في 13 سلسلة مطاعم تزيد فيها السعرات على 430 سعرا وهو ما يمثل ثلث الكمية التي نصح معهد الطب ان يتناولها الاطفال بين الرابعة والثامنة طوال اليوم."كما ذكر ان الاطفال يحصلون على السعرات الحرارية الموجودة في وجبتين خلال زيارة واحدة لمطاعم تشيليز.

وقال المركز ايضا ان أكثر من 90 في المئة من الوجبات المقدمة في سلاسل مطاعم الهامبرجر بها في واقع الامر ما يحتاجه الطفل من سعرات حرارية طوال اليوم كله.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس   21/تموز/2008 - 19/شعبان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م