سجدة وقت

فريد النمر

 

كتبتك بالأشواق عشقا يذوّب= فأمست حدودي في حدودك تغرب

 

وحبريَ كاللون المعتق لوحة =يمازج فيها الضوءَ والعشقَ كوكب

 

سكبت عليها الوقتَ بين مشاعري= فبعضي آمال وبعضي مطلب

 

وطأت بساط الشعر فانداح في فمي= يلملم ذاتي والمسافات تنضب

 

فلما تلوت العشق في وجه شاعر =وشبت نجوم في مدى الشعر تطرب

 

تعشقتُ بوح الطين بين جوانبي= سؤالا بحجم الكون يصحو و يلهب

 

يعبأ سطر الروح عشقا بمسرحي= يأمّل في فيض الخيالات يركب

 

يذوّق ثغر الوقت من قمح كأسه=سنابل أشعار من الحب أعذب

 

تخيّلَ في الأغصان حلمَ يراعه =فمن أين تأتى ضفة الفجر يقرب

 

يذوّب للأصداء سمعا مرفهً =وألحانه بالقلب عشقٌ مُذوّب

 

وقد ينتهي في غابر الحلم وقته =ووقت يقين الذات للذات مكسب

 

كذا الشمس في سكك النهار حقيقة= ولمعُ سناها بالعيون مجرب  

 

تُسيل إلى الدنيا اتساعا بفجرها= فتسكب للتحنان ما الفجر يسكب

 

وجدول ثغر الصبح عند انبلاجه =يرفّ بكأس الشوق نبضا يحبب

 

كأن المعين الصافيات بكفه= مرايا تسيل الفكر وقدا يعذب

 

يقود به للشمس وجها مشعشعا =ويضفي بذات الصبح نهرا يصبب

 

لأنثر في همس الحوار حدائقا =توحد أشتاتي هوى حين تطرب

 

فعدت وأنصافي تلملم رغبتي  =على الأمل الملقى تضاء وتحجب

 

تغني بها الأرجاء وحي سعودها=على مسرح الشمس الحقيقة تنصب

 

فتشتهي خفق الدرب في عمق لذة =و رُبّ اشتهاء يكنز العطف يخصب

 

فهذي كؤوس الحب بالروح أهرقت= مصابيح أفراح إلى الحزن تذهب

 

ليأنس طفل الشعر في خفقانه =فيودع بالأعمار ما الحب يوهب

 

ُتكاثر في عيني المشاعر يقظة = فتملكُ أبعادي انتشاء و تسلب

 

وثغرا له الأقمار خرّت ببرجها =سجودا وعين الأفق شكرا تثوب
 

إذا ما بدا "العباس" في فلك مولد =تناثر طهر النور فالشمس تحجب

 

هو النبع للأضواء والشمس جدول= يسيل لها مجرى على الكون يُضرب

 

ُتمايُلُ فيه الماء إذ صار معبرا= يندي جفاف الأرض شوقُ مرحّب

 

فلاحَ على الآمال يرسمُ ثغرها= إلى الآن بالأزمان مازال يُعشب

 

فآويت للذكرى ووجه خليتي =به إرتعاشاتٌ من العشق تعذب

 

على ثغر شعبانَ الرقيق ملامح= يقسّمها فوق التعابير مذهبُ

 

كطبع مع الألوان يرسم خفقها=وفيها تلاوين من القربِ ُتشرب

 

وصوت خيول التوق توقظ غفلة = على صحو يوم حيث قلبك ينسب

 

فتشحنني الإنسان رشفة لحظة= ُتشدّ سناء في القباب تذهّب
 

سناكَ ليستهوي القلوب غواية= فيودع عشقا في الحكايات يكتب

 

لأن ضيا العباس من وجه حيدر= شعاع وذاك النور بالعرش يحسب

 

أبا الفضل والأبواب أنهار منية= كما عند باب الأنبياء توجّب

 

وكم ذا نؤملُ في قراك لفقرنا =وفيك محاريبٌ إلى الآل تطلب

 

مناقب أشهى من جنان وجنة= فأنت بها عطر وطهر مطيب

 

فشوّقت فكري كي يعيك مساجدا= تشدّ الضمير الحي  لله يرغب

 

ووجه بيوم الطف يوفي لفرضه= لأنه أوفى الأوفياء وأرحب

 

فكلا ولا أنسى كفوفا تقطعت =فداء حسين والعقيدة تطلب

 

سلام على العباس في أرض كربلا= وكف الدماء الحمْر حيث تصبّب

 

سلام على العباس وهو ملازم= حسينا على أزمانه متوثب

 

سلام على العباس نهر حكاية= على ثغر عشق ٍ حين ترويه زينب
 

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس   14/تموز/2008 - 12/شعبان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م