
شبكة النبأ: في تصعيد ربما غير متوقع، أو انه كان غير مدروس،
يستفيق الدب الروسي من جليده، في محاولة لإعلان الذات الروسية، عبر
حرب شبه مدمرة يستهدف في أوارها جورجيا، وهذا ما فشلت فيه جورجيا
بإمتياز عالي التقدير، حيث وضعت نفسها في فوهة المدفع الروسي،
وربما كانت هذه المعركة هي أشبه بمعركة روسية أميركية للنزاع حول
المصالح في المنطقة الأوربية، خصوصا وان واشنطن أعربت في أكثر من
مناسبة عن عزمها في ما يشبه الهيمنة الأميركية على أوربا من خلال
الدرع الصاروخي وما شابه من سياسات الأستحواذ على توجهات الجوار
الروسي، بيد ان روسيا هي العائق الوحيد، خصوصا فيما يتعلق بالدرع
الصاروخي من جهة، أو دعم روسيا لإيران من جهة أخرى، أو رفض روسيا
السابق والحالي للسياسة ومنهج الحرب الاميركية في العراق من جهة
ثالثة.
(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على أبرز وآخر
الأحداث المتعلقة بالحرب الدائرة بين روسيا وجورجيا، وهل يعد
المراقبون هذه الحرب هي الشرارة التي ستقدح في وجه العالم ليستفيق
وهو في أتون الحرب العالمية الثالثة:
أحتدام الصراع وتصعيد اللهجة بين موسكو
وواشنطن
تصاعدت اللهجة بين الاميركيين والروس خلال اجتماع مجلس مجلس
الامن الدولي الذي خصص للنزاع بين جورجيا وروسيا حيث اتهم
الاميركيون خصوصا الروس بالسعي الى الاطاحة بالرئيس الجورجي
ميخائيل ساكاشفيلي.
فقد اتهم السفير الاميركي في الامم المتحدة زلماي خليل زاد
موسكو بالسعي الى اسقاط النظام الجورجي من خلال الازمة الحالية.
ودعم خليل زاد اتهاماته هذه بان نظيره الروسي فيتالي تشوركين
نقل عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله لنظيرته الاميركية
كوندوليزا رايس خلال محادثة بينهما ان الرئيس الجورجي ميخائيل
ساكاشفيلي عليه ان يرحل. واضاف، هذا الامر غير مقبول على الاطلاق
ويتجاوز الحدود. لكن لافروف سرعان ما نفى هذا الاتهام. بحسب فرانس
برس.
وفي تعليق المكتب الاعلامي في الكرملين قال لافروف ان وزيرة
الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اساءت تفسير كلامه حول الرئيس
الجورجي والذي ادلى به في اتصال هاتفي معها.
كذلك قال خليل زاد امام مجلس الامن ان القوات الروسية تعوق
انسحاب القوات الجورجية من اوسيتيا الجنوبية. ودعا موسكو الى اخذ
تداعيات هذا الاعتداء في الاعتبار.
واكد خليل زاد ان هذا الاعتداء على دولة جورجيا السيدة
والديموقراطية من شانه ان يترك اثرا على العلاقات الاميركية
الروسية. داعيا الى انسحاب فوري للقوات الروسية من المنطقة.
واعلن السفير الاميركي انه سيتم خلال الساعات المقبلة تقديم
مشروع قرار دولي يطلب وقف اطلاق نار فوريا بين جورجيا وروسيا.
وقبل مداخلة خليل زاد اكد مساعد الامين العام للامم المتحدة
للشؤون السياسية لين باسكو ان الطيران الروسي قصف مطارا عسكريا
قريبا من تبيليسي لافتا الى ان العمليات العسكرية تحصل بعيدا من
اوسيتيا الجنوبية.
وقال الدبلوماسي: ان الطيران الروسي استأنف هذا الصباح هجماته
على اهداف استراتيجية وعسكرية تقع خارج منطقة النزاع. اي اوسيتيا
الجنوبية.
واضاف ان الروس قصفوا خصوصا مطارا عسكريا وقاعدة لاصلاح
الدبابات قرب العاصمة الجورجية تبيليسي اضافة الى ميناء بوتي
الاستراتيجي واهداف اخرى قريبة من غوري.
لكن السفير الروسي في المنظمة الدولية فيتالي تشوركين رد بقوة
مذكرا بان تبيليسي هي المسؤولة عن اندلاع النزاع وان الاعتداء
الجورجي في اوسيتيا الجنوبية بدأ ليل السابع الثامن من اب/اغسطس.
واضاف انه في ذلك اليوم حصلت مناورات اميركية جورجية مشتركة.
وتابع الدبلوماسي الروسي: بهدف تفادي تصاعد النزاع في هذه
المنطقة اقمنا حزاما امنيا. ونفى قيام روسيا بفرض حصار بحري لكنه
اعلن ان سفنا تابعة لاسطول البحر الاسود اتخذت مواقع لها على طول
الساحل لضمان سلامة السكان الروس الذين يقيمون في المناطق
الانفصالية في جورجيا.
وشدد على ان اتهامات الولايات المتحدة لروسيا غير مقبولة وخصوصا
انها تصدر عن ممثل دولة نعلم اداءها في العراق وافغانستان وصربيا.
وكان اعضاء مجلس الامن ال15 اخفقوا مجددا في التوصل الى قرار
يدعو الى تهدئة في جورجيا حيث ادى العمل العسكري الذي نفذته
تبيليسي في منطقة اوسيتيا الجنوبية الانفصالية الى رد فعل عسكري
واسع النطاق من جانب موسكو. وتدعم موسكو اوسيتيا الجنوبية منذ
انشقاقها الاحادي اثر انهيار الاتحاد السوفياتي.
الرئيس الجورجي يعتبر الحرب بالدرجة
الاولى ضد واشنطن
من جهته دعا الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي حلف شمال الاطلسي
والامم المتحدة الى وقف العدوان الروسي على جورجيا وذلك في مقابلة
مع صحيفة راين تسايتونغ الالمانية.
وقال ساكاشفيلي: اعتقد ان الحلف الاطلسي والامم المتحدة لديهما
واجب اخلاق: الحديث بصوت واحد ووقف العدوان الروسي.
وتخوض القوات الجورجية والروسية معارك في جمهورية اوسيتيا
الجنوبية الانفصالية عن جورجيا. بحسب فرانس برس.
واضاف محذرا: لا تكفي دعوة الطرفين الى التهدئة. مواطنونا
يموتون. الدبابات الروسية يمكنها ان تصل في غضون ساعة ونصف من
تسخينفالي عاصمة اوسيتيا الجنوبية الى تبيليسي.
ودعت جورجيا روسيا الى وقف فوري لاطلاق النار بعدما سيطرت
القوات الروسية على تسخينفالي وبعدما اعلنت تبيليسي سحب قواتها من
معظم اراضي اوسيتيا الجنوبية الجمهورية الجورجية الانفصالية
الموالية لروسيا.
واعلن الرئيس الجورجي ان نظيره الاميركي جورج بوش ابلغه خلال
محادثة هاتفية بينهما انه: على اتصال بالرئيس الروسي ديمتري
مدفيديف وانه يحاول تهدئة الروس، مضيفا ان بوش يدرك ان العدوان
فعليا ليس ضد جورجيا بل هو في جانب منه عدوان ضد الاميركيين.
وتدعم واشنطن انضمام جورجيا التدريجي الى الحلف الاطلسي. وقد
اثار مشروع توسعة هذا الحلف نحو الحدود الروسية التوتر بين واشنطن
وموسكو خلال الاشهر الفائتة.
واعتبر ساكاشفيلي في المقابلة ان الروس يريدون جورجيا باسرها
مشددا على انهم قالوا هذا الامر على مستويات دبلوماسية عدة ومؤكدا
ان الروس بحاجة الى السيطرة على نقل الطاقة من آسيا الوسطى وبحز
قزوين وانهم يريدون تغيير النظام في تبيليسي.
وتضاعفت الدعوات الى وقف اطلاق النار فورا في جورجيا وكذلك
التحذيرات الموجهة الى روسيا بهذا الخصوص.
وندد الامين العام لحلف شمال الاطلسي ياب دو هوب شيفر
بالاستخدام غير المتكافئ للقوة في جورجيا مجددا دعوته الى وقف فوري
لاطلاق النار كما اعلنت المتحدثة باسمه.
الخطط الفرنسية على طاولة الحرب بين
موسكو وجورجيا
ووجه البيت الأبيض تحذيراً إلى روسيا هو الأكثر قساوة منذ
اندلاع المعارك في أوسيتيا الجنوبية، مؤكداً أن التصعيد هناك، قد
يكون له تأثير كبير وطويل الأمد على العلاقات بين واشنطن وموسكو.
وفيما بدأ مجلس الامن مناقشة مشروع قرار اميركي لادانة الهجوم
بوصفه عملاً غير مقبول لدى المجتمع الدولي الروسي، أذيع في موسكو
ان الرئيس نيكولا ساركوزي الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد
الاوروبي يصل الى العاصمة الروسية لمناقشة الازمة وبذل مساع لوضع
حد للنزاع المسلح. بحسب صحيفة الحياة.
وترافق التشدد الأميركي مع تصعيد الاتحاد الأوروبي لهجته، اذ
أكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن النزاع في أوسيتيا
الجنوبية تصعيد للعنف غير مقبول على أبواب أوروبا ويذكر كثيراً
بالنزاعات الأخيرة التي مزقت قارتنا خصوصاً في البلقان.
وجاء كلام كوشنير قبل توجهه إلى تبليسي وموسكو في مهمة وساطة
أوروبية، حاملاً خطة من ثلاث نقاط تشمل احترام وحدة أراضي جورجيا
ووقف الاشتباكات فوراً والعودة إلى الوضع القائم قبل اندلاع النزاع.
وتحمل عبارة وحدة أراضي جورجيا، معارضة واضحة لتأييد روسيا
مساعي إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا (حيث غالبية السكان من
الروس) للانفصال عن جورجيا. وتزايد تأييد موسكو هذه المساعي منذ
دعم أميركا والغرب انفصال كوسوفو (ذات الغالبية الألبانية) عن
صربيا.
وفي وقت بدأت عواصم أجنبية إجلاء رعاياها من تبليسي، سارعت
روسيا إلى نفي أي نية لديها لاجتياح جورجيا أو عرقلة إمدادات النفط
من مرافئها إلى أوروبا، فيما نجح وزير الخارجية الألماني فرانك
فالتر شتاينماير في إقامة اتصال هاتفي مباشر بين نظيريه الروسي
سيرغي لافروف والجورجية وايكا تكيشيلاشفيلي. ولم تتوافر أنباء عما
دار خلال الاتصال، إلا أن القيادة الروسية أعلنت أن لا معلومات
لديها عن اقتراح جورجي رسمي بوقف النار في أوسيتيا الجنوبية.
تزامن ذلك مع إعلان تبليسي بادرة حسن نية تقضي بسحب القوات
الجورجية من أوسيتيا الجنوبية، فيما تحدث المسؤولون الجورجيون عن
حصار بحري فرضه الأسطول الروسي على بلادهم، الأمر الذي ردت عليه
موسكو بإعلان أن سفينتين حربيتين أرسلتهما إلى المياه الجورجية
عادتا إلى مرفأ روسي. وكانت السفينتان انطلقتا من قاعدتهما في
أوكرانيا التي رفضت عودتهما إلى مياهها.
وشدد جيمس جيفري نائب مستشار الأمن القومي الأميركي الذي يرافق
الرئيس جورج بوش إلى بكين، على أهمية رصد رد الفعل الروسي على
انسحاب القوات الجورجية من أوسيتيا الجنوبية. وقال: أوضحنا للروس
انه إذا استمر التصعيد غير المتناسب والخطر من جانبهم، فإن هذا
سيكون له تأثير كبير وطويل الأمد على العلاقات الأميركية الروسية.
وأضاف جيفري: نأسف للتصرفات الخطرة وغير المتناسبة للقوات
الروسية وسنكون منزعجين في شكل خاص إذا استمرت هذه الهجمات فيما
تنسحب القوات الجورجية. وحذر المسؤول الأميركي من أن الولايات
المتحدة ستكون أيضاً قلقة للغاية إذا كان هناك عمليات برية داخل
جورجيا وخارج نطاق منطقتي أبخازيا وأوسيتيا.
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي تحدث مرتين مع رئيس
الوزراء الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف،
كما تحدث مع الرئيس ساركوزي.
وقال غوردون جوندرو الناطق باسم البيت الأبيض أن بوش وساركوزي
يتخذان الموقف ذاته ويتفقان في الرأي في شكل عام وتحديداً في ما
يتعلق بالنقاط (الفرنسية) الثلاث وهي أن هناك حاجة لوقف إطلاق
للنار وحاجة لفك الاشتباك وحاجة لاحترام وحدة الأراضي الجورجية.
في المقابل، قال القائم بالأعمال الروسي في واشنطن الكسندر
دارشييف: ليست لدينا بأي حال من الأحوال نية في اجتياح جورجيا،
مضيفاً في تصريح إلى شبكة «سي أن أن» الأميركية أن: هدفنا هو دفع
القادة الجورجيين إلى السلام.
واعتبر دارشييف أن الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي: يجب أن
يحمل مسؤولية الاعتداء البربري والدنيء ضد مدنيين أبرياء في
أوسيتيا الجنوبية. وأضاف أن افضل ما يمكنه (ساكاشفيلي) فعله الآن
هو سحب قواته من دون شرط وأشدد على عبارة من دون شرط، من أوسيتيا
الجنوبية.
القتال وفرار المدنين جراء الموت الأكيد
وقال نائب وزير الخارجية الروسي إن 2000 شخص غالبيتهم الساحقة
من المواطنين الروس قتلوا في أوسيتيا الجنوبية منذ بدء الهجوم
الجورجي على هذه المنطقة الانفصالية طبقا لتصريحات نقلتها وكالة
الأنباء الروسية.
من جهة أخرى أعلنت هيئة الأركان الروسية إصابة الجنرال أناتولي
خروليف قائد الجيش الروسي الثامن والخمسين المنتشر في أوسيتيا
الجنوبية بشظية عبوة متفجرة خلال المعارك مع الجورجيين، على ما
أفادت به وكالة الأنباء الروسية.
من ناحيتها قالت وزارة الداخلية الجورجية إن القوات الروسية
سيطرت على عاصمة
أوسيتيا الجنوبية وتعدّ هجوما جديدا في غرب أبخازيا الانفصالية.
بحسب رويترز.
وطلبت روسيا في وقت سابق من الأمم المتحدة سحب مراقبيها من
المنطقة الواقعة بين منطقة أبخازيا ومدينة زوغديدي غربي جورجيا.
وأكد المتحدث باسم الوزارة شوتا أوتياشفيلي لوكالة رويترز
للأنباء: نعم الروس سيطروا على تسخينفالي، مبينا أن موسكو تعد
عدوانا جديدا في الساعات القادمة في أبخازيا.
وأضاف أن الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي يترأس بنفسه الدفاع
عن البلاد، ولن نمكن العدو من فرصة احتلال جورجيا.
وقال شاهد عيان ان روسيا أدخلت تعزيزات في وادي كودوري الذي
يغطي 14% من أبخازيا ويعتبر موقعا إستراتيجيا. وأفاد بأن روسيا
نشرت 4000 عسكري من مشاة البحرية والمظليين تدعمهم مدرعات.
ونقل مصدر تصريحات لرئيس جمهورية أبخازيا الانفصالية سيدغي
باكاشي يقول فيها إن المعارك مستمرة حتى إجلاء آخر عسكري جورجي عن
أبخازيا.
ولوحظ أن روسيا دخلت المعارك بشكل واضح، مبينا أن انسحاب القوات
الجورجية من أوسيتيا الجنوبية إنما يهدف إلى إعادة نشرها في
أبخازيا.
وكانت جورجيا قد أعلنت في وقت سابق سحب قواتها من إقليم أوسيتيا
الجنوبية وسط اتهامات لروسيا بإرسال المزيد من التعزيزات داخل
الأراضي الجورجية.
وأعلنت جورجيا انسحابها عقب بيان رسمي لها اتهمت فيه روسيا
بإرسال عشرة آلاف من جنودها إلى داخل الأراضي الجورجية في الساعات
الأخيرة فضلا عن قصفها مطارا قرب العاصمة تبليسي.
من جهة أخرى نفت جورجيا اليوم تقريرا إعلاميا روسياً بأنها
اتفقت مع روسيا على إقامة ممرات إنسانية لإجلاء الضحايا من إقليم
أوسيتيا الجنوبية.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية: هذا ليس صحيحا، وكانت منظمة
الأمن والتعاون في أوروبا قد ذكرت في وقت سابق أنها تعمل على تهيئة
المناخ الملائم لإجلاء اللاجئين من الإقليم بعد أن ذكرت جورجيا
أنها تسحب قواتها.
جورجيا تسحب قواتها وأستمرار النزاع لليوم للخامس
واستمر النزاع المسلح لليوم الرابع بين روسيا وجورجيا في
جمهورية اوسيتيا الجنوبية الموالية لموسكو في حين اعلنت روسيا ان
جورجيا بدأت تسحب قواتها من المنطقة الانفصالية.
فقد اعلنت رئاسة الاركان الروسية ان جورجيا تسحب قواتها من
تسخينفالي عاصمة اوسيتيا الجنوبية التي بسطت قوات حفظ السلام
الروسية سيطرتها على القسم الاكبر منها على ما نقلت عنها وكالة ريا
نوفوستي الروسية.
وكانت القيادة العسكرية الروسية اكدت قبيل هذا الاعلان ان
جورجيا لا تزال تحتفظ في منطقة تسخينفالي بما مجموعه 7400 جندي
ومئة دبابة وقطع مدفعية. بحسب فرانس برس.
الى ذلك نقلت وكالتا انترفاكس وايتارتاس عن وزارة الدفاع
الروسية ان سفنا حربية روسية اغرقت سفينة حربية جورجية قاذفة
للصواريخ بينما كانت تحاول مهاجمتها.
ونقلت ايتارتاس عن متحدث باسم الوزارة ان سفينتين حربيتين
جورجيتين قاذفتين للصواريخ حاولتا في مناسبتين مهاجمة سفن حربية
روسية.
واضاف ان سفن البحرية الروسية ردت بفتح النار واحدى السفينتين
الجورجيتين اللتين شنتا الهجوم غرقت.
وفي بغداد اعلن ضابط في الجيش الجورجي لفرانس برس ان نصف الجنود
المنتشرين في العراق والبالغ عددهم الفا عنصر غادروا البلاد عائدين
الى جورجيا لمساعدة القوات العسكرية التي تخوض معارك في اوسيتيا
الجنوبية.
من جهة اخرى اعلنت اذاعة صدى موسكو مقتل صحافيين اثنين واصابة
اثنين اخرين في جمهورية اوسيتيا الجنوبية الانفصالية عن جورجيا
التي تشهد نزاعا مسلحا بين القوات الجورجية والروسية.
من جانبها قالت متحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان
حوالى 40 الف شخص اضطروا الى النزوح عن ديارهم بسبب النزاع الدائر
في جورجيا.
في هذا الوقت وصل وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الى
تبيليسي حيث سيلتقي الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي.
وقال كوشنير لدى وصوله: ساتحدث عن ضرورة السلام عن سبل التوصل
اليه وعن العودة الى حل سياسي ما ان يدخل وقف اطلاق النار حيز
التطبيق.
وكان قصر الاليزيه اعلن ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي
يتولى رئاسة الاتحاد الاوروبي سيصل الى موسكو مطلع الاسبوع.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان ان رئيس الجمهورية اتفق مع
نظيره الروسي على التوجه الى موسكو في غضون الايام المقبلة.
قلق بوش من الرد الروسي المبالغ به
في احدث وابرز رد فعل امريكي على الازمة المتفاقمة بين روسيا
وجورجيا، قال الرئيس الامريكي جورج بوش انه اعرب لرئيس الوزراء
الروسي فلاديمير بوتين عن قلقه العميق لما اعتبره ردا روسيا مبالغا
به ضد جورجيا في الصراع الدائر حول اوسيتيا الجنوبية.
وقال بوش، في مقابلة تلفزيونية في آخر ايام زيارته لبكين التي
حضر خلالها افتتاح الاولمبياد، انه ابلغ بوتين اثناء مناقشات دارت
بينهما على هامش وجودهما معا في الالعاب الاولمبية، ان هذا العنف
غير مقبول. وناشد بوش الطرفين المتحاربين سحب جميع قواتهما الى
خطوط ما قبل السادس من الشهر. بحسب بي بي سي.
واضاف بوش: لقد كنت حازما مع بوتين، كما اوضح انه ابلغ الرئيس
الروسي ديمتري مدفيديف نفس الملاحظات خلال مكالمة هاتفية معه.
في هذه الاثناء تستمر الجهود الدبلوماسية الدولية لاحتواء
الازمة المتفاقمة الناتجة عن المواجهة العسكرية بين روسيا وجورجيا
حول منطقة اوسيتيا الجنوبية وابخازيا المتنازع عليهما.
وتقول مراسلة بي بي سي في نيويورك، بيريجت كيندل، إن الكرملين
يرتاب في نزاهة مبعوثي الولايات المتحدة وأوروبا في النزاع مع
جورجيا.
وتضيف المراسلة أن الخطر الآن هو أن روسيا قد لا تكتفي باستغلال
الأزمة لعرض قدراتها العسكرية في المنطقة، بل قد تسعى لإعادة ترسيم
الحدود.
وعلى صعيد الوضع الإنساني، وافقت جورجيا على فتح ممرات آمنة
لنقل المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
وبوصول كوشنير الى جورجيا يصبح أول شخصية دولية بارزة تتوجه الى
العاصمة الجورجية منذ بدء القتال منذ ثلاثة أيام في اوسيتيا
الجنوبية، حيث اجتمع فور وصوله مع الرئيس الجورجي ميخائيل
شاكاشفيلي. وقالت الخارجية الفرنسية ان كوشنير سيتوجه الى موسكو
لاجراء محادثات مع قادة الكرملين.
وتطرح باريس مقترحات لحل الصراع يتضمن وقفا فوريا للقتال،
وانسحاب القوات للمواقع التي كانت تتمركز فيها قبل السادس من الشهر
الحالي، وحضور دولي لمراقبة الاوضاع، واحترام سلامة الأراضي
الجورجية. |