إستراتيجية جديدة: التيار الصدري بين ثقافة دينية وأخرى عسكرية

إعداد/ المركز الوثائقي والمعلوماتي

شبكة النبأ: في توجه يعتبر الأغرب من نوعه وفي نفس الوقت خطوة إستراتيجية تشجع لإحتواء العنف وردع الشبهات وهو نزع سلاح جيش المهدي الذي طالما أعتبره الكثير اليد الضاربة للقوات الأجنبية في العراق، صرح الشيخ صلاح العبيدي الناطق باسم التيار الصدري عن الإستعداد لحل جيش المهدي الجناح العسكري للتيار في حال انسحاب القوات الاميركية من العراق خلال جدول زمني معين.

وقال العبيدي اننا نسير باتجاه تحويل جيش المهدي الى منظمة ثقافية اجتماعية. وتابع اذا ما اعتبر هذا التحول حلا لجيش المهدي فنحن في منتصف الطريق الى ذلك.

واضاف اما المنتصف الثاني فاننا ننتظر نتائج الاتفاقية المزمع ابرامها بين الحكومة العراقية والقوات المحتلة لتحديد مصير هذه القوات في العراق. بحسب فرانس برس.

وتجري مفاوضات بين الولايات المتحدة والعراق للتوصل الى اتفاقية حول وضع القوات لاضفاء اسس قانونية على وجود الجيش الاميركي في العراق بعد 31 كانون الاول/ديسمبر المقبل عندما ينتهي تفويض قرار دولي ينظم وجودها في هذا البلد.

واكد العبيدي في حال سحب هذه القوات او جدولة انسحابها فنحن سنكمل النصف الاخر وسنحول جيش المهدي الى منظمة اجتماعية".

وشدد الناطق على ان التيار ينظر بجدية للقرارات واذا كانت جادة وتبعث على الاطمئنان ولا يوجد فيها ما يشير الى بقاء القوات الاميركية سنكتفي باصل التوقيع.

وتابع اما اذا كانت القرارات غير جدية سنضطر الى الانتظار لحين تنفيذها وسحب القوات عندها سنكمل تحويل جيش المهدي الى منظمة اجتماعية"

واشار الى ان عدم التوصل لاتفاق حتى الان هو السبب في ابقاء الصدر عنوانا للمقاومة من خلال خلايا محددة وهي التي ستتحمل مسؤولية المقاومة اذا ما دعت الحاجة الى ذلك.

ويرفض الصدر توقيع اتفاقية بين العراق والولايات المتحدة تنظم الوجود الاميركي في العراق والجارية مباحثات بشأنها بين بغداد وواشنطن.

ورفض الرئيس الامريكي جورج بوش وضع جدول زمني لسحب القوات الامريكية البالغ قوامها 144 الف جندي من العراق لكنه تحدث في الشهر الماضي عن "افق زمني" عام للانسحاب.

وقال مسؤول عراقي كبير يوم الجمعة ان مفاوضين عراقيين اقترحوا جدولا زمنيا لانسحاب القوات الامريكية يشمل مغادرة القوات القتالية البلاد بحلول اكتوبر تشرين الاول عام 2010 وان كانت واشنطن لم توافق على ذلك حتى الآن.حسب رويترز

الاحتفاظ بحق المقاومة

وقال صلاح العبيدي إن أفراد جيش المهدي يكون مسموحا لهم حمل اسلحة إلى أن يتم تقرير الوضع بشأن وجود القوات الأمريكية في العراق.

واضاف العبيدي أن جيش المهدي يحتفظ بحقه في مقاومة الاحتلال لكنه ينتظر لكي يعرف ما إذا كان سيتم الاعلان عن جدول زمني لانسحاب القوات الامريكية من العراق.

ونفى الناطق باسم الصدر ما تردد من أنباء حول نزع سلاح جيش المهدي وتحويله إلى منظمة مدنية وسياسية.

و جيش المهدي كان في السابق أقوى قوة شيعية مسلحة في العراق، الا أنه ، فقد الكثير من قوته خلال الأشهر الأخيرة بعد الهجمات التي شنتها القوات العراقية والأمريكية ضده.

الا ان جيش المهدي احتفظ باسلحته رغم اتفاقات وقف اطلاق النار التي توصل اليها مع الحكومة العراقية والقوات الامريكية في البصرة وبغداد في الاشهر الاخيرة. بحسب BBC.

الأنضمام للممهدون والعودة للعملية السياسية

من جانب آخر عبر عدد من الشخصيات القيادية في جيش المهدي، عن استعدادها لتطبيق ما جاء في مشروع الممهدون، الذي اعلن عنه أخيرا، والذي يرمي الى تحويل مهام جزء من العناصر القتالية الى اجتماعية وثقافية، فيما يتم الابقاء على قوة مقاتلة لمحاربة القوات الاميركية، بحسب قادة التيار.

واكد حسين الطائي من قيادات جيش المهدي في بغداد، وأحد اهم العناصر في الجيش، ان جيش المهدي هو بالاساس جيش عقائدي، وهو لم ينفصل عن مبادئه لهذه اللحظة. واشار الطائي الى ان فكرة القتل التي الصقت بجيش المهدي فكرة روج لها الاحتلال وبعض الجهات التي ايقنت الشعبية الكبيرة للجيش، وان هذا الجيش سيكون له مد ثقافي واجتماعي في عموم العراق، ولذلك تحركت الاطراف المعادية ضده لتشويه سمعته.

وأضاف الطائي ان الاحتلال بشكل عام يضع سقفا لكل كتلة او تيار وقد تجاوز جيش المهدي هذا السقف الذي وضعه جيش الاحتلال، وكان عليه ان يضع العراقيل امامه، ومن هنا جاء تجميد جيش المهدي لسحب البساط من تحت اقدام من يريد له السمعة التي الصقت به باطلا. وحول الجزء الثاني البسيط الذي سيهتم بالمقاومة قال الطائي، ان المقاومة حق مشروع لكل شخص بلده محتل، وان الشرع الاسلامي أمرنا بالجهاد. مؤكدا ان جيش المهدي لم ولن يستهدف عناصر الجيش والشرطة والحكومة، لانهم اخواننا، وهم جزء منا ومحرم علينا دمهم. موضحا ان مقاومة المحتل هي هدفنا وحتما الحكومة ليست مع المحتل.

وقال خالد الموسوي، قيادي اخر من جيش المهدي  في محافظة النجف، ان مشروع الممهدون هدفه بث روح الاخاء والعدالة والحق بين البشر، واشاعة ثقافة الوطن الواحد، والتركيز على ان الثقافات التي ادخلت للعراق، ومنها ثقافة القتل والتهجير والطائفية، والتعاون مع دولة محتلة هي ثقافات بعيدة عن مجتمعنا وديننا. بحسب جريدة الشرق الأوسط.

ويحجم القياديون في التيار الصدري عن إيضاح التفاصيل حول الشق الثاني من مشروع الممهدون، الذي يعني بتشكيل قوة لمحاربة القوات الاميركية في حال عدم وضع جدولة لانسحابها من العراق. واكتفى صلاح العبيدي المتحدث الرسمي باسم الصدر، بالقول بانه موضوع أمني وشائك ومقيد بالسرية.

غير ان العبيدي أضاف قائلا: بانه ليس لدى التيار فكرة واضحة عن تلك القوة، وان تشكيلها يرتبط بمدى جدية سحب القوات الاميركية من العراق. وقال لحد الان لا يوجد قرار واضح من الطرف الآخر (القوات الاميركية)، وبالتالي لا يوجد قرار واضح منا. وأضاف انه في حال انسحاب القوات الاميركية فسيتم تحويل مهام تلك القوة الى اجتماعية وثقافية أيضا.

وانسحب التيار الصدر من الحكومة العام الماضي بسبب رفض الحكومة وضع جدول زمني لسحب القوات الاميركية من العراق آنذاك، وعند سؤاله حول احتمالية العودة الى الحكومة، اذا ما تم الانسحاب، أكد العبيدي، لا يوجد أي تفكير في العودة الى الحكومة الحالية، لكن في الحكومات المقبلة ذلك ممكن اذا وجدنا انها تعتمد الكفاءات وبعيدا عن المحاصصة الطائفية وانها ليست رهينة احزاب معينة.

ومن جهته، نفى النائب أحمد المسعودي عن التيار الصدري، ان يكون تشكيل قوة لمحاربة القوات الاميركية مرتبطا بايران، او انها ستتلقى تدريبات او تحصل على اسلحتها من السلطات الايرانية، ان جيش المهدي يعتمد على امكانياته الخاصة، وانه غير مرتبط بأي قوة اقليمية وانه يطور نفسه بنفسه.

أفتتاح مكاتب ثقافية

من جهة أخرى قال السيد مقتدى الصدر إنه سيفتح مكاتب ثقافية للمنتمين لتك الجماعة الشيعية، ذلك ضمن التوجه الجديد الهادف لتحويل الميليشا إلى منظمة ثقافية، حسب أحد المتحدثين باسم الصدر.

لكن المتحدث، عبدالهادي المحمداوي، نفى في تصريحاته التي ألقاها أثناء خطبة الجمعة في محافظة النجف جنوب بغداد نية الصدر حل الجيش بالتزامن مع أي انسحاب أمريكي مفترض كما تردد من قبل.

وأضاف أن حمل السلاح لن يكون متاحا لكل المنتمين لجيش المهدي، وأنه سيتم تخصيص نخبة خاصة تضطلع بمواجهة المحتلين.

كما  إن ذلك الإعلان عن تحويل مليشيا المهدي إلى منظمة ثقافية ليس جديدا، مشيرا إلى أن الجديد في الأمر هو توجه الصدريين لافتتاح مكاتب خاصة تخدم هذا التوجه الجديد. بحسب BBC.

الحائري سيتولى الإشراف على تثقيف التيار الصدري

كما وصف صلاح العبيدي، عضو مجلس النواب (البرلمان) العراقي والمتحدث الرسمي باسم التيار الصدري، مشروع الممهدون باعتباره مشروعا اجتماعيا ثقافيا غير سياسي على الاطلاق، مشيرا الى ان المشروع يشمل الشباب او الذكور فقط، حيث ان للمرأة والطفل مشاريعهم الخاصة التي تهتم بها مؤسسة المرأة والطفل التابعة للتيار الصدري.

واوضح المتحدث باسم التيار الصدري، ان هذا المشروع ستتولاه المؤسسة الدينية والثقافية، مشيرا الى ان للتيار الصدري اشرافا حوزويا على طلبة الحوزة التابعين للتيار، حيث يشرف على شؤونهم الدراسية الحوزوية والحياتية، وهذا الاشراف هو الذي سيرشح المحاضرين والشخصيات التي ستساهم في تنفيذ برامج الممهدون من الناحية الدينية، اما من الناحية الثقافية فهناك هيئة ثقافية، هي التي تحدد المنهاج وبرامج المحاضرات الثقافية، غير الحوزوية، التي سيتم توجيهها للمنتسبين لهذا المشروع. مشيرا الى ان السيد كاظم الحائري، مرجعية التيار الصدري، هو الذي سيشرف على نوعية هذه المناهج.

وعن طبيعة البرامج الثقافية غير الحوزوية، التي سيتم تثقيف الممهدون بها، قال العبيدي: لقد نشأت برامج تثقيفية تتناسب مع افكار ومرحلة الاحتلال، ومنها تقسيم العراق الى اقاليم شمالية وجنوبية ووسطية، ومنها الان مشكلة كركوك، هذه المشاريع بدأت تثقف بها مؤسسات ضخمة وبصورة مبرمجة، بينما برامجنا ستثقف باتجاه التمسك بوحدة العراق وعدم تقسيمه، ايضا، تثقف المؤسسات التي هي مع المحتل باتجاه العلمانية واظهار الحالة الدينية، وكأنها المسؤولة عن جرائم القتل التي حدثت، وانها تحث على الاقتتال الطائفي، مع ان الحقيقة لم يكن هناك أي اقتتال طائفي في العراق، بل هي جرائم ارهابية قامت بها مجاميع ارهابية (القاعدة) وقد تصدى الاخوة السنة لهذه المجاميع، عندما افتضح امرهم، نحن نريد ان نثقف (الممهدون) باتجاه وحدة الشعب العراقي بلا اية اشارات طائفية او دينية او قومية، فالعراقيون كلهم سواسية، وما يهمنا هو قوة وحدة العراقيين بكل اطيافه وفئاته ومكوناته. بحسب جريدة الشرق الأوسط.

ونفى المتحدث باسم التيار الصدري ان يكون من اهداف المشروع التثقيف باتجاه تشكيل دولة ذات طابع ديني، وقال مشروع الدولة الدينية الاسلامية غير موجود، نحن متمسكون بالدولة الوطنية التي تضمن حقوق جميع مكونات الشعب العراقي واطيافه الدينية والعرقية، وهذا ما دفعنا لاتخاذ موقف معين من قضية كركوك، حيث نريد ضمان حقوق الاقليات وخاصة الكلدان والاشوريين بعيدا عن مصالح وصراع القوى الكبرى. واشار العبيدي الى ان هناك مؤسسات ثقافية تابعة للتيار الصدري سوف تنفذ هذه المشاريع، مثل (الهيئة الثقافية العليا) و(مراكز بقية الله الثقافية)، حيث يوجد اكثر من 120 مركزا منتشرة في عموم العراق منذ اكثر من سنة، ومشروع (الممهدون) سوف ينطلق من هذه المراكز.

واشار العبيدي الى ان مشروع الممهدون سيتولى تجديد حملة محو الامية التي بدأناها عام 2006، حيث تمكنا من محو أمية أكثر من ألف عراقي، كما سيقوم المشروع برفع المستوى العلمي لمن ترك دراسته لاسباب سياسية او اقتصادية او اجتماعية وبرامج لرعاية ابناء الشهداء. موضحا ان هناك مدارس خاصة تابعة لمكتب الشهيد الصدر، ومسجلة في وزارة التربية (مدارس عبد الله الرضيع) والمفتوحة منذ 5 سنوات في النجف ومدينة الصدر، وسيتم فتح فروع اخرى لها في بقية محافظات العراق، حيث تتمتع هذه المدارس بمستوى علمي جيد.

وفيما يخص الشابات او النساء، قال العبيدي، ان مشروع (الممهدون) يتوجه الى الذكور، اما الشابات او الاناث فلهن مشاريعهن الثقافية والاجتماعية والدينية من خلال (هيئة المرأة والطفل) التابعة لمكتب الشهيد الصدر.

وعن الجهات التي تقوم بتمويل هذه المشاريع، اوضح المتحدث باسم التيار الصدري، قائلا: ان لمكتب الشهيد الصدر مشاريع استثمارية داخل العراق، مثل العقارات ومشاريع اقتصادية اخرى تمول مشاريعنا. نافيا ان تقوم المرجعية في النجف بتقديم الدعم المادي لمشاريعنا، فالحقيقة انه لم يسبق لنا، ان طلبنا من المرجعيات دعمنا ماليا.

.................................................................................

- مركز يقدم الخدمات الوثائقية والعلوماتية للاشتراك والاتصال:www.annabaa.org ///[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين   11/تموز/2008 - 9/شعبان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م