ملف الثقافة العالمية: مشروع قانون الحماية الفكرية والقراءة في فصل الصيف

اعداد: ميثم العتابي

شبكة النبأ: الثقافة لغة الأمم والشعوب، لغة الحوار والتخاطب المدني الحضاري، في منأى دوما عن الصراع والإحتدام والتخاطب الجسدي الذي يجر مباشرة نحو العنف، هكذا على الشعوب ان تفهم الثقافة وان تقدس الفكر الخلاق الذي من شأنه ان يكون عنصرا فعالا نحو التقدم والإزدهار.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تعرض على القارئ الكريم مشروع الحماية الفكرية لوزارة الثقافة العراقية، مع عرض لسيرة الراحل الأديب المعارض الروسي سولجينتسين:

قانون الحماية الفكرية والمقر الجديد لوزارة الثقافة

أعلن الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي الدكتور علي العلاق إن اللجنة المكلفة بإعداد قانون الحماية الفكرية في العراق انتهت من إعداد مسودة القانون، مؤكدا أن هذا القانون سيطرح قريبا على وسائل الإعلام للاطلاع عليه.

وبين العلاق في حديثه: أن اللجنة المكلفة بإعداد قانون الحماية الفكرية والتي تضم وزارات الثقافة والتخطيط والصناعة، تعمل منذ سنتين للتوصل إلى مسودة للقانون تكون مواكبة للتطورات الاقتصادية والثقافية التي يعيشها العراق حاليا.

وعزا العلاق سبب تأخر اللجنة  في إعداد القانون إلى التفرعات الكبيرة لموضوع الحماية الفكرية في العراق. بحسب نيوزماتيك.

وأكد العلاق إن: قانون الحماية الفكرية سيشمل مواضيع  براءة الاختراع وحقوق النشر والعلامات التجارية، وكافة الجوانب التي تتعلق بهذا المواضيع.

على صعيد أخر دعا العلاق وزارة الثقافة العراقية ومسؤوليها إلى اختيار مقر موحد لها، مبينا أن هذا الأمر سيحسم عند تولي وزير جديد لها.

وذكر الدكتور العلاق إن الوزارة مرت بظروف وإشكالات مختلفة خلال المرحلة الماضية، بسبب الأوضاع الأمنية التي كان يمر بها العراق خلال السنوات الماضية، ومن أبرزها تعاقب عدة وزراء عليها.

يذكر أن وزير الثقافة العراقي السابق اسعد الهاشمي المطلوب للسلطات القضائية بتهمة قتل نجلي النائب مثال الالوسي، قرر في عام 2007، نقل مقر الوزارة من منطقة زيونة شرق بغداد، إلى شارع حيفا وسط العاصمة العراقية، الذي كانت تسيطر عليه الجماعات المسلحة، الأمر الذي أدى إلى رفض الموظفين الشيعة للانتقال إلى المقر الجديد، حيث أصبح للوزارة مقران احدهما للشيعة في منطقة زيونة، وآخر للسنة في شارع حيفا.

كتّاب وأكاديميون ينظرون إلى الوراء... إلى القرن العشرين

بعد ثماني سنوات على انقضاء القرن العشرين، هل ما زالت مفاعيله حاضرة في أذهان الناس؟ وهل تمت عملية الانتقال من قرن إلى آخر بسلاسة وهدوء، ومن غير أحمال تفرض مزاجها وقوانينها على أبناء القرن الجديد؟ هل أصبحنا على مسافة زمنية معقولة من القرن الماضي، نستطيع منها إعادة النظر فيما كان، في المنجزات والإخفاقات، في المتحقق والمأمول، في السلبي والإيجابي، في ما أضاف إلى الإنسانية وفيما سلب منها؟ هذه الأسئلة وغيرها طرحتها دورية فرنسية على عدد من الكتاب والأكاديميين من مختلف أنحاء العالم لاستطلاع آرائهم في القرن الماضي.

أشار اندريه برينك، وهو كاتب أبيض من جنوب أفريقيا إلى أن الحدث الأهم بالنسبة إليه خلال القرن الماضي هو انهيار التمييز العنصري، والهيمنة الاستعمارية، والاستغلال الاقتصادي. وبالنسبة لأندريه برينك، لم يكن انهيار التمييز العنصري حدثاً مهماً بالنسبة لأفريقيا الجنوبية وحدها، دائما هو حدث يلخص كل المشاكل وكل القضايا التي عاشها العالم خلال القرن العشرين، وأيضا كل آمال البشرية بالنسبة للألفية الجديدة. لذلك هو يرى أن جنوب أفريقيا هي المخبر الأساسي لبقية العالم.

وتقول المؤرخة الفرنسية، والعضوة في الأكاديمية الفرنسية هيلين كارار دانكوس: على مدى القرن العشرين، أهين الإنسان، وعُفّر جبينه في التراب، وديست كرامته. غير أن القرن العشرين هو أيضا القرن الذي وعت فيه الإنسانية بهذا الأمر الفظيع، أي إهانة الإنسان. مع ذلك انتهى القرن العشرون بنوع من الأمل.

ويقول الكاتب المكسيكي الكبير كارلوس فيرنتاس: عانق القرن العشرون من آن واحد الوعد بإنسانية بإمكانها أن تبلغ مرحلة المكال ووعد بالحرية، بما في ذلك حرية اقتراف الشر. إنه قرن إينشتاين وفليمينج، وأيضا قرن هتلر وستالين، قرن جيمس جويس وبيكاسو، ولكنه أيضا قرن أوشفيتز ومعسكرات سيبيريا. قرن الأنوار العلمية، لكنه أيضاً قرن الظلال السياسية. قرن التقنية الكونية. لكنه أيضا قرن العنف. قرن التطور الذي لا يضاهى حتى في مجال علوم المساواة. أبداً لم يحدث في تاريخ البشرية، أن ظهرت مثل هذه الهوة العميقة بين التطور التقني والعلمي بين البربرية السياسية والأخلاقية. هل يعدلنا القرن الواحد والعشرون ما هو أفضل؟ من حقنا أن نشكك في ذلك. أو على الأقل من حقنا، مثل أوسكار وايلد أن نعرف التشاؤم بأنه تفاؤل جدا ضروري بمعلومات.

وتقول نادين غورديمير، وهي كاتبة من جنوب أفريقيا حائزة على جائزة نوبل للآداب: بالنسبة لي، كان هذا القرن، قرن نهاية الاستعمار. شيئا فشيئا، وجدت القوى الاستعمارية نفسها مطرودة أو مجبرة على الانسحاب: الهولنديون والفرنسيون في آسيا. الفرنسيون والبرتغاليون والبريطانيون في إفريقيا. والضربة القاضية الأخيرة للاستعمار كانت هنا في بلادي، جنوب افريقيا، حيث تم القضاء على التمييز العنصري. وفي تاريخ الاستعمار، الذي استمر عدة قرون، يظل القرن العشرون قرن القرون، القرن الذي رأى هذا الشكل من الهيمنة السياسية والاجتماعية والدينية والنفسانية على الناس وعلى الشعوب يتقوض ويموت. نعم، لا تزال قوتها الاقتصادية قائمة الذات. وعلى القرن الواحد والعشرون أن يعالج هذا الأمر. غير نظرية التفوق العرقي، تلك النظرية التي تجسد الكبرياء اللامتناهي الذي كان بمثابة المبرر للاستعمار والهيمنة قد ماتت بدون أي شرف.

ويقول المؤرخ الأميركي ستانلي هوفمان: يظل القرن العشرون قرن المذابح بالمعنى الواسع للكلمة، مذابح ذهب ضحيتها مئات الآلاف من المدنيين والجنود خلال الحربين الكونيتين التي كانت التقنيات والعلوم الحديثة خلالها في خدمة الموت والسحق والتدمير. مذابح ذهب ضحيتها ملايين اليهود باسم التفوق العرقي دون أن نتحدث عن الضحايا الآخرين الذين قضوا بسبب هذه النظرية البشعة، نظرية التفوق العرقي. مجاعات منظمة ومبرمجة، وإبعاد لمئات الآلاف من الناس، واجتثاث أعداد هائلة أخرى من أوطانها وقراها وشراؤها باسم بناء الاشتراكية في ما كان يسمى بالاتحاد السوفييتي. مذابح ناتجة عن حروب أهلية كما كان الحال في إسبانيا، ثم في الجزائر في الوقت الراهن. يعدم جزء كبير من الشعب الكمبودي باسم بناء الإنسان الاشتراكي الجديد. مذابح ضد الأرض عام 1995 وفي كوسوفو عام 1999 مرورا بمذابح رواندا والعديد من البلدان الأفريقية الأخرى.. كل ما كان فقد جماله ورونقه بسبب انتصارات الجريمة والشر هذه'.

ويقول الكاتب الألباني إسماعيل كاداريه: ربما يدخل القرن العشرون في التاريخ كما لو أنه القرن الأشد هولا الذي لم تعش الإنسانية مثيلا له من قبل أبدا. وإذا ما كان هذا القرن هو حقا قرن التقدم التكنولوجي، وتحرر الشعوب من الاستعمار، وقرن حقوق الإنسان، فإن كل هذه الإنجازات لا يمكن أن تخفي النواقص والمناطق المظلمة. ففي هذا القرن والذي لا يضاهيه أي قرن آخر في ذلك، وجد العمل الإجرامي مساندة لدى الفكر الإجرامي. أبدا لم يحدث في التاريخ أن وجد جيش هائل من العلماء والسياسيين والباحثين والفلاسفة والأكاديميين والصحفيين ورجال الأدب نفسه في خدمة الجريمة والدفاع عنها. والأحداث الدامية التي عاشتها منطقة البلقان خلال العقد الأخير من القرن العشرين، هي الدليل القاطع على ذلك. إن هذا الاستنتاج المرعب يشهد على أنه إذا ما كانت الحريات قد تحققت بقوة خلال هذا القرن، يمكن القول أن هذا القرن هو الذي اخترع خلاله السلاح النووي، ذلك السلاح الذي يهدد الإنسانية بأسرها بالانتحار.

القراءة في فصل الصيف وتعدد الآراء

من لغو الصيف إلى جِد الشتاء، عنوان لواحد من أهم مؤلفات عميد الأدب العربي طه حسين، فهل الصيف حقاً فصل للّغو كما يتبين من عنوان الكتاب، أم أن الصيف يمثل فرصة للكُتّاب والمثقفين لاستعادة نشاطهم الفكري وتجديد طاقاتهم الإبداعية، من خلال عملية القراءة، ونحن هنا لسنا بصدد الحديث عن القراءة وأهميتها كغذاء للروح والعقل، فكلنا يعلم ذلك، ولكن ما نعنيه هنا هو نوعية الكتب التي يعتزم قراءتها المفكرون والأدباء وأهل الثقافة في إجازتهم الصيفية، فماذا عن تلك الكتب، وما هو السبب الذي يجعلهم يقرأون هذه النوعية من الكتب أو تلك دونما غيرها؟. وهل تعتبر قراءات الصيف متعة خالصة أم فائدة مختارة؟

كتّاب ومثقفون إماراتيون ومقيمون في الإمارات يجيبون عن هذه الأسئلة، وهم ربما بذلك يقدمون للقارئ المهتم قائمة مقترحة بأهم الكتب التي يمكن أن يقضي معها إجازته.

حارب الظاهري رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات يفضل أن يقضي اجازته الصيفية مع الروايات وهو يقول: عادة في الصيف أقرأ بعض الروايات والكتب التي أختارها بدقة متناهية، وهذه الروايات قد تكون لمؤلفين عرب أو مترجمة عن لغات أخرى، وهي غالباً ما تحمل الطابع الفكري والفلسفي، كما أقرأ بعضاً من الكتب الدينية ذات الصبغة الإسلامية، وبما أن الوقت المخصص للقراءة في الصيف ليس كبيراً بالقدر الكافي مقارنة بسائر فصول العام، فان اختياراتي تتلاءم مع قصر الفترة الزمنية، وفي نفس الوقت تشبع حاجتي المستمرة للقراءة.

الشاعر حسان عزت والذي يشغل منصب مسؤول اللجنة الثقافية في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات يقول: إجازة الصيف بمثابة رحلة للزمان والمكان، وفترة زمنية يهدف الكثيرون إلى ان تكون فترة استرخاء واستجمام معاً، لكن بالنسبة إلى الذين يعتبرون الثقافة جزءاً أساسياً في الحياة والوجود، فهي عندهم فترة إغناء للروح والفكر، وفترة نشاط ذهني من نوع آخر، وعن نفسي فأنا أنتهز فرصة الصيف لقراءة الكتب التي لم أستطع، قراءتها خلال العام المنصرم، وهي تشمل الرواية، والشعر، والكتب الفكرية والنقدية، وكذا الكتب التي تهم أمتي العربية وقضاياها المختلفة، فضلاً عن الكتب التي تتحدث عن العالم الذي أعيش فيه بمشاريعه وتحولاته وقلقه تجاه المستقبل، ومن العناوين التي أزمع قراءتها، عدد من الروايات اليابانية والغربية المترجمة، وبعض الأعمال الشعرية التي لم أطلع عليها بعد، وهناك مجموعة من الروايات التي فاز أصحابها بجائزة نوبل للآداب.

أما الروائي والأديب أنور الخطيب فيقول: لا شك أننا نقرأ بهدف، إما للمتابعة، وإما للمتعة، وإما للكتابة، وهذه الأهداف تصب في سياق أننا لا نستطيع العيش بلا قراءة، أي بلا كتابة.

بالنسبة لي سأواصل القراءة في ثلاثة اتجاهات، الأول الاتجاه الذي يخدم كتابتي الروائية، والاتجاه الثاني الذي يوفر لي التواصل مع الثقافات الأخرى، والاتجاه الثالث هو الذي يعمق من تأملي.

أما الاتجاه الأول فهو رواية انتهيت منها وأعيد كتابتها (وهو الأمر الصعب)، وجزء منها يتعلق بالهنود الحمر، ولهذا سأواصل القراءة حول حضارة الهنود الحمر وتعرضهم للإبادة، وهناك كتاب اسمه مذبحة الهنود الحمر، وهو عبارة عن رسائل أحد القساوسة لملكة إسبانيا كتبه بعد أربعين سنة من العيش في الأرض الجديدة، التي صار اسمها في ما بعد الولايات المتحدة الأميركية، واستراليا، كندا، ويصف القسيس في الكتاب ما قام به الجنود من تعذيب وتنكيل وتمثيل بنساء وأطفال ورجال الهنود الحمر، تحت مظلة التبشير والتحضر، واستعبادهم وتسخيرهم لمصالحهم الشخصية.

أما الاتجاه الثاني فيصب في متابعة ما كنت قد بدأت، وأنا أحيانا أبدأ بقراءة ثلاثة كتب أفضل أن تكون عن ثقافات أخرى، ولكنني سأركز للانتهاء من رواية بجعات برية، وهي رواية صينية ترصد تعاقب الأجيال، وما تعرضت له الصين في فتراتها السياسية السابقة، خاصة مع الاحتلال الياباني والروسي لبعض مقاطعاتها، وهي رواية مفعمة بالتفاصيل التي توفر لنا أرضية لفهم الثقافة الصينية بما فيها من سلوك وعادات وأعراف.

أما الكتاب الذي أحب أن اقرأه بهدوء فهو للشاعرة خلود المعلا، ديوانها الجديد "ربما هنا"، أضيفه لديوانها "هاء الغائب"، ومنبع اهتمامي هو أن الشاعرة تكتب ذاتها بصدق وأمانة وجرأة، ضمن رمزية سهلة ولغة بوح ترتقي بالروح نحو سماوات وفضاءات جديدة. لقد قرأت كثيرا لكاتبات وكتاب يشبهون خلود المعلا في بعض ملامحها الاجتماعية، لكنني لم أجد هذا الصدق في رسم العلاقة بينهم وبين الآخر، المكان أو الإنسان أو الزمن.

الشاعرة أسماء الزرعوني تشير إلى أن القراءة عندها لا تقتصر على فصل الصيف فقط، فهي لا تكف عن القراءة اليومية، وترى أن فصل الصيف فرصة جيدة لاستثمار الوقت في قراءة ما سبق أن حصلت عليه من معارض الكتاب من كتب، ولم تجد من الوقت ما يكفي لقراءتها، وهي تهتم كثيراً بقراءة كتب التراث والتاريخ، وقراءة الكتب الروائية، والأعمال النقدية والمسرحية، وتعتزم قراءة بعضها في هذا الصيف، وهي تعمل على إصدار روايتها الجديدة "شارع المحاكم" وهو ما يجعلها تكثف قراءة الأعمال الروائية لأن ذلك ينعكس بشكل إيجابي على تجربتها القصصية، فهي تؤكد على أن عملية الإبداع عملية تراكمية ولا تتأتى من فراغ، وبصفة عامة فإن أسماء الزرعوني ترى أن القراءة تؤدي إلى تقوية اللغة والأفكار، وتوسعة الأفق، حيث يبقى الكتاب سيد المعرفة رغم عصر التكنولوجيا وانتشار العديد من الوسائل المعرفية الأخرى.

ويقول محمد مصبح الشامسي مدير تحرير مجلة منار الإسلام: أنا مستمر في القراءة سواء في الصيف أو في سائر فصول السنة، فأنا أهتم بالقراءة بصفة عامة، ولكن بالنسبة لمجتمع الإمارات، الجميع في الصيف ينشغلون بالسفر ويفكرون فيه، وغالبية الناس في هذا الفصل لا يهتمون بالقراءة المعرفية العميقة، ولكن يقرأون فقط الصحف والمجلات، أما أنا فأقرأ في السياسة والاقتصاد والكتب التاريخية والتراثية، فالقراءة في السياسة تغذي الإنسان بما يجب أن يعرفه عن محيطه الخارجي والداخلي، والاقتصاد يعتبر عصب الحياة الحالية، هو ما يستلزم الاطلاع المستمر على الكتب الاقتصادية التي تتناول الاقتصاد العالمي أو اقتصاد منطقتنا الخليجية، وكذلك أهتم بقراءة كتب التاريخ والتراث التي تتحدث عن أصل التحالفات السياسية والقبلية التي كانت سائدة في المنطقة، فأنا متشوق دائماً للتراث ومعرفة ما حدث على هذه الأرض، والحضارات التي تعاقبت عليها.

لندن عاصمة الثقافة الأكثر كلفة 

أشارت دراسة لمكتب بوست أوفيس، إلى أن لندن تعد عاصمة الثقافة الأكثر كلفة في أوروبا وأميركا الشمالية. فيما تعد وارسو الأقل غلاء وكلفة واحتلت باريس المرتبة السابعة عشر من حيث العواصم الأكثر كلفة. بحسب فرانس برس.

واستناداً إلى هذه الدراسة التي أعدها مكتب الصرف البريطاني الأول بعنوان: كلفة الثقافة، فان عطلة نهاية أسبوع ثقافية في وارسو تكلف اقل من مئة يورو إذا شملت أماكن الجذب العشرة الأكثر شعبية في حين يتكلف الأمر نفسه في لندن 387 يورو.

وتحتل براغ المركز الثاني للأقل كلفة (130 يورو) تتقدمها لشبونة (137 يورو) ثم امستردام (207 يورو) وروما (263) وبرلين (265).

وتأتي باريس في المركز السابع مع 309 يورو تتقدمها برشلونة (325) ونيويورك (328) وأخيراً لندن.

ورغم أن لندن تفتح العديد من أبواب متاحفها مجاناً أمام الجمهور الا أن العروض المسرحية والمعارض تعد من الأكثر كلفة في العالم

وأكدت الدراسة التي أوردت على سبيل المثال قصر باكينجهام الذي يتعين على الزائر دفع 36 يورو لمشاهدته فيما لا تكلف زيارة قصر براغ سوى 11 يورو وقصر فرساي 21 يورو.

رحيل الروائي الروسي المعارض سولجينتسين

رحل الكسندر سولجينتسين الكاتب الروسي الفائز بجائزة نوبل عن عمر يناهز التاسعة والثمانين عاما.  وكان سولجينتسين يعاني من ارتفاع ضغط الدم في السنوات الأخيرة من عمره.

ولكتابات سولجينتسين دور مؤثر فى التعجيل بوضع نهاية للاتحاد السوفيتي السابق الذي انهار عام 1992. كما قضى الكاتب الروسي الشهير ثماني سنوات قاسية سجينا في معتقلات سيبيريا عقابا له على مهاجمته ستالين فى عدة كتب. بحسب بي بي سي

وفاز سولجينتسين بجائزة نوبل للادب عام 1970عن روايته "ارخبيل جولاج" الذى لفت انظار العالم الى معسكرات العمل القسري في الاتحاد السوفيتي السابق.

لكن بعد ذلك باربع سنوات تم نفيه الى الغرب حيث اصبح هناك ناقدا دائما للنظام السوفييتي ولروسيا ما بعد الشيوعية في ما بعد.

ثم سمح بعد ذلك له بالعودة الى روسيا عام 1994 الا انه بعدها بدأ يختفي عن الاضواء شيئا فشيئا. ولسولجنتسين في سنوات عمره الأخيرة عدة كتابات تناولت التاريخ والهوية الروسية.

وقال ميخائيل جورباتشوف الزعيم السوفيتي السابق، الذي اسهمت اصلاحته في التعجيل بنهاية الشيوعية في بلاده، عن الروائي الروسي انه لعب دورا رئيسيا في تقويض نظام ستالين الاستبدادي، وان اعماله غيرت ضمير الملايين.

واعتبرت الصحافة السوفيتية سولجينتسين خائنا وشنت هجوما لاذعا ضده بعد نشر الجزء الاول من ثلاثيته الارخبيل في عام 1973.

وروت تلك الثلاثية، التي نشرت في الغرب، تفصيلات عن الفظائع التي كانت تمارس في منظومة السجون ومعسكرات العمل القسري السوفيتية خلال الفترة بين عام 1918 وحتى عام 1956.

وفي مطلع عام 1974 سحبت السلطات السوفيتية الجنسية منه ونفي من بلاده ليقيم اولا في سويسرا، ثم في الولايات المتحدة، حيث عاش في عزله اختيارية اكمل خلالها عملين آخرين، منتقدا ما كان يراه انحدارا اخلاقيا للغرب. عاد سولجينتسين الى بلاده عام 1994 وكانت عودة مليئة بالدراما، حيث طاف في انحاء روسيا، ومنحه الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين جائزة الدولة الروسية بعد ذلك بعدة اعوام.

وكانت آخر اعمال سولجينتسين هي رواية "مئتا عام" والتي نشرت عام ألفين، حيث تناولت اوضاع اليهود في المجتمع الروسي، ودورهم في الثورة الاشتراكية.

ويرى نقاد الادب ان اعمال سولجينتسين ومواقفه هزت اركان الاتحاد السوفيتي من الاعماق، حيث اسهمت في مواجهة واختراق المحرمات والممنوعات آنذاك، واخراج الاسرار المدفونة عميقا.

وتقرأ هذه الكشوفات في اعمال مثل: يوم واحد في حياة ايفان دينيسوفتش، التي تروي تفاصيل عن حياة نجار وجد نفسه وسط شبكة سوفيتية من معسكرات عمال السخرة، حيث المعاناة الفظيعة من المجاعة والبرد القارس والاجراءات العقابية القاسية.

وقال سولجينتسين عن تلك المعاناة انها اوصلت متوسط حياة هؤلاء العمال، الذي كانوا يعاملون كالعبيد، الى شتاء واحد فقط.

وقد وصف سولجينتسين منظومة السجون السوفيتية او الجولاج، بانها مفرمة للحم بشري، لكل من كان يراه ستالين معارضا او منتقدا لنظامه، او حسب وصف الدكتاتور السوفيتي بانهم اعداء الشعب.

كان سولجينتسين متأبطا مهاراته الروائية وذاكرته المضيئة حيث امضى نحو اربعين عاما يعمل بسرية وكتمان وخوف، لكنه في النهاية، وبعد انتقاله الى منفاه، شرع في نحت الحقيقة وفضح الاكاذيب التي كان يطلقها النظام السوفيتي، وكانت تلك هي مساهمته في وضع نهاية لهذا النظام.

وعندما فاز سولجينتسين بجائزة نوبل عام 1970 رفضت السلطات السوفيتية السماح له بالتوجه الى ستوكهولم لتسلم جائزته، لكنه، وفي رسالة هربت الى الاكاديمية السويدية، كتب مثلا روسيا يقول: كلمة حق واحدة تفوق العالم كله.

لكنه، وبعد عودته من منافه عام 1994، صدم مما رآه في بلاده، واعتبر ان الكرملين كان عاجزا عن وقف اعمال السطو والاستيلاء على مصادر الثروة الروسية الهائلة من قبل حيتان، مرتبطة بالنظام السياسي.

كما اعتبر ان الكرملين كان غير قادر على الوقوف امام ما يراه من تهديدات حلف الاطلسي والمؤسسات الغربية الاخرى.

ويرى بعض النقاد ان سولجينتسين، الذي كان بطلا بالنسبة للكثير من قرائه، عند آخرين صاحب نظرة واحكام سياسية محبطة بقدر ما كانت اعماله ملهمة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت   9/تموز/2008 - 7/شعبان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م