نتائج الفيتامينات في علاج أصعب الأمراض على الإطلاق

شبكة النبأ: علاقة الإنسان بالذوات المحيطة به من كائنات حية، بين حيوان ونبات، ما هي إلا علاقة وطيدة شديدة الأواصر، ذلك ما للحاجة الفعلية والأكيدة الماثلة بين الجميع.

ومن الجدير بالذكر ان بعض النباتات يمكن لها ان تنقذ الإنسان من اخطر انواع الامراض فتكاً، وكما لها الفضل في ديمومة وسلامة الجسد الإنساني.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على أبرز المكتشفات العلمية المتعلقة بصحة الإنسان، وعلاقة الفيتامينات بديمومته وصحته وسلامته البدنية:

فيتامين اشعة الشمس وإكتشاف الفوائد الجديدة

قال باحثون نمساويون ان الاشخاص الذين يعانون نقصا في فيتامين (د) عرضة للوفاة المبكرة مقارنة باولئك الذين تحتوي دماؤهم على كميات أكبر مما يطلق عليه فيتامين اشعة الشمس.

واظهرت الدراسة وهي أحدث بحث طبي يشير الى فائدة صحية جديدة للفيتامين أن معدلات الوفاة الناتجة عن أي سبب أو مشاكل مرتبطة بالقلب اختلفت بشكل كبير تبعا لفيتامين (2).

وقال هارالد دوبنج الباحث بجامعة جراتز في النمسا ورئيس فريق البحث: هذه أول دراسة تظهر أن فيتامين (د) يؤثر على الوفيات بصرف النظر عن السبب الاساسي للموت.

ويكون الجسم الفيتامين عندما يتعرض الجلد لاشعة الشمس وهذا هو السبب في انه يطلق عليه فيتامين اشعة الشمس. وهو مكمل للحليب ويوجد في الاسماك الدهنية مثل السلامون لكن الكثير من الناس لا يحصلون على كميات كافية منه. بحسب رويترز.

ويساعد فيتامين (د) الجسم في امتصاص الكالسيوم وله اهمية لصحة العظام. وفي البالغين يمكن ان يؤدي نقص الفيتامين الى هشاشة العظام ويمكن ان يؤدي ايضا الى لين العظام في الاطفال.

واظهرت عدة دراسات مؤخرا ان فيتامين (د) قد يكون له فوائد صحية اخرى عديدة منها الحماية من السرطان وأمراض الشرايين والسل.

وقال باحثون امريكيون الاسبوع الماضي ان فيتامين (د) قد يطيل أعمار الاشخاص الذين يعانون امراض سرطان القولون والمستقيم.

وشمل البحث الذي نشر بدورية سجلات الطب الباطني Archives of Internal Medicine أكثر من 3200 شخص متوسط اعمارهم 62 عاما كان مقررا لهم اجراء فحوص طبية على القلب خلال الفترة بين 1997 و2000.

وعلى مدى برنامج للمتابعة امتد ثمانية اعوام خلص الباحثون الى ان ربع المتطوعين الذين سجلوا أدنى مستويات من الفيتامين في دمائهم كانوا أكثر عرضة للوفاة.

ووجد الباحثون ان الخطر تضاعف في الاشخاص الذين بلغت معدلات الفيتامين لديهم بين خمسة الى 10 نانوجرام (وحدة من مليار وحدة في الجرام) لكل ميللمتر في دمائهم حتى مع الاخذ في الاعتبار بعوامل اخرى مثل امراض القلب والتدريبات والبدنية.

وقال دوبنج ان معظم الاطباء يرون ان المعدل المطلوب من الفيتامين يتعين ان يكون بين 20 الي 30 نانوجرام لكل ميللمتر في الدم.

مرضى السل والايدز ونتائج العلاج بالفيتامينات

قال تقرير جديد ان اضافة عناصر مثل السيلينيوم وفيتامينات (ا) و(ب) مركب و (ج) و(هـ) الي النظام الغذائي يحسن نتائج علاج مرضى السل.

وقال الدكتور ادواردو فيلامور من كلية هارفارد للصحة العامة في بوسطن لرويترز ان: الحالة الغذائية مؤشر هام جدا الى النتائج العلاجية لدى المصابين بأمراض فيروسية.

وافترض فيلامور وزملاؤه أن المكملات الغذائية من شأنها أن تقلل خطر مضاعفات المرض واحتمالات الوفاة بين المرضى الذين يعالجون من السل. واخضعوا افتراضهم للاختبار في دراسة شملت 887 مريضا في دار السلام في تنزانيا. بحسب رويترز.

ووجدوا أن استخدام المكملات الغذائية كان مرتبطا بانخفاض طفيف في احتمالات فشل علاج السل وانخفاض بنسبة 45 في المئة لاحتمالات عودة المرض بعد علاج ناجع. وكان التأثير الاخير أكثر قوة في مجموعة فرعية لمرضى مصابين بفيروس (اتش اي في) المسبب لمرض الايدز. والسل هو احد المضاعفات الشائعة لدى المصابين بفيروس (اتش اي في).

وربطت الدراسة ايضا بين المكملات الغذائية وبين خفض احتمالات مضاعفات السل التي تحدث خارج الرئتين. ولوحظت اثار مفيدة لجهاز المناعة عند غير المصابين بفيروس (اتش اي في) لكنها لم تظهر لدى اولئك المصابين بالفيروس.

وقال الباحثون في تقريرهم الذي نشر في دورية الامراض الفيروسية ان المكملات الغذائية لم يكن لها أثر على معدلات الوفاة أو تقدم مرض الايدز.

وحذر فيلامور من أن: نتائج دراسة واحدة لا تكفي غالبا لتقديم توصيات عامة.. وبالرغم من هذا فان هذا التدخل غير المكلف نسبيا يبدو واعدا كطريقة محتملة لتحسين نتيجة المرضى الذي يتلقون علاجا لمقاومة السل.

وكتبت الدكتورة كريستين شتابل بن من معهد شتاتنز سيروم في كوبنهاجن وزملاؤها في مقال ذي صلة: نعتقد أن هذه النتائج تمثل أثرا حقيقيا وأن... المكملات الغذائية قد تكون علاجا (اضافيا) مهما لمرضى السل.

مرضى الروماتزم وشيوع نقص فيتامين (د)

اكتشف باحثون في ايرلندا أن حوالي ثلاثة أرباع المرضى الذي ترددوا على عيادة للروماتزم تركز على أمراض تصيب المفاصل والعضلات والعظام والاوتار كانوا يعانون نقصا في فيتامين ( د).

وقام الدكتور محمد هارون وزملاؤه بمستشفى جامعة فيكتوريا في كورك بتقييم حالات نقص فيتامين (د) في جميع المرضى الجدد الذي زاروا عيادة الروماتزم بالمستشفى في الفترة بين يناير كانون الثاني ويونيو حزيران 2007. وعرضت نتائج فريق الباحثين في اجتماع رابطة الاتحاد الاوروبي لمكافحة الروماتزم 2008 في باريس. بحسب رويترز.

وبين 264 مريضا زاروا العيادة في تلك الفترة وافق 231 على قياس مستويات فيتامين (د) لديهم وغيرها من الاختبارات ذات الصلة.

واجمالا وجد الباحثون أن 162 مريضا أو 70 في المئة كان لديهم انخفاض في مستويات فيتامين (د) بينما عانى 26 في المئة نقصا حادا في مستويات الفيتامين. ووجدوا اختلافا ضئيلا بين النسبة المئوية للمصابين من صغار السن والمصابين الاكبر سنا الذين كان لديهم نقص في الفيتامين.

ووجدوا أيضا انخفاضا حادا في فيتامين (د) بين نسبة كبيرة من المرضى الذين كانون يعانون امراضا مختلفة مثل أمراض التهاب المفاصل والروماتزم والام الظهر وهشاشة العظام.

ويقول هارون ان النقص الحاد المزمن في فيتامين (د) يزيد مخاطر الاصابة بمرضي هشاشة العظام ولين العظام في حين ان النقص الخفيف الى المعتدل قد يسهم في الام روماتزمية غير محددة.

المخاطر والأضرار الناتجة عن نقص فيتامين ب

تشير نتائج دراسة جديدة الى ان الاشخاص المتقدمين في العمر الذين يعانون من نقص في فيتامينات ب أو لديهم مستويات عالية من بروتين في الدم يسمى "هموسيستين" ربما يكونوا اكثر عرضة لمخاطر الاصابة بكسور في عظام الفخذ (الورك).

وكان معروفا ان مستويات هرمون هموسيستين في الجسم تزيد عندما تستنفد فيتامينات ب. لكن في الدراسة الجديدة وجد الباحثون ان بروتين هموسيستين وفيتامين ب يرتبط كل منهما بشكل مستقل بمخاطر الاصابة بكسر في عظام الفخذ. بحسب رويترز.

ومن بين اكثر من الف رجل وامرأة متقدمة في العمر كان هؤلاء الذين لديهم نقص في فيتامين "ب 12" كانوا اكثر احتمالا بنسبة 60 في المئة للاصابة بكسر في عظام الفخذ مقارنة باولئك الذين لديهم مستويات طبيعية خلال اربع سنوات. ووجدت مخاطر مماثلة بين هؤلاء الذين لديهم نقص في فيتامين "ب6".

وعندما درس الباحثون مستويات بروتين هموسيستين وجدوا ان الرجال والنساء الذين لديهم مستويات عالية منه زادت احتمالات الاصابة بكسر في عظام الفخذ بنسبة 50 الى 70 في المئة حتى اذا جرى اخذ مستويات فيتامين ب لديهم في الاعتبار.

وقال كبير الباحثين الدكتور روبرت ار. ماكلين في مقابلة: شهدنا دليلا في الماضي على ان ارتفاع بروتين هموسيستين مرتبط بارتفاع مخاطر الاصابة بكسر في عظام الفخذ.

لكنه اضاف انه: من الصعب معرفة ما اذا كان حالة انخفاض فيتامين ب هو الية سببية أو ما اذا كان ارتفاع مستويات بروتين هموسيستين هو اليه سببية. وكتب هو وزملاؤه هذه النتائج الاخيرة في دورية علم الغدد الصماء والتمثيل الغذائي.

ويشير البحث في المختبرات الى ان فيتامينات "ب" تلعب دورا في الحفاظ على كثافة العظام وان الدراسات ربطت بين انخفاض مستويات الفيتامينات في الدم وانخفاض كتلة العظام.

واتساقا مع ذلك وجد ماكلين وزملاؤه انه مع تراجع مستويات فيتامين " ب6" لدى المشاركين في الدراسة تعجل فقد عظامهم في المتوسط.

وعلى النقيض من ذلك بالرغم من ان بروتين هموسيستين له صلة بمخاطر الاصابة بكسر في عظام الفخذ لم يكن له صلة بفقدان العظام. وحتى الان من غير الواضح سبب ارتباط هذا البروتين بكسور عظام الفخذ كما يقول الباحثون.

واشار ماكلين وزملاؤه الى ان التغيير في نظام الوجبات الغذائية وتناول المكملات الغذائية من الفيتامينات تعد: طرقا سهلة وفعالة للسيطرة على مستويات فيتامين ب ومستويات بروتين هموسيستين. ويقولون ان النتائج الحالية توحي بأن مثل هذه الاجراءات يتعين دراستها كاجراءات جديدة محتملة" من اجل منع كشور العظام.

لكن ماكلين قال: اعتقد انه مازال من المبكر جدا اخبار الناس بالبدء في تناول فيتامينات ب للوقاية من الكسور. ونحتاج الى دليل من تجارب اكلينيكية لاعطائنا صورة افضل عما يمضي بشكل حقيقي.

ويوجد فيتامين "ب6" في اطعمة مثل البطاطس (البطاطا) والموز والفول والحبوب الكاملة. ويوجد فيتامين "ب12" بشكل رئيسي في اللحوم والاسماك والدواجن.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء  6/تموز/2008 - 4/شعبان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م