شبكة النبأ: فيما تتزايد الدلائل يوما بعد آخر على تحويل
القاعدة جهودها من العراق، بعد الهزائم الكبيرة التي تعرضت لها،
لتعود من حيث أتت في مناطق الحدود الوعرة بين باكستان وافغانستان
تشير دلائل اخرى الى ان ايران اصبحت ممرا رئيسياً لتنقل هذه
المجموعات في دول شرق آسيا المحصورة بين الهند شرقاً وحتى لبنان
وشمال افريقيا غرباً حيث الترويج للسلفية الجهادية يشهد انتعاشاً
غير مسبوق...
وفي خضم التعقيدات السياسية والجغرافية والأيديولوجية التي
تتميز بها منطقة الشرق الأوسط تبقى المعالجة الفكرية وتجفيف منابع
الإرهاب ومحاربة الفكر الوهابي المتطرف ودعاتهُ من أهم وسائل ردع
العنف والإرهاب في جميع الأنحاء..
وقال مسؤولو أمن باكستانيون إن ستة اشخاص ربما بينهم خبير في
الاسلحة الكيماوية والبيولوجية بالقاعدة قتلوا في هجوم صاروخي
يشتبه بأنه امريكي على مدرسة باكستانية في مناطق قبلية تُعرف بأنها
ملاذ آمن للقاعدة. فقد قال مسؤول باكستاني كبير إن الضربة ربما
استهدفت ابو خباب المصري وهو خبير كيمائي مصري يعتبر من اكبر خبراء
صناعة القنابل في تنظيم القاعدة.
ونسف الهجوم الذي وقع قبل الفجر منزلاً قريبا من مدرسة يستخدمها
متشددون قرب قرية ادام وارساك على مسافة حوالي 20 كيلومترا من وانا
المدينة الرئيسية في منطقة وزيرستان الجنوبية على الحدود الافغانية.
وقال مسؤول مخابرات في المنطقة ان"ثلاثة صواريخ على الاقل ضربت
المنزل في نحو الساعة الرابعة صباحا/2200 بتوقيت جرينتش/ مما ادى
الى قتل ستة اشخاص واصابة ثلاثة."وقال مسؤول مخابرات اخر طلب عدم
نشر اسمه ان من بين القتلى ثلاثة اجانب وثلاثة من رجال القبائل
المحليين.
وقال مسؤول امني "سمعنا ان ابو خباب المصري ربما يكون قتل في
الضربة لكن لا يوجد تأكيد حيث لا يمكن لاحد ان يذهب هناك."بحسب
رويترز.
ورصدت الولايات المتحدة خمسة ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي
الى اعتقال او قتل المصري (55 عاما). وسبق ان وردت تقارير عن قتله
من قبل.
وقال مسؤول لرويترز ان المدرسة الدينية التي استهدفها الهجوم
كانت قاعدة للمتشددين وان صاحب المنزل المستهدف ويدعى مالك خان
يرتبط بعلاقات مع المتشددين.
واوضح سكان انهم سمعوا صوت محركات طائرة بلا طيار مما يشير الى
ان الصاروخ ربما تكون قد اطلقته طائرة امريكية بلا طيار.
وقال المتحدث العسكري الميجر جنرال اثار عباس ان" حادثا ما وقع
ولكن ما هو نوع الهجوم ومااذا كان صاروخا او هجوما صاروخيا او
انفجار قنبلة لا نعرف."قوات الائتلاف لا تتقاسم معنا المعلومات
بشأن اي ضربة قبل اي هجوم."
القاعدة تزحف إلى شمال افريقيا
وعن نية القاعدة التمركز في افريقيا نشرت صحيفة التايمز مقالاً
بعنوان "القاعدة تزحف إلى شمال إفريقيا"، يرى كاتبه أمير طاهري أن
"الجهاديين" الذين يهزمون في العراق وافغانستان الآن يتحولون سراً
إلى مواقع قوة جديدة. ويرى الكاتب أن العراق لم يعد مكاناً آمناً
لجهاديي القاعدة الذين فرّ الآلاف منهم منذ الشتاء الماضي.
ويضيف الكاتب ان بعض هؤلاء عادوا إلى بلادهم ومارسوا حياتهم
العادية، بينما بحث الآخرون عن أماكن أخرى لـ "حربهم المقدسة"
لمحاربة الصهيونية والصليبية وانتهى بهم المقام إلى اليمن،
افغانستان، باكستان، الهند وتايلاند. بحسب بي بي سي.
لكن طاهري يضيف أن شمال إفريقيا تبدو المنطقة الأكثر جذباً
لهؤلاء "الجهاديين"، وأنه وفقاً لما أشاعته الدوائر "الجهادية"
وأكده مسؤولون ومحللون فإن قوساً جديداً للارهاب بدأ في التشكل في
دول المغرب العربي الخمس.
ويرى طاهري أن الجزائر هي الدولة الأولى بين هذه المجموعة التي
استهدفها "الارهاب الإسلامي" عام 1986.
ويخلص الكاتب بعد عرض تاريخي موجز لتطورات الأحداث في الجزائر
إلى أن هذه البلاد ربما تشهد جولة جديدة من الحرب على الارهاب بسبب
المشكلات السياسية والاقتصادية التي تواجهها.
القاعدة تنتقد الملك السعودي
وأدان قيادي رفيع في تنظيم القاعدة العاهل السعودي الملك عبد
الله وقال في تسجيل مصور على الانترنت ان الحوار بين الاديان الذي
دعا اليه الملك عبد الله هدفه ابدال الاسلام "بـ دين جديد" مقبول
عند اليهود والمسيحيين.
وجاءت هذه الرسالة من أبو يحيى الليبي بعد خطوة سعودية لا سابق
لها بعقد مؤتمر للاديان في اسبانيا هذا الشهر دعا اليه الملك عبد
الله أتباع الديانات الكبرى في العالم الى نبذ التطرف والسعي نحو
الوفاق.
وقال الليبي في التسجيل الذي وضع يوم الاثنين على موقع على
الانترنت "ان التعجيل بقتل هذا الطاغية العابث الذي اعلن نفسه
اماما من أئمة الكفر لهو من أعظم القربات وأجل الطاعات."
واضاف "ان دعوة تقارب الاديان التي أطلقها طاغية بلاد الحرمين..
ليست دعوة عفوية مرتجلة.. (بل) لتكون جزءا محكما وحلقة متصلة من
الحرب الصليبية المكشوفة على الاسلام والمسلمين.. فأعداء الله لا
يريدون منا أكثر من الانسلاخ عن ديننا."بحسب رويترز.
وقال المتحدث في التسجيل "فهي في واقعها دعوة صريحة الى التخلي
عن الاسلام.. والبحث عن القواسم المشتركة التي تجمعه مع اليهودية
والنصرانية ليكون ما يتفق عليه أهل التجمع الثلاثي هو الدين العصري
الجديد الذي يسمح بالدعوة اليه."
وقال الليبي "من لهذا المتجبر فانه قد عبث بالدين وظاهر اليهود
والنصارى على المسلمين وملأ سجونه بالخيار الموحدين وتجرأ على
عقيدة التوحيد وآخى السابين للنبي الكريم وعلى رأسهم عابد الصلبان
بابا الفاتيكان. فمن له ثم من له فطوبى لمن كتب الله له الحسنة على
يديه وجعل من نفسه فداء للدين وحصنا للتوحيد ليدفع عن المسلمين
موجة كفر عاتية."
وكثيرا ما يصدر الليبي رسائل بالنيابة عن القاعدة. ويبدو أن
التنظيم يعده ليكون المتحدث باسمه منذ فراره من سجن أمريكي في
أفغانستان عام 2005.
وسعى الملتقى الذي عقد في مدريد لجمع شمل المسلمين واليهود
والمسيحيين وعزل من يستخدمون الدين في تبرير العنف أو عدم التسامح.
وهذه أول مرة تدعو فيها السعودية اليهود لمثل هذه التجمعات. ووجه
العاهل السعودي الدعوة أيضا للبوذيين والهندوس والسيخ لحضور هذا
الملتقى.
ايران الطريق الرئيسي للمتشددين
من جهة اخرى قالت صحيفة حكومية افغانية ان ايران اصبحت طريق
الانتقال الرئيسي للمتشددين الذين يحاولون الانضمام الى المتمردين
في افغانستان.
وكانت بعض الدول الغربية التي لها قوات في افغانستان قالت انه
تم ضبط اسلحة ايرانية مرسلة الى حركة طالبان في افغانستان لكنها
غير متأكدة مما اذا كانت طهران تدري بهذه الشحنات.
ونفت الجمهورية الاسلامية الشيعية التي تواجه ضغوطا دولية
متصاعدة بشأن برنامجها النووي انها تمول او تسلح حركة طالبان
السنية المتشددة في افغانستان. بحسب رويترز.
وقالت صحيفة (انيس) ان ثلاثة متشددين اجانب اثنان منهما من
الشرق الاوسط والثالث من تركيا اسروا اثناء عملية عسكرية جرت مؤخرا
في افغانستان واثبتت التحقيقات مع الثلاثة انهم قدموا عن طريق
ايران.
وقالت الصحيفة ان ايران اصبحت "نفقا للارهابيين" المتجهين الى
وزيرستان المنطقة القبلية في باكستان حيث توجد ملاذات للمتشددين
والتي يدخلون منها الى افغانستان ليهاجموا القوات الاجنبية
والافغانية.
وقالت (انيس) "شعب افغانستان لا يمكنه ان يظل صامتا امام هذا
السلوك الايراني حيث ان ايران ترسل هؤلاء الافراد الى افغانستان
ليقتلوا مواطنين افغان."
وقالت الصحيفة الحكومية في مقالها الافتتاحي ايضا ان المملكة
السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة الدولتان الرئيسيتان
اللتان كانتا تساندان حركة طالبان لم تتخذا خطوات جادة للحد من
انضمام مواطنيهما الى حركة طالبان وتنظيم القاعدة. وقالت ان على
الحكومة الافغانية ان تتصرف.
وقالت "اصبحت ايران في الظروف الحالية المدخل الاكثر سهولة
للارهابيين القادمين من الشرق الاوسط الى افغانستان وعلى الحكومة
ان تغلق هذا النفق باية وسيلة كانت."
وتصاعدت اعمال العنف بحدة في افغانستان منذ عام 2006 عندما
اعادت طالبان التي اطيح بها من السلطة في الغزو الذي قادته
الولايات المتحدة في عام 2001 تجميع صفوفها وشنت تمردا ضد الحكومة
الافغانية التي يساندها الغرب وضد القوات الاجنبية.
ولاقى 15 الف شخص تقريبا بما في ذلك اكثر من 450 جنديا اجنبيا
في افغانستان حتفهم في العامين الماضيين وهما اكثر الفترات دموية
منذ الاطاحة بطالبان.
وتزامن تعليق الصحيفة مع التهديدات الاخيرة لايران بضرب المصالح
الامريكية في المنطقة اذا هاجمت واشنطن ايران بسبب طموحاتها
النووية. وكان مسؤولون امريكيون قد اتهموا ايران في السابق بتسليح
المسلحين في العراق. ونفت ايران الاتهام.
واتهمت حكومة افغانستان علنا عناصر في الجيش الباكستاني واجهزة
مخابراته بتدبير سلسلة من الهجمات في افغانستان بينها محاولة
لاغتيال الرئيس حامد كرزاي في ابريل نيسان. ورفضت اسلام اباد هذا
الاتهام.
ويأتي تصاعد العنف في افغانستان بالرغم من وجود اكثر من 71 الف
جندي اجنبي تحت قيادة حلف شمال الاطلسي والجيش الامريكي وحذر بعض
المسؤولين الغربيين من ان البلاد يمكن ان تنزلق مرة اخرى الى حالة
من الفوضى الشاملة.
القاعدة تركز على افغانستان بدل العراق
وقالت صحيفة الواشنطن بوست إن زعيم تنظيم القاعدة في العراق
وعددا من كبار مساعديه قد غادروا البلاد مؤخرا متوجهين الى
افغانستان.
وقالت الصحيفة في تقرير من بغداد إن ثمة مؤشرات الى ان تنظيم
القاعدة يقوم بارسال العناصر الجديدة التي يجندها في العراق الى
افغانستان.
ويقول التقرير إن تنظيم القاعدة مني بهزائم خطيرة في العراق الا
انه يحقق تقدما في افغانستان. ونقل التقرير عن محلل استخباراتي
امريكي بارز قوله إن معدل عدد المقاتلين الاجانب الذين يتسللون الى
العراق قد انخفض من 110 شهريا في الصيف الماضي الى حوالي 20 شهريا
في الصيف الحالي.
ونقلت الواشنطن بوست عن البريغادير بريان كيلر ضابط الاستخبارات
الملحق بالجنرال ديفيد بتريوس القائد الامريكي الاعلى في العراق
قوله: "نعتقد ان تنظيم القاعدة يعيد تقييم جدوى استمراره في القتال
في العراق وما اذا كان ينبغي عليه الاستمرار في تركيز جهوده على
الحرب في العراق." |