التدخين السلبي ومرضى الزهايمر

شبكة النبأ: تتوقف العوامل الصحية على عدة أمور وتحصينات من شأنها أن تدفع بكل ماهو محذور عن الإنسان، وتطيل بعمره بالقدر الذي يكون فيه متمتعا بالصحة والراحة النفسية.

ودأب الأطباء والعلماء على معرفة كل ماهو مضر وما هو مفيد لجسم الإنسان حتى يتمكنوا من تقديم المساعدة الممكن وتوفير شتى أنواع العلاج لشتى الظروف التي تحيط بنا.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تعرض على القارئ الكريم بعض المحطات، منها مرض الزهايمر وعلاقته بالرياضة الجسدية، والتدخين السلبي أو الإجباري ومضاره الصحية الخطيرة:

مرض الزهايمر والتمارين الرياضية

قالت دراسة حديثة ان المصابين بمرض الزهايمر في مراحله المبكرة الذين يتمتعون بلياقة بدنية افضل تكون مناطق المخ لديهم أكثر مقاومة للمرض من غيرهم.

وأشارت الدراسة، التي عرضت في المؤتمر الدولي للزهايمر في شيكاجو، إلى ان اللياقة والتمرينات تعمل على ابطاء التغيرات المرتبطة بالعمر في المخ بين الاشخاص الاصحاء.

وقال الدكتور سام جندي رئيس مجلس الاستشارات الطبية والعلمية في اتحاد الزهايمر: إن هذه الدراسة تحمل رسالة مفادها انه اذا كنت مصابا بمرض الزهايمر فليس من المتأخر جدا ان تصبح لائق بدنيا. بحسب بي بي سي.

وتمت هذه الدراسة في المركز الطبي لجامعة كانساس في كانساس سيتي حيث تم بحث العلاقة بين اللياقة وحجم المخ لدى 56 بالغا بصحة جيدة و 60 بالغا مصابين بالمرض في مراحله المبكرة.

وانتهت الدراسة إلى ان الاشخاص في المراحل المبكرة للزهايمر واللائقين بدنيا تكون لديهم مناطق بالمخ مهمة للذاكرة اكبر حجما مقارنة بالمصابين الاقل لياقة.

وكانت دراسة أسترالية قد أشارت في وقت سابق إلى ان المصابين بخرف الشيخوخة الذين شاركوا في برنامج تمرينات لمدة 12 شهرا قل سقوطهم على الارض وتحسنت حياتهم.

تفشي الكوليرا في أندونيسيا بسبب ضعف المرافق الصحية

أعلن مسئول طبي أندونيسي أن 172 قرويا توفوا في منطقة بابوازيا الغربية في اندونيسيا نتيجة اصابتهم بمرض الكوليرا .

واحصى حالات الوفاة هذه رجال انقاذ في هذه المنطقة النائية، فيما أكدوا أن العدوى تنتقل سريعا عن طريق مياه الانهار التي يشربها سكان بابوازيا. بحسب روتيرز.

وحذر مسئولون صحيون من أنه بدون تحرك حكومي عاجل سيموت كثيرون اخرون حيث تنتشر العدوى بسرعة شديدة.

وتعاني المرافق الصحية الاندونيسية من قصور شديد ونقص تمويل ولا سيما في بابوازيا الغربية وهي منطقة بحجم اسبانيا ينتشر فيها ايضا مرض الايدز.

مخاطر التدخين السلبي

يعتقد الكثيرون أن المدخن هو المتضرر الوحيد، إلا أن الأمر ليس كذلك، فالمدخن يضر أيضاً من حوله ويسبب لهم العديد من الأمراض بسبب هذه العادة السيئة التي  تنتشر في الأماكن العامة.

فعندما يدخن المدخنون في أي مكان فإنهم يستنشقون 15% من دخان السجائر، ومعظم دخان السجائر أو 85% منه ينتشر في الجو المحيط بالمدخنين، وكلما كان هذا الجو مغلقاً كلما زادت نسبة تركيز الدخان في الجو وكلما زاد تشبع الجو المحيط بدخان السجائر، وبالتالي فإن تواجد عدد من غير المدخنين في هذا الجو المشبع بالدخان يعرضهم للعديد من المخاطر، وهذا ما يسمى بالتدخين السلبي أو التدخين اللاإرادي أو التدخين الغير مباشر. بحسب بي بي سي.

وأكدت دراسة أمريكية حديثة أن التدخين السلبى يزيد مخاطر الإصابة بالجلطات، وذلك لأن الأشخاص الذين يستنشقون دخان السجائر دون أن يدخنوها أكثر عرضة كذلك للإصابة بسرطان الرئة وسرطان الجيوب الأنفية والتهابات الجهاز التنفسى وأمراض القلب وامراض أخرى.

وأشار الباحثون إلى أن الزواج من مدخن يزيد احتمالات الإصابة بالجلطات بنسبة 42 بالمئة لدى من لم يدخنوا قط بالمقارنة بالمتزوجين من أشخاص لم يدخنوا، مؤكدين أن هذه النسبة ترتفع إلى 72 بالمئة بالنسبة للمدخنين السابقين المتزوجين من مدخنين، والمدخنون السابقون المتزوجون من مدخنين تبلغ احتمالات الإصابة بالجلطات لديهم نفس نسبة احتمالاتها بين المدخنين.

وأوضحت ماريا جليمور من كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد فى بوسطن، أن غير المدخنين المتزوجين من مدخنين تزيد احتمالات إصابتهم بالجلطات مما يشكل مصدر قلق إضافى من التدخين السلبي.

كما أكدت العديد من الأبحاث العلمية أن التدخين السلبي من المسببات الأكيدة لسرطان الرئة عند الإنسان، حيث ثبت علمياً أن تأثيره على الرئتين يظهر في أعراض الإصابة بحساسية الشعب الهوائية ومرض الربو، هذا بالإضافة إلي السعال المزمن  وزيادة إفراز البلغم والتهابات الصدر المتكررة وضيق النفس.

وأكدت بعض الدراسات في مراكز بحوث القلب أن هناك علاقة وثيقة بين التدخين السلبي غير المباشر والإصابة بأمراض القلب وخصوصا أمراض شرايين القلب كما يحدث للمدخنين أنفسهم فيؤدي ذلك للإصابة بجلطات القلب في سن مبكر.

كما أشارت دراسة علمية أمريكية إلي أن التدخين ‏السلبي يمكن أن يقلل من سرعة التئام الجروح وذلك لأن الخلايا التي تتعرض لدخان ‏السجائر تجد صعوبة في التحرك صوب المناطق المتضررة.

 ‏وأوضح فريق من الباحثين في جامعة كاليفورنيا الأمريكية أن الخلايا التي تساعد ‏في تجديد الانسجة المتضررة تصبح اكثر تماسكا بسبب تغير في تركيبها الكيميائي ‏وبالتالي أقل حركة، وأضاف لهم الخبراء البريطانيون أن تأثير التدخين على التئام ‏الجروح معروف جيدا لكنه كان من الصعب تقييم تأثير التدخين السلبي. ‏   

وبالنسبة للتأثير المأساوي للتدخين السلبي عند الأطفال، فالموقف مفزع على وجه الخصوص، حيث ثبت أن تعرض؛ الأطفال الذين لا خيار لهم، لدخان التبغ هو سبب رئيس للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، وأمراض الاذن الوسطى، ونوبات الربو، وظاهرة الموت الفجائي عند الأطفال، كما أن دخان التبغ مصدر هام لتلوث الهواء داخل المباني حيث يساهم في تسميم البيئة ويعتبر من مسببات الإصابة بالتهابات العيون والحلق والسعال والصداع.

وأكدت دراسة أجرتها نيفين أبو السعود الباحثة بالشعبة الطبية بالمركز القومي للبحوث بمصر، أن الاطفال مرضي الربو الشعبي والمعرضين للتدخين السلبي اكثر قابلية من غيرهم للاصابة بجلطات الشرايين، مشيرة إلي  أنه يجب على الأطباء معرفة مدى تعرض الأطفال المرضي للتدخين السلبي عند تحديد جرعة الدواء وخاصة الكورتيزون الذي يزيد من فرصة حدوث مثل هذه الجلطات .

كما أفادت دراسة أمريكية بأن مستوى الأطفال الذين يتعرضون للتدخين أسوأ من مستوى أقرانهم الذين لا يتعرضون له. وربط البحث ما بين التعرض لأقل مستويات التبغ بالمنزل والدرجات المنخفضة في اختبارات القراءة والرياضيات، فكلما ازداد حجم تعرض الطفل للتبغ، كلما ساء مستواه الدراسي.

وترتكز الدراسة على بيانات تم جمعها بين عامي 1988 و1994 لعكس صورة عن صحة الأمريكيين في تلك الفترة، ووجدت الدراسة أن هناك نقطة تراجع واحدة في كل وحدة زيادة في نسبة الكوتينين في المستويات التي تقل عن 1 نانوجرام، مما يشير إلى أنه حتى مستويات التعرض المنخفضة للتبغ من شأنها أن تصيب وظائف العقل بالضعف.

وأجريت الدراسة التى أعدها خبراء في الجمعية الطبية البريطانية على 120 الف بريطاني تراوح اعمارهم ما بين 30 و50 عاما ، وكلهم يعانون من مشاكل في الانتصاب مرتبطة بالتدخين.

ووجد الباحثون أن التبغ الموجود داخل السجائر يعد من أهم أسباب العجز الجنسى، لذا على الرجال الراغبين في الاستفادة من حياتهم الجنسية تجنب التدخين.

وحذرت دراسة طبية أيضاً من أن النساء المدخنات أثناء فترة الحمل أكثر عرضة لانجاب أطفال مشوهين ومصابين بشقوق وعيوب خلقية في الحلق والوجه.

وقد أوضح الباحثون أن الشفة المشقوقة وشقوق سقف الحلق هي أكثر العيوب الخلقية والتشوهات الولادية شيوعاً بين المواليد ويزداد خطرها بصورة أكبر عند أطفال المدخنات.

ووجد هؤلاء أن للتدخين السلبي وهو شم رائحة دخان السجائر أو التواجد على مقربة من أناس مدخنين أثرا مشوها على الاطفال بنسبة تقارب ما يسببه تدخين الام المباشر أثناء الحمل على الجنين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد  3/تموز/2008 - 1/شعبان/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م