
شبكة النبأ: إنقشعت سحابة العوادم التي غطت سماء بكين خلال
الايام القليلة الماضية مع هطول الامطار، قبل عدة أيام من انطلاق
دورة الالعاب الاولمبية التي تستضيفها المدينة إلا أن الحكومة
الصينية وقعت تحت ضغط متجدد بسبب تقرير يدين سجلها المتعلق بحقوق
الانسان.
ومشكلة التلوث المزمنة في المدينة والتي يتسبب فيها أحيانا مزيج
من الاتربة الناجمة عن أعمال البناء وعوادم السيارات والدخان
المتصاعد من المصانع ومحطات الطاقة من أكبر عوامل قلق منظمي
الاولمبياد الذين تعهدوا بتنظيم دورة ألعاب نظيفة واتخذوا اجراءات
طارئة لخفض التلوث.
فقد أثار المنظّمون امكانية فرض المزيد من القيود لخفض التلوث
اضافة الى ابعاد نحو نصف سيارات بكين ومجموعها 3.3 مليون سيارة عن
الشوارع واغلاق الكثير من المصانع قرب العاصمة ولكنهم رفضوا ذكر أي
تفاصيل وأصروا على أن درجة نقاء الهواء تتحسن.
وصرح دو شاو تشونج نائب رئيس مكتب الحفاظ على البيئة في بكين
بأن سحابة العوادم التي تقلل الرؤية لا تعني بالضرورة أن درجة نقاء
الهواء سيئة.
وتابع للصحفيين "لا نقر استخدام الصور لتكوين رأي بخصوص نقاء
الهواء... يجب أن نستخدم نظام المراقبة الكامل ونفحص بشكل علمي
البيانات."واستطرد "السحاب والضباب ليسا تلوثا.. الاحوال الجوية
هذه ظاهرة طبيعية وليس لها صلة بالتلوث."
وبكين ليست المدينة الوحيدة التي تعاني من التلوث. سجلت هونج
كونج التي تستضيف منافسات الفروسية في الالعاب أسوأ سجلاتها فيما
يتعلق بتلوث الهواء يوم الاثنين. وزاد التلوث يوم الثلاثاء في هونج
كونج مما جعل الرؤية منعدمة.
وقال رانهارت ويندت رئيس فريق الفروسية الالماني "أعتقد أن
الامور صعبة للغاية للخيول ومن يمتطيها وعليهم التأقلم.
"يمكننا أن نشعر بما تشعر به الخيول ومن يمتطونها. ولكن لا نعلم
ما اذا كان ذلك ناجما عن الحرارة أو الرطوبة أو الهواء غير النظيف.
لسنا معتادين على مثل هذه الظروف. الشعور سيء في الوقت الحالي."
وأرجأ العديد من الرياضيين وصولهم الى بكين الى اخر لحظة لتفادي
التعرض للاحوال الجوية السيئة كما قالت اللجنة الاولمبية الدولية
انها قد تغير مواعيد سباقات التحمل مثل الماراثون للحيلولة دون
تعرض الرياضيين لمشاكل صحية اذا لم يكن الهواء نقيا.
وقال كيفان جوسبر عضو اللجنة الاولمبية الدولية "قالت المجموعة
الطبية باللجنة الاولمبية الدولية ان درجة نقاء الهواء ستكون على
ما يرام بالنسبة لاي منافسة لمدة ساعة ولكن ما يمكن أن يستمر أكثر
من ذلك سيكون عرضة لتغيير موعده."
وتابع لرويترز "ما يثير قلقنا هو المواد السامة في الجو. من
الممكن أن يكون هناك ضباب وسحب وعواصف ورطوبة عالية ودرجات حرارة
مرتفعة ولكن القضية الحقيقية هو ما اذا كانت كل هذه العوامل يمكن
أن تضر الرياضيين."
وقال طبيب تابع للجنة الاولمبية اليابانية يوم الثلاثاء ان
الرياضيين اليابانيين قد يستخدمون أقنعة خاصة بعمال البناء لحماية
أنفسهم من تلوث الهواء خلال الاولمبياد.
وذكر مسؤولو البعثة الاسترالية أمس الاثنين ان الرياضيين
الاستراليين سيسمح لهم بالانسحاب من المنافسات اذا شعروا أن التلوث
يمثل خطرا على صحتهم وسلامتهم.
ولن يشارك لاعبو القوى الاستراليون في حفل افتتاح الاولمبياد في
الثامن من أغسطس اب ببكين ويرجع ذلك بشكل كبير للشعور بالقلق من
تلوث الجو.
وانسحب حامل الرقم القياسي في منافسات الماراثون هايلي
جبرسيلاسي من سباق الماراثون خوفا على حالته الصحية.
واستهدفت منظمة العفو الدولية قضية حساسة أخرى بالنسبة
للاولمبياد وهي قضية حقوق الانسان في تقريرها الذي صدر في هونج
كونج وأشار الى أن الصين لم تلتزم بتعهداتها التي تقدمت بها عندما
سعت لاستضافة الالعاب.
وقال تقرير منظمة العفو الدولية "لم يحرز تقدم تجاه الوفاء بهذه
التعهدات واستمر التدهور."وأضاف أن الصين استهدفت المدافعين عن
حقوق الانسان والصحفيين والمحامين "لاسكات المعارضة" قبل
الاولمبياد.
واستطرد "استخدمت السلطات الالعاب الاولمبية كحجة للاستمرار وفي
بعض الاحيان لتشديد السياسات والممارسات القائمة والتي أدت الى
انتهاكات بالغة ومنتشرة لحقوق الانسان."
ورفض متحدث باسم الحكومة الصينية التقرير وقال انه نتاج تحيز
معتاد. وأضاف "هذا بيان لا يمكن لاي أحد يعرف الصين أن يتفق معه."
وقال تينج بياو المحامي المدافع عن حقوق الانسان ومقره بكين
والذي احتجز من قبل ان دورة الالعاب الاولمبية الصينية صاحبتها بعض
المكاسب فيما يتعلق بحرية وسائل الاعلام والنشطاء المدنيين الذين
يركزون أنشطتهم عبر الانترنت.وأضاف "ولكن تقرير منظمة العفو صحيح
من جوانب عديدة. لم يحدث تقدم ولا تدهور."
وقال دو نائب رئيس مكتب الحفاظ على البيئة ان بكين ستتخذ المزيد
من الخطوات لمكافحة التلوث اذا لزم الأمر ولكنه نفى تقريرا لصحيفة
تشاينا ديلي أفاد بأنه سيجرى ابعاد 90 في المئة من السيارات الخاصة
عن الطرق.
وبدأت بكين بالفعل تطبيق نظام تسير بمقتضاه السيارات ذات
اللوحات المعدنية بأرقام زوجية في يوم والسيارات ذات اللوحات
المعدنية بأرقام فردية في اليوم التالي كما منعت أيضا الكثير من
السيارات الحكومية من السير. وجرى استثناء سيارات الاجرة والحافلات
والعربات الخاصة بدورة الالعاب الاولمبية. وأغلقت العديد من
المصانع حول بكين المسببة للتلوث مثل مصانع الصلب.
فرض رقابة على الانترنت واللجنة
الاولمبية الدولية قلقة
واكد المتحدث باسم اللجنة الصينية المنظمة للاولمبياد سون ويي
دي ان الصين ستراقب الانترنت المستخدمة من قبل وسائل الاعلام
متراجعة بذلك عن وعد سابق قطعته بانها ستترك الحرية المطلقة
للصحافة خلال دورة الالعاب الاولمبية التاسعة والعشرين من 8 الى 24
آب/اغسطس.
وقال ويي دي "خلال الالعاب الاولمبية سنقدم مدخلا الى شبكة
الانترنت كافيا بالنسبة الى الصحافيين" مؤكدا ان الصحافيين لن
يستطيعوا الدخول الى صفحات او مواقع تحتوي على معلومات عن الحركة
الروحية فالونغونغ المحظورة في الصين فضلا عن ان مواقع اخرى لم
يحددها لا يمكن الدخول اليها من قبل الصحافة.
وقال رئيس اللجنة الاولمبية الايترالية جون كوتس ان اللجنة
الاولمبية الدولية ستأخذ "على محمل الجد" هذه الرقابة "المخيبة"
لوسائل الاعلام. بحسب فرانس برس.
واكد المسؤول في اللجنة الاولمبية الدولية كيرفان غوسبر ان
اللجنة ستناقش هذه القيود مع السلطات الصينية وقال "سابحث مع
السلطات الصينية هذه المسائل لنرى ما هو رد فعلها".
وفي بكين يشتكي الصحافيون العاملون في المركز الاعلامي الرئيسي
من عدم تمكنهم زيارة المواقع التابعة لمنظمة العفو الدولية وهيئة
الاذاعة البريطانية (بي بي سي) والاذاعة الالمانية "دويتش فيلله"
وصحيفة هونغ كونغ "ابل دايلي" وصحيفة "ليبرتي تايم" التايوانية.
وقال سون "كان وعدنا ان يتمكن الصحافيون من استخدام الانترنت
لعملهم الخاص خلال الالعاب وقد اعطيناهم مدخلا كافيا للقيام بهذا
العمل".
وكانت اللجنة الصينية المنظمة وعدت تحت ضغط اللجنة الاولمبية
الدولية بان تتيح الدخول الكامل الى شبكة الانترنت لالاف الصحافيين
الذي سيقومون بتغطية الالعاب الاولمبية.
وقد صرح مسؤول في وزارة الخارجية الصينية امس الثلاثاء ان مواقع
فلونغونغ ستغلق امام متسخدمي المركز الاعلامي خلال الاولمبياد.
وكانت بكين حظرت عام 1999 حركة فالونغونغ التي تعد 100 مليون منتسب
منها 70 مليونا في الصين.
الصين تتجسس على نزلاء الفنادق خلال الاولمبياد
من جهة ثانية قال سناتور أمريكي إن الصين ركبت معدات تجسس على
الانترنت في جميع سلاسل الفنادق الرئيسية التي تستضيف الاولمبياد
صيف 2008.
وقال السناتور سام براونباك ان "الحكومة الصينية وضعت أنظمة
تجسس وجمع معلومات عن كل نزيل في الفنادق التي يقيم فيها ضيوف
الاولمبياد."وأضاف السناتور المحافظ عن الحزب الجمهوري نقلا عن
وثائق حصل عليها من الفندق أن الصحفيين وعائلات الرياضيين وغيرهم
ممن سيحضرون الاولمبياد الشهر القادم "سيخضعون لعملية تدقيق شديدة"
عن طريق مكتب الامن العام الصيني. وقال إن المكتب سيراقب الاتصالات
عبر الانترنت في الفنادق. بحسب رويترز.
ووجه السناتور الامريكي اتهاما مشابها قبل بضعة شهور الا أنه
قال انه منذ ذلك الحين قدمت الفنادق معلومات مفصلة عن أنظمة
المراقبة التي طلبتها بكين.
رفض براونباك التعريف عن تلك الفنادق. ولكنه قال إن "العديد من
سلاسل الفنادق الدولية أكدت حقيقة هذا الطلب."ولم يتسن الحصول على
تعليق من المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن.
وخاض براونباك حملة فاشلة للترشح لرئاسة الولايات المتحدة هذا
العام. وعرض وثائق قال إنها ملاحظات موجهة للفنادق بخصوص أمن
الانترنت. ولم يتسن التأكد مما اذا كانت الوثائق أصلية.
وتنص احدى الوثائق على أنه "من أجل ضمان الافتتاح السلس
للاولمبياد في بكين والاكسبو في شنغهاي في 2010. عليكم تأمين شبكات
الانترنت والمعلومات المتوفرة على ذلك في الفنادق.. مطلوب من
شركتكم تحميل وتشغيل نظام ادارة الامن."وأضاف براونباك أن الفنادق
"استثمرت ملايين الدولارات في ممتلكاتها الصينية" و"يمكن أن تواجه
انتقاما شديدا من الحكومة الصينية" لو رفضت الاستجابة.
وطالب السناتور الصين بالتراجع عن سياستها. ولكنه قال ان
الفنادق تحذر الضيوف قائلة "اتصالاتكم ونشاطات المواقع الالكترونية
ليست خصوصية" وأن البريد الالكتروني والمواقع الالكترونية التي
يزورونها يمكن لسلطات انفاذ القانون المحلية الوصول اليها.
وعقدت لجنة تابعة لمجلس النواب الامريكي جلسة قبل أكثر من عامين
للتحقيق في مدى تطبيق شركات الولايات المتحدة طلبات الصين بالرقابة
على الانترنت.
وبراونباك ناقد للصين في قضايا حقوق الانسان وكان ضمن أعضاء
المجلس الذين طالبوا الرئيس جورج بوش بمقاطعة حفل افتتاح
الاولمبياد في الصين ويرجع هذا بشكل كبير الى الرغبة في تسليط
الضوء على الادعاءات بأن الصين تزود السودان بأسلحة في مقابل النفط.
ويقول هؤلاء المنتقدون إن الصين استخدمت هذه الاسلحة في تنفيذ
ابادة جماعية في دارفور.
الصين ترفض تقريراً دولياً يتهمها بـ"خيانة قيم" الأولمبياد
من جانبها أعلنت الصين رفضها التقرير الذي أصدرته منظمة العفو
الدولية "أمنستي" مؤخراً، والذي يتهم السلطات الصينية بـ"نقض
تعهداتها بتحسين وضع حقوق الإنسان"، و"توظيف دورة الألعاب
الأولمبية لتشديد قبضتها على المعارضة والنشطاء السياسيين."
وجاء في تقرير المنظمة الدولية، بعنوان "العد التنازلي
للأولمبياد: نقض للوعود"، أن الصين "فشلت" في تنفيذ وعودها للمجتمع
الدولي بتحسين سجلها لحقوق الانسان قبل أولمبياد بكين، معتبراً أن
ذلك يُعد "خيانة لقيم الأولمبياد."
واستعرض التقرير، عدداً من الممارسات التي اعتبر أنها تمثل
"انتهاكات" لحقوق الإنسان في الصين، منها استمرار العمل بعقوبة
الإعدام، واحتجاز المواطنين بدون محاكمة، وملاحقة نشطاء حقوق
الإنسان، إضافة إلى فرض مزيد من القيود على حرية الصحافة.
وقال التقرير إن الحكومة الصينية تعهدت بتحسين حقوق الإنسان،
ومنح الحرية لوسائل الإعلام، إضافة إلى تحسين خدمات الصحة والتعليم،
ولكن على العكس من تلك الوعود، سعت حكومة بكين إلى استهداف
معارضيها، بدعوى أنهم يهددون صورة "الاستقرار" و"التناغم"، التي
تريد بكين توصيلها إلى العالم، من خلال الدورة الأولمبية التي
ستُقام الشهر المقبل.
وقالت نائب مدير برنامج آسيا والباسيفيك في منظمة العفو الدولية،
روزيان رايف: "بمواصلة ملاحقة ومعاقبة نشطاء حقوق الإنسان، فإن
السلطات الصينية تكون قد نقضت وعودها، التي تعهدت بها عندما تم
إسناد مهمة استضافة الأولمبياد إليها، قبل سبع سنوات."بحسب سي ان
ان.
وأضافت رايف، في تصريحات نشرت بموقع "أمنستي" على الانترنت: "بل
على العكس من تعهدات بكين، لقد حدث تدهور ملحوظ في أوضاع حقوق
الإنسان بسبب الأولمبياد."
وأوضحت بقولها: "لقد شاهدنا عمليات مداهمة الناشطين الحقوقيين،
وتشديد الرقابة على الإعلام، وإرغام الناس على العمل، كوسيلة
لتنظيف العاصمة بكين والمناطق المحيطة بها."
إلا أن الخارجية الصينية رفضت التقرير، قائلة إن "الأشخاص الذين
يتفهمون سياسات الصين لن يوافقوا على ما جاء فيه"، وفقاً لما جاء
على لسان الناطق باسم الوزراة، ليو جيانتشو، في مؤتمر صحفي
الثلاثاء.
سياحة الاولمبياد تعرّض بكين لضغوط هائلة
ليس ثمة شك بشأن تحمس سكان بكين لدورة الالعاب الاولمبية التي
تقام بعد عدة ايام غير ان سلسلة المشاكل التي استعصى حلها قد تلاحق
الزائرين وربما تمنع كثيرين من الحضور..
من غضبة المسافرين بسبب تأخر الرحلات الى ضعف مهارات اللغات
الاجنبية تواجه البنية التحتية للسياحة في بكين تحديا هائلا في
التعامل مع هؤلاء الضيوف الذين حصلوا على تأشيرات دخول بشق الانفس.
ويقول بول فرنش كبير محللي شؤون الصين في شركة اكسيس اسيا
للابحاث " التجهيزات موجودة ولكن تفتقر الى اليات التشغيل."
وطالما ادركت بكين انها تواجه تحديا كبيرا وبدأت التحضير مبكرا
بوضع عدد اكبر من اللافتات باللغة الانجليزية وتصحيح الاخطاء
اللغوية في اللافتات الموجودة بالمدينة وتشييد طرق جديدة وتوسيع
شبكة قطارات الانفاق.
غير ان الكثير من التجهيزات انصبت على المجموعات السياحية -التي
يفضل الصينيون عادة قضاء عطلاتهم من خلالها- دون السياح الافراد
وهو الاسلوب المفضل للسفر لدى الاجانب وبصفة خاصة الغربيين منهم.
واعترف شيونج يومي نائب مدير ادارة السياحة في بكين "وفق
البيانات الحالية عدد المجموعات السياحية أقل من المسافرين
الافراد. وهذا يعني مطالب اكبر فيما يتعلق بعامل اللغة وخدمات
الاستقبال."
وقال شيونج ان قوائم الطعام المطبوعة باللغتين الانجليزية
والصينية لن تتوافر خلال دورة الالعاب الاولمبية الا في فنادق
معينة وفي ألف مطعم أو نحو ذلك وفي بعض المناطق السياحية الشهيرة
وهو ما يعني انه لن يتسنى للسائحين التردد على عدد كبير من
المطاعم.وبالطبع ستصبح جميع هذه المشاكل محدودة اذا لم يأت السياح
بالاعداد المتوقعة.
واعترف المسؤولون بان الدعاية السلبية في الفترة السابقة على
بدء الدورة الاولمبية بسبب التلوث وحقوق الانسان والاضطرابات في
التبت والقيود على تأشيرات الدخول وقضايا اخرى دفعت كثيرين للاحجام
عن الحضور.
وقال فرنش "اعتقد ان صورة الصين مخيفة الان. ويفكر الناس.. هل
ستكون هذه رحلة ممتعة؟"واضاف "اعتقد انهم يفكرون في التلوث الى
جانب المشاكل الخاصة بالتأشيرات وغرابة السفر الى هناك وحقيقة ان
الاستعدادات لا تبدو كاملة."
وتقلق قضيتان المراقبين بشكل خاص هما ضعف اللغة الانجليزية
ومشكلة التعامل مع نظام النقل في بكين والذي يتسم بالفوضى في بعض
الاحيان.
وقال بروس مك ايندو رئيس (اي جت انتليجنت ريسكس سيستمز) وهي
شركة لادارة مخاطر "سيكون الانتقال وبصفة خاصة الوصول الى الاماكن
البعيدة تحديا. وستكون هناك حواجز اللغة."
وسيكون من الصعب استخدام شبكة الحافلات الضخمة دون فهم ولو بسيط
للصينية كما أن الحافلات تسير ببطء شديد في اوقات الذروة. ورغم
التوسع في شبكة قطارات الانفاق فانها لا تغطي مناطق كثيرة في
المدينة وتزدحم بالركاب في اوقات الذروة.
غير ان شو تشيرنج فانج الاستاذ بجامعة ولاية نورث كارولاينا لا
يعتقد ان الازدحام المروري يمثل المشكلة الرئيسية لان الكثير من
سكان بكين سيطلب منهم بكل بساطة البقاء في منازلهم اثناء الدورة
الاولمبية. وقال "حركة المرور يمكن السيطرة عليها. القضية الحقيقية
هي مفهوم الخدمة."
وذكر فانج الذي يقدم المشورة لمنظمي الدورة "ربما تضطر لان تركب
سيارة اجرة للوصول الى قطار الانفاق ثم تركب حافلة للوصول الى
هناك. دمج الخدمات احد الامور التي لم تعرفها بكين من قبل. ستكون
مشكلة."
الصينيون يفتحون بيوتهم لاستضافة ضيوف الأولمبياد
وقررت المئات من العائلات الصينية فتح مساكنها لاستضافة زوار
الألعاب الأولمبية ممن لا يحبذون دفع 500 دولار لقضاء ليلة في أحد
فنادق بكين الفاخرة.
وسيستمتع ضيوف الأولمبياد بالضيافة الصينية، وسط أجواء عائلية،
لقاء ما بين 50 إلى 80 دولاراً في الليلة.
ولتحديد ما سيتلقاه الزوار من العائلات المضيفة، قضت CNN ليلة
في ضيافة عائلة من ضمن قرابة 600 أسرة صينية قررت فتح بيوتها لهذا
الغرض.
وأمضى الطاقم ليلته في شقة عائلة "تشين" التي تعيش في الطابق
الخامس، من بناية مبنية على الطراز السوفيتي، في شارع بكين المشهور،
المعروف بـ "شارع الطعام."
ويتفحص مسؤولو السياحة في الصين بتمعن الأسر المضيفة للتأكد من
مدى نظافة وأمن مساكنها، كما يتوجب على أفراد العائلة تحدث اللغة
الإنجليزية بطلاقة.
ويتوجب على الزوار الأجانب التسجيل مع الشرطة المحلية قبيل
الانضمام إلى تلك الأسر، كما أشار الصغير ديفيد شين، سفير العائلة
التي حلت بها CNN ضيفاً.
وأضاف: "الأمر برمته لحماية الأجانب."وأكد رب العائلة، الجد شين،
إن الأجانب سيعاملون كأحد أفراد العائلة، ويتضمن ذلك السماح لهم
باستخدام مغطس الحمام أولاً.
وتقتضي لوائح استضافة الزوار الأجانب بإقامة العائلات المضيفة
قرب معالم سياحية أو إحدى الأماكن المخصصة لألعاب الأولمبياد.
وتقدم المطاعم أو الباعة في "شارع الطعام" تشكيلة مختلفة من
المطبخ الصيني تتفاوت من لحوم الغنم والثعابين، أو ديدان القز أو
حتى العقارب، باستثناء لحوم الكلاب، التي حظرتها السلطات من لائحة
الأطعمة الصينية.
وجاء الحظر مراعاة لمشاعر الزائر الغربي، الذي ينظر للحيوان
الأليف كصديق، وليس للاستهلاك.بكين "تنظّف" أجواءها من التلوّث قبل
انطلاق الأولمبياد
مختبر لتحديد جنس اللاعبات "الذكور"
بأولمبياد بكين
من جهة ثانية أقامت السلطات الصينية مختبراً طبياً متطوراً،
يختص بتحديد جنس اللاعبات المشاركات في دورة الألعاب الأولمبية "بكين
2008"، واللاتي يُشتبه في أنهن "ذكور"، بهدف الحفاظ على نزاهة
الألعاب، واستبعاد نتائج الاختبارات غير الصحيحة.
ومن المقرر أن يصدر هذا المختبر نتائج أولية للفحوص، التي ستخضع
لها اللاعبات، في غضون ثلاثة أيام، على أن تصدر النتائج النهائية
رسمياً بعد أسبوع، وفقاً لما نقلت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"،
عن مسؤولين بالمختبر. بحسب سي ان ان.
وقال الطبيب بمستشفى "جامعة الطب المتحدة" في بكين، تيان تشين
جيه، إن اللاعبات المشتبه فيهن سيتم تقييمهن على أساس مظهرهن
الخارجي من قبل خبراء، ثم سيخضعن فيما بعد لاختبارات دم، لفحص
هرموناتهن الجنسية، والجينات الخاصة بهن، لتحديد نوعهن.
وبحسب الوكالة الصينية الرسمية، فإن نتائج اختبارات سابقة أثبتت
أن هناك "حالة شاذة" واحدة على الأقل، بين 500 إلى 600 لاعبة،
مشيرة إلى دورة بكين للألعاب الأولمبية يتوقع أن تشارك فيها مئات
اللاعبات.
وكانت العداءة البولندية، ايوور كوبوكوسكا، التي حصلت على
ميدالية ذهبية في سباق عدو تتابع 4 في 100 متر سيدات، والبرونزية
في سباق العدو السريع لمسافة 100 متر سيدات، في الأولمبياد الصيفية
لعام 1964، بالعاصمة اليابانية طوكيو، أول لاعبة تسقط في اختبار
النوع بعد أن أخفقت في اختبار "الكروموسومات" في عام 1967.
وتبين من خلال نتائج الفحوص المخبرية أن البطلة الأولمبية لديها
حالة جينية نادرة، لم تجعلها مميزة عن اللاعبات الأخريات، إلا أن
اللجنة الأولمبية الدولية منعتها في التنافس في الأولمبياد.
وذلك، فقد شهدت دورة الألعاب الأولمبية بمدينة "أتلانتا"، في
ولاية جورجيا الأمريكية، عام 1996، فشل ثمان لاعبات في الاختبارات
الأولية، إلا أن الفحوص التالية برأتهن جميعاً.
وفى حالة أخرى، أخفقت العداءة الهندية سانتى سونداراجان، التي
حصلت على ميدالية فضية في سباق المضمار 800 متر، في بطولة الألعاب
الآسيوية لعام 2006، في العاصمة القطرية الدوحة، في اختبار تحديد
النوع، مما ترتب عليه تجريدها من الميدالية. |