موقف التيار الصدري من الهُدنة والانتخابات وفق معطيات عسكرية وسياسية

علي الطالقاني

 بعد إن كشف رئيس الهيئة السياسية في التيار الصدري لواء سميمسم وحسب ما ورد في صحيفة النور العراقية عن إصدار بيانا يوضح فيه آلية عمل المجاميع الخاصة  التي ستحارب

أمريكا طالب أيضا سميسم إنشاء لجنة حكومية للتحقيق في الانتهاكات التي يتعرض لها أبناء التيار الصدري.

و بما أن التيار الصدري أعتمد المقاومة هدف استراتيجي في صراعه مع القوات الأمريكية في العراق رغم التهدئة ووقف العمليات العسكرية. ينطلق التيار الصدري من أن التهدئة أمر ضروري وخصوصا أن الشعب العراقي خاض صراعات متعددة في المراحل التاريخية مما تتيح هذه التهدئة فرصة في تحسين أوضاعه المعيشية، وبعد إن شهدت السنوات الأربع الماضية مواجهات دموية بين التيار الصدري والقوات المحتلة في العراق برز التيار الصدري كجهة رئيسة شهد لها كبار القادة الأميركيين بأن هذا التيار نفذ الجزء الأكبر من العمليات العسكرية ضد الأميركيين، ما دفع قادة الجيش الأمريكي إلى تركيز الضربات لقادة هذا التيار. وقد خسر التيار الصدري العديد من القيادات البارزين.

كما أن التيار الصدري الذي تبنى التصدي من خلال أطلاق الصواريخ والهجمات على الشوارع الرئيسة للمدن العراقية زاد من ردة فعل الجيش الأمريكي والبريطاني اللذان وسعا دائرة العمليات العسكرية ضد مدينة الصدر والشعلة والحرية في بغداد والبصرة جنوب العراق مما تحولت مناحي الحياة وحولت تلك المدن إلى مسرح للحرب والتدمير فضلا عن تقطيع المدن وجعلها سجونا كبيرة راح ضحيتها الكثير من أبناء العراق من خلال العقوبة الجماعية.

التيار الصدري وبالرغم من القوى الجماهيرية والعسكرية التي يمتلكها وقدرته على إيقاع ضربات صميمية للاحتلال إلا أن هذا التيار التفت إلى ضرورة وضبط المواجهة لسبب واضح وهو اختلال الموازين العسكرية بين الطرفين من جانب وبسبب الخسائر الفادحة التي حلت بالمناطق المذكورة فلذا فأن التيار قبل بالتهدئة كمناورة لتحجيم القوى المعادية له.

وفي السابق كانت التهدئة تحت ضغوط جهات دينية وأخرى سياسية لكن عندما سيطر التيار الصدري على العديد من المدن أصبح هو العلامة والعنوان الذي يحدد أوقات التهدئة من خلال التواصل مع الأطراف السياسية والدينية العراقية وأصبح التيار الصدري هو الجهة المسؤولة عن التهدئة.

والمتتبع لمجريات الاتفاق على الهدنة يجد بين فترة وأخرى تعرض هذه الهدنة إلى انهيار  وذلك لأسباب عديدة من أبرزها قيام الأمريكيين بخرق الهدنة عن طريق الاعتقالات.

الهدنة التي وافق عليها التيار الصدري جاءت في ظروف صعبة ومعقدة فالتيار الصدري كان يعاني من حصار خانق وعزلة سياسية وأوضاع معيشية قاسية، إضافة إلى تعرض المدن لهجمات عسكرية راح ضحيتها الكثير من أبناء الشعب العراقي من شهداء وجرحى، كما أن الأمريكيين كانوا يعانون من عدم التصدي للضربات التي يوجهها جيش المهدي إلى قواعدهم برغم ما استخدمته هذه القوات من تقنيات حديثة وردة فعل عنيفة. ومع ذلك فأن الهدنة جاءت وفق شروط مضادة من قبل الطرفين، مما لا ترجح أي كفة لأي طرف وهو الأمر الذي بقي مهددا من خلال الخروقات التي أصابت جسد التهدئة مما شل حركتها واستمرارها وهذا ما أكده رئيس الهيئة السياسية في التيار الصدري لواء سميمسم في تصريحه الأخير الذي خشيه فيه أن تستغل بعض الجهات العمليات الأمنية التي تقوم بها الحكومة لتصفية حسابات سياسية معينة قبل إجراء الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها في الأول من شهر تشرين الأول المقبل مجددا موقف أبناء التيار الصدري من المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات بشكل غير مباشر من خلال دعم بعض الشخصيات المستقلة التي يجدها التيار الصدري تتمتع بالنزاهة والكفاءة.

A_alialtalkani@uahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس  31/تموز/2008 - 27/رجب/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م