الى الإمام موسى الكاظم عليه السلام

 هادي الربيعي

  

أميرُ العاشــــــــــقينَ الأتقياء ِ

ونبعُ الصابرينَ الأوفيـــــــاء ِ

دليلُ الكاظمين َ الغيظَ حلماً

ومولى الصابرينَ على البلاء ِ

وحادي الصاعدينَ الى الوصايا

وقد دُفنتْ بوهمِ الأدعياء ِ

ومنتعلُ السجونِ دليلَ عشقٍ

الى الرحمنِ في قلقِ المساء ِ

وفجرُ التائهين بكلِ شـِعبٍ

بالفِ قرينة في الإدِّعاء ِ

وحبلُ الله في زمنٍ تلاشتْ

حبالُ الضوءِ فيه الى السماء ِ

الى العلياءِ لم تُلجمْ لِجاماً

فسرتَ من العَلاء ِ الى العلاء ِ

جوادُكَ في الليالي نبعُ نورٍ

يمرُ بما يجودُ على الظِماء ِ

تنادي في الضمائر ِ وهي صمّ ٌ

وهل يصحو أصمٌ بالنداء ِ ؟؟

وهل يثبُ الشُعاعُ الى قلوبٍ

تسيرُ من العَماء ِ الى العَماء ِ ؟؟

أتاكَ الساحرونَ بالف سحر ٍ

تعلمَّهُ فراعنةُ الدهاء ِ

والقوا .. فانتهيتَ الى إله ٍ

فماً يتلو على جسد ٍ مُضاء ِ

تُسبِّحهُ على ألمٍ كبير ٍ

فاعطاكَ العصا كفَّ الدُعاء ِ

ومن عجَبٍ رفعتَ يديكَ حُزناً

على تلك َ الضمائرِ بالدُعاء ِ

لماذا لا يرون الشمس َ شمساً

تليقُ بمعجزاتِ الأولياء ِ

وهل قَدَرُ الكِبار ِ بأن يكونوا

وقودَ الفجر ِ في ليل ِ العناء ِ؟

وأيُ المعجزاتِ عليكَ نُكر ٌ

وأنتَ سليلُ خير ِ الأتقياء ِ

أما كلَّمتَ منْ كلمتَ طفلاً

بمهدِكَ وهو مهدُ الأنبياء ِ ؟

واينَ الناصبونَ شراكَ غدر ٍ

لأقمارِ الرسالة ِ في الخفاء ِ

واينَ الضاربونَ بكُل ِ دفٍ

واين العاكفونَ على الغناء ِ

همُ خطوُ السراب ِ الى الخطايا

وهم خطوُ الهَباء ِ الى الهباء ِ

فمن مسرى فناء ٍ في رياح ٍ

الى مسرى رياح ٍ في فناء ِ

طوى راياتِهم عصفُ المنايا

وأنتَ سطعت َ مرفوعَ اللواء ِ

وقفتَ كصخرة ِ الوادي ثباتاً

ووجهُكَ نورُ قلب ِ الكبرياء ِ

تمرُ من البهاء ِ الى بهاء ٍ

وتعبرُ في البهاء ِ الى البهاء ِ

تجاوزت َ الخلودَ الى خلودٍ

رهينٍ فيكَ من أجل ِ البقاء ِ

وكرَّمكَ الإلــهُ بِســِّر ِ باب ٍ

تلوذ ُ بهِ حشودُ الأشقياء ِ

ويا جسرَ الإمام ِ شَهِدتَ عشقاً

عجيبَ الدرس ِ في معنى العَطاء ِ

رأيتَ الأمسَ فيكَ يعودُ حَّياً

فعُدتَ بذكرياتكَ للوراء ِ

رأيت َ النهرَ يمضي دونَ ضوء ٍ

فشبَّ بنور ِ موسى بالضياء ِ

فعادَ الى الوجودِ بقلب ِ موسى

جديدَ الروح ِ من ضوء ٍ وماء ِ

وعُدتَ لتشهدَ الظمأآ أُلوفاً

وهم يتهافتونَ على الفداء ِ

على ظمأ ٍ ويزدادون َ عشقاً

الى ظمأٍ يظلُّ بلا رواء ِ

فشبَّ على حديدِكَ نورُ موسى

فكنتَ بنورهِ جسرَ الوفاء ِ

 

 hadialrubaie@yahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس  31/تموز/2008 - 27/رجب/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م