ملف المعلوماتية: المشاركة الرقمية في الإنتخابات والأولمبياد السورية

شبكة النبأ: تبقى الميزات المتعددة تختلف في عالم المعلوماتية الرقمية، ويبقى استخدام الانترنت مرتهن بالمستخدِم ذاته، فلربما تحقيق أهداف نبيلة، أو خلاف ذلك في تحقيق الأهداف الغير بنّاءة، وهذا هو حال العلم دائما، وكما يقولون يخدم الرذيلة والفضيلة على حد سواء.

اليوم وبعد ان قطع العالم بونا شاسعا في المجال المعرفي الرقمي، وتمخضت تجربته عن انجازات هائلة وكبيرة على المستوى العالمي، يرى العلماء ان التطور في الحياة المستقبلية سيكون أكثر نضجا مما هو عليه الان، ذلك لتنبأهم بعصر رقمي جديد يطرق الآفاق.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على أهم الإنجازات المعرفية الحاصلة في المجال المعلوماتي والانترنت:

غوغل يفتح الأفق في سباق الرئاسة الأميركية

اذا كتبت كلمة تعليم في الخدمة التي أطلقها موقع غوغل عن الانتخابات الأميركية ضمن القسم الذي يحمل اسم أي غوغل iGoogle، ثم أخترت اسم المرشح الأميركي باراك أوباما، ستحصل على مجموعة من الأفلام التي تأتي من موقع يوتيوب، وتظهر المرشح الديمقراطي يتحدث عن سياسته في مجال التعليم في حال وصوله الى البيت الأبيض.

وبالطريقة نفسها، يمكن مشاهدة مرشح الحزب الجمهوري جون ماكين متحدّثاً عن سياسته في شأن الشرق الأوسط أو الإرهاب. بإمكان خدمة أي غوغل أن تظهر لك إذا كان أحد مرشحي الرئاسة الأميركية قد ذكر اسم بلدك في إحدى خطبه مثلاً. وأيضاً تمنح خدمة غوغل عن الانتخابات الأميركية، التي أُطلق عليها بحث أفلام الانتخابات إمكان الاطلاع على وجهات نظر السياسيين الأميركيين الآخرين من الأحزاب الأميركية الصغيرة. بحسب صحيفة الحياة. 

وعلى رغم ان هذه الخدمة انطلقت قبل أيام قليلة، إلا أنها تبدو جزءاً من سياسة غوغل في التجديد وتقديم خدمات متنوعة للزائرين. كما تمثّل أيضاً، كما أعلن يورغن غيلير مدير المكتب الأوروبي لغوغل، جزءاً من خطة كبيرة للموقع قوامها تحويل المعلومات وأفلام الفيديو، الى نصوص ثابتة.

وأثناء زيارته مكتب غوغل في امستردام، وصف المدير الأوروبي أفلام الفيديو الموجودة على الانترنت بأنها: غبية.. فالمعلومات المتوافرة عنها قليلة جداً، إذ يضطر المتصفح احياناً الى متابعة مشاهد طويلة لمعرفة المحتوى الأساسي لهذه المواد.

لذا عملت شركة غوغل التي تملك الموقع الشهير يوتيوب على تحويل الكثير من خطب الحملات الانتخابية للمرشحين الأميركيين الى نصوص رقمية ، ليكون من السهل البحث عن كلمات معينة في هذه النصوص فتقود الى أفلام تنسجم مع محتواها في يوتيوب.

ومن المعروف أن إدارة موقع غوغل تملك طموحاً لتحويل ملايين الكتب والوثائق الى نصوص رقمية على الإنترنت.

وعلى رغم ان خدمات موقع غوغل اتسعت كثيراً، لكن إدارة الموقع تستغل كل مناسبة اعلامية للحديث عن أهمية الوظيفة الأساسية لغوغل وهي البحث عن المعلومات. والمعلوم أن نجاح غوغل ارتبط بهذه الوظيفة، بحيث يستعمله حالياً اكثر من 90 في المئة من الهولنديين مثلاً للبحث عن المعلومات.

ولا يقتصر توفير المعلومات في موقع غوغل، على لغة أو مجموعة من اللغات المهيمنة، بل يسعى الموقع لتوسيع خدمة الترجمة الفورية، إضافة الى أن معلوماته تتوافر في 23 لغة منذ أكثر من سبع سنوات. ويُفاخر الموقع بأنه يمتلك أكبر خدمة ترجمة فورية عالمياً، تطمح الى مساعدة الملايين من لغات مختلفة، خصوصاً ممن لا تتوافر معلومات كافية على الإنترنت بلغاتهم الأصلية.

كومبيوتر النخبة لرجال الأعمال يعمل بعقول متعدّدة

في معرض استضافته العاصمة التشيكية براغ وخُصّص لأسواق الشرق الأوسط، أطلقت شركة إتش بي HP أخيراً جهاز الكومبيوتر المحمول إليت بوك 693 بي EliteBook 6930p وترجمته كتاب النخبة 693بي، في إطار تشكيلة سباعية من أجهزة الكومبيوتر المماثلة أنزلتها الشركة في الأسواق العالمية. وتجمع هذه التشكيلة بين الأداء العملي والتصميم العصري المستوحى من تصميم الطائرات.

ويُعتبر إليت بوك 693 بي، من الأجهزة التي تُجسّد مفهوم الحوسبة المتحركة، موبايل كومبيوتنغ، Mobile Computing الذي يُخاطب رجال الأعمال الذين يكثرون من الحركة والتنقل، ويحتاجون الى أجهزة تتجاوب مع هذا الحراك المستمر. بحسب صحيفة الحياة.

وفي المظهر، يوفر الجهاز مزايا بصرية جذابة مثل الغلاف الخارجي المصنوع من الألمنيوم الصقيل والهيكل المصنوع من سبيكة من المغنيزيوم التي تعطي درجة عالية من الحماية للكومبيوتر، مع محافظة على المظهر الجميل لأطول فترة ممكنة.

ويحتوي مجموعة من البرمجيات المتخصّصة في التعامل مع متطلبات الشركات ورجال الأعمال، مثل برنامج تنظيف الملفات فايل سانيتايزر File Sanitizer والذي يتخلص من ملفات يُحدّدها المستخدم بشكل متكرر أتوماتيكياً. ويضم تطبيق كويك لوك2، الذي يتيح الدخول إلى البريد الإلكتروني والتقويم السنوي وقائمة المهام والعناوين بسرعة كبيرة. ويضاف إلى القائمة عينها برنامج سبير كي، المتخصّص في معالجة الارتباك الذي قد ينجم من نسيان كلمات السر، وذلك من خلال سلسلة من ثلاثة أسئلة تعريف شخصية محدّدة مسبقاً، تسمح الإجابة عنها بالدخول إلى برامج الكومبيوتر ونظامه بصورة فورية.

ويتميز إليت بوك 693 بي، والتشكيلة التي رافقت إطلاقه بأنها تتيح الانتقاء بين أنواع تُديرها مُعالجات إلكترونية من أنواع مختلفة، مثل ايه ام دي توريون، الرخيصة الثمن نسبياً، واولترا ديوال كور موبايل بروسيسورز، التي تصنعها شركة انتل.

وتحتوي بعض تلك الأجهزة أنظمة اتصال لاسلكية تتصل بالانترنت عبر الحزم العريضة، ما يوفر سرعة كبيرة في إنزال الملفات وتحميلها عبر الويب. ويسمح ذلك بمرونة أكبر في الحركة والانتقال.

ويتميز إليت بوك 693 بي بقرص صلب يصمد في وجه الصدمات ولوحة مفاتيح مقاومة للسوائل، ما يساهم في حماية البيانات فيه. وقد اجتاز ذلك الكومبيوتر اختبارات المعايير العسكرية من نوع 810 أف 810F التي يعتمدها البنتاغون في قياس مستوى الموثوقية في الإداء في الظروف المناخية القاسية التي تتجاوز فيها درجات الحرارة 60 مئوية أو تقل عن 29 مئوية، كما تتضمن مقاومة الاهتزازات والرطوبة العالية.

ويحتوي على بطارية تعمل 15 ساعة، مع العلم أن الشركة توفر نوعاً من البطاريات الفائقة الطاقة تستطيع تشغيل الجهاز ليوم كامل. كما يوفر الجهاز خياراً يضم برنامج الرسوم غرافيك من نوع موبيليتي رادون اتش دي 3450، الذي تبلغ طاقة ذاكرته البصرية 256 ميغابايت ويوفر صوراً عالية الوضوح ورسومات كثيفة ثلاثية الأبعاد.

أولمبياد المعلوماتية في سوريا وطموح الوصول إلى العالمية

تبذل الجهات المنظمة لـ الأولمبياد السوري للمعلوماتية، جهوداً كبيرة على الصعيدين العلمي والتنظيمي، للارتقاء بالمتسابقين السوريين إلى مستوى العالمية. وتأتي الجهود في إطار السعي لتجهيز الفريق السوري المُشارك في الأولمبياد الدولي للمعلوماتية 2008، الذي تستضيفه القاهرة بين 16 و23 آب (أغسطس) المقبل.

وبات هذا النوع من الأولمبياد حدثاً سنوياً في سورية تنظّمه الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية بهدف تشجيع الشباب على الاهتمام بالمعلوماتية, وللانتقال بهم من الهواية إلى الاحتراف.

ويعود تنظيم الأولمبياد السوري الأول في المعلوماتية إلى العام 2004، في حين أن الأولمبياد الدولي الأول نُظّم في بلغاريا في العام 1989. وأقرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) فكرة تنظيم أولمبياد للمعلوماتية في العام 1987. بحسب صحيفة الحياة.

وتُنظّم سورية هذا النوع من الأولمبياد ضمن ثلاث فئات عمرية، الأولى دون 12 سنة والثانية دون 15 سنة والثالثة دون 20 سنة. ويبلغ عدد المتنافسين في الفئات الثلاث حوالى 80 طالباً. ويحظى أربعة طلاب من المميزين في الفئة الأخيرة بتمثيل سورية في الأولمبياد الدولي الذي يستقطب النوابغ في مجال البرمجة من أكثر من 70 بلداً.

وفي المسابقات التمهيدية للعام الجاري، استبعد القائمون على الأولمبياد لهذا العام طلاب الجامعات، على رغم إدراكهم صعوبة إيجاد طلاب قادرين على امتلاك الخبرة في مجال برمجة الكومبيوتر، من خارج الأُطر الجامعية. وعملوا أيضاً على إدخال لغة البرمجة الالكترونية إلى الفئات العمرية كافة بهدف الوصول إلى مستوى الأولمبياد الدولي. وأُخضِعَ طلاب الفئتين الأولى والثانية لمنافسة في تصميم ألعاب الكترونية بلغة البرمجة التي تحمل اسم سكراتش scratch وتتيح التعامل مع الكومبيوتر وقدراته لصنع مواد مرئية مسموعة، بأسلوب سلس وجذاب، في حين تنافس المشاركون من الفئة الثالثة في حلّ مجموعة من المسائل البرمجية العالية التعقيد والتي تتطلب قدرة على التحليل والاستقراء والتصميم.

وفي تعليقه على مجريات الأولمبياد السوري المعلوماتي، لفت الدكتور مهند علوش رئيس اللجنة المنظمة لتلك الفعالية، الانتباه إلى أن 60 في المئة من سكان سورية (نحو 19 مليوناً) يقعون تحت سن العشرين. وشبّه هذه الفئة العمرية بالمادة المشعة في التفاعل النووي. إما أن تتولد منها الطاقة فتغدو مصدراً من أكبر مصادر الحضارة والتقدم، واما أن تنفجر فتحرق الأخضر واليابس.

بصورة عامة، يقرّ معظم المشرفين على الأولمبياد السوري بأن المناهج الدراسية في البلاد سيئة وتحتاج إلى مراجعة دائمة للوصول بها إلى مستويات متقدمة. ويأملون أن تعمد وزارة التربية إلى ادخال لغة البرمجة الرقمية إلى المناهج الدراسية في مراحل مبكرة لتنمية قدرة التلاميذ المعرفية بطرق منطقية وعقلانية. ويرون أن الطلاب السوريين المشاركين في الأولمبياد العالمي لا يزالون دون المستوى المطلوب باعتبار أن المناهج الدراسية في البلدان الأوروبية تدعم الطالب المشارك في الأولمبياد لأن هذه الدول تطبّق مادة البرمجة في مراحل مبكرة، فيما هي غائبة عن مدارسنا.

ولاحظ عمار نحّاس عضو اللجنة العالمية في الأولمبياد غياب التدريب والتأهيل في السنوات الماضية: قرّرنا عقد دورات تدريبية للطلاب على مراحل ليحصّلوا الخبرة المُناسبة... وكذلك بدأنا في التركيز على الفئات العمرية الصغيرة ممن ليس لديهم خبرة سابقة في التعامل مع لغات البرمجة القوية مثل لغة سي بلوس بلوس أو باسكال... ووجدنا أن أفضل لغة برمجية موجهة إلى الأطفال هي سكراتش... وأضفنا إلى التدريب بعض المسائل في علم الرياضيات لتعليمهم التفكير المنطقي الصحيح. ولفت كذلك إلى أن لغتي باسكال و  C++ أصبحتا قديمتين في الأولمبياد الدولي للمعلوماتية.

وفي المقابل، أوضح نحّاس أن C++ لغة حديثة ومناسبة وقوية تحقق الهدف من الأولمبياد: نحن نُدرّب على تلك اللغة الفئة العمرية تحت سن 15 سنة بينما تكون أساسية للطلاب تحت سن العشرين.

وبدا واضحاً أن هدف المشرفين على الأولمبياد يذهب أبعد من مجرد الاستعداد للمشاركة في مسابقة دولية، فقد طالب وزير الاتصالات عماد صابوني بزج هؤلاء الشباب في الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في صناعة البرمجيات والخدمات المعلوماتية بغية تطوير دورة المنتج ورفع مستوى جودته وتعزيز صناعة المحتوى الرقمي والعمل على زيادة توافره واستخدامه في شبكات المعلوماتية.

موقع ستيزنديوم يؤسس للتجربة المتميزة والعمل المتفرد

يبدو أن ظاهرة الموسوعات الرقمية المفتوحة، أي تلك التي يؤلفها الجمهور ويساهم في تطويرها وجمع موادها فتكون متاحة للجميع، آخذة في التكاثر. والأرجح أن النجاح الكبير، على رغم التحفّظات، الذي أحرزته تجربة الموسوعة المفتوحة ويكيبيديا Wikipedia، يساهم في هذا التكاثر.

فأخيراً، ولدت على الانترنت موسوعة حملت اسم ستيزنديوم Citizendium. ويتألف الاسم من دمج كلمتي ستيزن Citizen ومعناها مواطن، و كومباونديوم Compendium ومعناها الحرم الجامعي. بحسب صحيفة الحياة.

ويشير الاسم الى أنه يعتبر كل مواطن على الشبكة الالكترونية بمثابة أكاديمي يستطيع المساهمة في إنشاء موسوعة. ولا تأنف الموسوعة من الإشارة الى اقتدائها بتجربة ويكيبيديا، لكنها ترى نفسها خطوة الى الأمام في مشروع نشر المعارف على الانترنت بصورة مفتوحة للمساهمة التفاعلية للجمهور، وكذلك في أنها ترمي الى ايجاد نظام معرفي عالمي عن بعد متعدد اللغات والآداب والثقافات والافكار والعلوم. ولا تزال في مرحلة النسخة التجريبية، التي جُدّدت في التاسع من الشهر الجاري. وكل موضوعاتها لحد الآن باللغة الانكليزية، مع امكان اثرائها لاحقاً بلغات أخرى. ويعمل في موقعها الالكتروني 200 محرر.

وتحتوي قرابة 900 مؤلّف أساسي، إضافة الى قرابة 1100 موضوع. وأسّسها الأميركي لاري سانغر (38 سنة) الذي يحمل شهادة دكتوراه في علم الفلسفة. وهو كان ساهم في تأسيس موقع ويكيبيديا في عام 2001، وكان رئيس تحريرها والوحيد الذي تقاضى أجراً لقاء عمله في تلك الموسوعة المجانية، وقدم استقالته من ويكيبيديا في عام 2002. ولا يُخفي سانغر مشاعره العدائية تجاه ويكيبيديا، بحسب كلماته المنشورة في ستيزنديوم التي يرد فيها قوله «نحاول أن نزيح ويكيبيديا قريباً عن خريطة المعلومات الالكترونية على الانترنت. وسيتحول الباحثون والمساهمون قريبا الى موسوعتنا.

ويتهم سانغر ويكيبيديا بفقدان الصدقية وشدة الخلافات بين المشاركين، لا سيما حول المسائل الدينية والسياسية التي تخضع لميولهم وأهوائهم. ويندّد بعجزها عن السيطرة على كُتّابها ومحرّريها الى حد باتت فيه اقرب الى موسوعة اعلانية، ويسودها جو اجتماعي وسياسي يراه هدّاماً. وكذلك يُشدّد على افتقار ويكيبيديا الى الموضوعية، ما جعلها منبوذة من النخب الفكرية والثقافية. ويرى أنها تسعى الى ابراز مساهمين لا يستحقون الشهرة علاوة على احتوائها اخطاء جمّة، وعدم خضوع موضوعاتها لأية مراجعة نقدية فعلياً قبل النشر. ويقول: اذا استطعنا ان نحصل على رُبع المساهمين في ويكيبيديا، نستطيع ان نوجد منافسة قوية خلال بضع سنوات.

ويطمح سانغر الى ان تصبح موسوعته المفتوحة أيضاً، أكثر تنظيماً من الفوضى التي تسود موقع ويكيبيديا، ما يجعلها أكثر قدرة على خدمة المواطن الالكتروني واشباع رغباته وحاجاته المتنوعة. ويعتقد بأن ذلك يمكن أن يتحقّق من خلال بعض الاجراءات التي توازن بين حرية التعبير من جهة وتكفل حقوق المساهمين والمحررين في متابعة النشر من جهة ثانية. ويحرص على أن تحمل جميع المواد المرسلة اليها علامة CZ التي تظهر على الموقع، وأيضاً على أن لا يسمح تعديل أو تحرير المواد من قِبَل مجهولين، إضافة إلى اعتماد نظام للتحرير خاضع للمراقبة من متخصّصين بالنشر والثقافة يؤدون ما يشبه دور الشرطة التنظيمية.

وتتضمن قواعد العمل في ستيزنديوم أن يحوز المساهم فيها شهادة جامعية على الاقل، وألا يتدنى عمره عن 25 سنة كمؤشر الى النضوج الفكري والعلمي. كما يشترط ان ترفق البحوث بسيرة ذاتية مفصّلة، مع أسماء اصحابها الكاملة وعناوينهم الالكترونية. وفي نهاية المطاف، فإن للخبراء الكلمة الفصل في الموافقة على النشر أو منعه... العالم في حاجة الى دائرة معارف عالمية حرّة وموضوعية ومحل ثقة جماهير الانترنت...نحن نسمح باستعمال محتويات ويكيبيديا شرط توثيقها وتحسينها نحو الافضل.

وفي تعليق على تجربة ستيزنديوم تداولته وسائل الاعلام الكندية أخيراً، يرى جان نويل لافارج، وهو خبير فرنسي بالمعلوماتية أن: من الصعب التكهن بنجاح اية مبادرة جديدة.. ولا يمكن التكهن بأي من الموسوعتين ستجتذب الناس أكثر الى موقعها الالكتروني.

ويضيف: أنا متفائل... إذ يعتقد كثيرون بأن هذه المشاريع تُنافس بعضها بعضاً ما يجعلها على خصومة مهنية قوية، اما انا فاعتقد ان كلا الموسوعتين تكمل احداهما الاخرى.

وفي سياق متصل، يرى بيار ليفي شريك سانغر السابق: أن أي انسان لا يعرف كل شيء، ولكن الجميع يعرف بعض الشيء... فما هي مقاييس الثقة لتحظى هذه الموسوعة او تلك باجماع معرفي يقيني؟ وهل من الممكن تجنّب الاخطاء في شكل مطلق؟ وهل ان الخبراء هم أهل الحل والعقد في فرز الغثّ من السمين في المعلومات كلها؟ . وفي لقاء بين سانغر ومجموعة من خبراء أنظمة المعلومات في جامعة كيبك في مونتريال (أوكام) أعرب كثير من هؤلاء عن أملهم بأن تكون موسوعة ستيزنديوم محاولة جدية لتحسين الاداء الكتابي والفصل بين من يعرفون ومن لا يعرفون. وأشار هؤلاء الى أنها موسوعة تستحق الدعم والتشجيع والثقة علّها تنبئ بثورة حقيقية في عالم الانترنت.

وفي سياق مماثل، نشرت جريدة ليبراسيون الفرنسية مقالاً عنوانه جمهورية دستورية، وجاء فيه: ان موسوعة ستيزنديوم تحفظ مكانة خاصة للنخب الثقافية والفكرية، ما يجعلها أول تحد فعلياً لمنافستها ويكيبيديا. ويرى سانغر أن هذا التحدي ينحصر أساساً في التعامل مع المعلومات وغربلتها، وهي مهمة يشبهها بجهود تنظيف الشواطئ القذرة.

والارجح أن الحكم على مستقبل ستيزنديوم سابق لأونه، خصوصاً أنها ما زالت وليداً يحبو مقارنة بما انجزته ويكيبيديا خلال السنوات السبع الماضية، إذ تمكّنت من طرق 5 ملايين موضوع بلغات متعددة منها اكثر من مليون ونصف المليون باللغة الانكليزية. ويضم قسمها العربي، الذي انطلق في عام 2003، قرابة 18 ألف مادة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس  31/تموز/2008 - 27/رجب/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م