شبكة النبأ: مازالت الأضواء تتجه صوب إيران، المصدر الرابع
للنفط، والإحتياطي الثالث عالميا، وبكل المقاييس ترى إيران التدخل
الدولي وخاصة الأمريكي منه، ماهو إلا تدخلا ونفاقا غربيا في شأنها
الداخلي، إلى جانب هذا تواجه إيران بين فترة وأخرى إنتقادات واسعة
من قبل منظمات دولية تعنى بشؤون الإنسان وحقوقه، ذلك من حيال
إجراءاتها القانونية بشأن الإعدام العلني، وقد عرفت إيران بمركزها
الثاني الذي تحتله بعد الصين في قضية الإعدام، ومما ركز عمق
المسألة هو إعدام الأحداث.
(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على أهم الأحداث
الداخلية في الشأن الإيراني، مع عرض لآراء منظمات وجماعات حقوقية
في قضية الإعدام:
إعدام الأحداث في إيران والمناشدات
الدولية لوقفه
ناشدت جماعات حقوق انسان كبرى ايران وقف فرض عقوبة الاعدام على
الجرائم التي يرتكبها احداث وأن تخفف الاحكام الصادرة بحق ما يقرب
من 140 شابا ينتظرون العقوبة.
وقالت المنظمات إن مثل هذه الاحكام تنتهك القانون الدولي الذي
صدقت عليه الجمهورية الاسلامية وحثت السلطات القضائية الايرانية
على أن تصفح عن أربعة رجال شباب على وشك الاعدام لجرائم قتل
ارتكبوها وهم دون سن الثامنة عشرة.
ومنظمة العفو الدولية (أمنستي انترناشونال) و(هيومان رايتس واتش)
و(تيرديزوم) السويسرية من بين 24 جماعة اطلقت دعوة قالوا ان
الايرانية شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل تؤيدها. بحسب رويترز.
وقال دريويري دايك الباحث في الشأن الايراني بمنظمة العفو
الدولية في مؤتمر صحفي صدرت فيه قائمة مفصلة بشباب ايراني ينتظرون
عقوبة الاعدام من بينهم خمس فتيات: انها حاجة ملحة ... 138 طفلا
مدانا ينتظرون الاعدام في ايران. وأضاف، نخشى أن يكون الرقم
الحقيقي أكبر بكثير.
واعدمت ايران ما لا يقل عن 30 حدثا مجرما منذ 1990 بينهم سبعة
في العام الماضي 2007 وفقا للجماعات التي تقول ان المملكة العربية
السعودية واليمن هما البلدان الاخران اللذان يفعلان ذلك.
وقالوا ان محمد حسن زاده وهو ايراني كردي عمره 16 عاما اعدم في
10 يونيو حزيران لقتله ولدا عندما كان يبلغ من العمر 14 عاما.
وقال برنار بواتون من منظمة تيرديزوم: يمكننا أن نتحدث عن
اعدامات متسلسلة. وأضاف، الصغار لهم قدرة محدودة على الفهم وأن
يعبروا وأن يدافعوا عن أنفسهم. أيا كانت الجريمة فهم يستحقون عقوبة
بديلة عن الاعدام العلني.
وقالت الجماعات ان استخدام عقوبة الاعدام بحق أشخاص ارتكبوا
جرائمهم وهم في سن دون الثامنة عشرة انتهاك جسيم للاعراف الدولية
بغض النظر عن العمر الذي وصل له الشخص وقت اعدامه.
وأضافوا أن أربعة مذنبين احداثا يواجهون خطر تنفيذ عقوبة
الاعدام في ايران خلال الفترة من 11 الى 25 تموز.
ووفقا لوكالة أنباء فارس الايرانية شبه الرسمية فمن بين هؤلاء
بهنود شجاعي ومحمد فاداي اللذان ارجىء تنفيذ عقوبة الاعدام فيهما
لمدة شهر يوم 11 يوليو تموز الماضي. وحث الاتحاد الاوروبي طهران
على العفو عن شجاعي.
وبحسب أمنستي انترناشونال فان الارجاء كان يهدف الى منح وقت
لعائلة شجاعي للتفاوض بشأن تعويض مالي مع عائلة الطفل الذي ادين
شجاعي بطعنه حتى الموت مقابل العفو عنه.
وقالت جماعات حقوق الانسان ان الشخصين الاخرين على وشك الاعدام
هما صلاح تاسيب وسعيد جازي.
ودعا مفوض الامم المتحدة السامي لحقوق الانسان لويس اربور ايران
الشهر الماضي الى عدم تطبيق الاعدام بحق الاربعة مذكرا ايران بأنها
صدقت على قوانين دولية تحظر فرض العقوبة على المذنبين الاحداث.
وتطبق عقوبة الاعدام بموجب الشريعة المتبعة في ايران منذ الثورة
الاسلامية عام 1979 على جرائم القتل والزنا والاغتصاب والسرقة
المسلحة والردة وتهريب المخدرات.
نجاد يواجه إنتقاد بسبب تصريحاته عن
الإمام المهدي
ذكرت وكالة الانباء الطلابية ان القضاء الايراني أمر بتوقيف
مدير صحيفة اصلاحية مهمة بعد مقال هاجم الرئيس محمود احمدي نجاد
لتصريحاته حول الامام المنتظر.
ونقلت الوكالة عن متحدث قضائي في طهران قوله ان مذكرة توقيف
صدرت بحق محمد جواد حق شناس مدير صحيفة اعتماد ملي بتهمة نشر
اكاذيب واهانات. بحسب فرانس برس.
واضاف المتحدث ان المقال المهين كتبه رجل الدين رسول منتجب نيا
ونشر في عدد من صحيفة اعتماد ملي الناطقة باسم الحزب الاصلاحي الذي
يحمل الاسم نفسه. ووضع منتجب نيا لائحة التعليقات التي ادلى بها
احمدي نجاد حول الامام المهدي.
وكتب منتجب نيا العضو في حزب اعتماد ملي ايضا: نسمع في اغلب
الاحيان الرئيس ومستشاريه يقولون ان هذه الحكومة يقودها الامام.
واضاف، ان مثل هذه الاكاذيب تضعف ايمان الناس واصبح اعداء
الاسلام يسخرون منها.
وتساءل منتجب نيا: اذا كان ذلك صحيحا فهل تعتقدون ان مثل هذه
التصريحات يمكن ان تبرر الادارة السيئة للحكومة في مواجهة استياء
الشعب؟
بعد إعلانها عن الإكتفاء الذاتي ايران
تنوي استيراد القمح
نسب الى وزير التجارة الايراني قوله ان ايران ستستورد أكثر من
خمسة ملايين طن من القمح خلال عام حتى مارس اذار 2009 بسبب الجفاف
الذي أضر بالانتاج المحلي.
وقال الوزير مسعود مير كاظمي لوكالة أنباء مهر: لتعويض نقص
القمح في البلاد هذا العام تقرر استيراد أكثر من خمسة ملايين طن من
القمح. واضاف دون الخوض في تفاصيل ان الاستعدادات جرت بالفعل
لاستيراد القمح. بحسب رويترز.
وقد أضر الشتاء البارد الذي أعقبته موجة جفاف بالانتاج الزراعي
في ايران ذات السبعين مليون نسمة والتي قالت من قبل انها حققت
الاكتفاء الذاتي من القمح في عام 2004 .
وقال الوزير ان ايران كانت ستتمكن من تصدير أكثر من مليوني طن
من القمح لو أن الظروف ظلت دون تغيير في 2007-2008 . وتبدأ السنة
الفارسية في 21 مارس.
وفي يونيو حزيران نسب الى مير كاظمي قوله ان ايران تحتاج
لاستيراد خمسة ملايين طن من القمح هذا العام بالاضافة الى 1.7
مليون طن من الارز وذلك بعد شهر من اعلانه وقف صادرات القمح منذ
مارس.
وكانت ايران من كبار مستوردي القمح من كندا واستراليا
والارجنتين ولكن صحيفة ايرانية قالت في ديسمبر كانون الاول الماضي
ان طهران صدرت أكثر من 300 الف طن من القمح خلال ثلاثة شهور
اعتبارا من سبتمبر ايلول الى الهند ودول خليجية.
وقالت وزارة التجارة في يوليو تموز الماضي ان ايران ستصدر مليون
طن من القمح الى العراق بنهاية السنة الايرانية 2007-2008 وأكد
مسؤولون اخرون في وقت لاحق بدء الصادرات.
ولكن في مارس قال مسؤولون ان الجو الجاف الحق اضرارا بالاراضي
الزراعية ومن المتوقع أن يؤثر على المحاصيل.
ايران تواصل الأعدام شنقا حتى الموت
العلني
ذكرت صحيفة ايرانية أن ايران أعدمت شنقا أربعة أدينوا بارتكاب
جرائم قتل في ميدان عام في اقليم بوشهر بجنوب البلاد.
وقالت صحيفة كارجوزاران انه تم تنفيذ أحكام الاعدام في الاربعة
الذين منهم مواطن أفغاني في ميدان في مدينة بورزجان بعد ادانتهم
بقتل عدة أشخاص.
وكان اية الله محمود هاشمي شهرودي رئيس السلطة القضائية في
ايران أمر في يناير كانون الثاني الماضي بوقف تنفيذ أحكام الاعدام
علنا بدون موافقته: استنادا الى ضرورات اجتماعية. وتنفذ أحكام
الاعدام عادة في السجون. بحسب رويترز.
ومن الجدير بالذكر ان ايران جاءت في المرتبة الثانية على مستوى
العالم من حيث تنفيذ أحكام الاعدام في العام الماضي حسب قائمة
أعدتها منظمة العفو الدولية حيث نفذت أحكام بالاعدام ضد 317 شخصا
على الاقل وسبقتها الصين التي أعدمت 470 شخصا في العام ذاته. وترفض
ايران اتهامات غربية بأنها تنتهك حقوق الانسان وتتهم الغرب بتبني
معايير مزدوجة وبالنفاق.
انسحاب توتال من مشروع بارس الايراني
قال وزير النفط الايراني غلام حسين نزاري ان طهران لم تعد تعتبر
مجموعة توتال معنية بمشروع جنوب بارس الغازي وذلك بعد تصريحات رئيس
المجموعة بشأن طابع المجازفة في الاستثمارات في ايران.
وقال الوزير وفق ما اورد موقع التلفزيون الايراني على الانترنت:
فيما يخصنا نعتبر ان توتال لم تعد موجودة في المشروع.
واضاف الوزير: ان قرار توتال الاخير بالانسحاب من (مشروع) بلوك
11 في جنوب بارس هو قرار سياسي تماما وليس تجاريا. وتابع، حال
سماعنا هذا الخبر بدأنا العمل بهمة حول هذا المشروع ونحن مستمرون
في ذلك. بحسب فرانس برس.
وبدأت المجموعة الفرنسية منذ سنوات مفاوضات مع ايران لاستغلال
احتياطيها من الغاز في حقل جنوب بارس واقامة منشأة لانتاج الغاز
الطبيعي المسال وتصديره.
واعتبر رئيس توتال كريستوف دو مارجوري في مقابلة مع صحيفة "فاينانشال
تايمز" ان الاستثمار في ايران حاليا يعد من الناحية السياسية
مجازفة كبيرة.
غير ان توتال لا تريد التخلي عن العمل في ايران رابع منتج عالمي
للنفط وثاني منتج عالمي للغاز والتي تهم الاتحاد الاوروبي الراغب
في الانعتاق من سيطرة الغاز الروسي.
وقال دو مارجوري لقناة فرانس 24 انه من غير الوارد وقف هذا
المشروع ومن غير الوارد التخلي عنه او المغادرة.
واضاف، اننا نحرص على الحفاظ على علاقات طويلة الامد مع شريكنا
الايراني، مقرا بان الامر يساوي، تجميدا واقعيا لهذا المشروع.
وكانت مجموعات اخرى مثل ريبسول الاسبانية وشل البريطانية
الهولندية اعربت في ايار/مايو عن الامل في اعادة التفاوض بشأن
مساهمتهما في حقول جنوب بارس بدلا من مغادرة البلاد.
وتضغط الحكومات الغربية وفي طليعتها الحكومة الاميركية على
الشركات لتقطع روابطها مع ايران بسبب برنامجها النووي المثير
للجدل.
الحركات الطلابية وعمليات الاعتقال المشبوهة
افاد عدد من الصحف الايرانية عن اعتقال اثنين من قادة الطلاب
وايداعهما سجن ايوين في طهران في عملية قمع جديدة اثر احياء ذكرى
تظاهرات التاسع من تموز/يوليو الطلابية العام 1999.
وذكرت صحيفة "اعتماد" ان محمد هاشمي وبهاريه هدايات اللذين
اعتقلا هما عضوان في اللجنة المركزية لمكتب التنسيق والوحدة في
اكبر منظمة طلابية قريبة من الاصلاحيين. ولم تتبلغ عائلتاهما
باسباب اعتقالهما. بحسب فرانس برس.
وافادت صحيفة كرغوزاران ان 18 طالبا ايرانيا على الاقل اعتقلوا
في مختلف انحاء البلاد منذ التاسع من تموز/يوليو وان اعتقالات اخرى
جرت في مدينة مشهد (شمال شرق) ومحافظات سيستان بلوشستان (جنوب شرق)
وطهران.
ويحيي الطلاب الايرانيون كل سنة ذكرى التاسع من تموز/يوليو 1999
عندما وقعت مواجهات تعتبر الاعنف بين قوات الامن الايرانية والطلاب
منذ تاسيس الجمهورية الاسلامية العام 1979.
وجرت تظاهرات التاسع من تموز/يوليو 1999 اثر قمع حركة احتجاج في
جامعة طهران طارد خلالها عناصر ميليشيات الطلاب حتى مهاجعهم واصيب
العشرات منهم بجروح. وكان اعتقل هاشم وهدايات وغيرهما من الطلاب في
تموز/يوليو 2007 لانهم نظموا تجمعا احتجاجيا على اعتقال عدد من
الطلبة من جامعة امير كبير في طهران التي تعتبر من معاقل الاحتجاج
الطلابي في ايران.
رئيس بلدية طهران يقول بالحلول السلمية
مع الغرب
قال رئيس بلدية طهران ان إيران التي تنخرط في نزاع مع الغرب
بسبب أنشطتها النووية من الممكن أن تتوصل الى تسوية مع الولايات
المتحدة اذا ما تقبل منتقدوها أن الجمهورية الاسلامية ستظل باقية.
وبالنسبة للوقت الحالي يركز محمد باقر قاليباف الذي لم يوفق
عندما رشح نفسه لانتخابات الرئاسة عام 2005 طاقته على الحد من
الاختناقات المرورية وتلوث الهواء ومشكلات الصرف الصحي للمدينة
المترامية الاطراف التي يسكنها ثمانية ملايين نسمة ويتضخم عدد
السكان ليصل الى 11 مليونا في النهار. بحسب رويترز.
لكن قائد الشرطة السابق البالغ من العمر 46 عاما متحمس بنفس
القدر للتحدث بشأن البرنامج النووي الايراني وعلاقات بلاده
المتوترة مع الولايات المتحدة ودورها في منطقة الشرق الاوسط.
وقال لرويترز في مقابلة أجريت في مكتبه بمجلس البلدية: يخطيء
الغرب والولايات المتحدة عندما يعتقدون أن ما زال بامكانهم العودة
الى ما قبل الثورة (الاسلامية عام 1979)...لابد ان ينسوا هذا تماما.
وأضاف قاليباف ان أعداء إيران لابد أن يقروا بأن أغلب فترة
النظام الذي استمر 30 عاما كان تعبيرا ديمقراطيا عن ارادة الشعب
الايراني وكان يعكس معتقداته الدينية.
ومضى يقول: اذا ما تقبل الغربيون هذا فسوف تقبل ايران أن تعمل
في الاطار الدولي والعمل استنادا للوائح الدولية.
وقال قاليباف وهو محافظ عملي ذكر أنه لم يقرر بعد ما اذا كان
سيرشح نفسه في انتخابات الرئاسة المقبلة ان بين إيران والولايات
المتحدة مصالح مشتركة في منطقة مضطربة غنية بمصادر الطاقة.
ولكنه يرى أن ما يمنع احتمالات أي تفاهم المعايير المزدوجة
للولايات المتحدة في مجال الديمقراطية والارهاب وحقوق المرأة وكذلك
بشأن النزاع حول القضية النووية الذي أدى لاشعال أسواق النفط خوفا
من الحرب.
وأضاف قاليباف ان هناك اجماعا وطنيا فيما يتعلق بحاجة إيران
للتكنولوجيا النووية السلمية لكنه أقر بوجود خلافات حول كيفية
التصرف ازاء الصراع مع الغرب.
وقال قاليباف الذي كان قائدا لمتطوعي الباسيج في الحرب العراقية
الايرانية التي دارت من 1980 الى 1988 انه يشك في أن الولايات
المتحدة ستهاجم مواقع نووية ايرانية نظرا لتورطها العسكري في كل من
العراق وأفغانستان المجاورين.
وتابع: نعتقد أن الامريكيين لن يتصرفوا أبدا بتهور بحيث يفعلون
مع ايران نفس ما فعلوه مع العراق وأفغانستان.
واعتبر قاليباف حتى قيام الولايات المتحدة بعمليات عسكرية
محدودة أمرا مستبعدا لأن إيران سترد بقوة. وقال: بداية هذا الامر
ربما تكون في أيدي الامريكيين ولكن النهاية لن تكون كذلك. مضيفا أن
الدبلوماسية تمثل خيارا أكثر تعقلا.
ولكن في حين أن قاليباف يؤيد اجراء محادثات حول مجموعة حوافز
عرضتها قوى عالمية في الشهر الماضي على إيران فانه لا يرى احتمالا
يذكر لموافقة ايران على طلب تلك القوى بتعليق تخصيب اليورانيوم.
وقال هذا مستبعد عندما سئل اذا كان من الممكن أن تعلق ايران
أنشطة التخصيب دون التخلي عن حقها في اتقان دورة الوقود حتى يمكن
بدء المفاوضات حول مجموعة الحوافز.
وقال قاليباف انه لم يقرر بعد ما اذا كان سيحاول مرة أخرى ترشيح
نفسه في انتخابات الرئاسة التي تجرى في يونيو حزيران من العام
المقبل.
وعندما سئل عن طموحه بعد انتهاء فترة ولايته كرئيس لبلدية ايران
اكتفى بقوله: من المستبعد ألا تكون لشخصية سياسية خطط. |