إنتحاريات القاعدة.. الورقة الأخيرة

إنتحاريات يقتلن العشرات من زوار الإمام الكاظم (ع) في ذكرى وفاته

اعداد/صباح جاسم

شبكة النبأ: بإستخدام دوافع نفسية وتسلطية أغلبها الجهل والمرض او الإنتقام لقتلى أقرباء او سيطرة الرجال المطلقة، إندفع تنظيم القاعدة الموغل في الجرم والإرهاب بقوة نحو إستغلال النساء كإنتحاريات في عملياته الإرهابية مؤخراً في العراق، وذلك بعد التقهقر والهزيمة الكبيرة التي شهدها في المناطق التي كان نافذاً فيها، فقد فجّرت ثلاث إنتحاريات أنفسهن صباح الأثنين في حشود العراقيين المتوجهين إلى منطقة الكاظمية في بغداد لإحياء مراسم وفاة الإمام موسى الكاظم سابع الأئمة لدى المسلمين الشيعة مما أسفر عن مقتل 21 شخصا وإصابة 46 آخرين، وحيث شهدت العاصمة في مثل هذه الايام من عام 2005 سقوط "جسر الائمة" الذي يربط منطقتي الكاظمية التي تحتضن ضريح الامام الكاظم والاعظمية السنية التي فيها ضريح الامام ابو حنيفة النعمان، ومع سقوط الجسر قتل اكثر من 965 عراقياً.

وتأتي هذه التفجيرات الانتحارية برغم حشد القوات العراقية لعشرات الآلاف من أفرادها في كافة مناطق بغداد، إلا ان مسألة التفتيش الدقيق للأشخاص وخاصة النساء المُحتشمات ومنع تحشد الزوار في أمكنة او طرقاً معينة يبقى المشكلة التي لا يمكن تجاوزها في ظل هكذا زيارات مليونية.. الامر الذي يفيد بوجوب التركيز اكثر على منابع وجيوب الإرهاب المتخفية في بغداد وما حولها وخاصة ما يسمى بـ الخلايا النائمة لمطاردتها والقضاء عليها...

28 قتيلاً و85 مصاباً في تفجيرات نفذتها ثلاث انتحاريات

وسقط 28 قتيلاً و85 مصاباً في تفجيرات نفذتها ثلاث انتحاريات وسط العاصمة العراقية بغداد، صباح الاثنين. ونقلت مصادر من الداخلية العراقية أن معظم الضحايا من الزوار الشيعة، وأن الهجوم الثلاثي استهدف ثلاثة مواقع مختلفة وبفاصل نصف ساعة بين كل انفجار.

والهجوم هو الثاني من نوعه الذي يستهدف الحجيج الشيعة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية بعد مقتل سبعة الأحد، جنوبي بغداد، خلال مسيرة الزوار للوصول إلى منطقة الكاظمية في العاصمة العراقية، حيث يحتشد مئات الآلاف من الشيعة لإحياء ذكرى الإمام موسى الكاظم، الذي يوجد مرقده في المنطقة، وفق الداخلية العراقية.

وقالت الوزارة إن عملية "تصفية" الزوار جرت عبر إطلاق النار عليهم خلال عبورهم في بلدة المدائن. وأقامت قوات الأمن العراقية نقاط تفتيش في المنطقة التي تسير فيها دوريات راجلة لحماية زوار الكاظمية الذين حظر عليهم حمل أسلحة وحقائب والهواتف المحمولة.

وتأتي الهجمات في أعقاب إعلان الحزب الإسلامي في العراق، أن رئيس فرع الحزب في مدينة الفلوجة وعضو قيادة محافظة الأنبار، زكي العبيد، تعرض لمحاولة اغتيال الجمعة، بانفجار استهدف منزله، وأسفر عن إصابته وولده بجروح بالغة، ومقتل اثنين من حراسه، وذلك في أحدث هجوم يتعرض له التنظيم الذي يعتبر أحد أكبر أحزاب العرب السنة.

وتدحض تلك الهجمات مع رؤية بعض الخبراء بأن الولايات المتحدة تحقق النصر في حرب كان يعتقد أنها خاسرة في السابق.

ورغم اندلاع أعمال عنف من حين إلى آخر، إلا أن العراق بلغ مرحلة، لا تملك فيها المليشيات المسلحة، التي هيمنت يوماً على مدن بأكملها، القوة لتهديد الحكومة المركزية.

وقال قائد القوات الأمريكية في العراق، الجنرال ديفيد بتريوس، لوكالة الأسوشيتد برس في وقت سابق من الأسبوع، إن المؤشرات الأولية تدل على أن قيادات القاعدة تنظر في تحويل اهتمامات التنظيم من حرب العراق إلى الأخرى التي تخوضها القوات الأمريكية في أفغانستان.

ومن جانبه قال السفير الأمريكي لدى العراق، رايان كروكر، للوكالة إن التمرد المسلح وهن إلى درجة لن يقوى بعدها على تهديد مستقبل العراق.

وأضاف قائلاً: "من الواضح للغاية، أن المسلحين ليسوا في وضع يتيح لهم الإطاحة بالحكومة، أو حتى تحديها.. في الحقيقة أو حتى مواجهتها.. ما تبقى من التمرد يحاول التشبث."

وعقب ستيفن بيدل، المحلل في مجلس العلاقات الخارجية الذي قدم استشارات لبتريوس حول إستراتيجية الحرب، على الوضع: "شارفنا على نقطة تبدو فيها نهاية للعنف الجماعي في العراق."

ولم يشر تعليق بيدل صراحة إلى انتهاء الحرب في العراق، إلا أنه تحدث عن انتقال المهام الأمريكية من مقاتلة المسلحين إلى الحفاظ على السلام.

وتظهر الإحصائيات تدني حصيلة القتلى إلى أدنى المستويات خلال أربع سنوات، حيث لقي أربعة جنود أمريكيين مصرعهم، حتى اللحظة، خلال هذا الشهر، مقارنة بـ66 في يوليو/تموز العام الماضي.

كما تراجعت هجمات المسلحين من 160 هجوماً يومياً في المتوسط، في ذات الفترة من العام الماضي، إلى أقل من عشرات الهجمات يومياً هذا الشهر.

مقتل سبعة من الزوار الشيعة في المدائن جنوبي بغداد

من جهة ثانية قالت الشرطة العراقية إن مسلحين قتلوا سبعة أشخاص كانوا في طريقهم إلى ضريح موسى الكاظم ببغداد، وهو إحدى العتبات المقدسة لدى الشيعة.

وقال مسؤول في الشرطة العراقية رفض الكشف عن هويته لوكالة الأسوشييتد برس إن مجموعة من المسلحين أقامت كمينا لفتيان من بلدة المدائن كانوا متوجهين إلى الكاظمية حيث يوجد الضريح.

وينتظر أن يتقاطر عشرات الآلاف من الشيعة على هذا الضريح لإحياء ذكرى وفاة دفينه قبل 13 قرنا. وعلى الرغم من تراجع وتيرة أعمال العنف فإن السلطات نشرت 5 ألاف شرطي وجندي إضافي بحي الكاظمية شمال غربي العاصمة العراقي، وأقامت عدة نقاط تفتيش.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر من وزارة الدفاع قوله: "لقد نشر ما يقرب من نصف لواء حوالي العاصمة عند مداخلها وحوالي الكاظمية."

ويأتي الكثيرون من مدن وبلدات بعيدة وقد يضطرون إلى السفر لأيام في طقس شديد الحرارة للوصول إلى الضريح.

وقتل حوالي ألف شخص عام 2005 عندما تسببت إشاعات بوجود مهاجمين تفجيريين في تدافع بين الزائرين. ولقي عدد كبير من الضحايا، الذين كانوا في غالبيتهم من النساء والاطفال والعجائز، مصرعهم دهسا تحت الاقدام أو غرقا نتيجة حالة الفزع التي سادت جموع الزائرين.

يذكر أن الامام موسى الكاظم، الذي توفي عام 799 ميلادية، هو الامام السابع من بين الائمة الاثني عشر لدى الشيعة.

الأمّيات والمتخلفات عقلياً فريسة سهلة للقاعدة

وفيما قتل ثمانية اشخاص واصيب عشرون بجروح مساء السبت الماضي، حين فجرت انتحارية نفسها في بعقوبة، كبرى مدن محافظة ديالى شمال شرقي بغداد التي أضحت من أخطر المحافظات العراقية، عزت مصادر عسكرية عراقية واميركية انتشار ظاهرة الانتحاريات في الاشهر الاخيرة في العراق الى اليأس او الفقر او الرغبة في الانتقام. بحسب رويترز.

وكانت الانتحارية تستهدف دورية تابعة لقوات الصحوة التي تقاتل القاعدة بتمويل من الجيش الاميركي. وشكل هذا الحادث مثالا جديدا على ضلوع النساء في العمليات الانتحارية التي تنسب الى تنظيم «القاعدة» في العراق والتي اوقعت مئات القتلى في جميع انحاء البلاد.

وفي السابع من شهر تموز الحالي، فجّرت امرأة قنبلة كانت تحملها في سوق في بعقوبة ما اسفر عن سقوط قتيلين و14 جريحا.

واوضح الكابتن كيفين رايان قائد قاعدة اميركية في بعقوبة لوكالة الصحافة الفرنسية، ان احد الاسباب التي تدفع تلك النساء الى قتل انفسهن هو الرغبة في الانتقام. واضاف غالبا ما تكون هذه النساء قد فقدن اقرباء او اشقاء او اطفالا في المعارك.

كذلك اعتبر العقيد علي الكرخي المسؤول عن الامن في قطاع خان بني سعد على مسافة 30 كلم جنوب بعقوبة، ان الرغبة في الانتقام تشكل عاملا حاسما، يجيد انصار اسامة بن لادن استغلاله لدى النساء. وقال ان بعض النساء يسعين للانتقام لمقتل عائلاتهن، ويسهل عندها اقناعهن باستهداف اولئك الذين يعتبرنهم مسؤولين. وتابع: العام الماضي في منطقة المقدادية قامت امرأة قتل ابناؤها الخمسة بايدي الشرطة العراقية بتفجير نفسها قرب مجموعة من المتطوعين الذين كانوا ينتظرون للانضمام الى الشرطة فقتلت ثلاثين مدنيا و15 شرطيا.

كما تشكل الاميات او حتى المتخلفات عقليا فريسة سهلة للمتطرفين. وقال الكابتن رايان ان القاعدة تبحث عن نساء بهذا النوع من المواصفات، ثم تدربهن وتشبعهن بعقيدتها. وقال العقيد الكرخي انهم يبقونهن محتجزات ويرددون عليهن طوال ايام انهن اذا فجرن انفسهن فسوف يذهبن الى الجنة. واشار الضابطان الى ان بعض الانتحاريات يدفعهن الفقر فيسلكن هذا الطريق من اجل مبلغ مالي يتركنه لعوائلهن.

ويذكر ابو زهراء، قائد احدى الصحوات غرب بعقوبة، ان شابّة ترتدي عباءة جاءت لمقابلته قبل بضعة اشهر. ويروي كانت في السابعة عشرة او الثامنة عشرة من العمر وكانت تطلب المساعدة، وقالت انها تريد مقابلة ابو زهراء، وكانت تكلمني بدون ان تعرف من انا. غير ان الزعيم القبلي كان مضطرا للمغادرة لحضور زفاف فكلف احد حراسه الاهتمام بالفتاة. والواقع ان هذا القرار أنقذ حياته اذ قال فتحت رداءها وفجرت نفسها. سقط لنا ثلاثة قتلى وجريحان. وقُتل احد حراسي حرقاً.

ويتجنب الجنود الاميركيون خلال دورياتهم في الشوارع العبور بمحاذاة نساء يرتدين عباءات خوفا على امنهم. وقال احد الجنود كلما نرى امرأة (ترتدي عباءة) نتساءل ان كانت ستنفجر. ورأى الضابطان ان المتشددين الاسلاميين فقدوا وسائلهم العسكرية ويعوضون عن ضعفهم بعمليات يكون لها وقع كبير. واعتبر ابو زهراء ان استخدام انتحاريات يشير الى جبن القاعدة في بعقوبة وضعفها. انهم يرسلون انتحاريات لأن زمنهم هنا ولّى.

ارتفاع حصيلة تفجير كركوك الانتحاري إلى 13 قتيلا و79 جريحا

ومن جهة اخرى قال معاون مدير أمن مدينة كركوك إن حصيلة التفجير الانتحاري بحزام ناسف الذي استهدف الاثنين حشدا من المتظاهرين وسط المدينة ارتفعت إلى 13 قتيلا و79 جريحا.

وأضاف العقيد سالار خالد لوكالة (أصوات العراق) أن "حصيلة التفجير الانتحاري بحزام ناسف الذي استهدف اليوم حشدا من المتظاهرين وسط مدينة كركوك ارتفعت إلى 13 قتيلا و79 جريحا بينهم يحيى البرزنجي مصور وكالة الاسوشييتد برس وسيمون محمد مصور قناة بغداد الفضائية".

وقناة بغداد تابعة للحزب الإسلامي العراقي الذي يتزعمه نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي.

وكان مدير شرطة الاقضية والنواحي في مدينة كركوك العميد سرحد قادر في وقت سابق إن سبعة مدنيين قتلوا الاثنين وأصيب 30 آخرون جراء قيام انتحاري يرتدي حزاما ناسفا بتفجير نفسه مستهدفا حشدا من المتظاهرين وسط المدينة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء  29/تموز/2008 - 25/رجب/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م