قضايا عراقية: حافلات تتغلب على الصراع الطائفي ونمو السياحة العراقية

شبكة النبأ: هل تعد ظاهرة الإنفراج الأمني والتحسن النوعي الذي تشهد البلاد محط سعادة وبناء آمال! أم ان الواقع يقول خلاف ذلك. وهل على الشعب العراقي ان يعود وبقوة إلى السوق والشارع ليستأنف حياته بصورة طبيعية!.

هذا ما لايراه أغلب المحللين والباحثين في القضية العراقية، حيث أنهم يرون من السابق لأوانه التفكير بهذا الشكل، ويعدونها مرحلة إعداد وإنتقال وتأسيس أكثر منها مرحلة نسيان ما مضى والإستئناف من جديد.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير، الذي أعدته للقارئ الكريم، تسلط الضوء على أهم الإنجازات الأمنية التي تحققت في الآونة الأخيرة وماهو دور المواطن العراقي في إنجاحها، مع عودة شبه طبيعية إلى شوارع بغداد، ورجوع النازحين إلى بيوتهم:

الإنفراج الأمني يتيح لحافلات الأجرة التغلب على الانقسام الطائفي

بدأ سائقو حافلات الاجرة الصغيرة في بغداد العودة الى الطرق التي كانت مميتة ذات يوم مع تحسن الاوضاع الامنية في العاصمة العراقية مما يسمح لهم بالقيادة مجددا بين المناطق السنية والشيعية والربط بين المجتمعات المنقسمة.

عندما كان العراق على شفا حرب أهلية في عام 2006 وأوائل 2007 أصبحت مناطق كثيرة في بغداد مناطق يستحيل الذهاب اليها بسبب الطائفية. ووجد سائقو حافلات الاجرة الصغيرة أنفسهم على الجبهة حيث استهدفتهم ميليشيات أرادت ترسيخ الانقسامات من خلال بث الرعب.

وقال ابو علاء الذي يقود حافلة أجرة صغيرة من بلدة التاجي التي يغلب على سكانها العرب السنة قرب العاصمة الى الكاظمية وهي منطقة يغلب على سكانها الشيعة في شمال بغداد: المجرمون حاولوا تفريق وعزل المناطق... لكنهم لم يستطيعوا هذا. بحسب رويترز.

وفي ذروة أعمال العنف كان سائقو حافلات الاجرة الصغيرة يخاطرون باحتمال ايقافهم عند نقاط تفتيش وهمية حيث كانت فرق قتل تخطف السائقين أو الركاب من الجانب الخاطيء للانقسام الطائفي. وكان يعثر على البعض مقتولا بعد عدة أيام من الخطف. ولا يزال كثيرون مفقودين.

وذكر سائق اخر يدعى نزار عبد الكريم: المسلحون ركزوا على قتال السائقين للفصل بين أحياء بغداد. لكنهم فشلوا بكل تأكيد.

وتحسنت الاوضاع الامنية في المدينة منذ منتصف 2007 حين بدأت القوات الامريكية والعراقية اتخاذ اجراءات صارمة ضد الميليشيات وعاد كثير من سائقي حافلات الاجرة الصغيرة الان للقيادة على الطرق التي كانت تنطوي على مخاطر فيما سبق.

وتقول القوات الامريكية التي غزت العراق عام 2003 للاطاحة بنظام صدام، ان العنف في أدنى مستوياته منذ أربع سنوات.

ويعزو ابو علاء الفضل الى نقاط التفتيش التي يحرسها أفراد من قوات الامن العراقية والدوريات التي تجوب الاحياء وتدعمها الولايات المتحدة في التحركات الامنة على الطرق على الرغم من أن نقاط التفتيش تسبب ازدحاما مروريا. وقد يستغرق قطع 15 كيلومترا ما يصل الى ساعتين في ساعة الذروة.

وعاد عادل عبد الكاظم (30 عاما) الى الطريق بين الكاظمية والتاجي قبل شهرين بعد أن قرر أن الاوضاع الامنية تحسنت بما فيه الكفاية. وينقل مزيجا من الركاب من السنة والشيعة.

ويقول عبد الكاظم: يشعر الركاب بالامان. يرفضون الحديث عن الطائفية أو السياسة على الطريق. حمدا لله أن كل شيء على ما يرام.

وتفجر التوتر الطائفي في العراق في فبراير شباط عام 2006 بعد تفجير ضريح شيعي مقدس في مدينة سامراء بشمال العراق. وأنحت الحكومة باللائمة على مقاتلي تنظيم القاعدة من العرب السنة في تفجير موجة من الاعمال الانتقامية واراقة الدماء أودت بحياة عشرات الالاف من العراقيين.

وبغداد التي كانت تسكنها طوائف مختلفة على مدار معظم تاريخها أصبحت مقسمة بشكل متزايد الى أحياء للعرب السنة وأخرى للشيعة.

وكانت هذه فترة خطيرة بالنسبة لسائقي حافلات الاجرة والركاب مثل ام حسن وهي امرأة من العرب السنة طاعنة في السن وتعيش في التاجي.

فقد كانت مريضة لكن ما من سائق حافلة أجرة كان يرغب في أن يقوم بالرحلة التي تنطوي على مجازفة من بلدتها التي يغلب على سكانها العرب السنة الى المستشفى في حي الكاظمية الذي يغلب على سكانه الشيعة في بغداد.

وقالت: مكثنا في المنزل لاكثر من عام. كان وقتا عصيبا. وأضافت أنها مصابة بمرض خطير لكنها لم ترد الكشف عن مزيد من التفاصيل.

ومضت تقول اثناء انتظارها حافلة صغيرة لتغادر الكاظمية: حتى شهرين مضيا لم أكن أستطيع الوصول الى المستشفى لكنني الان أستطيع الذهاب والعودة بمفردي.

موعد نهائي لقاطني بيوت المهجّرين لعودة أصحابها

قال متحدث عسكري إن قوات الامن العراقية ستعلن عن موعد نهائي الشهر المقبل لكي يخلي قاطنو المنازل التي نزح عنها أهلها بسبب أعمال العنف الطائفي في بغداد هذه المنازل.

وقال اللواء قاسم الموسوي المتحدث بأسم الجيش العراقي في بغداد ان طرد القاطنين الجدد للسماح للاجئين بالعودة أمر مهم بالنسبة لاعادة الامن الى العاصمة بغداد.

وتقدر مفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين عدد اللاجئين العراقيين في الخارج بمليونين معظمهم يعيشون في الاردن وسوريا. وهناك 5 ر2 مليون عراقي نازحين داخليا.

وشهد عدد من الاحياء التي يقطنها خليط طائفي في بغداد وغيرها من المدن أعمال تطهير استهدفت العرب السنة أو الشيعة خلال ذروة أعمال العنف الطائفية في عامي 2006 و2007.

ويقول مسؤولون إن التراجع الحاد في أعمال العنف شجع بعض اللاجئين على العودة الى منازلهم ليجدوا أن منازلهم يقطنها سكان جدد. بحسب رويترز.

وقال الموسوي في مؤتمر صحفي في بغداد انه في الشهر المقبل سيتم الاعلان عن موعد نهائي لاخلاء هذه المنازل في بغداد والا فستداهم قوات الامن هذه المنازل لاخلائها على الفور.

وقالت منظمة الهجرة الدولية هذا الشهر ان تحسن الوضع الامني دفع عشرات الالاف من النازحين العراقيين للعودة الى منازلهم في بغداد. وأضافت أن المحافظات الاخرى تشهد عودة للاجئين ولكن بأعداد أقل بكثير.

وتابع الموسوي أن عودة جميع الاسر النازحة جزء ضروري من خطة أمن بغداد. وقال ان من بين أهداف الارهابيين تقسيم بغداد الى مناطق طائفية.

تحرك ونمو في استثمارات السياحة العراقية

وافقت السلطات العراقية علي بناء فندق فخم بقيمة 100 مليون دولار في المنطقة الخضراء التي تتمتع بحماية فائقة وسط بغداد باستثمارات أمريكية عراقية دولية.

وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، إن الفندق المذكور يعد أول بناية سياحية تنشأ منذ سقوط النظام السابق في 2003، وسيتألف من 300 غرفة فندقية ذات معايير عالمية.

وعن تمويل المشروع، قال إنه سيقام بتمويل مشترك من مستثمرين أمريكيين وعراقيين ودوليين، ويقع الفندق قرب قصر عدنان أحد مقار النظام السابق.

وتوقع الدباغ أن الفندق سيجتذب زواراً من العراقيين والعرب والأجانب لما يتمتع به من متاجر للتسوق وقاعات للمؤتمرات ومعارض للسلع. بحسب فرانس برس.

وتخضع المنطقة الخضراء التي تضم الإدارات والسفارات الغربية ولاسيما سفارة الولايات المتحدة لحماية شديدة وتحاط بأسوار عالية من الأسمنت. ولم تحدد الحكومة العراقية الشبكة الدولية التي ستتولى إدارة الفندق ولا موعد افتتاحه.

وفي كردستان العراق الذي يتمتع بالحكم الذاتي، وضع نجيرفان البارزاني رئيس وزراء اقليم كردستان العراق ووزير السياحة اللبناني السابق جو سركيس حجر الاساس لبناء فندق خمس نجوم بتكلفة 60 مليون دولار في مدينة اربيل في شمال العراق.

وقال البارزاني ان وضع حجر الاساس يمثل رسالة الى العالم تفيد بان الاقليم مفتوح امام الانشطة التجارية ومنفذ الى جميع انحاء العراق مستقبلا، كما ان في وجود الاستثمار الاجنبي في الاقليم اشارة واضحة الى ان هذا الجزء من العراق مستقر من الناحية الامنية وبه فرص للاستثمار.

يذكر، أن قطاع السياحة من أكثر قطاعات الاقتصاد التي تأثرت سلبيا حيث مني بخسائر ضخمة تقدر بمليارات الدولارات بسبب الحصار المفروض على كل مناحي الحياة في البلد.

واضاف البارزاني ان: وجود الاستثمار الاجنبي في الاقليم اشارة واضحة الى ان هذا الجزء من العراق مستقر من الناحية الامنية وهناك فرص للاستثمار. وسيقام الفندق في مدينة اربيل عاصمة الاقليم (350 كلم شمال بغداد) وتبلغ كلفته ستين مليون دولار.

الحياة تدب من جديد في شوارع بغداد

عادت الحياة الى شوارع بغداد فالمقاهي عادت لتكتظ بروادها والمحال التجارية تشهد حركة متصاعدة.

ويشعر المواطنون في العاصمة العراقية بتحسن الوضع الامني بعد اعوام بدت خلالها بغداد تعاني من ازمة امنية لا نهاية لها.

حتى اسعار العقارات تشهد ارتفاعا ملحوظا حسبما اشار احد العاملين في المجال اذ قال ان الاسعار تضاعفت خلال الاشهر الاربعة الاخيرة.

الامور تتحسن في بغداد، لكن لا يجب المبالغة، اذ ان التحسن وعلى الرغم من كونه فعلي، فهو لا يزال هشا.

ويصف المسؤولون الامريكيون تحسن الاحوال بـ بعض الاختراقات الايجابية، ويشيرون الى ان الكلام عن تغيير امني جذري لا يزال سابقا لأوانه. بحسب بي بي سي. 

وقد تطرق تقرير للكونجرس الامريكي في الايام الاخيرة الى الامن في بغداد واصفا ما تم تحقيقه: بربح لا يزال هشا وقابلا للانقلاب لان البيئة الامنية العراقية لا تزال خطرة.

ولكن الوضع في بغداد لا يقارن بما كان عليه منذ عام، ويمكن تفسير التحسن بزيادة عدد القوات الامريكية منذ الاشهر الاولى لعام 2007 التي بدأت تخرج لتواجه المسلحين والميليشيات في الطرقات .

ولم يكن عنصر زيادة القوات وحده الذي احدث فارقا في الوضع الامني، لان الاستراتيجية الجديدة التي اعتمدها قائد القوات الامريكية في العراق الجنرال ديفيد بتراوس يبدو انها اتت بثمارها، ولذلك، من المفيد قراءة ما بات يعرف بتوجيهات القيادة بالتصدي للمسلحين في العراق.

فمن بين هذه التوجيهات مثلا: خدمة واحترام السكان للفوز بثقتهم ودعمهم، والعيش بين السكان وعدم تسيير دوريات آلية، بل ركن الآليات والقيام بالدوريات سيرا على الاقدام والتكلم مع الناس والاختلاط بهم، وتشجيع سياسة المصالحة والترويج لها. هذا ما حاول ان يقوم به الامريكيون، وحتى الآن، تبدو هذه الاستراتيجية ناجحة.

وبينما كانت الحوادث الامنية التي تسجل تتخطى الالف اسبوعيا، تجدر الاشارة اليوم الى انه وفقا للامريكيين فان عدد هذه الحوادث انخفض الى ادنى معدل له منذ اربعة اعوام.

وفي حلقة سابقة، كشف برنامج بانوراما الذي تبثه بي بي سي ان مبالغ ضخمة من المال اختفت في جيوب مسؤولين عراقيين فاسدين وشركات.

ولكن الحقيقة ايضا ان مبالغ كبيرة صرفت ايضا كمساعدات لاصحاب المحال الصغيرة والمتوسطة من قبل القادة العسكريين المحليين في العاصمة العراقية.

وفي الواقع لا يجب الاستخفاف بهذه المساعدات التي وزعت وباثرها على التجار، وعلى سبيل المثال، فقد اعطي لكل صاحب محل في احد الشوارع التجارية غربي بغداد 2500 دولار امريكي لتحسين اوضاعه.

بالاضافة الى ذلك، يدفع الامريكيون اموالا لمجموعات الشبان المولجة حفظ الامن في الاحياء التي باتت تعرف بـ "ابناء العراق" والتي توظف شبانا وبذلك تبعدهم عن اغراء الانتماء الى الميليشيات.

ويقول الامريكيون انهم دفعوا في هذا الحي وحده غربي بغداد 750 الف دولار، ويشير القائد الامريكي المحلي الذي اشرف على هذه العملية الى انه مقتنع بأن الاموال في هذه المنطقة صرفت بطريقة جيدة.

ويقول القائد الامريكي ان: تحسن الاوضاع الاقتصادية والمعيشية للناس ينعكس حتما على الوضع الامني لان السكان، مع تحسن معيشتهم، لم يعودوا يحتاجون الى الانضمام للمجموعات المسلحة من اجل تأمين حاجة عائلاتهم.

ويمكن اعادة سبب تحسن الوضع في بغداد الى نتيجة لتراكم عدة عوامل منها المبادرات المحلية المتكررة في مجال الامن والاقتصاد وتقدم المصالحة السياسية (على الرغم من المصاعب) بالاضافة الى تحسن اداء القوات العراقية وبدء الشركات الاجنبية بالاهتمام بالاقتصاد العراقي وبخاصة في المجال النفطي حتى ولو كان هذا الاهتمام لا يزال في بدايته.

وسط احتفال العوائل.. مسبح حديقة الزوراء يعود من جديد

وقف جنود يراقبون الاطفال والرجال يتدافعون للقفز في مياه حوض السباحة الذي اعادت القوات الاميركية فتحه في حديقة الزوراء في بغداد بعد سنين من اغلاقه.

وكانت السلطات اغلقت المسبح قبل الغزو الاميركي في مارس/اذار 2003 وقد اعيد تاهيل المكان المجاور للمنطقة الخضراء بكلفة بلغت نصف مليون دولار.

وتتزامن اعادة الافتتاح مع تقنين شديد في التيار الكهربائي وارتفاع كبير في درجات الحرارة في هذا الوقت من السنة في بغداد. بحسب فرانس برس.

وقال الفتى منتظر البالغ من العمر 11 عاما بعد ان قفز بملابسه في حوض السباحة فيما تلعب شقيقاته قرب المكان تحت مراقبة والدتهم الجالسة في الظل اتقاء لقيظ الظهيرة: انه يوم عظيم وانا مسرور جدا. واضاف، انها المرة الاولى التي ازور فيها الحديقة لكنني سآتي المرة القادمة مع اصدقائي. وبالنسبة لهؤلاء الاطفال تبدو الحرب باوزارها بعيدة جدا عنهم.

وقد مزقت اعمال العنف الطائفي وحركات التمرد العاصمة العراقية التي تشهد حاليا فترة من الهدوء النسبي نتيجة العمليات الامنية التي دعمتها القوات الاميركية منذ العام الماضي.

واصطحبت سبع عربات اميركية مدرعة الصحافيين الى منتزه الزوراء اكبر حدائق بغداد لحضور اعادة افتتاح حوض السباحة. ويمضي العديد من العائلات البغدادية عطلتها الاسبوعية في الحديقة الشاسعة المساحة.

وكانت حديقة الحيوانات في المنتزه فقدت الكثير من الحيوانات ابان الاجتياح الاميركي.

ومنتزه الزوراء قريب من القصر الجمهوري السابق الذي بات اليوم في المنطقة الخضراء التي تضم مباني الحكومة العراقية والسفارتين الاميركية والبريطانية.

وقد لحقت بالمتنزه اضرار جسيمة عندما دخلت الدبابات الاميركية ودمرت في طريقها تمثال ضخم لرئيس النظام السابق قرب الحديقة.

طريق مطار بغداد الدولي وحملة م لإعادة الإعمار

اذا انجز رئيس بلدية بغداد صابر العيساوي ما يريد فان الزوار الخارجين بالسيارات من مطار المدينة الدولي لن تقع اعينهم على مجرد حوائط خرسانية مضادة للتفجيرات واسلاك شائكة ونقاط تفتيش.

ويريد العيساوي ان يغير شكل الطريق السريع متعدد الحارات وان يزوده بالاضواء ويزرع على جانبيه الاشجار لتجميل طريق جرت العادة ان يكون احد اخطر شوارع العراق. ومع تراجع العنف لادنى مستوياته في اربعة اعوام فان رئيس بلدية بغداد يرى ان الوقت حان للبدء. بحسب رويترز.

وقال للصحفيين في احتفال اقيم لتدشين مشروع بقيمة 40 مليون دولار لاعادة بناء طريق المطار انه سيتم إحداث اختلاف كبير في وقت قصير.

واضاف ان الشيء الاهم هو استعادة المناطق الخضراء وانارة الشارع بما يعطي القادمين احساسا بأن المدينة تتحسن.

واضاف ان هناك خططا لبناء فنادق على جانبي الطريق الذي يبلغ طوله 20 كيلومترا وضخ المياه من نهر دجلة القريب لري مساحات الحشائش والورود. وحتى وقت قريب كان مثل هذا الحديث مثارا للضحك والسخرية.

وعلى مدى سنوات ظل الطريق السريع في حي الرشيد في جنوب بغداد ساحة معارك.

وكثيرا ما كانت تنفجر قنابل مزروعة على جانب الطريق مستهدفة القوافل العسكرية او المتعاقدين الامنيين المدججين بالسلاح الذين ينقلون الزوار الى المطار. وكان مسلحون معهم قاذفات صاروخية وبنادق الية يطلقون النار عشوائيا على السيارات المارة.

وقال مقيمون انهم غالبا ما يضطرون الى المرور وسط الحفر التي خلفتها الانفجارات في الشارع. واضافوا انه بعد بعض انفجارات القنابل تمطر القوات الامريكية او العراقية المنازل الواقعة على جانبي الطريق بوابل من الرصاص.

وقال سعد القبيصي (38 عاما) وهو موظف يقع منزله على الطريق ان السكان كانوا يعيشون في جحيم. واوضح ان خمس او ست قنابل كانت تنفجر يوميا وان الرصاص كان يتطاير. لكنه قال ان الوضع اصبح افضل كثيرا الان وانه يكاد لا يتذكر اخر مرة سمع فيها انفجارا في هذا الشارع.

بعد الدمار والقتل الهدوء يعود إلى حي الدورة جنوب بغداد

يعمد سعد عبد الحميد الى تغيير مكان مبيته كل ليلة خوفا على حياته بعد مقتل شقيقيه في حي الدورة في جنوب بغداد الذي يحاول الجيش الاميركي بمعاونة القوات العراقية تشجيع النازحين الى العودة اليه.

ففي اواخر حزيران/يونيو المنصرم قتل مسلحون الشقيقان بعد يوم على عودتهما الى منزلهما العائلي لاعادة تجهيزه.

ويقول عبد الحميد وهو شيعي بينما كان في مكتب عقيد في الجيش العراقي اسمه الاول محمود: لقد ابلغني الجيش انه سيبذل كل ما في وسعه لاعتقال الجناة لكنني لا اعلق امالا كبيرة على ذلك. بحسب فرانس برس.

وكان الضابط العراقي يناقش مع زميله الاميركي طلبات عائلات شيعية وسنية ومسيحية للعودة الى منازلها في الدورة التي كانت مسرحا لاعمال عنف دامية استمرت اشهرا عديدة.

وقد بثت مجموعات سنية متطرفة الرعب في الاحياء الشيعية في حين عمدت جماعات شيعية مسلحة الى طرد عائلات سنية كما ارغم مسلحون المسيحيين من اشوريين وكلدان وسريان على هجر منازلهم في الدورة وخصوصا احياء الاشوريين والميكانيك والصحة.

ويطلب عبد الحميد (41 عاما) فاتحا راحتيه وناظرا الى السماء الاقتصاص من قتلة شقيقيه. ويقول: كان والدي يحلم بالعودة الى منزله للجلوس في الحديقة لقراءة كتبه. مشيرا الى انه شخصيا كان يعارض العودة الى الدورة لكن شقيقه غسان الح على ذلك.

ويضيف ان غسان وشقيقه الاخر حردان وصلا الى منزل العائلة برفقة عدد من العمال للقيام ببعض التصليحات. ويتابع ان شخصين ملثمين اقتحما في اليوم التالي المنزل حيث قاما باحتجاز العمال في احدى الغرف قبل ان يقتلا الشقيقين.

وعلى غرار الاف الاشخاص كانت عائلة عبد الحميد غادرت منزلها في الدورة خلال العام 2006 عندما اشتدت اعمال العنف وخصوصا الاعتدءاءات والخطف والقتل. ويتذكر تلك الحقبة الزمنية قائلا: كانت زوجتي السنية التي بقيت في المنزل تتصل بي فور عودتها من السوق يوميا لتتحدث عن الجثث التي عبرت بقربها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين  28/تموز/2008 - 24/رجب/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م