أسم الكتاب: في رحاب فقيد العلم والتقوى
المؤلف: إعداد، هيئة طلاب العلوم الدينية
في كربلاء المقدسة
الناشر: دار العلقمي للطباعة والنشر
عدد الصفحات: 135- قطع متوسط
شبكة النبأ: كتاب يتحدث عن ذكريات وخواطر الفقيه الورع سماحة
آية الله الراحل السيد محمد رضا الشيرازي طاب ثراه. وصدر هذا
الكتاب بمناسبة أربعينية رحيله (قدس سره)، وهو من إعداد هيئة طلاب
العلوم الدينية في كربلاء المقدسة.
وقد جاء في كلمة للناشر تحدث فيها على شكل محاور ومنها، كان
أملي في أستمرار المسيرة، والرجال الصادقون، وكان من المتهجدين في
الليل، وخابت الآمال، أيضا نبذة عن حياة الفقيد الراحل طاب ثراه.
بعد ذلك بدأت فصول الكتاب، حث تكون من ثماني فصول وتعازي وملحق
وتراجم سيرة الأعلام والكتاب.
وكان الفصل الأول يتحدث عن البعد العبادي للفقيد الراحل. حيث
بدأ حديثه عن بروز الفقيد منذ صغر سنه ونعومة أظافره، وتجلي أسرار
عظمة خلقه الرفيع في أخلاقه وسيرته الشريفة. أيضا تعرض الكتاب إلى
إلتزام الفقيد الرحال بآداب صلاة الليل والمواضبة عليها، حيث كان
يعتبر إياها تأسيس ناجح وناجع للشخصية الحقيقية للإنسان القريب من
الله تعالى. ويذكر عنه كم كان كثير البكاء خشية من الله وحبا به
سبحانه وتعالى.
جاء الفصل الثاني متحدثا عن البعد الآخر الذي كان معروفا به قدس
سره، وهو البعد العلمي الذي واكب بعده العبادي رضوان الله عليه.
حيث جاء فيه: كان السيد الفقيد من أولئك الذين تربوا في بيت العلم
والفقاهة فلا غرو ان تجده ومنذ صغره عارفا بالمسائل الفقهية
الدقيقة، والأحكام الشرعية العميقة، وهي هبة منحها الله تعالى له،
ليكون له ذلك الشأن الذي يحتذى به حيا وميتا.
وهذا ما نقله الاستاذ الحاج جواد العطار بقوله: عندما كان صغيرا
في كربلاء وفي مراحل الدراسة الاولى في مدارس حفظ القرآن الكريم،
كنا نسأله عن المسائل فقهية مختلفة، فكان يجيب بكل ثقة ودقة.
أما مواظبته على طلب العلم والتعلم، فكان رحمه الله، شديد الحرص
على عدم ضياع الوقت في شيء آخر غير التعلم والتفقه والتفكر
والدراسة. حيث ينقل عن سماحة آية الله السيد جعفر الشيرازي: ان
السيد الفقيد رضوان الله عليه جاء سوريا لزيارة مولاتنا زينب عليها
السلام، فلم يضيع وقته بالإستراحة وما شابه، كما هو شان الكثير، بل
استعار مني كتاب الشرائع للمحقق الحلي، وبدأ بالبحث العلمي، حول
موضوع الإرث والتدقيق فيه.
وإلى جانب تفكيره المتواصل بالعلم والدرس كان منهجه البحثي
متصفا بالدقة والتمحيص الطويل. كما كان له من عمق النظر والتصور ما
يشار إليه.
أما الفصل الثالث فكان فيه البعد الإجتماعي، وهو ماضم حسن
التعامل وإكرام الضيف، وحسن استقباله لمن يزوره والعناية به، وفي
هذا الجانب عرض فضيلة الاستاذ جواد العطار شهادة يقول فيها: عندما
كنت أزوره للسلام او السؤال عن صحته يتلقاني بإبتسامته وسلامه
الحار الذي تحسه يخرج من اعماق قلبه، فتجد أنك أمام شخصية حنونة
صادقة لايتكلف في تعامله أبدا، كان يسأل عن الأصدقاء واحداً واحداً،
ثم لا يبخل عليّ بنصيحة أو فكرة أو توجيه، فلا أغادره إلا وأنا
محمل بالنصيحة والموعظة وممتلئ بالمعنويات.
ومن أخلاقه كان سماحته لايقطع على أحد كلامه أبدا، وكان كثير
الزيارة للإخوان، وكان رحمه الله، يزور حتى من نصب له العداء، كما
كان سباقا في السلام، ويحسن الإصغاء للآخرين.
الفصل الرابع تحدث عن البعد الأخلاقي له رضوان الله عليه، حيث
انه لم يرد السائل قط كما كان معروف عنه، كما كان يقدم الآخرين على
نفسه، وسخي في وقته الثمين، ومن صفاته الواضحة شدة الورع والتقوى
وعدم الإغتياب. كان محبا مسالما لم يؤذي أحدا حتى الحشرات، حيث نقل
فضيلة الشيخ عبد المطلب التويلي عنه قائلا: ومما يدل على خوفه
الكبير من الله تعالى حتى في أصغر الأمور أنه نقل أحد أساتذتنا وهو
الشيخ طالب الصالحي، أنه لا حظ ولمرات عديدة أن السيد (قدس سره)
كان يرفع النملة برفق وينقلها إلى مكان آخر لئلا تتعرض للموت عند
بقائها في هذا المكان.
الفصل الخامس جاء مبينا البعد العقائدي والولائي له رضوان الله
عليه، ومنه تواضعه لأهل البيت عليهم السلام، ووصاياه بجعل أسماء
المؤسسات على أسمائهم صلوات الله عليهم، كما كان معروف عنه البكاء
دائما على مصيبة الزهراء عليها السلام ومصائب كربلاء، ويحض على
التبرك بطعام الرضا عليه السلام، والإهتمام والمواضبة على زيارة
كربلاء المقدسة، وسامراء المشرفة وأئمة البقيع رضوان الله عليهم
أجمعين.
أوضح الفصل السادس البعد السياسي عنده رحمه الله، حيث كان مهتما
إهتماما واضحا بشؤون العراق، إلى جانب ذلك إهتمامه بشؤون الكرد
الفيليين، وأهتمامه ودفاعه كما هو الحال دائما بمسلمي الغرب.
أما الفصل السابع من الكتاب فجاء عن الوصايا، حيث ذكر الكتاب
بعض الوصايا التي أوصى به سماحته (قدس سره) المؤمنين والمؤمنات،
وهي كما طلبها أحد الإخوة الأفاضل منه (رحمه الله) من سلطنة عمان،
حيث جاء فيها: التقوى من الله تعالى، الاخلاق الحسنة، تعلم الخطابة
وإتقانها، تعلم الكتابة والتأليف بما فيه احتياجات المجتمع والشباب
خصوصا، تأسيس المؤسسات الثقافية والإجتماعية والدينية حتى يكون لكل
فرد مشروع ومؤسسة، تخصيص خمس دقائق كل يوم لمحاسبة النفس، مطالعة
أحوال أولياء الله تعالى، الإهتمام بشؤون الفقراء والمعوزين
والأيتام.
الفصل الثامن جاء متحدثا عن المنامات، وفيه نقل عن فضيلة الشيخ
إبراهيم الكاظمي قوله: نقل لي أحد المؤمنين الثقات وهو الأخ حسي
عبد الكريم البناء، وهو أحد موظفي روضة الإمامين الكاظميين عليهما
السلام، أنه رأى ليلة تشييع آية الله السيد محمد رضا الشيرازي رحمه
الله، أن جميع المعصومين صلوات الله عليهم ومنهم الصديقة الزهراء
عليها السلام، وهي لابسة لباس العزاء يسألون السيد الراحل رحمه
الله عن حال مجيئه إليهم، وأنه لم يلاق أي معاناة في ذلك، والسيد
رحمه الله، يقول لهم: إنني لم أتعب ولم ألق أي أذية، وهم سلام الله
عليهم، يكررون عليه السؤال ويرد عليهم الجواب السابق.
كما نقل سماحة السيد مرتضى الشيرازي دام ظله، عن أحد المؤمنين
أنه رأى أمير المؤمنين عليه السلام يدخل المسجد وخلفه الفقيد رضوان
الله عليه. ومؤمن آخر رأى الزهراء عليها السلام وهي تستقبل السيد
الفقيد.
كما جاء بعد الفصل الثامن ذكر بعض التعازي التي جائت في ذكرى
رحيل السيد الفقيد رحمه الله. ومنها تعزية وفد النجف الأشرف عن آية
الله العظمى الشيخ بشير حسين النجفي دام ظله، وتعزية الحوزة
العلمية لمكتب السيد الشهيد الصدر قدس سره الشريف، وتعزية السيد
مرتضى الموسوي القزويني من كربلاء المقدسة، وتعزية ممثل رئيس
الوزراء العراقي السيد فؤاد الدوركي، وتعزية الامين العام للكورد
الفيليين شامل درويش على الفيلي، وتعزية الدكتور عقيل الخزعلي
محافظ كربلاء، وتعزية السيد محمد كاظم عبد الزهرة الهر مدير الوقف
الشيعي في محافظة كربلا، وتعزية الشيخ الحاج موسى عناد العبد الله
شيخ عشيرة ألبو حسان. كما جاء في الكتاب بعد ذلك ملحق بالوثائق
والصور، وتراجم عن الأعلام الواردة في الكتاب.
هذا تقريبا أهم ما جاء في الكتاب الذي أعدته هيئة طلاب العلوم
الدينية في كربلاء المقدسة عن سيرة الفقيد الراحل السيد محمد رضا
الشيرازي (طاب ثراه) وهو جاء عن ذكريات وخواطر بحق السيد الفقيد.
فسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا، وإنا لله وإنا إليه
راجعون.أ |