ملف الإرهاب: القائمة الأمريكية السوداء وإنتهاك حقوق الإنسان

شبكة النبأ: بات تنامي ظاهرة الإرهاب أكثر رعبا للعالم والمهتمين في مجال الحماية الأمنية للمدنيين العزل، من أي ظاهرة أخرى أو كارثية طبيعية، ذلك انه يضرب في أوقات غير معلومة وغير مدروسة او مخطط لها، رغم كل التحصينات والعمليات الإستباقية التي تشنها بعض الدول على معاقل هذا الدموي.

(شبكة النبأ) في سياق هذا التقرير تسلط الضوء على آخر التطورات العالمية وعلى صعيد مكافحة الإرهاب دوليا، مع عرض للقائمة الأمريكية السوداء، وكيف تعد افغانستان ان باكستان هي الراعي الاكبر في المنطقة للإرهاب:

القائمة السوداء للإرهاب في الولايات المتحدة

قالت مجموعة اتحاد الحريات المدنية الاميركية ان القائمة التي تحتفظ بها السلطات الاميركية للمشتبه بانهم ارهابيون او للمعروفين بانهم ارهابيون طالت كثيرا وباتت تضم اكثر من مليون اسم.

وذكرت المجموعة انها استندت في هذا الرقم الى تقرير لوزارة العدل عن مركز مراقبة الارهابيين التابع لمكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) الذي يضع قائمة المعلومات عن الاشخاص المشتبه بضلوعهم في الارهاب.

وقالت المجموعة ان المركز كان لديه اكثر من 700 الف اسم في بياناته اعتبارا من نيسان/ابريل 2007 وان الاسماء على القائمة تزداد بمعدل اكثر من 20 الف اسم كل شهر طبقا لتقرير المفتش العام لوزارة العدل.

واضافت المجموعة في بيانها: استنادا الى هذه الارقام فان القائمة تحتوي الان على اكثر من مليون اسم. بحسب فرانس برس.

واضافت ان القائمة تحتوي على اسماء اشخاص متوفين مثل رئيس النظام العراقي السابق صدام الذي اعدم شنقا في العام 2005 ومحاربين سابقين حاصلين على اوسمة والسناتور الاميركي تيد كينيدي.

وافادت ان القائمة كانت تضم كذلك رئيس جنوب افريقيا السابق نلسون مانديلا الحائز جائزة نوبل للسلام الا ان الكونغرس شطب اسمه عنها وهي الطريقة الوحيدة للقيام بذلك حسب المجموعة.

وصرح مدير برنامج التكنولوجيا والحرية في المجموعة باري ستيندهارت للصحافيين في واشنطن ان: القائمة هي مثال كبير على عيوب سياسة الادارة الاميركية بشان الارهاب حيث انها غير منصفة وخارجة عن السيطرة ومدارة بشكل غير فعال ومضيعة للموارد وعائق حقيقي لحياة مليارات المسافرين.

من جانبها نفت ادارة امن النقل ان تكون القائمة تحتوي على مليون اسم. وقالت على موقعها على الانترنت ان: الافتراضات المتعلقة بالقائمة هي خاطئة تماما وقدرت عدد المدرجين عليها باقل من 450 الف اسم.

جماعة أبو سياف والتبرعات للمتشددين في آسيا

قال خبراء أمن ان المتشددين الاسلاميين في انحاء جنوب شرق اسيا أصبحوا يعتمدون بدرجة متزايدة على التبرعات بما فيها الزكاة لتمويل تفجيراتهم لان الحكومات شددت القيود على البنوك.

وقال ارابندا اتشاريا من المركز الدولي لأبحاث العنف السياسي والارهاب في سنغافورة ان أكثر من 50 في المئة من تمويل الارهاب في جنوب شرق اسيا يأتي من تبرعات افراد.

وقال اتشاريا في ورشة عمل بشأن مكافحة تمويل الارهاب في مانيلا: وأصبح هذا الآن هو أكبر مصدر أموال للمتشددين لانه من الصعب رصده. مضيفا ان المجاهدين أصبحوا يتجنبون القنوات الرسمية.

لكنه يعتقد ان الأموال التي تمر عبر الوسائل غير الرسمية مثل حملة الحقائب ليس أساسيا مثل تلك الوسائل التي استخدمتها جماعات مؤيدة لتنظيم القاعدة قبل هجمات سبتمبر ايلول عام 2001 القاتلة ضد الولايات المتحدة. بحسب رويترز.

وقال اتشاريا انه بعد هجمات سبتمبر ايلول نقل المتشددون في اماكن اخرى في العالم أموالهم من البنوك واستثمروها في اسهم ومجوهرات وعقارات وشركات تأمين وأدوات مالية اخرى.

وقال: علمنا ان المتشددين الاسلاميين في الهند يضاربون على الاسهم وان المتشددين في افريقيا يشترون الالماس والأحجار الثمينة الاخرى. مضيفا ان المتشددين في جنوب شرق اسيا يعتمدون أكثر على التبرعات من المنظمات الخيرية ومن اموال الزكاة التي يتم جمعها عادة وليس حصرا في المساجد.

وقال اتشاريا انه في الفلبين اضطرت جماعة أبو سياف وهي أخطر جماعة متشددة الى القيام باعمال خطف وابتزاز لان الأموال التي تحصل عليها من المانحين الاجانب والمحليين غير كافية لتمويل التفجيرات.

وقال اتشاريا نقلا عن تقرير سري للشرطة الفلبينية ان جماعة ابو سياف تخلت عن مؤامرة في عام 2006 لنسف أهداف في مانيلا وبناء مصنع كيماوي في الجنوب لان الاموال القادمة من الخارج نضبت.

وقال رودولفو مندوزا نائب رئيس قسم التحقيقات بجهاز الشرطة انه منذ التسعينات تمكنت جماعة ابو سياف من جمع أكثر من 20 مليون بيزو (439500 دولار) من الزكاة في جنوب الفلبين فقط وان كان هذا المبلغ يقل بكثير عن الأموال التي جمعتها من الخطف والابتزاز.

من جانبه قال مندوزا: أموال الزكاة أسهمت كثيرا في استمرار عمليات ابو سياف. مضيفا ان المتمردين يستخدمون شبكة الانترنت في اظهار كفاح المسلمين في الجنوب لكسب مزيد من التبرعات من الأشخاص ومن المنظمات في الخارج.

وقال روهان جوناراتنا وهو خبير في مكافحة الارهاب مقره سنغافورة ومؤلف كتاب: داخل القاعدة. انه يعتقد ان جماعة أبو سياف تواصل تلقي أموال أجنبية من الشرق الاوسط لكنها تمر عبر اندونيسيا.

وقال جوناراتنا: جماعة أبو سياف قادرة على البقاء بسبب تدفق الأموال من الجماعة الاسلامية ومنظمة كومباك الخيرية التي يقع مقرها في اندونيسيا.

واضاف، ان السعودية حلت الآن محل باكستان وافغانستان لتصبح مصدر الأموال الرئيسي للمتمردين الاسلاميين في جنوب الفلبين.

وفي الماضي تم تحديد منظمة الاغاثة الاسلامية الدولية ومقرها السعودية وكومباك على انهما مصادر تمويل المتشددين الاسلاميين في الفلبين.

حقوق الانسان تتهم فرنسا بإنتهاكات ضد المشتبه بهم  

اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير نشر في فرنسا بانتهاك حقوق الانسان في حملتها على الارهاب مشيرة الى احتجاز مؤقت لفترات طويلة، والى ممارسة العنف الجسدي خلال عمليات الاستجواب.

واعتبرت كاتبة التقرير جوديث سندرلاند في بيان للمنظمة غير الحكومية: ان فرنسا تبدي تفانيا كبيرا في التضحية بحقوق الانسان على مذبح الفعالية. ولتكون ريادية حقا عليها احترام الحقوق مع مواجهتها الارهاب. بحسب فرانس برس.

واضافت هيومن رايتس ووتش: ان شهادات الاشخاص الذين وضعوا قيد الاحتجاز على ذمة التحقيق على اساس الاشتباه بضلوعهم في الارهاب تشير على ما يبدو الى حرمان من النوم والاستجوابات المستمرة والمتكررة كما ان الضغوطات النفسية اثناء الاحتجاز رائجة.

وقالت المنظمة في هذا التقرير الذي جاء ثمرة تحقيق اجري بين تموز/يوليو 2007 وشباط/فبراير 2008 ان ثمة افادات قابلة للتصديق تشير الى عنف جسدي مارسته الشرطة الفرنسية على اشخاص تشتبه بارتباطهم بالارهاب اثناء فترة حبسهم على ذمة التحقيق.

وحذرت من التجاوزات المرتكبة في اطار مكافحة الارهاب الاسلامي، التي قد تدفع الى تطرف اشخاصا متأثرين اصلا بافكار متطرفة لاسباب شخصية او دوافع اجتماعية، اقتصادية او سياسية.

ودعت المنظمة الحكومة الفرنسية الى تحديد افضل لتعريفها بجريمة تشكيل عصابة اجرامية على صلة بمخطط ارهابي، الذي تعتبره فضفاضا والى تحسين اجراءات الحماية اثناء الاحتجاز.

وعبرت هيومن رايتس ووتش ايضا عن قلقها لاستخدام ادلة تم الحصول عليها من بلد ثالث حيث التعذيب وسؤ المعاملة من الامور الرائجة، وناشدت فرنسا رفض هذه الادلة.

أفغانستان تؤكد ان باكستان مصدر الإرهاب في العالم

اتهم نواب أفغان وكالة الاستخبارات الباكستانية مباشرة بوقوفها خلف عدد من الهجمات الدموية في أفغانستان مؤخراً، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من التوتر بين البلدين أكثر من أي وقت مضى.

وهاجم البرلمانيون الأفغان باكستان ووصفوها بأنها: أكبر مركز لتغذية وتصدير الإرهاب والمتطرفين للعالم عموماً، ولأفغانستان على وجه الخصوص.

ووجهت الحكومة الأفغانية الاتهام القاسي للغاية بحق باكستان في مشروع قرار أصدرته جاء فيه إن أفغانستان ستقاطع سلسلة لقاءات مع باكستان ما لم تتم استعادة الثقة المتبادلة.

وشن مسلحون متشددون سلسلة هجمات دموية في أفغانستان أسفرت عن مصرع عشرات الأشخاص، ومن بينها، هجوم استهدف نقطة عسكرية حدودية الأحد، ما أدى إلى مقتل تسعة جنود أمريكيين، إضافة إلى هجوم انتحاري استهدف السفارة الهندية في كابول ما أدى إلى مقتل 58 شخصاً. بحسب (CNN).

وجاء في القرار الحكومي إن هذين الهجومين، إلى جانب محاولة اغتيال الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، في السابع والعشرين من إبريل/نيسان الماضي، تشكل دليلاً على محاولات أجهزة الاستخبارات الباكستانية ISI لإعادة احتلال أفغانستان وحرمان الشعب الأفغاني من حقه على ممارسة سيادته الوطنية.

من جانبه نفى وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، أن عملاء أجانب يقفون وراء الانفجار الذي استهدف السفارة.

ويذكر أن المدارس الدينية في باكستان، ساهمت في إعداد وتدريب المقاتلين ضد الوجود السوفيتي في أفغانستان خلال عقد الثمانينيات من القرن الماضي.

وبعد استيلاء حركة طالبان على البلاد وفرضها نظاماً متشدداً، كانت باكستان واحدة من دول قليلة اعترفت بنظام الحركة، الذي تمت الإطاحة به في العام 2001، إثر هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول التي استهدفت مدناً أمريكية.

ورغم أن باكستان أوقفت دعمها للحركة بعد تلك الهجمات، فإن أفغانستان مازالت تتهمها بدعم المسلحين، الذي أقاموا لهم ملاذاً آمناً بالقرب من الحدود المشتركة، في المنطقة الخاضعة لسيطرة القبائل والخارجة عن سيطرة الحكومة المركزية.

وكانت دراسة صادرة عن مركز أبحاث ودراسات أمريكي، صدرت الشهر الماضي، قد عززت من اتهامات الحكومة الأفغانية لباكستان.

وقالت الدراسة إن أعضاء في أجهزة الاستخبارات الباكستانية والمقاتلين شبه الرسميين، الموالين للحكومة، قدموا المساعدة للمسلحين في أفغانستان.

شبكة النبأ المعلوماتية- االخميس  24/تموز/2008 - 20/رجب/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م