الفقر اللاعب الرئيس في تردّي الأوضاع في العراق

شبكة النبأ: لو كان الفقر رجلاً لقتلته، هذه الكلمة التي تدل على المعنى المؤلم وراء ما يخلفه الفقر، وما ينتج عنه من أمراض إجتماعية جمة لايمكن حصرها وعدها.

حيث اكد باحثون اجتماعيون، ان الفقر يلعب دورا اساسيا في الانحراف السلوكي لدى الاحداث في العراق، منوهين الى ان تصاعد معدلاته في العراق ادت الى زيادة نسبة العنف والجريمة في المجتمع.

جاء ذلك اثناء انعقاد ندوة علمية في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية تحت شعار( حماية الاحداث من الجنوح مسؤولية الجميع) والتي حضرها وكيل وزير العمل نوري الحلفي ومدير دائرة الاحداث فارس سامي عزيز الذي تحدث عن: اهمية تطوير دور رعاية الاحداث اذ لايمتلك العراق لحد الآن العدد المناسب او ذي المواصفات العلمية التي من شانها توفير الراحة للنزلاء في تلك الدور.

واشار عزيز في حديثه الى ان الاحداث من سكنة دور الرعاية يتلقون تدريبا تاهيليا يتضمن عدة برامج منها التعليمي والديني والمهني.

واعتبر ان برنامج التاهيل المهني يقع في المرتبة الاولى من اهتمامات الوزارة لانه يسمح للمستفيد ان يجد عملا شريفا بعد تنفيذه لفترة محكوميته بالدائرة.

من جهته عد الباحث ولي الخفاجي الفقر من اهم اسباب جنوح الاحداث وقال ان: الفقر يلعب دورا سلبيا في حياة المجتمع ويؤثر على شخصية الفرد ونموها النفسي والاجتماعي.

وبين ذلك بقوله: فصاحب الدخل الضئيل لايستطيع ان يتجاوب مع القيم الاجتماعية والثقافية المرغوبة في المجتمع لان وضعه الاقتصادي يحول بينه وبين التوسع في اهتماماته العقلية والنفسية والاجتماعية. معللا ذلك بان: جل وقته يذهب في تامين الحاجات التي تعتبر اساسيات بقاء الانسان كالسكن والطعام. بحسب اصوات العراق.

واستطرد الخفاجي: ومن هنا يربط معظم الباحثين ربطا وثيقا بين الفقر والجهل وفضحوا الدور المهين والمخزي للتوزيع غير العادل للثروات وتراكمها في ايادي قليلة من افراد المجتمع.

ويقول الباحث ان: تصاعد الفقر في العراق يصب في تغذية العنف التي شهدت بروزا لافتا على ساحة البلد خلال الاعوام مابعد 2003.

واوعز اسباب ذلك الى ظهور البطالة التي تقدر ب40% وفق تقديرات وزارة العمل" بالاضافة الى "التوزيع غير المتكافيء لمشاريع التنمية وازمة السكن التي ادت الى ظهور المساكن العشوائية حيث تتمركز الفقر والجريمة.

وطالب الباحث بتفعيل البنود الدولية الخاصة بمكافحة الفقر وبناء قاعدة بيانات صحيحة للعاطلين عن العمل من خلال تدوين كافة العاملين في القطاع الخاص. معللا ذلك بالقول ان عدم وجود قاعدة بيانات واضحة جعلت من الصعب معرفة العاطل من غيره ما ادى الى ارباك عمل شبكة الحماية وقد تذهب الاموال لغير مستحقيها لادعائه الكاذب بانه لايملك عملا.

وركز الباحث على اهمية القضاء على السكن العشوائي من خلال انشاء المجمعات السكنية وزيادة تخصيصات رواتب شبكة الحماية الاجتماعية لتكون متلائمة مع الوضع الحالي.

اما الباحثة الاجتماعية رافدة حسين فتطرقت في بحثها الى دور المجتمع في الوقاية من الجنوح لدى الاحداث مشيرة الى ان للجنوح تعريفين الاول: قانوني ويعني خروج الفرد عن القانون الوضعي الذي حدد حالات ومسؤوليات وشروط العقوبة. والثاني: اجتماعي والذي يعني انحراف الفرد عن المعايير الجمعية.

واضافت الباحثة ان: هناك عدة تعليلات برر بها علماء الاجتماع السلوك الانحرافي فمنهم من يرى انها مسالة وراثية فيما عللها البعض الآخر الى الانحلال الاجتماعي فارجعوا الانحراف الى الصراع الثقافي والتفكك الاجتماعي وانعدام التكامل في البيئة الاجتماعية.

ولفتت الباحثة الى ان: للمجتمع دور مهم في الحد من الانحراف من خلال الالتزام بتعاليم الدين الاسلامي وتكاتف ابناء المجتمع الواحد واطلاع كل شخص بدوره بشكل جاد، مشددة على اهمية دور المراة في الحد من الانحراف عن طريق الادوار الكثيرة التي تلعبها كام او كزوجة واخت وابنة.

وسلطت الباحثة الضوء على دور الاعلام في مكافحة الانحراف من خلال نشر التوعية المجتمعية لانها وسائل تصل الى الجميع بدون استثناء كبار وصغار.

وطالبت الباحثة بمحاربة البطالة والتزام العوائل ارسال ابنائهم للمدارس وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني، فضلا عن وضع برامج لاصلاح الاحداث بمشاركة وزارتي الشباب والرياضة والعمل والشؤون الاجتماعية عبر تعاون مشترك بغية توفير الحياة الحرة الكريمة عن طريق توفير فرص العمل.

شبكة النبأ المعلوماتية- االاربعاء  23/تموز/2008 - 19/رجب/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م