إرتفاع أسعار الوقود يخفض حوادث الدهس ويقنن إستهلاك الطاقة!

اعداد/صباح جاسم

شبكة النبأ: يرتفع سعر البنزين فتنخفض وفيات حوادث السير، وكذلك يُقبل الناس على شراء الاجهزة الاقل إستهلاكا للطاقة. هذا آخر ما أفاضت به قريحة موجة ارتفاع أسعار النفط وتداعياتها في انحاء العالم كافة..

فمع ارتفاع أسعار النفط الى حدود 145 دولار للبرميل وزيادة تكلفة الكهرباء يشغل بال المستهلِكين خفض تكلفة فاتورة الكهرباء. وترى شركات ان منتجي الالكترونيات الذين يطورون خطوط منتجات تقوم بترشيد في استهلاك الطاقة ويسوقونها بنجاح للعملاء قد يكون لهم ميزة ومساهمة فعالة في ظل الأوضاع الاقتصادية القاتمة على مستوى العالم.

ومن ناحية اخرى كشفت دراسة حديثة عن ارتباط وثيق بين ارتفاع أسعار المحروقات وتراجع معدل وفيات حوادث الدهس في الولايات المتحدة.

وقال بروفسيور مايكل موريسي من جامعة الأباما،وبروفسيور ديفيد غراباوسكي، من كلية طب جامعة هارفارد، إن دراستهما كشفت إنه مع كل ارتفاع بواقع 10 في المائة في أسعار البنزين تتراجع وفيات الدهس بنسبة 2.3 في المائة، وفق الأسوشيتد برس.

وارتفع التراجع إلى 6 في المائة،  بين فئة السائقين الشباب في الفئة العمرية بين 15 عاماً إلى 17 عاماً، وإلى 3.2 في المائة بين السائقين بين سن 18 و21 عاماً.

ونظرت الدراسة في وفيات حوادث الدهس خلال الفترة من 1985 إلى 2006، عندما بلغت أسعار البنزين قرابة 2.50 دولاراً للغالون.

ومع بلوغ غالون البنزين لأكثر من أربعة دولارات حالياً، أعرب مورسي عن توقعاته بالمزيد من التراجع في وفيات الحوادث المرورية - قرابة ألف وفاة شهرياً.

وأوضح موريسي أن الوفيات الناجمة عن حوادث الدهس، وتتراوح ما بين قرابة 38 ألف إلى 40 ألف سنوياً، ستنخفض بواقع 12 ألف سنوياً، مما يعني تراجعاً بواقع الثُلث.

ولفت غراباوسكي محذراً من أن تقديرات التراجع قد يوازنها في المقابل اللجوء لسيارات أصغر حجماً وأكثر اقتصاداً في استهلاك الوقود وتزايد في استخدام الدراجات النارية والسكوترز.

وقال موريسي إن الدراسة وجدت كذلك "تناسق مماثل" بين أسعار المحروقات ومعدل وفيات حوادث المرور مع انخفاض أسعار البنزين.

وكان الباحثان قد وجدا تطابقاً مشابهاً بين أسعار المحروقات ووفيات الدهس في دراسة سابقة غطت الفترة من عام 1983 إلى 2000. واستندت تلك الدراسة على الوفيات الواردة في إحصائية "إدارة السلامة في الطرقات السريعة القومية".

ولفتت وزارة النقل الأمريكية الشهر الماضي أن المسافات الشهرية التي يقودها الأمريكيون تراجعت بـ1.4 مليار ميل خلال إبريل/نيسان، في سادس تراجع على التوالي، وفي تحول تاريخي عن عقود من الارتفاع  المتواصل في المسافات التي يقودها المواطن الأمريكي.

ارتفاع أسعار النفط حافز لشراء أجهزة موفرة للطاقة

حين يدخل عميل متجر الكترونيات في أيامنا هذه فان أول سؤال يطرحه عن استهلاك البراد (الثلاجة) أو الغسالة أو جهاز كمبيوتر يفكر في شرائه للكهرباء.

يقول كيم دونج هان من متجر هاي مارت لبيع الأجهزة الالكترونية في كوريا الجنوبية "لم يكن ترشيد استهلاك الكهرباء يهم العملاء كثيرا في العام الماضي. لكن هذا العام تسعة من كل عشرة يسألون صراحة عما اذا كان المنتج سيساعدهم على ترشيد الانفاق."بحسب رويترز.

مع ارتفاع أسعار النفط حول 145 دولارا للبرميل وزيادة تكلفة الكهرباء يشغل بال العملاء خفض تكلفة فاتورة الكهرباء. وترى شركات ان منتجي الالكترونيات الذين يطورون خطوط منتجات تقوم بترشيد في استهلاك الطاقة ويسوقونها بنجاح للعملاء قد يكون لهم ميزة في ظل الأوضاع الاقتصادية القاتمة على مستوى العالم.

ويقول كيم جيك-سو المتحدث باسم ال جي الكترونيكس "الاهتمام بالاعتبارات البيئية لن يكون لصالح البيئة فحسب بل الأعمال أيضا. يتجاوز الأمر المنتج في حد ذاته ويمتد ليشمل عملية الانتاج والتطور كذلك."

من الغسالات التي تستخدم البخار بدلا من الماء الساخن الى البرادات التي تعمل بمكابس هواء تستهلك القليل من الكهرباء وشاشات كمبيوتر ترشد في استهلاك الطاقة تسارع شركات الالكترونيات لتطوير منتجات تتسم بترشيد استهلاك الكهرباء وتروج بقوة لخطوط انتاج طرحت بالسوق بالفعل تستهلك كهرباء اقل من ماركات منافسة.

وتقول بارك يو جين (32 عاما) ربة منزل في سول وهي أم لطفلين "تزيد فاتورة الكهرباء أكثر من المثلين في الصيف مع تشغيل أجهزة تكييف الهواء. "كما يكون هناك كم أكبر من غسيل الأطفال. تتجاوز الفاتورة بسهولة 170 الف وون (162 دولارا شهريا)."

ويشتري عدد متزايد من ربات البيوت غسالات بأبواب أمامية تعتمد على الجاذبية لتحريك المياه بدلا من الغسالات المزودة بأبواب من أعلى تعتمد على قلاب لتحريك المياه.

والآن تقدم غسالات جديدة من انتاج ال جي الكترونكس وويرل بول كورب خيار استخدام البخار بدلا من الماء الساخن لتخفض استهلاك المياه والكهرباء بما يزيد بنسبة 70 في المئة عن بعض الغسالات المزودة بأبواب من أعلى.

وقال المتحدث كيم "سنتحول تدريجيا للغسالات ذات الأبواب الامامية وستصبح تكنولوجيا البخار هي السائدة."

وتتوقع ال جي ان تستخدم أربع من كل عشر غسالات بأبواب أمامية تبيعها في أمريكا الشمالية تكنولوجيا البخار بحلول نهاية هذا العام مقارنة مع اثنين من كل عشرة حاليا.

ومعظم انتاج اكبر مصنع للأجهزة في كوريا الجنوبية من الغسالات ذات الابواب الامامية بينما توقفت كلية المصانع الأحدث مثل مصنع شُيد حديثا في روسيا عن انتاج غسالات مزودة بأبواب من أعلى.

وبالنسبة للبرادات التي تستهلك في المنزل العادي نحو 30 في المئة من اجمالي استهلاك الكهرباء تختفي مكابس الهواء التقليدية أمام مكابس تستهلك طاقة اقل بنسبة 40 في المئة وأهدأ صوتا.

وفي صناعة الكمبيوتر كان الترشيد في استهلاك الطاقة أولوية نتيجة قصر عمر البطاريات في أجهزة أكبر وأكثر استهلاكا للطاقة.

وتستبدل شركات صناعة أجهزة الكمبيوتر الشخصية من آبل الى مجموعة لينوفو شاشات تضاء بمصابيح فلورسنت تقليدية بشاشات تضاء بصمام ثنائي ضوئي.

ويقول جيم كيم المحلل في هيونداي سيكيورتيز "يوفر أي صمام ثنائي ضوئي نحو أربعين في المئة من الطاقة المستخدمة في شاشات عرض الكريستال السائل."

كما تحل الصمامات الثنائية الضوئية محل المصابيح العادية في المباني والشوارع. وفي الآونة الأخيرة استبدلت شركة سامسونج الكتروميكانيكس الإضاءة في برلمان كوريا الجنوبية بمنتجات الصمامات الثنائية الضوئية وذكرت انها تستهلك سدس الطاقة التي تستهلكها مصابيح تقليدية.

غير انه كثيرا ما تحمل هذه المنتجات التي ترشد استهلاك الطاقة علاوة سعرية كبيرة تعكس تكلفة تطوير تكنولوجيا جديدة مما يعوق بدورة الإسراع في تبنيها.

فعلى سبيل المثال فان غسالة ويرل بول تعمل بالبخار تُباع بما بين 1300 و1500 دولار مقارنة مع غسالة تقليدية سعرها 700 دولار. غير ان المنتجين يقولون ان ما توفره المنتجات التي تحافظ على البيئة من مال قد يصل لسعر الجهاز ذاته.

ويقول كيم ان ثمة طرزاً جديدة من أجهزة التلفزيون بها جهاز استشعار لضبط درجة السطوع لتتناسب مع المستويات المحيطة. وأحيانا تساعد بعض الحوافز.

وتنظم متاجر بيك كاميرا للالكترونيات في اليابان حملة يحصل بمقتضاها مشتري المنتجات الصديقة للبيئة على نقاط إضافية تضاف لحسابه يمكن استخدامها في مشتريات مستقبلية.

وتقول المتحدثة باسم بيك كاميرا "انه حافز بسيط لمساعدة الناس على شراء منتجات ترشد استهلاك الطاقة حتى لو كانت أغلى قليلا. يبدى العملاء اهتماما كبيرا."

شبكة النبأ المعلوماتية- االاثنين  21/تموز/2008 - 17/رجب/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م