رغم تزايد الصراعات: السعادة تحرز تقدماً في العالم

اعداد/صباح جاسم

شبكة النبأ: مسح "السعادة" العالمي في خمسين دولة طرح سؤالين لا ثالث لهما. يقول الاول " اذا نظرت الى كل الامور مجتمعة فهل تعتبر نفسك سعيداً جداً او مجرد سعيد او لست سعيداً او لست سعيداً بالمرة؟". ويقول الثاني "اذا وضعت كل شيء في الاعتبار فإلى أي درجة تكون راضياً عن حياتك بشكل عام في هذه الايام؟."

أجوبة مواطنين في 52 دولة مختلفة عن هذين السؤالين وضّحت ان مقدار السعادة ليس مرتبطاً بالمرّة بالمستوى المعيشي او التطور التكنولوجي، فقد أظهرت النتائج فوز مواطني دولاً لاتحتل المرتبة الاولى بتلك المميزات، إنما تتميز بوجود مقدار كبير من الحرية ومفاهيم الديمقراطية الاخرى مثل حرية الناس في اختيار طريقة عيشهم وسهولة حصولهم على الحقوق.

فقد افادت دراسة اجرتها جامعة "ميشيغن اينستيتيوت فور سوشل ريسيرتش" في حوالى خمسين دولة بين 1981 و2006 ان السعادة تحرز تقدما في العالم.

وقالت الدراسة التي نشرتها مجلة "برسبكتيفز اوف سايكولوجيكال ساينس" في عدد تموز/يوليو ان الشعور بالسعادة سجل تقدما في اربعين بلدا من 52 تناولتها الدراسة. والدنمارك هي على رأس اللائحة بينما زيمبابوي هي في اسفل الترتيب.

وجاء في الدراسة التي تحمل عنوان "وورد فاليوز سورفيز" (دراسة حول قيم العالم) ان الناس في الهند وايرلندا والمكسيك وبورتوريكو وكوريا الجنوبية اكثر سعادة في 2006 مما كانوا عليه في 1981.

واضافت ان الشعور بالسعادة يتقدم ببطء اكثر في 14 دولة اخرى بينها تسع في اوروبا ومنها فرنسا وايطاليا واسبانيا والسويد. ضمن هذه المجموعة التي تضم ايضا كندا والصين والارجنيتن واليابان يشعر الناس بتقدم طفيف في الحصول على السعادة. بينما في الولايات المتحدة والنروج الشعور بالسعادة في نقطة مستقرة.

وجاء في الدراسة ان "السعادة والرضى يتقدمان بشكل كبير عندما ينتقل الناس من مستوى من الفقر يسمح فقط بالبقاء على قيد الحياة الى مستوى متواضع من الامن الاقتصادي".

وتابعت "داخل المجتمعات الغنية الزيادة الاضافية في العائدات ليست مرتبطة حتما بشعور اكبر بالراحة والسعادة". بحسب فرانس برس.

وقال المشارك الرئيسي في الدراسة رونالد انغلهارت ان شعور سكان بلد ما بالسعادة مرتبط غالبا بدرجة الديموقراطية المعتمدة في النظام.

واضاف ان "النتائج تدل على ان المجتمعات الاكثر سعادة هي تلك التي تعطي الناس حرية اختيار نوعية حياتهم" مشيرا الى ان المجتمعات الديموقراطية والمتسامحة مثل الدنمارك وايسلندا وسويسرا وهولندا وكندا تشكل جزءا من الدول العشر التي يشعر سكانها باكبر قدر من السعادة.

وكشف المسح عن زيادة السعادة من عام 1981 وحتى العام الماضي في 45 دولة من جملة 52 دولة شملها المسح.

وقال رونالد انجلهارت استاذ العلوم السياسية بمعهد البحث الاجتماعي بجامعة ميشيجان ورئيس فريق البحث "أرى بقوة ان هناك علاقة وطيدة بين السلام والسعادة." وأضاف ان هناك علاقة وطيدة ايضا بين السعادة والديمقراطية. بحسب رويترز.

وقال "الدنمرك أسعد دول العالم بمقاييسنا. الدنمرك مزدهرة.. ليست الاكثر ثراء في العالم.. لكنها مزدهرة."

كما جاءت بويرتوريكو وكولومبيا في مقدمة القائمة الى جانب ايرلندا الشمالية وايسلندا وسويسرا وايرلندا وهولندا وكندا والسويد.

وبدأ اجراء هذا المسح عام 1981 ويطرح سؤالين لا ثالث لهما. يقول الاول " اذا نظرت الى كل الامور مجتمعة فهل تعتبر نفسك سعيدا جدا او مجرد سعيد او لست سعيدا او لست سعيدا بالمرة". ويقول الثاني "اذا وضعت كل شيء في الاعتبار فإلى اي درجة تكون راضيا عن حياتك بشكل عام في هذه الايام."

شبكة النبأ المعلوماتية- االاحد  20/تموز/2008 - 16/رجب/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م