السياقة فن وذوق وأخلاق

هل مازل هذا الشعار قائما...؟

عدسة وتحقيق: عبدالأمير رويح

شبكة النبأ: يعتبر نظام المرور من أهم الأنظمة الإدارية العالمية ومن خلاله يمكن أن تتعرف على مستوى ثقافة هذا البلد أو ذاك. ومن خلال ملاحظتك لرجل المرور ومدى التزامه وإهتمامة بمظهره الخارجي من حيث النظافة والقيافة والانضباط تقرر ومن دون تفكير مستوى التقدم الثقافي للبشر في تلك الدولة هذا جزء. أما الجزء الأخر وهو الأهم فيكمن في طريقة القيادة وسلوك سائقي المركبات في الشارع. فكل التصرفات والأفعال محسوبة لايمكن تجاهلها وغض النظر عنها وهي دليل على مستوى ثقافة السائق ومدى إلتزامة واحترامة للأنظمة والقوانين وللآخرين ايضاً، وقبل ذلك كله مدى احترامه لنفسه.

فكل سائق سيارة عندما يقدم على القيادة يجب أن يشعر أنه أصبح ملك الشارع ويجب أن يلاحظ أن هناك من يراقبه ويقيّم كل تصرفاته وحركاته. وعن دور السائق ومدى إلتزامه بشعار(السياقة فن وذوق وأخلاق) أرتأت (شبكة النبأ المعلوماتية) أن تقوم بهذا التحقيق وتأخذ بعض الآراء بهذا الخصوص ومن مختلف شرائح المجتمع.

كانت وقفتنا الأولى مع السواق أنفسهم فقد أخبرنا الأخ  نصير محي نجم 31 سنة، إجازة سياقة عمومي. أوجز القول أن هذا الشعار لازال قائما نوعا ما لصاحب النظرة الخاصة وأقصد السائق الملتزم بقوانين المرور العامة، أما كوني سائق فلا زلت متفاعلا مع الشارع وقد لاحظت أن هذا الشعار ومع الأسف بدأ يضمحل والسبب في ذلك دخول قليلي الخبرة في هذا المجال وخاصة ممن لايحملون إجازات السوق، فهم قليلوا الخبرة والدراية بضوابط وقوانين المرور وهي ظاهره غير حضارية قد تتسبب بإزهاق بعض الأرواح بغير ذنب والسبب جهل سائق العجلة بإرشادات وقوانين المرور أو عدم التزامه بالإشارة الضوئية أو السرعة الغير مبررة أو السير عكس الاتجاه.. الخ من المخالفات المرورية لذا علينا أن نطمح للوصول إلى الأحسن وعلينا معالجة هذه الأخطاء وبسرعة.

السائق عامر حميد  38سنة، إجازة عمومي. يقول، هذا الشعار بيد من يتعامل مع العجلة فهو من يستطيع جعله شعار رائع وفي خدمة الجميع. فالعجلة هي لوحة بيد فنان وبيده أن يجعلها جميلة وبيده أن يجعلها محطاً للسخرية. فالسياقة عندما تمارس مع تطبيق القوانين المرورية وإمتلاك إجازة السوق والتحلي بالأخلاق الفاضلة ستكون مصدر سعادة وراحة للجميع.

يضيف عامر، للأسف فأن تصرفات البعض من غير الملتزمين والعارفين بالأنظمة والقواعد المرورية ممن هم الدخلاء بهذا المجال والمنبوذين حتى من أنفسهم  قد أساءوا إلى باقي السواق الجيدين والملتزمين.

الحاج أبو مخلص62سنة، أجازة سياقة عمومي. يقول عندما أتحدث عن هذا الشعار فإن قلبي يعتصر ألما ولا أخفيك سرا أني تركت القيادة والشارع بسب تصرفات البعض ممن يسمون أنفسهم سواق، فقد أساء هؤلاء البعض لكل قيم الشارع وأخلاقيات السياقة.. وأكرر البعض،  فهم لا يعرفون معنى الثوابت المرورية والأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها السائق واضاف الحاج ابو مخلص، لاأريد أن أكون  متشائم وأقول على السياقة السلام، فمازال هناك من يعمل ويقود بأدب وأخلاق محافظا على تلك الأخلاقيات الثابتة محترما للكل وأولهم سيد القانون في الشارع رجل المرور، لذا ادعوا هؤلاء البعض لمراجعة أنفسهم كما وأدعوا لتفعيل قوانين وأنظمة مديرية المرور العامة فهي تصب في مصلحة الجميع وأولهم السائق فهذه القوانين هي الضمان الوحيد لحقوق الجميع.

السائق عمار20سنة غير مجاز. يقول بلا فخر أنا سيد الشارع تعلمت القيادة منذ صغري واحترفتها بعد سقوط النظام السابق العام 2003. وأعتبر المجازفة والسرعة أساسيات مهمة في حياة السائق فمن لم يكن (جاكي) بحسب تعبيره، لايمكن أن أسميه سائق.أما عن رأي الآخرين فلكل شخص وجهة نظر خاصة وانا أعرف بعض قوانين المرور وأهرب أحيانا من رجل المرور خوفا من المحاسبة.

أبو محمود 45سنة، أجازة عمومي. قال أنا سائق منذ أكثر من عشرين عام ولكن وللأسف الشديد فأنا عند ما أقود العجلة الآن أحس  كأني مبتدءا والسبب في ذلك تصرفات بعض السواق التي أعتبرها صبيانية، فهم غير مكترثين بأرواح الآخرين مسرعين غير منضبطين ليس لديهم أي معرفة بقواعد المرور.

واضاف ابو محمود، أما البلاء الأكبر والأخطر في شوارعنا اليوم فهم أصحاب الدرجات النارية فهم من عالم أخر كما  أعتقد ولا أريد الحديث عنهم فالجميع يعرف تصرفاتهم وبطولاتهم في الشارع ولمختلف الفئات العمرية مع اعتزازي بالمنضبطين منهم لذا يجب أن تعالج هذه السلبيات وبأسرع وقت.

المرور وهذا الشعار00

ولرجل المرور رأيه الخاص الذي أباح به لنا، ولكن من دون ذكر الأسماء وذلك لسبب بسيط هو الامتثال لأمر مراجعهم بعدم التصريح لوسائل الأعلام من دون إستحصال الموافقات الرسمية، مع أن هذا الأمر لايحتاج لمثل هكذا إجراءات، وعلى العموم فقد رفدونا بما لديهم حيث قال أحد الأخوة الضباط. هذا الشعار موجود وقائم ومطبق في الشارع ونحن نحاسب ونرصد المخالفات على مدار الساعة فالفوضى التي شهدها العراق بعد سقوط النظام السابق لم تعد بنفس النسبة كما بدـت وستتلاشى  بالتدريج.

واضاف ظابط المرور لـ شبكة النبأ، أما من ناحية تصرفات البعض والتي يجب أن تحسب عليه هو، فلا أعتقد أنها بتلك الضخامة وذلك الحجم، فما زال في الشارع نماذج جيدة يقتدى بتصرفاتهم وأخلاقهم .

وأضاف زميل له بالقول، نعم قد يضن البعض أن هذا الشعار قد تلاشى أو في طريقه لذلك بسب تصرفات بعض السواق اللامسؤلة ولكن أقول أن الأخلاق والذوق أشياء مهمة وهي نتاج التربية والبيئة التي يعيشها السائق فالشارع من وجه نظري مرآة عاكسة لأدب وأخلاق شاغلي الطريق. نعم نواجه مشاكل جمة في تعاملنا اليومي مع  مثل هكذا سواق فالبعض يجادل ويناقش رجل المرور من دون دراية أو معرفة وهذه الأشياء تتعب رجل المرور الذي يمضي جل وقته في خدمة الجميع، فهذا الإنسان الذي يقف معظم النهار وفي مختلف الظروف المناخية جدير بالاحترام والتقدير وتقديم المساعدة من أجل أن يعم النظام ويرتاح الجميع.

آراء أخرى بهذا الخصوص

هذا وأكملنا المسير باستطلاع آراء المواطنين عن هذا الشعار المهم وما مدى التزام أصحاب المركبات به . وقد ظهرت الشكوى صريحة من تصرفات أغلب سائقي سيارات النقل الداخلي. فيقول الأخ أبوميثم الخفاجي. أن تصرفات البعض من سائقي الباصات العاملين في الداخل، تشعرنا بالخجل والإحباط فهم لايحترمون قدسية الشارع ولا مشاعر الركاب من خلال تصرفات غير مسؤولة فمنهم صغار السن غير المجازين الذين يجازفون بأرواح الركاب بالسرعة المفرطة ولبعض لأخر أستطيع أن أصفهم بقلة الذوق أوقليلي التربية فهم يتجاوزون على الراكب ويتفوهون بكلمات نابية ومزاحهم يفتقر للأخلاق لذا أدعوا من نقابة النقل وبمساعد مديريات المرور بضرورة التوجيه وإقامة بعض الدورات التوجيهية.

الأخت سناء تحدثت قائله أنا شخصيا ومن خلال نظرتي للشارع أجزم أن هذا الشعار غير مطبق عند أكثر من (90%) من سواق اليوم فالبعض منهم يفتقر لأدبيات التعامل في الشارع.

واضاف ابو ميثم، ما يزعجني وأغلب الباقين من شرائح المجتمع هو استخدام المنبهات (الهورن) من أغلب السواق وبعضهم يلحُّ فيه وهذه الأشياء تسبب لنا الحرج والبعض يلجأ للتحرش بالكلمات، وأتمنى أن يشعر من يتصرف هكذا تصرفات أن ذلك يحدث مع أخته فهل سيقبل لها ذلك.

وأضافت أحدى الأخوات قائلة، هناك شي ملفت للنظر يخص استئجار السيارة، يلجأ البعض من السواق إلى المبادرة بطرح مواضيع للمناقشة وكأنه يعرف الراكب منذ الصغر! وعند تجاهله وعدم الإكتراث به يلجأ لتصرفات أخرى مثل تشغيل المسجل ببعض الأغاني أو النظر المتكرر بالمرآة الداخلية للسيارة، وأكرر هذه الحالة ليست عامة فهنالك السائق الملتزم المؤدب الساعي لكسب الرزق الحلال.

أما الأخ أبو أيمن. فيقول هذا الشعار جميل لذا يجب أن يشمل الجميع فقبل أن نحاسب السائق العادي يجب أن نرى تصرفات بعض سائقي المركبات الحكومية  الذين يجب أن يكونوا قدوة لآخرين وللأسف فتصرفات بعضهم تألم المشاعر وتحزن القلب وهي معرفة فمن نعتبرهم الأساس في تطبيق القانون هم من يلجأ إلى مخالفته وأقصد بذلك بعض السواق من رجال الأمن والشرطة وحتى مرافقي الشخصيات المهمة. فما الداعي والمبرر من السير بعكس الاتجاه أو الوقوف الأماكن الممنوعة أو أطلاق صفارات الإنذار لا لشئ سوى لأن الأخ السائق يعجبه ذلك أو أنه مسرع لشراء شيئ. وحتى السادة السؤولين ما المبرر من إغلاق الشارع لهم وخلق الزحامات المرورية قبل وصولهم بساعات فهل من العدل والذوق مصادرة حقوق الآخرين في الشارع، أتمنى أن يحاسب المقصر مهما كانت صفته فالكل سواسية أمام القانون دون استثناء.

إلى هنا انتهت رحلتنا بسلام مع هذا الشعار المروري المهم مع علمنا أنه ورغم كل ماذكر من سلبيات فأن هنالك مايقابلها من ايجابيات وهناك أيضا سواق في قمة الأخلاق وعلى مستوى عالي من الذوق الرفيع وأصحاب خبرة في القيادة والتعامل باحترام مع قواعد وأنظمة المرور وقبل الوداع نترك للقارئ الكريم حرية التعليق والمشاركة بإبداء رأيه بهذا الخصوص متمنين للجميع دوام السلامة...

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- االاثنين  14/تموز/2008 - 10/رجب/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م