كربلاء المقدسة تحيي أربعينية الفقيه الفقيد الراحل السيد محمد رضا الشيرازي

عدسة ومتابعة:عبد الأمير رويح

شبكة النبأ: بمناسبة مرور أربعين يوماً على رحيل العالم الرباني آية الله الفقيه السيد محمد رضا الشيرازي(قدس سره) أقام مكتب ممثلية المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي(دام ظله) وأمام مبنى مدرسة العلامة بن فهد الحلي في كربلاء مجلسا تأبينيا وذلك يوم السبت الموافق12/7/2008.

وقد ابتدأ المجلس بقراءة آيات بينات من الذكر الحكيم وقراءة سوره الفاتحة على روح الفقيد الطاهرة. تخلل المجلس إلقاء بعض الكلمات بهذه المناسبة حيث ارتقى المنصة سماحة العلامة السيد (حسن القزويني) مرشد المركز الإسلامي في أمريكا وتحدث عن سيرة الفقيد الراحل منوها إلى ضرورة أن يعمل الجميع على تعظيم مثل هكذا مناسبات من باب الوفاء والاستذكار لهكذا شخصيات. واضاف: فقيدنا الغالي عاشرته مدة اربعين عاماً وأقسم قسماً صادقاً إنني لم أره يرتكب مكروه ناهيك عن المعصية، كانت حياته نموذجاً رائعاً مشابه لحياة المعصومين سلام الله عليهم أجمعين كان في خلقه شبيه رسول الله صلى الله عليه وآله وفي زهده وتقواه وورعه شبيه جده أمير المؤمنين عليه السلام وفي علمه شبيه جده الامام الصادق عليه السلام.

كانت حياته رضوان الله تعالى عليه حافلة بالعطاء وكان نموذجاً شديد التقوى وكان مأكله وملبسه الزهد مقتدياً بأمير المؤمنين عليه السلام. الذي كان يضرب المثل الاعلى في الزهد والتقوى، كان رضوان الله تعالى عليه مصداقاً للحديث الشريف: «من كان من الفقهاء صائناً لنفسه مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه».

كان الغاية في نكران الذات محباً لله ورسوله وأهل بيته مدافع عن عقائدهم ومذهبهم لذلك أحبه الناس لقد شاهدتهم كل العالم كيف شيعه ذلك التشيع المهيب من قم الى كربلاء المقدستين وهذا دليل المحبة التي أودعها الله له في قلوب المؤمنين.

كما وألقيت كلمة أسرة الفقيد من قبل سماحة العلامة السيد (محمد علي الشيرازي). والتي أبّن فيها الراحل وتحدث عن خلقه وسيرته العلمية مشيرا إلى بعض مواقفه بالتصدي والوقوف بوجه بعض الأفكار المشبوهة ومن بينها أفكار الحركات المهدويه الزائفة والمشككة، التي ظهرت في العراق. فقد تصدى لها كمدافع غيور من خلال القائه المحاضرات الدينية المفندة لمثل هكذا إدعاءات ومعرفاً في ذات الوقت بشخصية الإمام المهدي المنتظر(عج)، فقد كان نعم المدافع عن كلمة الله ونعم الناصر الرسول الله وأهل بيته كما وشكر سماحته كل الحاضرين مبتهل إلى الله تعالى أن يخفضهم من كل سوء.

واضاف: لقد عاشرت الفقيد رحمة الله عليه فترة طويلة ولم أره يتكلم إلا ويرى الله سبحانه أمامه في كل شيء، وكان عبداً لله يرى نفسه دائماً مقصراً أمامه وعندما كان يذهب الى السيدة المعصومة سلام الله عليها ليال الجمع كان يقرأ الدعاء والدموع تجري على خديه وعندما يسأله سائل يلتفت اليه وعندما ينهي مسألته يرجع الى الدعاء وتعود الدموع تنهمر خوفاً من الله سبحانه وخشية منه. كان رضوان الله عليه مدافعاً عن ظلامات آل الرسول صلوات الله عليهم سيما الصديقة الطاهرة وكان يقول: ينبغي أن تكون الشعائر الفاطمية كالشعائر الحُسينية كونها الفرقان بين الحق والباطل.  كان كثير الاهتمام بالقرآن الكريم متعاهداً له فسر بعض أجزاءه تفسيراً متداخلاً مع الحياة، كان يؤكد أن الحل إنما يكون بالرجوع الى القرآن والعترة الطاهرة وأن آخر ما كتبه كان حديث الثقلين.

واضاف: لقد أعطى كل عمره لله فأعطاه الله نوراً يمشي به في الناس، كل من كان يزوره يصعق بأخلاقه وتواضعه كان مصداقاً للحديث الشريف: «يذكركم الله رؤيته». لقد رأيتم العواطف الجياشة والايدي الاطمة والقلوب المنكسرة أثناء تشيعيه المهيب لانه أخلص لله وأصبح اليوم جاراً للحسين عليه السلام بعد وفاته بعد أن كان مدافعاً عنه في حياته.

كما وتحدث بهذه المناسبة أيضا الدكتور (احمد الجلبي) والذي أبّن الفقيد مطالباً بضرورة الإستفادة من شخصية وعطاء هذا العالم الجليل مؤكدا على ضرورة العمل وتطبيق سياسة (اللاعنف) ومشدداً على تطبيق القانون ولكن من خلال التمسك بالدستور، منتقدا في الوقت ذاته مسودة الاتفاقية العراقية الامريكية المزمع توقيعها ومؤكدا أنها تضر سيادة دولة العراق ولا تخدم سوى مصالح الغير مشيرا الى اهمية اجراء بعض التعديلات على بنودها.

وتحدث الدكتور الجلبي حول اسرة الفقيد وما قدمته من تضحيات من أجل رفعة الاسلام سيما السيد الشهيد حسن الشيرازي قدس سره وكفاحه ضد الطاغية المقبور وبمعية الامام الراحل السيد محمد الشيرازي اعلى الله درجاته فهذه العائلة الكبيرة التي اعطت الكثير من اجل العراق والاسلام، وقد عملت من أجل إشاعة ثقافة اللاعنف والتي اعطت ثمارها الآن في العراق.

كما وقُدمت ايضا بعض القصائد الشعرية الخاصة بهذه المناسبة والتي اشترك فيها كل من الشاعر (عودة ضاحي التميمي) والشاعر السيد (محمد رضا القزويني) بالاضافة إلى الرادود الحسيني الملّا (جليل الكر بلائي) الذي قدم مرثية خاصة بحق الفقيد الراحل.

وقد حضر المجلس التأبيني المقام الكثير من الشخصيات الدينية والعلمية والسياسية والوفود العربية وكان من ابرزها:

1.       ممثل اية الله العظمى السيد السيستاني في كربلاء

2.     ممثل اية الله العظمى الشيخ بشير النجفي

3.      وفد مكتب السيد الشهيد الصدر(قدس سره) في النجف وكربلاء

4.       ممثل اية الله السيد ابو الحسن الغريفي

5.       الدكتور احمد الجلبي

6.       الدكتور عقيل الخزعلي محافظ كربلاء

7.       السيد عبد العال الياسري رئيس مجلس محافظة كربلاء

8.       وفد شيوخ ووجهاء محافظة كربلاء

10- وفد مكتب أئمة الجمعة في النجف

11-وفد أهالي دولة الكويت

12-وفد أهالي دولة البحرين

13-وفد أهالي عمان

14-وفد أهالي السعودية

15-وفد طائفة البهرة (الهند)

16-وفد أهالي محافظة ذي قار

17-وفد مجلس إسناد المسيب

18-وفد مؤسسة شهيد المحراب

19-وفد حركة الوفاق الإسلامي لمحافظة (ذي قار وبابل)

20-نائب رئيس مجلس قضاء الشامية بالكوت 

هذا بالإضافة إلى عشرات الشخصيات الدينية والسياسية وطلبة العلوم الدينية وجمع غفير من أهالي المحافظة.

كما وقد أقامت منظمة شباب الرضا الثقافية معرضاً ضمَّ العشرات من الصور الشخصية لمراحل حياة الفقيد والتي جسدت مسيرته العلمية والاجتماعية.

 

 

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- االاثنين  14/تموز/2008 - 10/رجب/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م