شبكة النبأ: فيما يصفه المناوئون تكريس للحفاظ على مصالحها
الحيوية إتفقت مجموعة دول الثماني الكبار على ضرورة معالجة ارتفاع
اسعار النفط والمواد الغذائية وارتفاع التضخم وتذبذب الأسواق
المالية العالمية.
ومن جهة اخرى حاولت هذه المجموعة اعتماد خطة زمنية لمعالجة
مسألة الإنبعاثات السامة والمخلفات الصناعية التي تعمل على تغيير
المناخ الذي بدوره يشكل كارثة عالمية متعددة الأوجه تطال الإنسان
والحيوان والبيئة.. وذلك من خلال تعيين حصص دقيقة من الإنبعاثات
السامة يساعد التقيد بها على الحد من تغير المناخ فيما تصفه الدول
الصاعدة اقتصاديا وصناعيا تحجيما لطموحاتها نحو التطور والنماء..
فهل تستطيع القوى الكبرى إقناع هذه الدول على التقيد صناعيا فيما
هي تستمر بإبتلاع العالم؟.
مجموعة الثماني تتفق على معالجة ارتفاع
اسعار النفط والغذاء
اتفق قادة دول مجموعة الثماني على ضرورة معالجة ارتفاع اسعار
النفط والمواد الغذائية وكذلك ارتفاع التضخم كما ورد في البيان
الختامي لقمتهم في توياكو (اليابان).
ودعت دول مجموعة الثماني (المانيا كندا الولايات المتحدة فرنسا
بريطانيا ايطاليا اليابان وروسيا) ايضا الى احلال توازن بين انتاج
واستهلاك النفط في محاولة لخفض الاسعار التي تسجل مستويات قياسية
في الاسواق العالمية. بحسب فرانس برس.
وجاء في البيان الختامي للقمة "خلال محادثاتنا حول الاقتصاد
العالمي ومع الاشارة الى تباطوء النمو بقينا ايجابيين حول افاقه.
لكننا نقر بضرورة معالجة المسائل المتعلقة خصوصا بارتفاع اسعار
النفط والمواد الغذائية وضغوط التضخم العالمي واستقرار الاسواق
المالية ومحاربة الحمائية". واضاف "ردا على الارتفاع الحاد في
اسعار النفط اتفقنا على تحسين التوازن بين العرض والطلب عبر جهود
وحوار بين الدول المنتجة والدول المستهلكة لتحسين الشفافية".
وبخصوص موضوع المناخ ذكرت الدول الثماني بالتزامها الذي اعلنته
بخفض الانبعاثات الملوثة بمعدل 50% بحلول العام 2050 مؤكدة في
الوقت نفسه ان هذا الهدف لا يمكن بلوغه الا عبر مبادرات عالمية.
واوضح البيان نقلا عن القادة "نقر بان ما ستقوم به ابرز
الاقتصادات المتطورة سيكون مختلفا عما تقوم به الاقتصادات النامية".
وبخصوص افريقيا اشار البيان الى ان مجموعة الثمانية "جددت
التزاماتها المتعلقة بالمساعدة الرسمية للتنمية التي قطعت في غلين
ايغلز" خلال قمة عام 2005 حين تعهدت بمضاعفة مساعدتها لافريقيا لكي
تصل الى 50 مليار دولار سنويا بحلول العام 2010.
ولم يدرج هذا الرقم في البيان الذي قدم على انه "بيان صادر عن
الرئاسة" اليابانية لكن تم التذكير به في البيان المتعلق بأفريقيا
بعد لقاء قادة مجموعة الثماني وسبعة قادة افارقة.
وفي ما يتعلق بارتفاع اسعار المواد الغذائية في الاسواق
العالمية التي زادت باكثر من 80% منذ العام 2005 بحسب البنك الدولي
عبرت مجموعة الثماني "عن قلقها الشديد حول عواقبها" و"جددت
التزامها اتخاذ كل الاجراءات الممكنة لمعالجة هذه الازمة البنيوية
التي لها اسباب وعواقب متعددة".
لكن الدول الثماني الاغنى في العالم لم تتعهد بدفع اموال اضافية
مذكرة بانها سبق ان رصدت مبلغ 10 مليار دولار منذ كانون الثاني/يناير
2008. ودعت "المانحين الاخرين الى المشاركة (معها) بالتزامات جديدة".
واكد البيان "لقد اكدنا خصوصا على اهمية وقف تراجع المساعدة
والاستثمار في القطاع الزراعي وتعهدنا بزيادة دعمنا الى حد كبير
لمبادرات الدول النامية في هذا المجال بما يشمل مضاعفة انتاج
الاغذية الاساسية في بعض الدول الافريقية في السنوات الخمس الى
العشر المقبلة".
مجموعة الثماني تستعد لمواجهة مع دول
أفقر بشأن المناخ
ستواجه اقتصاديات صاعدة كبيرة ضغطا لتقديم رد ملموس على مبادرة
من الدول الغنية للعمل تجاه هدف خفض انبعاثاتها العالمية من غازات
الاحتباس الحراري الى النصف على الاقل بحلول عام 2050.
وتريد مجموعة الثماني للدول الصناعية الكبرى من زعماء ثماني دول
سريعة النمو تبني "رؤية مشتركة" لمعالجة الاحتباس الحراري في
مفاوضات للامم المتحدة من المقرر اختتامها في كوبنهاجن في ديسمبر
كانون الاول 2009. بحسب رويترز.
وقال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون عن مبادرة يوم
الثلاثاء "تحقق تقدم كبير في جدول اعمال التغير المناخي تجاوز ما
كان الناس يعتقدون انه ممكن قبل بضعة اشهر."واضاف "للمرة الاولى
قالت مجموعة الثماني اننا سنتبنى خفضا بنسبة 50 في المئة على الاقل
في انبعاثات الكربون بحلول عام 2050 في اطار اتفاق عالمي نأمل
التوصل اليه في كوبنهاجن."
وتهدف المحادثات التي تقودها الامم المتحدة الى وضع اطار جديد
لما بعد انتهاء اجل بروتوكول كيوتو في 2012.
وقال منتقدون ان الاتفاق يمثل تقدما محدودا بالمقارنة مع تعهد
قمة العام الماضي في هيليجندام بألمانيا بالنظر بجدية في هدف خفض
الانبعاثات الى النصف بحلول 2050.
وقال دانييل ميتلر المستشار السياسي لجماعة السلام الاخضر (جرينبيس)
ان "هذا فشل كامل في النهوض بالمسؤولية. انهم لم يتقدموا على
الاطلاق. تملصوا من مسؤولية تبني اهداف واضحة قصيرة الاجل وحتى هدف
2050 لا يزيد قيد انملة عما حصلنا عليه في هيليجندام."
وقال الصندوق العالمي لحماية الطبيعة (دبليو.دبليو. اف) المعني
بشؤون البيئة ان موقف مجموعة الثماني "مثير للشفقة". بل ان مسؤولا
كبيرا في روسيا العضو في مجموعة الثماني عبر عن الحذر.
وقال الكسندر بانكين المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الروسية
"نحن مستعدون للتعاون بشأن هذا الهدف على اساس انه ليس ملزما
قانونا." واضاف "يصعب جدا تخيل حكومة تشارك في شيء يحدث بعد 42 سنة."
والدول الاخرى في مجموعة الثماني هي الولايات المتحدة وكندا
واليابان والمانيا وايطاليا وفرنسا وبريطانيا.
ورد الفعل الفاتر من مجموعة من خمس دول نامية يشير ايضا الى ان
المسألة ستكون عرضة لمساومة صعبة.
ودعت الصين والهند وجنوب افريقيا والمكسيك والبرازيل الدول
الغنية الى خفض انبعاثات الكربون لديها بما بين 80 الى 95 في المئة
دون مستويات 1990 بحلول عام 2050 واجراء تخفيضات تتراوح بين 25 الى
40 في المئة بحلول 2020 .
مجموعة الدول النامية الثماني تتفق على
تعزيز انتاج الاغذية
وقررت مجموعة الدول النامية الثماني الكبرى في قمتها تعزيز
انتاج الغذاء لتجنب حدوث نقص في الغذاء قد يهدد باندلاع اضطرابات
سياسية واسعة.
وصرح رئيس الوزراء الماليزي عبد الله احمد بدوي عقب القمة التي
استمرت يوما واحدا "نريد التعاون في مجالات انتاج الغذاء ونريد
زيادة امدادات الاغذية".
واكد عبد الله على ضرورة قيام الدول الاعضاء في المجموعة بتحديث
قطاع الزراعة فيها مشيرا الى تمتع هذه الدول ب"الكثير من الاراضي
الجيدة والخصبة". بحسب رويترز.
وصرح رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني في مؤتمر صحافي
مشترك "مع ارتفاع اسعار الاغذية والنفط فالبديل هو الزراعة وقد
اتفقنا على تنويع اقتصادياتنا والتحول الى الزراعة".
وتضم مجموعة الدول النامية الثمانية الكبرى كلا من بنغلادش
واندونيسيا وايران وماليزيا ونيجيريا وباكستان وتركيا ومصر. وياتي
اجتماعها تزامنا مع قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى في
اليابان.
وقال عبد الله ان ازمة التضخم ظهرت فيما يلوح في الافق ركود
اقتصادي عالمي وتعتبر الشعوب في الدول النامية الاكثر تاثرا منه.
واضاف ان "سعر النفط سجل مستويات قياسية لم تكن متوقعة مطلقا (...)
وارتفعت اسعار الاغذية الى مستويات كبيرة لدرجة انه لم يعد بمقدور
الفقراء دفعها".
واشار الى ان "هناك كذلك خطرا من ان تؤدي الازمة الغذائية الى
حدوث اضطرابات سياسية في العديد من المجتمعات".
ودعا عبد الله المجتمع الدولي الى معالجة ارتفاع اسعار النفط
وحث زعماء مجموعة الدول الصناعية الثماني الى عدم تجاهل محنة من هم
اقل ثراء. واضاف "اهم شيء نود ان نراه هو ما اذا كانت القرارات
التي تتخذ هناك لا تؤثر على الدول الغنية فقط بل كذلك الدول
الفقيرة المتضررة من ارتفاع اسعار النفط".وتابع "لا اعتقد انه من
المبالغة القول ان العالم باكمله ينتظر ان يسمع القرارات التي
سيتخذها هذا المؤتمر".
وهاجم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الدول الغربية بسبب
الارتفاع القياسي لاسعار النفط والتي قال ان الهدف منها هو "مصلحة
اغنياء العالم". واوضح ان "وضع ازمة النفط هذا هو وضع مصطنع.
واليوم نرى ان الانتاج يفوق الاستهلاك في السوق ونرى ان السوق
مليئة بالنفط الخام".
من ناحيته قال الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو ان
تحديات امن الغذاء والطاقة تستدعي اهتماما عاجلا. واضاف "لا يوجد
علاج سريع يزيل هذا التحدي. لكن علينا العمل على مواجهة هذا التحدي
مجتمعين لان تاخير اي عمل جماعي لمواجهة هذا التحدي الكبير سيعني
كارثة".
ووجه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد انتقادا عنيفا لمجموعة
الدول الثماني الغنية قائلا ان سياساتها "تسرع خطاها على الطريق
الى الهاوية" وأكد مجددا انه لن يقبل المطالب المتعلقة بوقف تخصيب
اليورانيوم.
وجاءت التصريحات في خطاب الى صحيفة يوميوري اليابانية الاكثر
مبيعا في حين عقدت الدول الثماني اجتماعها السنوي على جزيرة
هوكايدو اليابانية.
وقال احمدي نجاد رد كذلك على اسئلة مكتوبة مؤكدا اصراره على ان
إيران لن تقبل "المطالب غير المشروعة" بوقف برنامج تخصيب
اليورانيوم. بحسب رويترز.
وفي الشهر الماضي عرضت ست من القوى العالمية مجموعة من الحوافز
الاقتصادية على طهران في مقابل وقف انشطتها النووية.
وقال احمدي نجاد في خطابه ان العالم دخل عصر تغيير اساسي ينهي
نظاما عالميا تسيطر عليه دولة قوية واحدة.
وأضاف "انهم (مجموعة الثماني) قد يتصورون ان بامكانهم حل
مشكلاتهم دون احترام الاخرين أو الانتباه لمصالحهم. لكن هذا السلوك
جزء من سلسلة من الفشل التي ستسرع خطاهم على الطريق الى الهاوية."
دول اسلامية تحذر من كارثة بسبب أسعار
الغذاء والوقود
وحذرت مجموعة من الدول الاسلامية النامية من أن تصاعد أسعار
الغذاء والوقود سيؤدي الى كارثة ودعت لاجراءات عاجلة لزيادة إنتاج
الغذاء والوقود واعادة النظر في إنتاج الوقود الحيوي.
وقالت ماليزيا واندونيسيا أكبر منتجين لزيت النخيل في العالم
أمام قمة الدول الثماني النامية التي تقطنها أغلبية مسلمة انها
تريد أن تضع حدا لتحويل الارض الزراعية لإنتاج الوقود الحيوي. وزيت
النخيل يدخل في إنتاج الوقوي الحيوي ويستهلك على نطاق واسع في
المنطقة كزيت طهي.
وقال قادة الدول النامية التي تضم نحو مليار نسمة في كوالالمبور
ان مشكلة أمن الغذاء والوقود المزدوجة تضغط كثيرا على دولهم بصفة
خاصة على الفقراء. بحسب رويترز.
وتضم مجموعة الدول الثماني النامية إيران واندونيسيا ومصر
وماليزيا وتركيا وباكستان ونيجيريا وبنجلادش وتمثل نحو 14 في المئة
من سكان العالم.
وقال الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو "ينيغي ان
نتحرك على الفور وبشكل منسق. تأجيل التحرك في مواجهة هذا التحدي
الكبير يعني استدعاء كارثة." |