لك الوجوه والمشاهد والشموس
توشح حزنك المستمر
بجمرة وقدك النهاري
لك الدروب
وهي تمطر الخلوات
ممرات تعصف بالقلوب
وأنت تستعيد بكارة الوقت
من أجنة الحلم
وتصهر الدهشة في كل مكان
بلون العيون الشاحبة
لك أن لا تعلم و لك أن تفهم
سيان وجع الصبابة
ووجع الغياب
على موائد الوجوه
ووحشة الهذيان
في ذكرى بوصلة البدء
لوقت جديد مجلجل بالاغتراب
ومشتعل بالعذاب
لك أن تحصي النفوس
عدد الحزن الملقى على سدة الصوت
خذ من كل نفس
بعضا من لوعة دمع
وشيء من أقحوان قان
كلون رئتيك
فبهجتها احترقت في جنائن دمعك الغزير
لك أن نطيل ترف المساء
كالوجوه بالمشاهد
وهي غارقة تطيل
عزف النوارس و الشطآن
بيد إن
قلبك يمضي كالصراط
وهم لا يمضون
إلا من خلال عينيك الوارثتين
وقد ترشحتا الخلود على نهر
وعلى قبة عرش
بين اثنتين من إباء وكبرياء
وكربلاء وعاشوراء
عند منفذ الروح
ستراهم ينتظرون قدومك
المؤثث بالضفاف
من شدة الانتظار
ليحترقوا |