
شبكة النبأ: جاء احتفال الأمريكيين بأهم أعيادهم هذا العام وسط
صخب موسم الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي انتهت مراحلها
التمهيدية بوصول مرشح أسود عن الحزب الديمقراطي باراك أوباما مقابل
المرشح الجمهوري جون ماكين.
ومازالت صورة الولايات المتحدة تتدهور عند الرأي العام العربي،
واستمرار الصورة السيئة للولايات المتحدة في الإعلام العربي
المقروء والمرئي. لكننا سنتجنب الحديث عن أمريكا (وانتخاباتها
وسياساتها الخارجة) حيث يلقي موقع تقرير واشنطن لمحة على أمريكا
أخرى لا تقل إثارة وأهمية عن أمريكا التي نعرفها عربيا.
وللاحتفال بعيد الاستقلال أهمية خاصة، فهو العيد الوحيد الذي
يحتفل به الأمريكيون كافة (رغم الانقسام الموجود حول أي قضية هامة
داخلية أو خارجية) من مختلف الخلفيات السياسية والأيديولوجية (
الليبراليون، اليساريون، المحافظون والمتطرفون، البيض، والسود
واللاتينيون والمهاجرون من كل دول العالم). بحسب موقع تقرير واشنطن.
عيد الرابع من يوليو
عيد "الرابع من يوليوFourth of July " كما يحلو للبعض تسميته،
هو تذكير بما حدث عام 1776 عندما وقع ممثلو 13 ولاية أمريكية وثيقة
الاستقلال عن بريطانيا لتنشأ رسميا الولايات المتحدة الأمريكية.
بعد ذلك اندلعت حرب طاحنة بين أمريكا وبريطانيا انتصر فيها الجانب
الأمريكي عام 1781 بعد معركة يوركتاون بولاية فرجينيا. ثم وقَّع
الطرفان معاهدة فرساي 1783 في فرنسا، وكانت المعاهدة بمثابة إعلان
نهاية الثورة الأمريكية. وفي عام 1787 وقع المندوبون من جميع
الولايات المتحدة الثلاثة عشر آنذاك على اتفاقية دستور البلاد التي
تم التصديق عليه عام 1788. وللاحتفال بعيد الاستقلال أهمية خاصة،
فهو العيد الوحيد الذي يحتفل به الأمريكيون كافة (رغم الانقسام
الموجود حول أي قضية هامة داخلية أو خارجية) من مختلف الخلفيات
السياسية والأيديولوجية ( الليبراليون، اليساريون، المحافظون
والمتطرفون، والبيض، والسود واللاتينيون والمهاجرون من كل دول
العالم). عيد استقلال هو أكثر الأعياد شعبية لدى الأمريكيين،
وتتمثل مظاهر هذه الاحتفالات في خروج الأفراد والعائلات للتجمع في
ساحات كبيرة أعدت خصيصا لهذا الغرض في كل المدن الأمريكية كبيرها
وصغيرها لإطلاق ومشاهدة الألعاب النارية والتلويح بالأعلام في تمام
الساعة التاسعة من مساء هذا اليوم.
حرب الاستقلال
لم يستمر الوفاق بين الأمريكيين والبريطانيين طويلاً، فقد صدرت
قوانين بريطانية جديدة تثير الغضب والاستياء لدى الأمريكيين إلى
درجة أن بريطانيا أرسلت قواتها إلى كل من بوسطن ونيويورك حيث قتلت
بعض المواطنين فيما سُمي بمذبحة بوسطن التي رد عليها الأمريكيون
بالاحتجاج المعروف "ببوسطن تي بارتي". وعاقبت بريطانيا المتمردين
بإغلاق ميناء بوسطن وزيادة سلطة الحاكم البريطاني، وإجبار
المستعمرين على إيواء وإطعام البريطانيين. ورد ممثلو المستعمرات
البريطانية بتشكيل المجلس القاري الأول بفيلادلفيا والذي ضم 13
مستعمرة والذي أجبر بريطانيا على سحب القوانين القسرية. وفي الرابع
من يوليو 1776 أعلن المجلس القاري الرابع الاستقلال عن بريطانيا
مكونا الولايات المتحدة الأمريكية وبدأت بعد ذلك الحرب الطاحنة بين
أمريكا وبريطانيا حتى انتصر الأمريكان في 1781 في معركة يوركتاون
بفرجينيا. ثم وقَّع الطرفان معاهدة فرساي في 1783 وكانت بمثابة
إعلان بنهاية الثورة الأمريكية. وفي عام 1787 وقع المندوبون من
جميع الولايات المتحدة على اتفاقية دستور البلاد التي تم التصديق
عليها في سنة 1788.
الدستور.. الاختراع الأمريكي الأهم
من حسن حظ أمريكا أنها امتلكت شخصيات كبيرة في تلك اللحظة
الحاسمة من بدء تاريخها، من بين هذه الشخصيات بالإضافة إلى جورج
واشنطن (بطل الاستقلال الأمريكي)، توماس جيفرسون الذي ساعد جورج
واشنطن كثيرا وكان شريكه في إعلان الاستقلال.
شغل جيفرسون منصب ثالث رئيس للولايات المتحدة، لكن الأهم انه
كان العقل المدبر الذي شكل الفكر السياسي الأمريكي في هذه الفترة
الحاسمة. وكان توماس جيفرسون من أكبر أنصار الديمقراطية والحرية.
ومن إنجازاته شراء ولاية لويزيانا من نابليون بونابرت، وتأسيس
جامعة فرجينيا. ويرى البعض أن تأثيره على سياسة الولايات المتحدة
كان أعظم من تأثير أي زعيم سابق أو لاحق، وحتى هذا اليوم لا يزال
شبحه يخيم على السياسة الأمريكية ولا تزال مبادئه تقود هذه القوة
العظمى العالمية، وغالبا ما يشار إلى الديمقراطية الأمريكية
بالديمقراطية الجيفرسونية كدليل على ذلك.
وأكد جيفرسون على مبدأي الحرية والديمقراطية اللذين تضمنتهما
وثيقة إعلان الاستقلال الأمريكي. وترددت أصداء هذين المبدأين عبر
القرنين الماضيين، وبفضل قوتهما أثرت الولايات المتحدة على الكثير
من دول العالم. وتمتلك الولايات المتحدة أقدم دستور مكتوب في
العالم، والدستور الأمريكي هو أكثر الصادرات الأمريكية شعبية
وأقدمها. وصمم الآباء المؤسسون للولايات المتحدة دستوراً فريداً في
مسار الكفاح المتواصل من أجل حرية الإنسان. تم التأكيد في الدستور
على مبدأ الحكومة الدستورية، التي أملوا في أن تنتشر فكرتها إلى
أبعد من أمريكا. وأعتبر توماس جيفرسون الدستور صرحا قائما، ومثالا
قائما يجب أن تقتدي به الشعوب الأخرى. فكتب قائلاً "من المستحيل
ألا نشعر بأننا نعمل من أجل الإنسانية جمعاء."، لذلك السبب تبنت
العديد من دول العالم نماذج دستورية مقتبسة من الدستور الأمريكي.
أفكار مثل (كل الناس قد خُلقوا متساوين) وأن (خالقهم وهبهم
حقوقاً معينة لا يجوز التفريط بها) قد وضعت في الصدارة كمطلب
أمريكي منذ البداية، ولاحقا دعا ثوريون يسعون إلى كسر أغلال الظلم
والطغيان، من أمريكا الجنوبية إلى أوروبا وإفريقيا إلى آسيا إلى
نفس المبادئ. وعندما أطلقت الولايات المتحدة تلك الأفكار الثورية
إلى العالم عام 1776 لم تتردد إطلاقاً في الالتزام بها بصفة عامة،
رغم حدوث انتكاسات تاريخية فيما يتعلق بمصير الهنود الحمر، وظاهرة
عبودية الأفارقة. بالإضافة إلى تجاوزات وجرائم معاملة الأمريكيين
من أصل ياباني أثناء الحرب العالمية الثانية، ومعاملة العرب
والمسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر.
أسس الدستور الأمريكي
الدستور الأمريكي بوصفه مجموعة من المبادئ السياسية والقانونية
يعني في المقام الأول، خير المجتمع بأكمله وآلية لصيانة حقوق
الأفراد. ويضمن الدستور الأمريكي الدفاع عن حق الفرد في الحياة
والملكية، وفي حرية العبادة والتعبير. ومن أجل ضمان هذه الحريات،
شدد واضعو الدستور الأمريكي على ضرورة وجود قيود لصلاحيات كل من
سلطات الحكم، إضافة إلى مساواة الجميع أمام القانون، وفصل الدين عن
الدولة.
وتستمد مواد الدستور الأمريكي مضمونها من نظريات الفيلسوفين
الإنجليزيين توماس هوبز وجون لوك، والفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو،
وآمن هؤلاء المفكرين بأن قبول الأفراد بالالتزام السياسي تجاه
المجتمع على أساس المصلحة الذاتية والمنطق، وأدركوا تماماً مزايا
مجتمع مدني تكون لأفراده حقوق وواجبات.
أهم مبادئ الدستور الأمريكي
- سيادة الشعب
- سيادة القانون
- الفصل بين السلطات
- الفيدرالية
لا فهم للسياسة الأمريكية دون فهم جوهر الهجرة وحقائق الجغرافيا
الولايات المتحدة الأمريكية أكبر دول المهجر على مستوى العالم.
حيث فتحت أبوابها للهجرة قبل تأسيس أي كيانات منظمة. ومازالت
الهجرة إليها مستمرة حتى يومنا هذا. ويصر المهاجرون الجدد على
التعبير عن وجودهم من خلال ملابسهم، وعاداتهم، ودياناتهم، آكلاتهم،
ولغاتهم.
وعلى الرغم مما تعرض له هؤلاء المهاجرون الجدد من صعوبات جمة،
إلا أنهم استطاعوا أن يشاركوا في الحياة الاجتماعية والاندماج في
نسيج المجتمع الأمريكي مع الحفاظ علي بعض الخصوصية. ومن هنا تطور
ما أصبح يعرف بمصطلح "العقيدة الأمريكية" التي تتمثل في فتح الباب
للمهاجرين من مختلف دول العالم، مع وجود التزام غير مكتوب وغير
معلن بأن يصبحوا أمريكيين في نفس الوقت. أمريكيون لا بالحصول على
شهادة الجنسية الأمريكية، وإنما بتبني نمط الحياة الأمريكي العام
مع الحفاظ على أي خصوصيات ضيقة والإيمان بالأفكار السائدة الحاكمة
للنظام الأمريكي. وفكرة الهجرة تاريخيا تمثلت في قدوم أفراد أو
جماعات إلى للعالم الجديد (أمريكا) من أي مكان في العالم، ومن ثم
بدءهم حياة جديدة كما يريدونها. ووجود الحد الأدنى من التدخل
الحكومي في حياة الأفراد يمكن فهمه في هذا الإطار. وترتبط فكرة
الهجرة للولايات المتحدة بفكرة الهروب، الهروب من الاضطهاد الديني
أو الطائفي أو الطبقي، أما الهروب الأهم فكان الهروب من "القديم"
و"المتعارف عليه". وهي بذلك تتميز عن غيرها من بقية مجتمعات الهجرة
الأخرى. وكان لانعزال الولايات المتحدة الجغرافي عن بقية العالم
القديم أثره في تدعيم فكرة الهروب من القديم. وفقا للكاتب جون دي
كريفكور فإن المواطن الأمريكي هو "كل من يترك خلفه كافة آرائه
القديمة، وأحكامه المسبقة، ويبدأ في استقبال أسلوب جديد للحياة،
وحكومة جديدة يختارها ويطيعها ويتمسك بها، ويصبح أمريكيا كل من
ينضم إلينا، وفي هذه اللحظة سوف تذوب كل القوميات لتكون عرقا جديدا".
ورغم تمتع الولايات المتحدة بتاريخ قصير جدا طبقا لمعايير عمر
الأمم، إلا أن هذا التاريخ شديد الثراء. ومنذ الاستقلال الأمريكي
يفخر الأمريكيون بهويتهم القومية التي ظهرت أثناء حرب الاستقلال،
وتجلت في إعلان الاستقلال عام 1776، وفي دستور عام 1787، ودعمتها
ممارسات الحكومة المستقلة التي جاءت بعد ذلك وارتكزت على مبادئ
وأسس عملية تدعم قيما مثل سيادة الشعب، سيادة القانون، الفيدرالية،
تقديس الحريات الفردية، والمصالح العامة.
وفقا لأحدث تعداد رسمي، بلغ عدد السكان الولايات المتحدة 302
مليون نسمة، الغالبية العظمى منهم من أصول أوروبية. في حين أن
12.8% من السكان من أصول لاتينية Hispanics ويمثلون أكبر أقلية على
مستوى الولايات المتحدة الأمريكية. بينما مثل الأفارقة الأمريكيون
African Americans نحو 12.3% من عدد السكان. ووصلت نسبة السكان من
أصول أسيوية إلى 3.7%. من ناحية آخري فان الحقائق الجغرافية ساهمت
في تميز التجربة الأمريكية، فالولايات المتحدة لا يجب أن تصنف
كدولة، بل هي قارة شاسعة تمتد من سواحل المحيط الأطلنطي إلى سواحل
المحيط الهادي.
ومع ما منحته الطبيعية للولايات المتحدة (أرض ومياه ومعادن
وتنوع مناخي) انكمش حجم الاهتمام بما يحدث خارج الإطار الأمريكي.
ودعمت هذه الحقائق الجغرافية إيمان غالبية الأمريكيين ببعدهم
المباشر عن أي تهديد من الدول الأخرى، وصعوبة التأثير عليهم. ويتضح
ذلك جليا في ظاهرة مشاهدة الأفلام الأجنبية داخل الولايات المتحدة
في دور العرض السينمائي الكبرى، فالولايات المتحدة من أقل
المجتمعات (ضمن الدول المتقدمة) مشاهدة للأفلام غير الأمريكية.
كذلك تعد ظواهر مثل لعبة البيسبول وتسمية المباراة النهائية "بنهائي
العالم"، وعدم الاهتمام (مثل بقية دول العالم بكرة القدم) دليلا
أخرا يدعم هذه الحجج.
أمريكا شيطان أكبر أم أمة عظيمة؟
عندما ننظر للولايات المتحدة يجب أن نفرق بين سياسات إدارة
معينة في فترة زمنية محددة، وبين سلوك الأمة الأمريكية تاريخيا.
والشعب الأمريكي كثيرا ما ينقسم حول القضايا الهامة بنسب متقاربة.
والعرب أكثر من غيرهم من ناحية سوء فهم الولايات المتحدة. ويقتصر
المنطق الرسمي العربي منذ عقود عديدة على النظر للولايات المتحدة
من زاوية الصراع العربي الإسرائيلي، وتم إضافة القضية العراقية
لزاوية رؤية الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة. ويتعامل
السياسيون العرب فقط مع القرارات الأمريكية دون النظر إلى الأسباب
التي تجعل هذه الإدارة أو تلك تتبني سياسة معينة. واختيار البديل
الأسهل يفقد العرب غالبا فهم ما يحدث أمريكيا، وعليه يفشل الجانب
العربي في التعامل مع الجهات الأمريكية من البيت الأبيض، والكونغرس
وحتى الإعلام المستقل. وتتهم الولايات المتحدة الأمريكية كثيرا
بأنها النموذج الصارخ في التاريخ العالمي لاستغلال اقتصاديات الدول
الأخرى، ودعم التفاوت بين دول العالم. وبينما تشكل الولايات
المتحدة فقط 5% من جميع سكان الأرض، فإنها تبتلع 40 % من كل
الموارد الاستهلاكية في العالم. وهي بذلك تستحوذ على الجزء الأكبر
من الموارد المتاحة للبشرية، في نفس الوقت تتهم الولايات المتحدة
بأنها لا تقدم عملياً بالمقابل الشيء المهم.
إلا أنه يمكن الرد على هذه الادعاءات من خلال إلقاء نظرة
موضوعية على حقيقة أن رفاهية وسلامة الولايات المتحدة الأمريكية
يقومان على ابتكار دائم للتقنيات المتقدمة، وهذا يتطلب وجود مخزون
(احتياطي) علمي، وعمل دءوب جاد. وتسخر المجتمعات الأوربية من نظم
العمل في الولايات المتحدة التي تجعل العمال والموظفين يقضون 40
ساعة في العمل أسبوعيا، في حين لا يعمل الأوربي أقل من 35 ساعة!!.
وتهتم الولايات المتحدة بجذب أفضل العقول في العالم من اجل الدراسة
في برامج الدراسات العليا بالجامعات الأمريكية. ويمثل الطلبة
الصينيون والهنود والروس العدد الأكبر من طلاب درجة الدكتوراه في
معظم برامج الهندسة والتكنولوجيا بالجامعات الأمريكية. ودائما ما
تنظر الولايات المتحدة إلى المستقبل، وتقوم بمحاولات لتطبيق أحدث
صيحات التكنولوجيا التي يستفاد منها عالميا فيما بعد. شبكة
الانترنت هي أكبر مثال على ذلك.
ولا تنافس الولايات المتحدة أمه أخري في مجال توفير الفرص
الإبداعية من قبل مواطنيها القادرين والمرموقين، وقد أسس رجال
أمريكيون أغنياء أعظم جامعات ومؤسسات علمية في العالم (هارفارد)، (ستانفورد)،
(ييل)، (جونز هابكينز)، (راند)، (فور)، (روكفلير)، (فولبرايت)
و(كارنيجي). أما (بيل غيتس) فقد تبرع بأكثر من 24 مليار دولار
لصالح أبحاث الإيدز. وبالولايات المتحدة أفضل مستشفيات في العالم (كليفلاند)،
(جونز هابكينز) (ماي كلينيك). بجانب ذلك توفر الولايات المتحدة
أكثر من 50% من الإنتاج الثقافي العالمي (كتب، مجلات، جرائد، أفلام،
ومطبوعات وأبحاث). أما في مجال العلوم، فمجموع ما حصل عليه
الأمريكيون من جائزة نوبل في العشر سنين الأخيرة يزيد عما حصلت
عليه أي قارة أخرى في العالم.
• في الفيزياء 27 منهم 18 أمريكيا
• في الكيمياء 25 عالم منهم 15 أمريكيا
• في الطب 25 عالم منهم 16 أمريكيا
ومن الصعوبة تصور عدم استفادة البشرية جمعاء من نتائج أبحاث
هؤلاء العلماء وغيرهم.
وهكذا مع بلوغ الولايات المتحدة سن 230 عاما، مازال يبقى للعرب
مجال للاستفادة من التجربة الأمريكية أو على الأقل على بعض
ايجابياتها.
وعلاقة الولايات المتحدة معقدة جدا بالعالم العربي ومن مظاهرها
الحديثة وجود أكثر من ربع مليون أمريكي (في صورة عسكريين، محتلين،
رجال أعمال، أكاديميين، طلاب، سائحين) في المنطقة العربية. لذا
يصبح فهم الظاهرة الأمريكية ضرورة إستراتيجية ملحة خاصة في ضوء
التطورات الدولية وتعقيداتها. وسيكون العالم العربي بلا شك على رأس
اهتمامات السياسي والمخطط والباحث والمواطن الأمريكي لعقود قادمة،
وهو ما من شأنه أن يضاعف من ضرورة تحقيق هذا الفهم. |