الوفاء..إيمان

حتى يغيروا (10) قراءة في حلقات

نزار حيدر

 

   ان العراق الجديد الذي يحتاج الى ثقافة جديدة، لا بد ان تعتمد التغيير الذاتي اولا.

   هذا ما اتفقنا عليه في الحلقات الماضية من هذه القراءة.

   وقلنا، بان من الثقافات التي يحتاجها العراق الجديد، هي؛

  اولا: ثقافة الحياة

  ثانيا: ثقافة التعايش

  ثالثا: ثقافة المعرفة

  رابعا: ثقافة الحوار

  خامسا: ثقافة الجرأة

  سادسا: ثقافة الحب

  سابعا: ثقافة النقد

  ثامنا: ثقافة الحقوق

  تاسعا: ثقافة الشورى

  عاشرا: ثقافة الاعتدال

 

حادي عشر: ثقافة الوفاء

متى يفي المرء بوعده؟ ومتى يخلف؟.

   اذا اعتبر المرء، ان الوعد مسؤولية في رقبته، فانه سيفي به مهما كان الثمن، اما اذا كان الوعد في فهمه، طريق للفرار من اللحظة الحرجة، وانه مجرد لقلقة لسان وكلام قد يضطر اليه في وقت الشدة، فانه سوف لن يفكر في الوفاء به حتى اذا كان الثمن بسيطا جدا.

   الاسلام يعتبر ان الوفاء مسؤولية، يجب ان يفي بها المرء، فصاحب الدين لا ينكث بوعده، وذو المروءة لا ينقض عهده، كما ان ذي الشهامة لا يتهرب من وعد يقطعه لاحد، وان كان طفله الصغير، فالوفاء دليل الصدق والامانة.

   تاسيسا على ذلك، يجب علينا ان نتعلم كيف نفي بوعودنا فلا ننقلب عليها بذرائع شتى، كما ان علينا ان نعلم اولادنا الوفاء بالوعد وعدم نكث عهد يقطعونه على انفسهم او لغيرهم، فان من علامات المروءة الوفاء بالعهد والالتزام بالوعد، ولذلك خلد الله تعالى هذه الصفة (الوفاء بالوعد) عند نبيه اسماعيل عليه السلام بقوله {واذكر في الكتاب اسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا} ليتعلمها بني البشر، فيتخذون من نبيه قدوة واسوة في التحلي بها كواحدة من اعظم المناقبيات التي يجب ان يتصف بها المرء، خاصة صاحب الدين والاخلاق الحسنة والصفات الفاضلة.

   ان للوفاء مراتب، كالصبر والايمان والتقوى، وغيرها من الصفات الحسنة، فكيف يمكن لنا ان نرتقي بانفسنا لأعلى مراتب الوفاء؟ وعدم الاكتفاء بالمستويات الدنيا منه؟.

   اعتقد ان ذلك ممكن من خلال ما يلي؛

   اولا: لا شك ان للتربية اثر كبير في تنمية هذه الخصلة الحميدة في انفسنا، ولذلك يجب ان نهتم بتربية اولادنا على هذه الخصلة منذ الصغر، فلا نستهين بقابليتهم على التعلم منا، او لا نعير اهمية لقدراتهم على التطبع على القيم الحسنة، ف (التعلم في الصغر كالنقش على الحجر) كما ورد في الماثور.

   وطريقة التربية هنا، في ان نفي بكل وعد نقطعه لهم، فلا نشعرهم باننا نعدهم بامر ما ليس من اجل ان نفي به، وانما من اجل ان نخدعهم او نتهرب منهم لحظة الحاحهم او اصرارهم على شئ، او من اجل ان نستدرجهم لانجاز امر ما فقط، فاذا ما تم لنا ذلك، هربنا من الوعد واخلفنا عهدنا معهم، ان كل ذلك يطبع في اذهانهم صورة سيئة جدا عن معنى الوفاء، وبالتالي سيكبر الصغير ويشب وهو يتصور بان قطع الوعد على النفس واعطاء العهد للاخرين لا يعني الا الهرب، وهو لا يعني الالتزام والوفاء ابدا، وفي الكبر سيمثل هكذا انسان اسوا صور النكث بالعهد وعدم الالتزام بالوعد، اي بمعنى آخر سيكون، في هذه الحالة، النموذج في الكذب وعدم الصدق وربما الخيانة.

   والاسوا من ذلك، عندما يتعلم الصغير ان قطع العهد يتزامن، في اللحظة ذاتها، مع قرار خفي بنكثه، اي انه يعطي عهدا بالعلن ويقرر النكث سرا في آن واحد، وهو ما نسميه بعدم الوفاء بالعهد مع سبق الاصرار، وتتولد هذه الحالة عند المرء عندما تتكرر تجاربه مع والديه في عدم الوفاء بالعهد وعدم التزامهما بالوعود التي يقطعونها له، وتلك هي الطامة الكبرى، كما يقولون.

   ان من مسؤوليتنا الدينية والاخلاقية والتربوية، ان نعلم اولادنا كيف يفون بوعودهم، كما علينا ان نعلمهم بان لا يقطعوا وعدا الا بعد ان يتيقنوا بانهم قادرون على الوفاء به، ليعذروا انفسهم اذا ما اضطروا الى نكثه لسبب من الاسباب خارج عن ارادتهم.

   على الاب ان يسعى للوفاء بوعده لابنه، او بعضه على الاقل، اذا ما وعده بلعبة، مثلا، اذا انجز مهامه المنزلية او اكمل واجباته المدرسية في المنزل، وان على الام ان تسعى جاهدة من اجل ان تفي بوعدها لبنتها اذا ما وعدتها بنزهة، مثلا، اذا ما ساعدتها في مهامها المنزلية، وان على الاخ الاكبر ان يفي بوعده لاخيه الصغير، والبنت الكبيرة لاختها الصغيرة، وهكذا، ليكون الحاكم في الجو العائلي هو الوفاء بين الجميع، لتنمو عندهم هذه الملكة، فيشبوا وتشب معهم هذه الخصلة الحميدة، فيكبروا اوفياء، وان من الجريمة الكبرى ان يحاول احدهم نكث وعده لاي منهم بحجة النسيان او التغافل او صغر سن الموعود بشئ، فتكرار نكث الوعد سينمي في النفوس عدم الثقة وتكذيب احدهم للاخر، وتاليا سينمي في النفوس ظاهرة النفاق، ان عاجلا ام آجلا، وتلك هي اخطر الصفات التي يمكن ان يشب عليها الانسان، بسبب النكث المتكرر للعهود والوعود.

   ولا ننسى هنا اهمية الوفاء بالعهود بين الاباء والامهات انفسهم، خاصة امام الابناء، فان ذلك، هو الاخر، ينمي عندهم معنى الوفاء والالتزام بالعهد والوعد.

   ولنتعلم ونعلم ابناءنا الوفاء من العباس بن على امير المؤمنين عليهم السلام، والذي رباه ابوه على الوفاء منذ الطفولة، فترجمها واقعا عملاقا في كربلاء، عندما وقف الى جانب اخيه سيد الشهداء السبط الامام الحسين بن علي عليهم السلام في يوم عاشوراء، ليخلد خصلة الوفاء في كل حين، عندما نقرا في زيارته ونقول {فجزاك الله افضل الجزاء واكثر الجزاء واوفر الجزاء واوفى جزاء احد ممن وفى ببيعته واستجاب له دعوته واطاع ولاة امره}.

   لقد وفى العباس عليه السلام بعهده الذي قطعه على نفسه ولربه وابيه الامام امير المؤمنين عليه السلام، بالرغم من كل الظروف القاسية التي مر بها، وبالرغم، كذلك، من الاغراءات العظيمة التي عرضت عليه، والتي وعدته بحماية نفسه من القتل والهلاك، ان ترك السبط وشانه، الا ان ارادته كانت هي الاقوى، وان ايمانه كان هو الحاكم، فتغلب على كل شئ، ليفي بوعده، فخلده التاريخ وخلدته الاجيال.

   ثانيا: والى جانب التربية، فان للثقافة دور مهم في تنمية صفة الوفاء عند الانسان، من خلال التغذية الثقافية على اهمية الوفاء ودوره في صياغة شخصية المرء، وكيف ان الوفاء بالوعد يبني للانسان شخصية محبوبة في المجتمع يثق بها الناس، لدرجة انه يتحول، بمرور الزمن ومع تراكم تجارب الناس معه، الى شخصية فذة مطلوبة لقضاء حوائج الناس ولحل مشاكلهم، وفض النزاعات فيما بينهم، وتلك نعمة كبيرة وعظيمة يمنها الله تعالى على عبده، عندما يجعل له بين الناس لسان صدق، اي يصدقه الناس عندما يقول ويثق به الناس عندما يعد، والى هذا المعنى يشير الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام بقوله {الا وان اللسان الصالح يجعله الله تعالى للمرء في الناس، خير له من المال يورثه من لا يحمده}.

   ان الوفاء هو الذي يحدد معالم شخصية الانسان في المجتمع، وما يشتهر به بين الناس، فملازمة الوفاء للمرء في المجتمع يطبع في ذهن الاخرين عنه صفات الصدق والثبات عند القول والالتزام، وانجاز ما يعد، والعكس هو الصحيح، فان نكث الوعد يرسم صورا قاتمة عنه، بمعنى آخر، فان الوفاء وعدمه هما اللذان يمنحان المرء الاعتبار في المجتمع، وكما هو معلوم فان المرء باعتباره الذي يبنيه بمرور الايام والسنين، وليس بهندامه او هيكله او زيه، فكم من الناس الذين اذا رايتهم يسيرون في الشارع، يعجبك منظرهم وهندامهم و (وقارهم) فاذا سالت عنهم من الاخرين، رمقوهم بالسنة حداد بسبب ضعف اعتبارهم في المجتمع وشهرتهم بين الناس في عدم الوفاء والالتزام بالوعود والعهود، فيما ترى في احيان كثيرة اناس لا يعجبك من منظرهم شئ، فاذا سالت عنهم لم تسمع من الاخرين الا كل خير ومديح، لشهرتهم بين الناس بالوفاء والالتزام بالعهد والوعد.

   ثالثا: يجب ان نتذكر بان الوفاء بالوعد لا يكون مع الصديق فقط، بل حتى مع العدو، فالوعد مسؤولية شرعية يجب ان يلتزم بها المرء لا زال انه قطعه على نفسه امام الاخر، مهما كان هذا الاخر، اما تصور البعض من ان عدم الوفاء بالوعد المقطوع  لغير المسلم مثلا او لغير الملتزم بتعاليم الاسلام، فريضة، فهو تصور خاطئ لا اساس له من الصحة ابدا، بل ان عدم الوفاء بالوعد المقطوع للاخر المخالف، يعد في احيان كثيرة بمثابة الخيانة لما يسبب من توهين للدين وتضعيف لمصداقية المتدين، وبالتالي سيكون سببا الى زرع الشك في صفوف المجتمع، خاصة الذي يتشكل من شرائح اجتماعية مختلفة الدين والمذهب والاثنية وغير ذلك، ونحن في العراق باحوج ما نكون الى ان تشيع بيننا ثقافة الوفاء بالعهود والوعود لتشيع بيننا روح الثقة والثقة المتبادلة، وتاليا، روح التسامح والعفو والمحبة، فالوفاء هو حجر الزاوية في بناء مجتمع تسوده الثقة المتبادلة بين ابنائه.

   ان سيرة الرسول الكريم (ص) تحدثنا عن التزامه بالعهود والمواثيق مع اليهود والنصارى، بل والمشركين، كالتزامه بها مع اقرب الناس اليه من المؤمنين والمؤمنات، فالرسول الذي يقول عن نفسه {ادبني ربي فاحسن تاديبي} لا يمكن ان ينكث وعدا قطعه لذمي او حتى لمشرك، فالوفاء من اخلاق الله تعالى التي ادب بها رسوله الكريم، وكلنا نعرف التزام الرسول (ص) بعهد (صلح الحديبية) الذي وقعه مع مشركي مكة، ولولا ان نكث المشركون بنود الوثيقة، لظل الرسول (ص) ملتزما بها الى يوم يبعثون، لان الوعد والعهد في وعي الرسول الكريم دين يجب الالتزام والوفاء به، وهكذا يجب ان يكون بالنسبة لنا، فنلتزم بالوعد والعهد مع الجميع بغض النظر عن اختلاف الدين والمذهب والقومية والاتجاه الفكري والسياسي، وغير ذلك.

   رابعا: وان اكثر من يجب ان يكون وفيا بعهده ووعده، هم الزعماء والقادة، ومن يمثل الناس في موقع من مواقع المسؤولية، اولئك الذي يصلون اليها من خلال صندوق الاقتراع، اي على اجنحة راي الناس بعد ان يعدونهم بمشاريع وخطط ومناهج والتزامات، يمنحهم الناس ثقتهم على اساسها، ولذلك فان على امثال هؤلاء ان يفوا بوعودهم ويلتزموا بوعودهم، فيكونوا اوفياء للناس من خلال التزامهم بوعودهم، والا فانهم سيخسرون صوت الناس وثقتهم ورايهم، وتلك هي، والله، اعظم الخيانة، اولم يقل رسول الله (ص) {اعظم الخيانة، خيانة الامة} وهل خيانة الامة الا الانقلاب على الوعود والعهود التي يقطعها المسؤول على نفسه امامها.

   ان بعض المسؤولين يتعهدون للناس باي شئ في ايام الانتخابات، فقط من اجل ان يكسبوا صوتهم ويحصلوا على رايهم وتاييدهم، فاذا حصلوا على مرامهم وعلى ما يريدون ووصلوا الى سدة الحكم والسلطة، انقلبوا على كل عهد قطعوه، اي انهم ينكثون عهودهم مع سبق الاصرار، وهؤلاء يمثلون اسوا صور الخائنين والافاكين الذي يقولون ما لا يفعلون، ويتعهدون بما لم يفكروا في الالتزام به، انهم المنافقون الذين يسخرون صوت الناس للوصول الى مآربهم واهدافهم الشخصية، وان نموذجهم التاريخي هو معاوية بن ابي سفيان الذي قال للناس في اول خطبة خطبها في مسجد الكوفة بعيد توقيعه على وثيقة (الصلح) مع ريحانة رسول الله (ص) الامام الحسن بن علي المجتبى عليه السلام، بقوله (الا وان كل شئ اعطيت الحسن بن علي تحت قدمي هاتين، لا افي به)  وان على العراقيين ان يحذروا امثال هؤلاء، فلا يمنحونهم الثقة في المرات القادمة، حتى اذا تابوا لهم واقسموا امامهم الايمان المغلضة ووعدوهم بتغيير اسلوبهم واستبدال نهجهم النفاقي، فالذي يستغل ثقة الناس مرة للوصول الى الموقع لخدمة ذاته، يمكن ان يكرر فعلته الشنيعة هذه مرة اخرى واخرى، ولذلك فان على العراقيين ان يحذروا المنافقين، فلا يصدقوا وعودهم مرة اخرى.

   ان المرء الصالح هو الذي لا يعد حتى يكون قادرا على ان يفي، فهو حر لا زال لم يعد، اما اذا وعد، فلا بد ان يفي لانه سيكون عبدا بوعده، كما يشير الى ذلك الامام علي بن ابي طالب عليه السلام بقوله {المسؤول حر حتى يعد} فالوعد عبودية، فتيقن لمن تسلم نفسك ومتى واين؟.

   لقد شدد امير المؤمنين عليه السلام في عهده الى مالك الاشتر رحمه الله عندما ولاه مصر، شدد عليه ان يفي بكل عهد يقطعه مهما كانت الظروف، فان ذلك احمد للعاقبة واحسن للرعية وللدولة على حد سواء، يقول عليه السلام {وان عقدت بينك وبين عدوك عقدة، او البسته منك ذمة، فحط عهدك بالوفاء، وارع ذمتك بالامانة، واجعل نفسك جنة دون ما اعطيت، فانه ليس من فرائض الله شئ الناس اشد عليه اجتماعا، مع تفرق اهوائهم، وتشتت ارائهم، من تعظيم الوفاء بالعهود، وقد لزم ذلك المشركون فيما بينهم دون المسلمين لما استوبلوا من عواقب الغدر، فلا تغدرن بذمتك، ولا تخيسن بعهدك، ولا تختلن عدوك، فانه لا يجترئ على الله الا جاهل شقي، وقد جعل الله عهده وذمته امنا افضاه بين العباد برحمته، وحريما يسكنون الى منعته، ويستفيضون الى جواره، فلا ادغال ولا مدالسة ولا خداع فيه}.

   وفي القران الكريم آية في غاية الروعة، وهي تتحدث عن النتيجة الطبيعية لنكث العهد وعدم الالتزام بالوعد، يقول الله عز وجل في محكم كتابه الكريم {ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين* فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون* فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما اخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون}.

   انها آية رائعة ربطت بين ثلاث قضايا لا تنفك عن بعضها ابدا، مهما فعل الانسان، وهي:

   اولا؛ ان الله تعالى يمنح الانسان بالمقدار الذي يتعهد به امامه، ولذلك يجب ان يفي المرء بما تعهد به لربه عز وجل.

   ثانيا؛ اذا اخل المرء بالتزاماته واخلف الوعد، فان نتيجة ذلك اصابته بالنفاق الذي سيلازمه الى يوم يلقى الله عز وجل، اي الى يوم القيامة.

   ثالثا؛ وان النفاق الذي سيصيبه، يلازمه الكذب، كذلك، فالنفاق والكذب توامان لا ينفصلان عن بعضهما مهما اجريت من عمليات جراحية على المريض، لانهما من فعل الله عز وجل.

   وبقراءة سريعة لنماذج اخلفت وعودها، سنقرا فيها هذه الحالة (النفاق والكذب) بشكل واضح لا لبس فيه، ولذلك فان علينا جميعا ان نحذر نكث العهد واخلاف الوعد، لانه يعقب النفاق والكذب في نفوسنا، اي اننا سنتطبع بالنفاق والكذب اذا ما اخلفنا الوعد ولم نف بالعهد.

   ولقد لخص القران الكريم رايه بالعهد في نصف آية بقوله عز وجل {واوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤولا} فالوفاء بالعهد دين، وهو مسؤولية، ويجب ان نتعامل معه على هذا الاساس فقط، فالعهد ليس لقلقة لسان، كما انه ليس طريقا للهرب في اللحظة الحرجة، فاذا وعدت في واذا عاهدت التزم، فذلك دليل الايمان، والعكس هو الصحيح، فنكث العهد نفاق وعدم الالتزام بالوعد خيانة وعدم ايمان.

   ان على القادة والسياسيين في العراق الجديد، اذا ارادوا ان لا يصابوا بالنفاق والكذب، ان يتحاشوا التهرب من مسؤولياتهم ووعودهم التي قطعوها امام الله تعالى للناس الذين منحونهم ثقتهم فصوتوا لهم، وان النفاق والكذب صفتان معنويتان وليستا ماديتان ليحتج احد منهم بانه لا يرى ذلك في ملابسه او في جيبه او على راسه او على مقعد سيارته، انهما شيئان معنويان يصاب بهما المرء (الخائن) الذي لا يفي بعهوده ان عاجلا ام آجلا، قد لا يرى المرء بنفسه اثرهما السيئ،  الا ان الاخرين، بكل تاكيد، يرون ذلك راي العين، وعندما يسقط  مثل هذا المرء في اعين الناس وينعتونه بانه امرء غير ثقة، فلا يصدقونه ولا يتعاملون معه ولا يعتمدون على كلامه، عندها يجب ان يعترف (الخائن) بانه بدا يقطف نتيجة خيانته ثمارا فاسدة لا تصلح للاكل.

  يتبع...

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- االاحد  6/تموز/2008 - 2/رجب/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م