الرق الجنسي في دبي: الوجه البشع لقلاع البترول

شبكة النبأ: في الاثر قيل: "اطلب الخير من بطون شبعت ثم جاعت لأن الخير فيها أصيل ولا تطلب الخير من بطون جاعت ثم شبعت لأن الخير فيها دخيل"، فعلى عكس ما هو متوارث من المعاني الانسانية القيّمة التي تؤكد على انه كلما زاد عدد الأثرياء قل عدد الفقراء نجد ان أوجه القبح والبشاعة تزداد مع زيادة الثروات خاصة في المجتمعات التي عانت قديما من عُقد النقص والتخلف والجهل والفقر المدقع وتحولت فجأة بفضل ثروات مثل البترول الى قلاع مالية تتخذ من كل ماهو أجنبي شعاراً تتجمل به بينما تُخفي بقدراتها المالية الخيالية كل أوجه السوء والشر المتأصلة فيها...

ألينا المولدافية مثالاً

كانت ألينا في العشرين من عمرها حين وعدها "حبيبها" بوظيفة كبائعة في البرتغال ومثل العديد من فتيات بلادها الفقيرات والساذجات لم يخطر للقروية الشابة ان مشروعه الحقيقي هو ان "يبيعها" لترغم على ممارسة الدعارة في دبي.

وتروي الفتاة السمراء النحيلة المتحدرة من قرية في منطقة فلورستي شمال مولدافيا وهي تنتحب "كنت اعيش وحيدة مع جدتي لم نكن نملك شيئا".

وتقول وهي ترتعش تحت وطأة الذكريات الأليمة "عرض علي صديقي ان اذهب للعمل في البرتغال كبائعة واكد لي انه سينضم الي فيما بعد فوافقت على الفور". وحصل لها "صديقها" على تأشيرة دخول الى البرتغال ورافقها الى المطار حيث عهد بها الى رجل آخر قال لها انه "من معارفه" وسافرت معهما مولدافية شابة ثانية.

لم تشتبه ألينا باي شيء وحين وصلت الى لشبونة جردت من جواز سفرها ووجدت نفسها محتجزة مع المرأة الشابة الاخرى في شقة وتقول وهي تبكي "ادركت في تلك اللحظة انني وقعت بين ايدي متجرين بالبشر".

وبعد اسبوع اقتاد الرجل المرأتين الى مطار لشبونة حيث سلمهما الى رجل آخر وتروي "في المطار اعطاني جواز سفري في اللحظة الاخيرة لكنني لم اجرؤ على الصراخ كنت وكأنني مشلولة".

وعند وصولهما الى دبي "بيعت" المولدافيتان الى اوزبكستانية متزوجة من شرطي اماراتي واكتشفتا ان الزوجين "يملكان" احدى عشرة مولدافية واوكرانية محشورات في غرفة واحدة.

وحذرتها احدى هؤلاء النساء "عليك ان تمارسي الدعارة في الحانات والمراقص والشوارع واذا رفضت فسوف يضربانك ويمكن ان يقتلانك حتى". بحسب فرانس برس.

وحددت المرأة الاوزبكستانية الشروط فكان على ألينا الخاضعة لمراقبة متواصلة ان تكسب عشرة الاف يورو قبل ان تستعيد جواز سفرها. وتصاب المرأة الشابة بالاحباط لمجرد تذكر معاناتها.

واوضحت مينودورا ليسنيك الطبيبة النفسية في جمعية "شرف وحقوق النساء اليوم" المولدافية "مثل العديد من الضحايا لقد اخفت التفاصيل لفترة طويلة في اعماق روحها ثم روت اشياء فظيعة عن الضرب المبرح وعمليات الاغتصاب المتتالية".

وبعد ثلاثة اشهر من الاستعباد الجنسي تمكنت الينا من الهرب فلجأت الى مركز شرطة حيث القيت في السجن.

وقالت "ادركت انه لا يمكنني الاعتماد على اي من الشرطة او القضاء" وبدون اوراق ثبوتية فان "الخيار الوحيد هو ممارسة الدعارة لكسب المال والعودة الى مولدافيا".

واقامت على مدى ستة اشهر مع احد "زبائنها" الاماراتيين وحملت لكنها اوقفت في الشارع ولما لم تكن تملك اوراقا ثبوتية القيت في السجن مجددا حيث انجبت ابنا. ولم يستجب والد طفلها لطلبات الاستغاثة التي كانت توجهها اليه.

وبعدما امضت ألينا عاما كاملا في السجن مع ابنها اطلق سراحها في نهاية 2006 واعيدت الى بلادها مع طفلها بواسطة السفارة الروسية في دبي.

وتوضح انه "لم يكن لها أب" ولا تربطها "علاقات قوية" بوالدتها فعادت للعيش الى جانب "جدتها التي "لطالما فهمتها".

أما صديقها السابق فقد اختفى بدون ان يترك آثرا. وفي مطلق الاحوال فهي لم تكن ترغب في رفع شكوى شأنها في ذلك شأن العديد من الضحايا المولدافيات وتقول "الشرطة والقضاء متواطئان مع المتجرين".

ولم ترو المرأة الشابة البالغة من العمر حاليا 25 عاما أياً من معاناتها في قريتها لكن "الجيران يتكلمون عنها بالسوء" منذ ان عادت ويعاملونها على انها "مذنبة اكثر مما هي ضحية".

شبكة النبأ المعلوماتية- االخميس  3/تموز/2008 - 29/جمادي الثاني/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م