شبكة النبأ: قد يكون من المرجح للمراقب الدولي أن يقول ان
الولايات المتحدة قد تغير وجه كينونتها السياسية منذ حرب فيتنام
وإلى اليوم. بيد ان الحرب الباردة رجحت أكثر ثوابت السياسية
الأمريكية في أحتواء بعض المواقف الدولية والتعامل معها بهدوء محنك،
مما يرسم للمخيلة ان سياسة هذه الدولة هي المتفوقة في جذب وشد
الصراع السياسي الدولي متى تريد هي ومتى تكون اللحظة مناسبة لذلك.
لكن الذي حصل بعد أحداث سبتمبر، ما هو إلا أنهيار واضح أصاب
الساسة في البيت الأبيض، وتخبط غير مبرر، في شن حملة غير نظامية أو
مدروسة على ما يسمى أعداء أمريكا، هذا لو سلمنا جدلا أنهم فعلا
أعداء أمريكا، وكان هذا الموقف جليا في الكلمات التي نز بها لسان
الرئيس الأمريكي بوش حين قال سنجعلها حربا صليبية.
والمقصد من عدو امريكا كان واضحا، وهو متمثلا بالإسلام،
والمسلمين. بيد ان هذه السياسة التي قادها الجمهوريون الصقور، وهم
على خلاف مع الجمهوريون الحمائم اللذين كانوا في فترة جورج بوش
الأب، فهؤلاء أرادوا ان يثبتوا للعالم قوة أمريكا. فما كان منهم
إلا ان يتورطوا في حربين لاسبيل للخروج منهما، في أفغانستان
والعراق. وهو ما سنراه حسب المحللين الدوليين، تخبط في السياسة
واضح وعدم إنشاء مخرج للأزمة.
(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تستعرض عليكم الأزمة
الأمريكية الواضحة في حرب العراق، وكيف هي السياسة المنقوصة والغير
مكتملة أو مدروسة لم تضع أفقا للتصور في مرحلة ما بعد الحرب:
أفتقار الرؤيا الأمريكية إلى ما بعد غزو
العراق
وقالت صحيفة نيويورك تايمز ان تقريرا جديدا للجيش الامريكي عن
حرب العراق ينتقد كبير القادة الامريكيين لهذا الغزو لقراره
المفاجيء باصلاح القيادة العسكرية التي تتخذ من بغداد مقرا لها.
واضافت الصحيفة ان التقرير المؤلف من 696 صفحة ومن المقرر نشره
يركز على الثمانية عشر شهرا التي تلت اعلان الرئيس جورج بوش في
مايو ايار 2003 ان العمليات الحربية الرئيسية في العراق انتهت.
ويخلص تقرير: في المرحلة الثانية..الانتقال الى الحملة الجديدة.
الى ان قرار الجنرال تومي ار.فرانكس والذي عارضه نائب قائد هيئة
اركان الجيش ادى الى انشاء قيادة تفتقر الى الافراد بقيادة جنرال
رقي حديثا.
وقالت الصحيفة ان هذه الخطوة كانت مفاجئة ولم يكن معظم كبار
القادة في العراق على علم بها. بحسب رويترز.
وتقول ايضا هذه الدراسة غير السرية التي اعتمدت على 200 مقابلة
اجراها مؤرخون عسكريون ان القيادة الجديدة لم تعد من اجل نوعيات
المسؤوليات التي تلقتها.
وابلغ الجنرال فرانكس الذي تحدث من خلال مساعد الصحيفة انه ناقش
الغزو العراقي في كتابه وانه لم ير هذه الدراسة بعد.
ويقول التقرير ان احدى المشكلات الاساسية كانت نقص التخطيط
التفصيلي قبل الغزو لفترة ما بعد الحرب مما يعكس الى حد ما تفاؤل
البيت الابيض ووزارة الدفاع بشأن مستقبل الحرب.
وقال الجنرال توماس جي.تورانس قائد مدفعية الكتيبة الثالثة مشاة
في التقرير: استطيع ان اتذكر انني وجهت هذا السؤال خلال تدريبنا
على الحرب وتطوير خطتنا.. حسن اننا في بغداد ما هو التالي.. ولم
اتلق اجابة شافية حقيقية.
فشل الجيش الأمريكي في تقديرات آفاق
الحقيقة الحربية
وأقرت دراسة أعدها مؤرخو الجيش الأمريكي بصحة معظم الانتقادات
التي كان خصوم الإدارة الأمريكية يثيرونها حول الحرب في العراق،
فاعترفت أن السيطرة العسكرية على تلك البلاد كانت تتطلب مئات آلاف
الجنود وأن الإدارة العسكرية كانت في بعض الأحيان دون المستوى.
كما أشارت الدراسة الرسمية غير المسبوقة إلى الفشل في تقدير حجم
عمليات النهب والفوضى التي تبعت سقوط النظام، وكذلك إلى التقصير في
توقع صمود الدولة العراقية بعد سقوط بغداد، وذلك إلى جانب الأخطاء
الفادحة التي تمثلت بحل الجيش وإقصاء عناصر حزب البعث.
وجاء في الدراسة الواقعة في 720 صفحة وتحمل عنوان "عند النقطة
الثانية: الانتقال إلى الحملة الجديدة، أن الجهات التي خططت للحرب
في العراق اعتقدت أن الحكومة في بغداد ستظل فاعلة بعد رحيل صدام،
لذلك فهي لم تستعد للفوضى التي عمّت البلاد.
كما أشارت إلى أن الحشود العسكرية التي وفرها التحالف الدولي،
والتي قارب عددها 150 ألف جندي، كانت بالكاد تعادل نصف القوة
المطلوبة لضمان الأمن في العراق، وفق تصورات واضعي الخطط. بحسب
(CNN).
وتابع التقرير الذي أعده مؤرخون عسكريون في قاعدة "فورت ليفنورث"
بتكساس: وتبرز هذه العوامل إلى جانب أن الخطة الرئيسية كانت تفترض
سيطرة ميدانية سريعة، تُسلّم الأمور بعدها للعراقيين لتبدأ عمليات
الانسحاب، لكن هذا السيناريو أتضح بأنه مستحيل.
وأضاف: كان من الواجب توقع الحاجة للمزيد من القوات بناء على
الخبرات السابقة، ويدل الفشل في منع عمليات السلب والنهب والتقصير
في حماية الحدود ومخازن السلاح المتفرّقة بعد انهيار النظام على
وجود هذا النقص في أعداد الجنود.
وتنقل الدراسة عن الجنرال وليام والاس، الذي قاد اللواء الخامس
خلال احتلال العراق قوله: لقد كانت تقديراتنا خاطئة، لذلك وضعنا
خططاً لا تتوافق مع الظروف القائمة.
ولم يقف مسلسل الأخطاء الأمريكية، وفق الدراسة، عند حدود الفترة
السابقة للتدخل العسكري، بل شمل الأشهر الأولى بعد سقوط نظام صدام،
فشهدت الفترة ما بين مايو/أيار وأغسطس/آب 2003 مجموعة خطوات في
السياق نفسه.
وفي هذا الإطار تبرز القرارات التي كان العديد من الخبراء قد
أشار إليها في السابق، وفي مقدمتها حلّ الجيش العراقي وإقصاء عناصر
حزب البعث من الوظائف والحياة العامة عبر قوانين خاصة.
كما أضاءت الدراسة على نقطة أخرى لم تكن معروفة في السابق،
وتتمثل في القيادة غير الحكيمة للجنرال ريكاردو سانشيز، الذي ورد
أن طاقمه: لم يكن مستعداً للمسؤوليات التي أوكلت إليه.
ويقول العقيد ديفيد بيركنز، وهو قائد كتيبة في فرقة المشاة
الثالثة إن الإدارة الأمريكية احتاجت إلى ما بين ستة وثمانية أشهر
لاستيعاب الوضع الجديد قائلا: بحلول الوقت الذي بات لدينا فيه خطة
جديدة كان جنودنا على الأرض قد لمسوا تبدل المزاج العام العراقي
تجاههم، وبدأ التمرد المسلح بالنمو.
يذكر أن الجيش الأمريكي خسر حتى الآن 4113 قتيلاً، وتشهد الأشهر
الأخيرة تراجعاً واضحاً في خسائره بعد الخطط الأمنية والعمليات
العسكرية التي نُفذت مؤخرا.
قالت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية في عدد، ان مسؤولين كبارا
بالادارة الامريكية وضعوا خطة سرية بنهاية العام الماضي حتى يكون
من الاسهل على قوات العمليات الخاصة الامريكية العمل داخل مناطق
قبلية باكستانية الا أن الخلافات الداخلية بين أجهزة الاستخبارات
في واشنطن وتحويل الموارد للعراق عطلا ذلك.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز بوزارة الدفاع قوله ان هناك خيبة
أمل متزايدة في الوزارة بسبب التأجيل المستمر في نشر فرق العمليات
الخاصة في المناطق الجبلية والقبلية بغرب باكستان حيث يعتقد أن
أعضاء بتنظيم القاعدة يختبئون هناك.
وأفاد تقرير الصحيفة الذي اعتمد على أكثر من 40 مقابلة أجريت في
واشنطن وباكستان بأن الملاذ الامن الجديد لتنظيم القاعدة في
باكستان ناجم جزئيا عن مجاملة الادارة الامريكية للرئيس الباكستاني
برويز مشرف الذي قلل مستشاروه لفترة طويلة من شأن التهديد الارهابي.
وانتهى تقرير الصحيفة الى أن الامر يتعلق أيضا بالاقتتال
الداخلي بين وكالات الاستخبارات الامريكية والتحول في أولويات
البيت الابيض من جهود مكافحة الارهاب في أفغانستان وباكستان الى
الحرب في العراق.
ونقلت الصحيفة عن ضابط متقاعد بوكالة المخابرات المركزية
الامريكية تقديره أن معسكرات التدريب التابعة لتنظيم القاعدة في
باكستان تضم الان ما يصل الى ألفين من المتشددين المحليين والاجانب
مقارنة مع بضع مئات قبل ثلاثة أعوام.
وقالت الصحيفة ان الاقتتال الداخلي داخل وكالة المخابرات
المركزية الامريكية يتضمن خلافات بين ضباط ميدانيين في كابول
واسلام أباد ومركز مكافحة الارهاب في مقر الوكالة في فرجينيا الذي
يفضل شن غارت عن بعد عن طريق اطلاق صواريخ تحملها طائرات بلا طيار
وهو ما سخر منه ضباط ميدانيون ووصفوه بأنهم أطفال يلعبون بلعب.
وأبلغ اثنان من كبار مسؤولي الاستخبارات سابقا الصحيفة أن من
بين أسباب ذلك أن حرب العراق استنزفت معظم ضباط وكالة المخابرات
المركزية الامريكية أصحاب الخبرة الميدانية في العالم الاسلامي.
وذكرت الصحيفة أن كبير القادة التابعين لوزارة الدفاع الامريكية
في أفغانستان اللفتنانت جنرال كارل ايكنبري أمر ضباطه وفرق
العمليات الخاصة وضباط وكالة المخابرات المركزية الامريكية اعداد
ملف بنهاية عام 2006 يوضح دور باكستان في السماح للمتشددين بارساء
ملاذ امن في المناطق القبلية.
وعكس هذا الامر شعورا متزايدا بالغضب داخل وزارة الدفاع من أن
الحرب ضد الارهاب كلف بها حليف لا يعتمد عليه ولان أخطر عدو
للولايات المتحدة أصبح أقوى.
الصدمة المرضية في صفوف الجيش الامريكي
وأفادت بيانات من الجيش الامريكي أن حالات الاصابة الجديدة
باضطرابات ما بعد الصدمة بين الجنود الامريكيين الذين أرسلوا الى
العراق وافغانستان ارتفعت بنسبة 46.4 بالمئة في 2007 ليبلغ اجمالي
عدد الحالات في خمس سنوات نحو 40 الف حالة.
وأظهرت الاحصاءات التي أصدرها الجيش أن عدد الحالات الجديدة
التي شخصتها المنشآت العسكرية على انها اضطرابات نتيجة التعرض
لصدمات ارتفعت الى 13981 حالة العام الماضي من 9549 حالة في عام
2006.
وارتفعت الاعداد بعد أن أرسل الرئيس الامريكي جورج بوش مزيدا من
القوات للعراق في محاولة لقمع العنف الطائفي وزاد فترة خدمة الجندي
من 12 الى 15 شهرا. وزادت الولايات المتحدة قواتها في افغانستان
كذلك. بحسب رويترز.
ويصل بذلك عدد الحالات التي شخصتها المنشآت العسكرية الى 39366
حالة في الفترة من الاول من يناير كانون الثاني 2003 الى31 ديسمبر
كانون الاول 2007 بين افراد القوات التي خدمت في العراق وافغانستان.
ويشمل العدد الاجمالي 28365 حالة بين افراد الجيش و5641 حالة
بين مشاة البحرية و2884 بين أفراد البحرية و2476 من القوات الجوية.
وقال مسؤولون من الجيش ان ارتفاع الاعداد في السنوات القليلة
الماضية يعكس جزئيا زيادة الوعي بالمرض ورصده من جانب الجيش
الأمريكي.
لكن اللفتنانت جنرال اريك شوميكر كبير الأطباء بالجيش قال
للصحفيين: اننا نعرض المزيد من الافراد للقتال كذلك.
ويقول الخبراء كذلك ان أعراض الاضطرابات الناجمة عن التعرض
لصدمات زادت مع عودة الجنود الى القتال خلال فترات الخدمة.
واضطرابات ما بعد الصدمة حالة مرضية قد تنتج عن التعرض لاحداث
مؤلمة في الحروب مثل الاصابة الجسدية أو رؤية اخرين يصابون أو
يقتلون. ومن بين الاعراض سرعة الانفعال ونوبات الغضب العارمة
وصعوبة النوم ومشاكل التركيز والحذر والخوف المبالغ فيهما.
احصائية عن عدد المنتحرين في صفوف الجيش الأمريكي
وقال الجيش الامريكي ان حالات الانتحار بين الجنود في الخدمة
وصلت في عام 2007 الي أعلى مستوى مسجل فيما يرجع بين اسباب اخرى
الى الضغوط النفسية الناتجة عن عمليات الانتشار في العراق
وافغانستان.
وأعلن الجيش ان 115 جنديا قتلوا أنفسهم العام الماضي. ويمثل هذا
العدد زيادة قدرها 12.7 في المئة مقارنة مع حالات الانتحار المسجلة
في 2006 والتي بلغت 102. وفي 2005 بلغ عدد المنتحرين في صفوف الجيش
الامريكي 85.
والرقم المسجل في 2007 هو أعلى عدد لحالات الانتحار في الجيش
منذ ان بدأ في الاحتفاظ بسجلات في عام 1980 . وقال مسؤولون بالجيش
ان المعدل بقي عند نفس المستوى منذ ذلك الحين مع تسجيل 38 حالة
انتحار مؤكدة منذ بداية 2008. وقال الجيش ايضا انه حدثت 935 محاولة
انتحار في 2007 . بحسب رويترز.
وكانت ارقام أولية نشرت في يناير كانون الثاني قد اشارت الي أن
عدد حالات الانتحار في 2007 قد يصل الى 121 .
وحدثت 32 حالة انتحار أو أكثر من ربع العدد الاجمالي الفعلي
لحالات الانتحار في 2007 في العراق حيث أمر الرئيس جورج بوش بارسال
قوات اضافية الى البلاد في مسعى لاخماد العنف الطائفي. وحدثت اربع
حالات انتحار في افغانستان.
وقال الجيش ان الاحصاءات لا تظهر صلة مباشرة بين تكرار عمليات
الانتشار في العراق وافغانستان وبين الزيادة في حالات الانتحار.
لكن مسؤولين اعترفوا بأن الضغوط النفسية الناتجة عن العمليات
الحربية للجيش كان لها اثارها على الجنود بما في ذلك العلاقات
الشخصية التي يشار الى انهيارها كعامل مساعد في 50 في المئة من
حالات الانتحار.
تراجع في معدلات خسائر الجيش الأمريكي في
العراق
وأعلن الجيش الأمريكي في العراق، أن أحد جنوده لقي حتفه نتيجة
حادث غير قتالي، ليصل عدد قتلى القوات الأمريكية طيلة شهر آيار/
مايو إلى (19) جنديا، وهو أدنى معدل شهري لقتلى الجنود الأمريكيين
منذ بداية الحرب على العراق.
وقال بيان أصدره الجيش الأمريكي، إن: جنديا بحريا من القوة
المتعددة الجنسيات (غربي العراق) توفي نتيجة حادثة غير قتالية.
بحسب اصوات العراق.
ولم يكشف البيان عن أي تفاصيل تتعلق بمكان وقوع الحادث أو
طبيعته، مكتفيا بالإشارة إلى أن اسم الجندي سيعلن في بيان من وزارة
الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بعد إبلاغ ذويه.
وبمقتل هذا الجندي ترتفع حصيلة خسائر القوات الأمريكية في
العراق، منذ بدء العمليات العسكرية في آذار/ مارس من العام (2003)
وحتى الآن، إلى (4084) قتيلا.
ومن هذا العدد قتل (19) جنديا فقط ، خلال شهر آيار/ مايو، ما
يجعله أدنى معدل شهري لقتلى الجنود الأمريكيين منذ بداية الحرب على
العراق. وكان شهر شباط / فبراير من العام (2004) هو الأدنى من قبل،
حيث قتل خلاله (20) جنديا.
وذكرت صحيفة التايمز البريطانية (TIMES)، في عددها الصادر
(السبت)، أن إحصاءات وزارة الدفاع الأمريكية أشارت إلى أن العراق
يشهد أدنى مستويات العنف فيه منذ أربع سنوات، سواء بالنسبة لمعدلات
الخسائر بالأرواح بين صفوف مواطنيه أو القوات الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن (البنتاجون) أن آيار/ مايو " أقل الشهور دموية
بالنسبة للقوات الأمريكية، منذ بدء الحرب.
وكانت خسائر القوات الأمريكية في العراق وصلت، خلال نيسان/
أبريل الماضي، إلى (52) جنديا، وتعد هذه أكبر حصيلة قتلى يتكبدها
الجيش الأمريكي خلال شهر واحد، منذ أيلول/ سبتمبر من العام (2007)
الماضي، الذي شهد مقتل (65) جنديا.
وكان شهر آذار/ مارس الماضي شهد مقتل (38) جنديا، فيما قتل خلال
شباط/ فبراير الذي سبقه (29) جنديا أمريكيا، وسقط (40) آخرون خلال
شهر كانون الثاني/ يناير الماضي.
وشهد شهر كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي مقتل (23) جنديا،
ما يجعله ثالث أدنى معدل شهري للخسائر الأمريكية.
وما يزال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من العام (2004) يحتفظ بأعلى
معدل للقتلى في صفوف الجنود الأمريكيين في العراق، بلغ عددهم (137)
جنديا، وهو الشهر الذي شهد مواجهات عنيفة بين القوات الأمريكية
والجماعات المسلحة في مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار غربي البلاد.
ويأتي شهر نيسان/ أبريل من العام نفسه تاليا، حيث سجل مقتل
(135) جندياً. وبعده في المرتبة الثالثة جاء شهر أيار/ مايو من
العام (2007) الماضي، وقتل خلاله (126) جنديا أمريكيا.
سلسلة التغيرات المحتملة في البيت الابيض
بعد الإنتخابات
وفي مواجهة أول تغيير في البيت الابيض في وقت حرب منذ عام 1969
أمر وزير الدفاع روبرت جيتس فريقا بتحديد القضايا والازمات الأمنية
المحتملة التي يتعين ان يكون الرئيس الجديد ووزير الدفاع الجديد
مستعدين للتعامل معها في أول يوم لهما في السلطة.
وقال جيتس كذلك انه طلب من قادة مدنيين داخل وزارة الدفاع (البنتاجون)
وأغلبهم من الساسة الجمهوريين المعينين أن يبقوا في مناصبهم اذا
طلب منهم الرئيس الجديد ذلك حتى يوافق مجلس الشيوخ على من سيحل
محلهم.
وأضاف، ان ذلك قد يضمن بعض الاستمرارية في ادارة الحربين في
العراق وأفغانستان فضلا عن قضايا أخرى.
وتابع جيتس، هذا بالتأكيد أمر يرجع للرئيس الجديد لكني امل ان
يكون أمامهم على الاقل خيار تحقيق بعض الاستمرارية اثناء عملية
الموافقة حتى لا يأتي الوزير الجديد (للدفاع) ليجد انه بمفرده
تماما على الصعيد المدني. بحسب رويترز.
وابلغ الصحفيين: هذا هو أول تغيير في وقت حرب منذ 40 عاما وأنا
فقط اريد ضمان ألا نسقط العصا في وقت الحرب.
وتولى ريتشارد نيكسون الرئاسة خلفا لليندون جونسون في عام 1969
اثناء حرب فيتنام.
وقال جيتس الذي عمل تحت رئاسة سبعة رؤساء ان الوقت الذي يستغرقه
تعيين فريق جديد للأمن القومي بعد تغيير الرئيس طال في السنوات
العشرين الماضية.
وأيد جيتس اقتراحا يهدف الى تسريع العملية بمطالبة المرشحين
للرئاسة بوضع قائمة بالخبراء الأمنيين والمسؤولين الذين قد يرغبون
في تعيينهم في مناصب حكومية في بدء فترة الولاية الجديدة في يناير
كانون الثاني عام 2009. وسيجري التحقيق في خلفيات الاسماء المدرجة
على هذه القوائم في وقت مبكر وتحضير ردود على اسئلة يطرحها مجلس
الشيوخ عندما يدرس الترشيحات للوظائف الحكومية.
وقال جيتس: انها مشكلة حقيقية وقد ازدادت سوءا مع كل تحول رئاسي
على مدى ما بين 20 و25 عاما. كم من الوقت يستغرقه تشكيل فريق...
شهدت الكثير من ذلك ولمسته عن قرب لكنني أريد ان أرى ما اذا كان
بامكاننا تحسين ما كان يحدث في الماضي.
ويختلف المرشحان الرئيسيان المتنافسان على خلافة الرئيس جورج
بوش وهما السناتور الجمهوري جون مكين والسناتور الديمقراطي باراك
أوباما بدرجة كبيرة في ارائهما بشأن قضايا الأمن القومي.
ففيما يتعلق بالعراق على سبيل المثال تعهد اوباما بالبدء في سحب
القوات الأمريكية من منطقة الحرب في حين قد يستمر مكين في انتهاج
سياسة بوش بتعديل مستويات القوات استنادا الى تقييمات القادة
العسكريين للاوضاع الامنية في العراق.
القتال المستقبلي ضمن منظومة الدفاع
والقتال للجيش الأمريكي
وقام الجيش الأمريكي بعرض مجموعة فريدة من الأسلحة الحديثة التي
يمكن أن تدخل في ترسانته مستقبلياً، ضمن برنامج يحمل اسم "نظام
قتال المستقبل"، والذي يدرس البنتاغون اعتماده لتطوير ترسانة
واشنطن العسكرية.
وبرز في هذا الإطار عرض مدفع يحمل اسم: مدفعية الأهداف غير
المرئية، الذي يُشاهد علناً للمرة الأولى، وهو يتحرك على عربة
شبيهة بالدبابة، ويقول خبراء الدفاع في البنتاغون إنه سيختصر الوقت
المطلوب للرد على النيران المعادية إلى النصف.
كما شملت قائمة القطع المعروضة مروحية مسيّرة عن بعد بشكل كامل،
وعربة دون سائق قادرة على نقل وتسليم البضائع إلى الجبهات لتجنب
خطر مقتل السائقين في وحدات النقل كما هو حاصل في العراق.
وتعمل العربة التي تحمل مدفعية الأهداف غير المرئية بمحرك هجين
يجمع بين البطارية الكهربائية ومولد الديزل، الأمر الذي يقلص حاجته
للوقود، ويسمح للجيش الأمريكي بتقليل رحلات نقل صهاريج الوقود التي
غالباً ما تتعرض للهجوم.
وقال بول ماهوني، الناطق باسم برنامج نظام القتال المستقبلي، إن
المعرض يأتي رغبة من منظميه في تأكيد جهوزية القطع المعروضة لدخول
الخدمة.
وأضاف ماهوني أن عرض الأسلحة في واشنطن، وعلى مقربة من الكونغرس،
يهدف لجعل الشيوخ والنواب يدركون بأن أنظمة التسلح المستقبلية هي
هدف عملي وليس مجرد حبر على ورق. بحسب (CNN).
ولفت المسؤول عن برنامج نظام القتال المستقبلي، إلى أن تكلفته
الإجمالية ستبلغ 168 مليار دولار، مع إمكانية دخول بعض القطع ميدان
المعارك الفعلي اعتباراً من عام 2011.
وكان مكتب المحاسبة الحكومية الأمريكي قد أبدى بعض التحفظ على
اعتماد التكنولوجيا المتقدمة التي يضمها البرنامج، مشيراً إلى
عقبات تقنية ومالية قد تحول دون ذلك.
ففي تقرير أعده المكتب في مارس/آذار الماضي، جرى لفت الانتباه
إلى أن البرنامج ككل يعتمد على التواصل اللاسلكي بين أجهزة
الكمبيوتر، مع الإشارة إلى أن تطوير البرنامج خلال الأعوام الخمسة
الماضية لم يحسم الجدل حول إمكانية اعتماد هذه التقنية.
والمعرض من تنظيم الجيش الأمريكي الذي قام بدعوة شركات تطوير
أسلحة متعاقدة مع وزارة الدفاع لعقد أسلحتها التي طورتها بسرعة
فاقت الجدول الزمني المحدد لها.
يذكر أن الجيش الأمريكي عانى الكثير من الخسائر في صفوف جنوده
جراء تعرض مواكب نقل المؤن والوقود في العراق وأفغانستان للهجوم،
كما يبحث عن وسائل لتطوير دروع خاصة بناقلات الجنود والدبابات التي
تتعرض لتفجيرات مدمرة.
تقدم ملحوظ في أداء القوات العراقية بإسناد امريكي
ويقول محللون ان القوات الامريكية بدأت التحول عن وضع خوض قتال
على خط المواجهة في العراق ولكن من المستبعد ان تتيح الظروف
السياسية والامنية سحب اعداد كبيرة من القوات حتى بعد 2009.
واكتشف محللو معهد بروكينجز ومجلس العلاقات الخارجية عقب زيارة
لبغداد تحت رعاية وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ان الجيش
العراقي لديه قدرة مثيرة للدهشة على قيادة جهود امنية مثل عملياته
ضد الميليشيات الشيعية في البصرة وحي مدينة الصدر في بغداد في
الربيع.
ويعتبر مسؤولون امريكيون قدرة القوات الامنية العراقية على تولي
مسؤولية الامن خطوة حيوية في تحول الجيش الامريكي من دوره القتالي
الى عمليات مساندة تسمح بخفض اعداد أكبر من القوات الامريكية.
وقال كينيث بولاك من معهد بروكينجز: ما رأيناه ان التحول
المبدئي.. يجري بشكل طيب. هذا تطور ايجابي جدا. بحسب رويترز.
واضاف، اعداد قوات الامن تزيد ومستواها يتحسن. ان قدراتهم تتحسن
الى حد يؤثر فعليا على الوضع.
ويقول ستيفن بيدل من مجلس العلاقات الخارجية ان دور الجيش
الامريكي في العراق يتحول بشكل متزايد للاشراف علي اتفاقيات وقف
اطلاق النار مع جماعات مسلحة سابقة مما ساهم في انخفاض حاد في
أعمال العنف العام الماضي.
وقال بيدل الذي عمل مستشارا لقائد القوات الامريكية في العراق
الجنرال ديفيد بتريوس: بدأت المهمة الامريكية تتحول من التصدي
للمسلحين.. كما نفهمها بصورة تقليدية.. الى شيء اشبه بحفظ السلام
وليس خوض قتال.
وتحدث محللو معهد بروكينجز ومجلس العلاقات الخارجية في منتديات
منفصلة ولكن بصفة عامة ابدى المحللون تفاؤلا بشأن التقدم الذي احرز
في العراق ولكن ارفقوا هذا التفاؤل بتحذير من ان الظروف يمكن ان
تعود الى ما كانت عليه بكل سهولة.
ودفعت ادارة بوش بقوات اضافية لكبح العنف الطائفي العام الماضي
وتقوم حاليا بسحب القوات القتالية الاضافية ومن المتوقع ان تخفض
القوات لحوالي 140 الفا بحلول اغسطس اب من أعلى مستوياتها التي
تجاوزت العام الماضي 170 الفا. ويوجد 146 ألف جندي امريكي في
العراق في الوقت الحالي.
وذكر محللون ان عدد القوات غير الامريكية المشاركة في التحالف
بالعراق ينخفض ايضا ومن المتوقع ان يقل دون عشرة الاف في اغسطس اب
ايضا.
ويقول مايكل اوهانلون من بروكينجز: يستمر الاتجاه النزولي
لاعمال العنف حتى مع استمرار انخفاض عدد قوات التحالف والقوات
الامريكية ايضا.
وأضاف ان احصاءات الجيش الامريكي والحكومة العراقية تبين ان
العنف ضد المدنيين تراجع بنسبة 80 في المئة منذ بدء تنفيذ قرار
الرئيس الامريكي بزيادة القوات في العام الماضي.
وابلغ بتريوس مجلس الشيوخ الشهر الماضي انه يتوقع خفض مزيد من
القوات في وقت لاحق من العام عقب مغادرة القوات القتالية الاضافية.
غير ان محللين لا يتوقعون خفضا كبيرا للقوات الامريكية حتى عام
2010 تقريبا بعد ان تجرى الانتخابات المحلية في العراق الخريف
المقبل والانتخابات العامة بحلول نهاية عام 2009.
وذكر والي نصر من مجلس العلاقات الخارجية: لم تسهل المكاسب التي
تحققت في العراق على الولايات المتحدة اخراج نفسها (من العراق).
كثير مما هو ايجابي في العراق يعتمد بشكل كبير على المشاركة
الامريكية.
وقال اوهانلون انه يتوقع خفضا "متواضعا جدا" للقوات الامريكية
في عام 2009 ولكن مستويات القوات قد ينخفض اجمالا الى ما بين 50
الى 70 الفا في عام 2011.
وتابع، حين تكون للعراقيين حكومة جديدة امل ان نتمكن من بدء سحب
القوات بمعدل اسرع كثيرا.
وقال بيدل ان الولايات المتحدة ينبغي ان تبقي على أكبر عدد ممكن
من القوات خلال العامين المقبلين لضمان ان يقطع المسلحون
والميليشيات الامل في تحقيق اهداف سياسية من خلال العنف.
مكين: حرب عالمية ثالثة هي فقط التي تبرر
إعادة التجنيد الاجباري
وقال جون مكين المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الامريكية ان
حربا عالمية ثالثة هي فقط التي تبرر إعادة التجنيد العسكري
الاجباري في الولايات المتحدة.
ويخشى كثير من الامريكيين ان تضطر الحكومة الامريكية الى اعادة
التجنيد الاجباري في القوات المسلحة بالنظر الى استمرار الحرب في
العراق وافغانستان.
وسأل ناخب محتمل في فلوريدا مكين في اتصال هاتفي عن ذلك
الاحتمال فأجابه قائلا: لاأعرف ما الذي سيجعل التجنيد الاجباري
يحدث ما لم نكن في حرب عالمية ثالثة شاملة.
وأنهت الولايات المتحدة التجنيد الاجباري في القوات المسلحة في
1973 في الاعوام الاخيرة من حرب فيتنام وتحولت الى جيش كله من
المتطوعين. بحسب رويترز.
وقال مكين الذي شارك في حرب فيتنام ان التجنيد الاجباري اثناء
تلك الحرب كان اثره الاكبر على الامريكيين ذوي الدخول الادنى وان
هذا يجب ألا يتكرر. واضاف قائلا: لا أعتقد ايضا ان التنجيد
الاجباري ممكن اجراؤه أو شيء مرغوب فيه. |