لم ترحل أيها الرضا

ياسر محمد

 على جراحات الألم

ينحت الرسام صورة كادت تخطف الأبصار

يحفرها بسرعة كيلا تسرق عيون الناظرين

فيجعلها في قطعة صغيرة محدودة

يظن أنه يخفي تألقها

فتثير النقع والعواصف، لتحفر نفسها على جدران الزمن في كل لحظة ومكان

متخطية البلدان

مورثةً الفضيلة والعلم

تزداد جلاءً أكثر من ذي قبل

تمر عليه الأيام محاولاً تخريب معالمها وتفتيتها

لعل الزمن يمسحها من ذاكرة الناس

يرميها ليلتهمها القضاء

فتستقبله راضية قانعة بقسمة الله

فتبدو أجلى وأوضح وأحب في نفوس العارفين

برمته يحتظنها الكون ويروي بها دموعه

لم يعلم أنه الإكسير الذي غير الحياة

تتغير الدنيا من حوله ليستثير الهمم

يرتوي منه الكهل والشاب، فيجده أستاذاً للناس كما للفقهاء

ينتشلهم من مرتميات السقوط

يترك ذكريات كثيرة وعلم لا ينضب

فتخرج الألوف مشيعة له بالقلوب والدموع

تطوف به كربلاء.. ويطوف الناس تلبية بإحرام الفضيلة

فيستقبله الحسين ضيفاً دائماً في صحنه القدسي كرامة وشكرا

ليكون سلطاناً أخلص لله وأهل بيت محمد فنال شرفا

فإن كنت رحلت .. فأنت باق أيها الرضا

فأنت باق..

 

* السعودية/القطيف

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- االسبت  7/حزيران/2008 - 3/جمادي الثاني/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م