عودة أطباء العراق دليل أمل عودة العافية لبلدهم

شبكة النبأ: بعد التحسن الامني الحاصل في العراق مؤخرا، وماشهدته الساحة الأمنية من التطورات في القضاء على المظاهر المسلحة والإرهابية والعصابات، بات الشارع العراقي ينظر بأمل إلى كل أبنائه الذين هجروه خوفا وتهديدا وقمعا وتضررا.

الاطباء العراقيين ورحلة البحث عن المصير المجهول خارج أرضهم، وكيف عادت بهم الريح عكسيا إلى وطنهم وماذا ينتظرهم هناك، بين القرارات الوزارية، والاقتراحات البرلمانية، والحالة التي تمتاز بها المستشفيات العراقية، من النقص الحاد الحاصل بين الكادر والآلة والمادة.

(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تستعرض لكم المسيرة التي قادت الأطباء العراقيين إلى الخارج ثم سرعان مالبثوا برجوعهم إلى وطنهم. وما هي العقبات التي تنتظرهم:   

عودة الأطباء العراقيين بعد فرارهم من العنف

تحاول الحكومة العراقية تشجيع مئات الاطباء العراقيين الذين فروا من العنف على العودة قائلة ان الأمن تحسن وان البعض عاد الى الوطن بالفعل مدفوعا بتحسن الوضع الأمني.

وقال رشيد الناصري رئيس لجنة حماية الأطباء ان أكثر من 400 طبيب عراقي عادوا هذا العام وشجعهم على ذلك تراجع العنف وتحسن المرتبات.

وقال الناصري في مؤتمر عقد في بغداد لدراسة سبل تشجيع الأطباء على العودة ان الهجرة الى الخارج توقفت وان الحكومة العراقية تعمل كل جهدها الآن لتشجيع الهجرة الى الداخل.

وفر الاطباء وأصحاب مهن اخرى بالمئات خلال فترة تفجر العنف في السنوات التي اعقبت الغزو الامريكي للعراق عام 2003 في اطار ما وصف بنزيف العقول.

وتركز كثير من الاهتمام على الاطباء وهم من صفوة المجتمع لانهم كانوا مستهدفين من قبل مسلحين يريدون إشاعة الذعر في البلاد ومن جانب خاطفين يريدون الحصول على فدى.

وقالت نقابة الاطباء العراقيين في ديسمبر كانون الأول ان ما يتراوح بين 60 و70 في المئة من بين 2327 طبيبا متخصصا بفترة خبرة تصل الى ما بين 15 و20 عاما رحلوا عن العراق. وذكرت النقابة انها لا تملك أرقاما جديدة عن عدد العائدين. بحسب رويترز.

وأبلغ الناصري المؤتمر ان 176 طبيبا قتلوا خلال الخمس سنوات الماضية لكن الموقف الامني تحسن كثيرا الآن وتراجع العنف في مايو ايار الى أدنى مستوياته خلال اربع سنوات.

وأصدر المؤتمر توصيات ببناء تجمعات سكنية تخضع لحماية أمنية للاطباء في المستشفيات وتطبيق القوانين الخاصة بمعاقبة المعتدين على الأطباء كما اقترح السماح للاطباء بحمل السلاح.

وفي رسالة تليت خلال الاجتماع قال نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي ان حكومته مستعدة للتعامل مع كل النتائج التي يخلص اليها المؤتمر.

وقال ناظم عبد الحميد قاسم رئيس نقابة الأطباء العراقيين الذي حضر المؤتمر انه على الدولة ان تضمن الأمن ومستويات اجتماعية واقتصادية جيدة حتى تشجع الاطباء على العودة.

وأضاف، نقول للدولة اننا لم نترك العراق واننا نساعد شعب العراق، وطالبها بحماية الاطباء العراقيين.

ظاهرة الهجرة العكسية لأطباء العراق

اعلن المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا اليوم ان 500 طبيب عراقي عادوا الى العراق بعد التحسن الامني الذي شهدته بغداد.

واوضح عطا في تصريح ان المسؤولين في وزارة الصحة اكدوا لقيادة عمليات بغداد ان التحسن الامني الذي تحقق كان سببا في عودة 500 طبيب عراقي الى بغداد.

وكانت الامانة العامة لمجلس الوزراء عقدت مؤتمرا لحماية الاطباء ووضع الاليات المناسبة والخطط الكفيلة لحمايتهم.

واعلنت وزارة الصحة ان 500 من بين 8 الاف طبيب عادوا بداية العام الحالي مشيرة الى تشكيلها لجنة لتسهيل عملية عودتهم باسرع وقت.

وقال رئيس اللجة التحضيرية للمؤتمر الدكتور رشيد مجيد الناصري ان هجرة الاطباء توقفت والان بدأت هجرة معاكسة بعودتهم الى ارض الوطن.

من جهته ذكر الدكتور عادل محسن عبد الله المفتش العام في وزارة الصحة ان الوزارة تلقت اتصالات عدة من اطباء عراقيين في الخارج اعربوا عن رغبتهم في العودة الى العراق.

واوضح ان الصحة سجلت مغادرة ثمانية الاف طبيب خارج العراق خلال خمس السنوات الماضية نتيجة لتدهور الاوضاع الامنية وتعرضهم للتهديد والابتزاز والخطف.

وقال مدير اعلام وزارة الصحة محمد جياد ان الوزارة شكلت لجنة خاصة لاعادة الاطباء المهجرين برئاسة الوكيل الاداري الدكتور خميس السعد موضحا ان اللجنة باشرت اعمالها بشأن وضع خطط واليات عودة الاطباء. بحسب كونا.

واكد ان الوزارة اتفقت مع مجلس محافظة بغداد على انشاء ثلاثة مجمعات سكنية خاصة للاطباء يقع الاول بالقرب من مدينة الطب فيما يقع الاخران في الرصافة والكرخ.

فيما اشار نقيب اطباء العراق الدكتور ناظم عبدالواحد الى اهمية توفير الظروف الامنية المناسبة لعودة الاطباء.

وقال عبد الواحد ان وزارة الصحة جادة بتوفير جميع الوسائل لعودة الاطباء لاسيما ما يتعلق بالنظام العلمي الجيد ورفع الحالة الاقتصادية للطبيب معربا عن تفاؤله بسعي الحكومة الجاد لرعاية الاطباء وضمان عودتهم الى العراق التي ستسهم في تحسن كبير بالواقع الصحي.

معاناة العراق الدائمة من النقص الحاد في الكوادر الطبية

قالت عضو لجنة الصحة في مجلس النواب العراقي النائبة عن كتلة الائتلاف الموحد جنان العبيدي إن العراق لا يعاني من نقص في أبنية المستشفيات أو المراكز الصحية، بل من نقص حاد في الكوادر الطبية المتمثلة في الأطباء والممرضين والممرضات.

وكان رئيس الوزراء العراقي نور ي المالكي أعلن، خلال لقائه رئيسة منظمة عمار للإغاثة البارونة إيما نيكلسن، عن وجود توجه حكومي لبناء ثلاثة آلاف مركز صحي في عموم محافظات العراق.

وأوضحت العبيدي في حديثها أن الحكومة العراقية قامت خلال السنوات الأخيرة ببناء عشرات المراكز الصحية في مختلف أنحاء العراق، إلا أنها لم تفتح بسبب عدم وجود كوادر طبية لتقديم الخدمات الطبية في هذه المراكز.

وأضافت عضو لجنة الصحة في مجلس النواب العراقي أن الأطباء العراقيين والكوادر الطبية الأخرى لا يجدون محفزاً للعمل في هذه المراكز بسبب قلة الرواتب المخصصة لهم للعمل فيها، فضلاً عن بعد هذه المراكز عن أماكن سكن الكوادر الطبية.

وطالبت العبيدي الحكومة العراقية بإعطاء رواتب عالية للطبيب العراقي، والعمل على إيجاد نظام جديد للرواتب خاص بالكوادر الطبية، تكون مجزية وتتناسب مع الأوضاع المعاشية الحالية في البلاد. بحسب نيوزماتيك.

وأكدت عضو لجنة الصحة في مجلس النواب العراقي على ضرورة اعتماد نظام الضمان الصحي في العراق، كما معمول به في أغلب دول العالم، والذي ينص على مشاركة المواطن بمبالغ معينة للحصول على العلاج.

ولفتت العبيدي إلى أن تطبيق نظام الضمان الصحي سيكون الحل الجذري لأزمة تردي الخدمات الصحية التي يعاني منها العراق منذ عقود، وسيساهم في زيادة الأجور التي تحصل عليها الكوادر الطبية وتحفيزها على ممارسة عملها بجدية.

يذكر أن النظام الصحي في العراق يعاني من مشاكل وأزمات متعددة بسبب العقوبات التي فرضت على العراق منذ عام 1990 وحتى عام 2003، فضلاً عن تدهور الوضع الأمني خلال السنوات الخمس الماضية.

وهاجر عدد كبير من الأطباء العراقيين إلى دول الجوار، بسبب تهديدات بالقتل من قبل مسلحين.

شبكة النبأ المعلوماتية- االثلاثاء  1/تموز/2008 - 27/جمادي الثاني/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م